اللهم صل على محمد وآل محمد
قوله تعالى وَ إِذْ قالَ مُوسی لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قالُوا أَ تَتَّخِذُنا هُزُواً قالَ أَعُوذُ بِاللَّـهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجاهِلِينَ (67) ).
- سورة البقرة (2): آية 67.
العسکری (علیه السلام):
- قَالَ اللَّهُ عَزَّوَجَلَّ لِیَهُودِ الْمَدِینَةِ وَ اذْکُرُوا ... أَنَّ امْرَأَةً حَسْنَاءَ ذَاتَ جَمَالٍ وَ خُلْقٍ کَامِلٍ وَ فَضْلٍ بَارِعٍ وَ نَسَبٍ شَرِیفٍ وَ سِتْرٍ ثَخِینٍ کَثُرَ خُطَّابُهَا وَ کَانَ لَهَا بَنُو أَعْمَامٍ ثَلَاثَةٍ فَرَضِیَتْ بِأَفْضَلِهِمْ عِلْماً وَ أَثْخَنِهِمْ سِتْراً
وَ أَرَادَتِ التَّزْوِیجَ بِهِ فَاشْتَدَّ حَسَدُ ابْنَیْ عَمِّهِ الْآخَرَیْنِ لَهُ وَ غَبَطَاهُ عَلَیْهَا لِإِیثَارِهَا إِیَّاهُ فَعَمَدَا إِلَی ابْنِ عَمِّهَا الْمَرْضِیِّ فَأَخَذَاهُ إِلَی دَعْوَتِهِمَا ثُمَّ قَتَلَاهُ وَ حَمَلَاهُ إِلَی مَحَلَّةٍ تَشْتَمِلُ عَلَی أَکْثَرِ قَبِیلَةٍ فِی بَنِیإِسْرَائِیلَ فَأَلْقَیَاهُ بَیْنَ أَظْهُرِهِمْ لَیْلًا
فَلَمَّا أَصْبَحُوا وَجَدُوا الْقَتِیلَ هُنَاکَ فَعُرِفَ حَالُهُ فَجَاءَ ابْنَا عَمِّهِ الْقَاتِلَانِ لَهُ فَمَزَّقَا عَلَی أَنْفُسِهِمَا وَ حَثَیَا التُّرَابَ عَلَی رُءُوسِهِمَا وَ اسْتَعْدَیَا عَلَیْهِمْ فَأَحْضَرَهُمْ مُوسَی (علیه السلام) وَ سَأَلَهُمْ فَأَنْکَرُوا أَنْ یَکُونُوا قَتَلُوهُ أَوْ عَلِمُوا قَاتِلَهُ.
قَالَ: فَحَکَمَ اللَّهُ عَزَّوَجَلَّ عَلَی مَنْ فَعَلَ هَذِهِ الْحَادِثَةَ مَا عَرَفْتُمُوهُ.
فَقَالُوا: یَا مُوسَی (علیه السلام)! أَیُّ نَفْعٍ فِی أَیْمَانِنَا لَنَا إِذَا لَمْ تَدْرَأْ عَنَّا الْغَرَامَةَ الثَّقِیلَةَ أَمْ أَیُّ نَفْعٍ فِی غَرَامَتِنَا لَنَا إِذَا لَمْ تَدْرَأْ عَنَّا الْأَیْمَانَ.
فَقَالَ مُوسَی (علیه السلام): کُلُّ النَّفْعِ فِی طَاعَةِ اللَّـهِ تَعَالَی وَ الِایتِمَارِ لِأَمْرِهِ وَ الِانْتِهَاءِ عَمَّا نَهَی عَنْهُ.
فَقَالُوا: یَا نَبِیَّ اللَّـهِ! غُرْمٌ ثَقِیلٌ وَ لَا جِنَایَةَ لَنَا وَ أَیْمَانٌ غَلِیظَةٌ وَ لَا حَقَّ فِی رِقَابِنَا لَوْ أَنَّ اللَّهَ عَزَّوَجَلَّ عَرَّفَنَا قَاتِلَهُ بِعَیْنِهِ وَ کَفَانَا مَئُونَتَهُ فَادْعُ لَنَا رَبَّکَ أَنْ یُبَیِّنَ لَنَا هَذَا الْقَاتِلَ لِیَنْزِلَ بِهِ مَا یَسْتَحِقُّهُ مِنَ الْعِقَابِ وَ یَنْکَشِفَ أَمْرُهُ لِذَوِی الْأَلْبَابِ
فَقَالَ مُوسَی (علیه السلام): إِنَّ اللَّهَ عَزَّوَجَلَّ قَدْ بَیَّنَ مَا أَحْکُمُ بِهِ فِی هَذَا فَلَیْسَ لِی أَنْ أَقْتَرِحَ عَلَیْهِ غَیْرَ مَا حَکَمَ وَ لَا أَعْتَرِضَ عَلَیْهِ فِیمَا أَمَرَ أَ لَا تَرَوْنَ أَنَّهُ لَمَّا حَرَّمَ الْعَمَلَ فِی السَّبْتِ وَ حَرَّمَ لَحْمَ الْجَمَلِ لَمْ یَکُنْ لَنَا أَنْ نَقْتَرِحَ عَلَیْهِ أَنْ یُغَیِّرَ مَا حَکَمَ بِهِ عَلَیْنَا مِنْ ذَلِکَ بَلْ عَلَیْنَا أَنْ نُسَلِّمَ لَهُ حُکْمَهُ وَ نَلْتَزِمَ مَا أَلْزَمَنَاهُ وَ هَمَّ بِأَنْ یَحْکُمَ عَلَیْهِمْ بِالَّذِی کَانَ یَحْکُمُ بِهِ عَلَی غَیْرِهِمْ فِی مِثْلِ حَادِثَتِهِمْ
فَأَوْحَی اللَّهُ عَزَّوَجَلَّ إِلَیْهِ: یَا مُوسَی (علیه السلام)! أَجِبْهُمْ إِلَی مَا اقْتَرَحُوا وَ سَلْنِی أَنْ أُبَیِّنَ لَهُمُ الْقَاتِلَ لِیُقْتَلَ وَ یَسْلَمَ غَیْرُهُ مِنَ التُّهَمَةِ وَ الْغَرَامَةِ فَإِنِّی إِنَّمَا أُرِیدُ بِإِجَابَتِهِمْ إِلَی مَا اقْتَرَحُوا تَوْسِعَةَ الرِّزْقِ عَلَی رَجُلٍ مِنْ خِیَارِ أُمَّتِکَ دِینُهُ الصَّلَاةُ عَلَی مُحَمَّدٍ (صلی الله علیه و آله) وَ آلِهِ الطَّیِّبِینَ (علیهم السلام) وَ التَّفْضِیلُ لِمُحَمَّدٍ (صلی الله علیه و آله) وَ عَلِیٍّ (علیه السلام) بَعْدَهُ عَلَی سَائِرِ الْبَرَایَا أُغْنِیهِ فِی هَذِهِ الدُّنْیَا فِی هَذِهِ الْقَضِیَّةِ لِیَکُونَ بَعْضُ ثَوَابِهِ عَنْ تَعْظِیمِهِ لِمُحَمَّدٍ (صلی الله علیه و آله) وَ آلِهِ
فَقَالَ مُوسَی (علیه السلام): یَا رَبِّ! بَیِّنْ لَنَا قَاتِلَهُ.
---------------
المصادر
- تفسير اهل البيت عليهم السلام ج ١، ص 428 - بحارالأنوار، ج 13، ص 266/ الإمام العسکری، ص 273/ البرهان.
تعليق