إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

من خطبة النبي الكريم في يوم الغدير/5

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • من خطبة النبي الكريم في يوم الغدير/5

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن اعدائهم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    قام رسول الله صلى الله عليه واله خطيبا في الناس في حجة الوداع في منطقة غدير خم ومما قاله :​​​
    ​​
    مَعَاشِرَ النَّاسِ: ﴿... اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُسلِمُونَ﴾ ‏‏.

    مَعَاشِرَ النَّاسِ: آمِنُوا بِاللَّهِ ورَسُولِهِ والنُّورِ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ‏ مِن قَبلِ أَن نَطمِسَ وُجُوهاً فَنَرُدَّها عَلى‏ أَدبارِها.

    مَعَاشِرَ النَّاسِ: النُّورُ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وجَلَّ فِيَّ مَسلُوكٌ، ثُمَّ فِي عَلِيٍّ، ثُمَّ فِي النَّسلِ مِنهُ إِلَى القَائِمِ المَهدِيِّ الَّذِي يَأخُذُ بِحَقِ‏ اللَّهِ وبِكُلِّ حَقٍّ هُولَنَا لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وجَلَّ قَد جَعَلَنَا حُجَّةً عَلَى المُقَصِّرِينَ والمُعَانِدِينَ والمُخَالِفِينَ والخَائِنِينَ والآثِمِينَ والظَّالِمِينَ مِن جَمِيعِ العَالَمِينَ.

    مَعَاشِرَ النَّاسِ: أُنذِرُكُم أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ قَد خَلَت مِن قَبلِيَ الرُّسُلُ أَ فَإِن مِتُّ أَو قُتِلتُ‏ انقَلَبتُم عَلى‏ أَعقابِكُم ومَن يَنقَلِب عَلى‏ عَقِبَيهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيئاً وسَيَجزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ‏، أَلَا وإِنَّ عَلِيّاً هُو المَوصُوفُ بِالصَّبرِ والشُّكرِ ثُمَّ مِن بَعدِهِ وُلدِي مِن صُلبِهِ.

    مَعَاشِرَ النَّاسِ: لَا تَمُنُّوا عَلَى اللَّهِ إِسلَامَكُم فَيَسخَطَ عَلَيكُم ويُصِيبَكُم‏ بِعَذابٍ مِن عِندِهِ‏ إِنَّهُ لَبِالمِرصَادِ.

    مَعَاشِرَ النَّاسِ: إِنَّهُ سَيَكُونُ مِن بَعدِي أَئِمَّةٌ يَدعُونَ إِلَى النَّارِ ويَومَ القِيامَةِ لا يُنصَرُونَ‏.

    مَعَاشِرَ النَّاسِ: إِنَّ اللَّهَ وأَنَا بَرِيئَانِ مِنهُم.

    مَعَاشِرَ النَّاسِ: إِنَّهُم وأَنصَارُهُم وأَتبَاعُهُم وأَشيَاعُهُم‏ فِي الدَّركِ الأَسفَلِ مِنَ النَّارِ ولَبِئسَ‏ مَثوَى المُتَكَبِّرِينَ‏، أَلَا إِنَّهُم أَصحَابُ الصَّحِيفَةِ فَليَنظُر أَحَدُكُم فِي صَحِيفَتِهِ.

    ــ قَالَ فَذَهَبَ عَلَى النَّاسِ إِلَّا شِرذِمَةً مِنهُم أَمرُ الصَّحِيفَةِ ــ.

    مَعَاشِرَ النَّاسِ: إِنِّي أَدَعُهَا إِمَامَةً ووِرَاثَةً فِي عَقِبِي إِلَى يَومِ القِيَامَةِ وقَد بَلَّغتُ مَا أُمِرتُ بِتَبلِيغِهِ حُجَّةً عَلَى كُلِّ حَاضِرٍ وغَائِبٍ وعَلَى كُلِّ أَحَدٍ مِمَّن شَهِدَ أَو لَم يَشهَد وُلِدَ أَو لَم يُولَد فَليُبَلِّغِ الحَاضِرُ الغَائِبَ والوَالِدُ الوَلَدَ إِلَى يَومِ القِيَامَةِ، وسَيَجعَلُونَهَا مُلكاً واغتِصَاباً أَلَا لَعَنَ اللَّهُ الغَاصِبِينَ والمُغتَصِبِينَ، وعِندَهَا سَنَفرُغُ لَكُم أَيُّهَ الثَّقَلانِ‏ فَ
    ﴿يُرسَلُ عَلَيكُمَا شُوَاظٌ مِن نَارٍ وَنُحَاسٌ فَلَا تَنتَصِرَانِ﴾ .


    مَعَاشِرَ النَّاسِ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وجَلَّ لَم يَكُن يَذَرُكُم‏ عَلى‏ ما أَنتُم عَلَيهِ حَتَّى يَمِيزَ الخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وما كانَ اللَّهُ لِيُطلِعَكُم عَلَى الغَيبِ‏.

    مَعَاشِرَ النَّاسِ: إِنَّهُ مَا مِن قَريَةٍ إِلَّا واللَّهُ مُهلِكُهَا بِتَكذِيبِهَا وكَذَلِكَ يُهلِكُ القُرَى‏ وهِيَ ظالِمَةٌ كَمَا ذَكَرَ اللَّهُ تَعَالَى وهَذَا عَلِيٌّ إِمَامُكُم ووَلِيُّكُم وهُو مَوَاعِيدُ اللَّهِ واللَّهُ يُصَدِّقُ مَا وَعَدَهُ.

    مَعَاشِرَ النَّاسِ: قَد ضَلَّ قَبلَكُم‏ أَكثَرُ الأَوَّلِينَ‏ واللَّهُ لَقَد أَهلَكَ الأَوَّلِينَ وهُو مُهلِكُ الآخِرِينَ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى‏:
    ﴿أَلَم نُهلِكِ الأَوَّلِينَ * ثُمَّ نُتبِعُهُمُ الآخِرِينَ * كَذَٰلِكَ نَفعَلُ بِالمُجرِمِينَ * وَيلٌ يَومَئِذٍ لِلمُكَذِّبِينَ﴾ .


    مَعَاشِرَ النَّاسِ: إِنَّ اللَّهَ قَد أَمَرَنِي ونَهَانِي وقَد أَمَرتُ عَلِيّاً ونَهَيتُهُ فَعَلِمَ الأَمرَ والنَّهيَ مِن رَبِّهِ عَزَّ وجَلَّ فَاسمَعُوا لِأَمرِهِ تَسلَمُوا وأَطِيعُوا تَهتَدُوا وانتَهُوا لِنَهيِهِ تَرشُدُوا وصَيِّرُوا إِلَى مُرَادِهِ ولَا تَتَفَرَّقُ بِكُمُ السُّبُلُ عَن سَبِيلِهِ.

    مَعَاشِرَ النَّاسِ: أَنَا صِرَاطُ اللَّهِ المُستَقِيمُ الَّذِي أَمَرَكُم بِاتِّبَاعِهِ ثُمَّ عَلِيٌّ مِن بَعدِي ثُمَّ وُلدِي مِن صُلبِهِ أَئِمَّةٌ يَهدُونَ إِلَى الحَقِ‏ وبِهِ يَعدِلُونَ‏.

    ــ ثُمَّ قَرَأَ ــ ﴿بِسمِ اللَّهِ الرَّحمَٰنِ الرَّحِيمِ * الحَمدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ * الرَّحمَٰنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَومِ الدِّينِ * إِيَّاكَ نَعبُدُ وَإِيَّاكَ نَستَعِينُ * اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِم غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِم وَلَا الضَّالِّينَ﴾ .

    وقَالَ فِيَّ نَزَلَت وفِيهِم نَزَلَت ولَهُم عَمَّت وإِيَّاهُم خُصَّت، أُولَئِكَ أَولِيَاءُ اللَّهِ لا خَوفٌ عَلَيهِم ولا هُم يَحزَنُونَ‏، أَلَا إِنَ‏ حِزبَ اللَّهِ هُمُ الغالِبُونَ‏، أَلَا إِنَّ أَعدَاءَ عَلِيٍّ هُم أَهلُ الشِّقَاقِ والنِّفَاقِ والحَادُّونَ وهُمُ العَادُّونَ وإِخوَانُ الشَّيَاطِينِ الَّذِينَ‏ يُوحِي بَعضُهُم إِلى‏ بَعضٍ زُخرُفَ القَولِ غُرُوراً، أَلَا إِنَّ أَولِيَاءَهُمُ الَّذِينَ ذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ فَقَالَ عَزَّ وجَلَّ:
    ﴿لَا تَجِدُ قَومًا يُؤمِنُونَ بِاللَّهِ وَاليَومِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَن حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَو كَانُوا آبَاءَهُم أَو أَبنَاءَهُم أَو إِخوَانَهُم أَو عَشِيرَتَهُم أُولَٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِنهُ وَيُدخِلُهُم جَنَّاتٍ تَجرِي مِن تَحتِهَا الأَنهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنهُم وَرَضُوا عَنهُ أُولَٰئِكَ حِزبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزبَ اللَّهِ هُمُ المُفلِحُونَ﴾ .


    أَلَا إِنَّ أَولِيَاءَهُمُ الَّذِينَ وَصَفَهُمُ اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ فَقَالَ: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَلَم يَلبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلمٍ أُولَٰئِكَ لَهُمُ الأَمنُ وَهُم مُهتَدُونَ﴾ .

    أَلَا إِنَّ أَولِيَاءَهُمُ الَّذِينَ وَصَفَهُمُ اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ فَقَالَ: الَّذِينَ يَدخُلُونَ الجَنَّةَ آمِنِينَ تَتَلَقَّاهُمُ المَلَائِكَةُ بِالتَّسلِيمِ أَن‏ طِبتُم فَادخُلُوها خالِدِينَ‏.

    أَلَا إِنَّ أَولِيَاءَهُمُ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ- يَدخُلُونَ الجَنَّةَ... بِغَيرِ حِسابٍ‏.

    أَلَا إِنَّ أَعدَاءَهُم يَصلَونَ سَعِيراً.

    أَلَا إِنَّ أَعدَاءَهُمُ الَّذِينَ يَسمَعُونَ لِجَهَنَّمَ‏ شَهِيقاً وهِيَ تَفُورُ ولَهَا زَفِيرٌ.

    أَلَا إِنَّ أَعدَاءَهُمُ الَّذِينَ قَالَ فِيهِم- كُلَّما دَخَلَت أُمَّةٌ لَعَنَت أُختَها.

    أَلَا إِنَّ أَعدَاءَهُمُ الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ- ﴿... كُلَّمَا أُلقِيَ فِيهَا فَوجٌ سَأَلَهُم خَزَنَتُهَا أَلَم يَأتِكُم نَذِيرٌ * قَالُوا بَلَىٰ قَد جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبنَا وَقُلنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِن شَيءٍ إِن أَنتُم إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ﴾ .

    أَلَا إِنَّ أَولِيَاءَهُمُ‏ الَّذِينَ يَخشَونَ رَبَّهُم بِالغَيبِ لَهُم مَغفِرَةٌ وأَجرٌ كَبِيرٌ.

    مَعَاشِرَ النَّاسِ: شَتَّانَ مَا بَينَ السَّعِيرِ والجَنَّةِ عَدُوُّنَا مَن ذَمَّهُ اللَّهُ ولَعَنَهُ ووَلِيُّنَا مَن مَدَحَهُ اللَّهُ وأَحَبَّهُ.

    مَعَاشِرَ النَّاسِ: أَلَا وإِنِّي‏ مُنذِرٌ وعَلِيٌ‏ هادٍ.

    مَعَاشِرَ النَّاسِ: إِنِّي نَبِيٌّ وعَلِيٌّ وَصِيِّي أَلَا إِنَّ خَاتَمَ الأَئِمَّةِ مِنَّا القَائِمُ المَهدِيُّ أَلَا إِنَّهُ الظَّاهِرُ عَلَى الدِّينِ.

    أَلَا إِنَّهُ المُنتَقِمُ مِنَ الظَّالِمِينَ، أَلَا إِنَّهُ فَاتِحُ الحُصُونِ وهَادِمُهَا، أَلَا إِنَّهُ قَاتِلُ كُلِّ قَبِيلَةٍ مِن أَهلِ الشِّركِ، أَلَا إِنَّهُ مُدرِكٌ بِكُلِّ ثَارٍ لِأَولِيَاءِ اللَّهِ، أَلَا إِنَّهُ النَّاصِرُ لِدِينِ اللَّهِ، أَلَا إِنَّهُ الغَرَّافُ فِي بَحرٍ عَمِيقٍ، أَلَا إِنَّهُ يَسِمُ‏ كُلَّ ذِي فَضلٍ بِفَضلِهِ وكُلَّ ذِي جَهلٍ بِجَهلِهِ، أَلَا إِنَّهُ خِيَرَةُ اللَّهِ ومُختَارُهُ، أَلَا إِنَّهُ وَارِثُ كُلِّ عِلمٍ والمُحِيطُ بِهِ، أَلَا إِنَّهُ المُخبِرُ عَن رَبِّهِ عَزَّ وجَلَّ والمُنَبِّهُ بِأَمرِ إِيمَانِهِ، أَلَا إِنَّهُ الرَّشِيدُ السَّدِيدُ، أَلَا إِنَّهُ المُفَوَّضُ إِلَيهِ، أَلَا إِنَّهُ قَد بُشِّرَ بِهِ مَن سَلَفَ بَينَ يَدَيهِ.

    أَلَا إِنَّهُ البَاقِي حُجَّةً ولَا حُجَّةَ بَعدَهُ ولَا حَقَّ إِلَّا مَعَهُ ولَا نُورَ إِلَّا عِندَهُ.

    أَلَا إِنَّهُ لَا غَالِبَ لَهُ ولَا مَنصُورَ عَلَيهِ.

    أَلَا وإِنَّهُ وَلِيُّ اللَّهِ فِي أَرضِهِ وحَكَمُهُ فِي خَلقِهِ وأَمِينُهُ فِي سِرِّهِ وعَلَانِيَتِهِ.

    مَعَاشِرَ النَّاسِ: قَد بَيَّنتُ لَكُم وأَفهَمتُكُم وهَذَا عَلِيٌّ يُفهِمُكُم بَعدِي، أَلَا وإِنِّي عِندَ انقِضَاءِ خُطبَتِي أَدعُوكُم إِلَى مُصَافَقَتِي عَلَى بَيعَتِهِ والإِقرَارِ بِهِ ثُمَّ مُصَافَقَتِهِ بَعدِي.

    أَلَا وإِنِّي قَد بَايَعتُ اللَّهَ وعَلِيٌّ قَد بَايَعَنِي وأَنَا آخِذُكُم بِالبَيعَةِ لَهُ عَنِ اللَّهِ عَزَّ وجَلَّ: ﴿... فَمَن نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَىٰ نَفسِهِ...﴾ .

    مَعَاشِرَ النَّاسِ: إِنَّ الحَجَّ والصَّفا والمَروَةَ والعُمرَةَ مِن شَعائِرِ اللَّهِ- فَمَن حَجَّ البَيتَ أَوِ اعتَمَرَ فَلا جُناحَ عَلَيهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِما.

    مَعَاشِرَ النَّاسِ: حُجُّوا البَيتَ فَمَا وَرَدَهُ أَهلُ بَيتٍ إِلَّا استَغنَوا ولَا تَخَلَّفُوا عَنهُ إِلَّا افتَقَرُوا.

    مَعَاشِرَ النَّاسِ: مَا وَقَفَ بِالمَوقِفِ مُؤمِنٌ إِلَّا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا سَلَفَ مِن ذَنبِهِ إِلَى وَقتِهِ ذَلِكَ فَإِذَا انقَضَت حَجَّتُهُ استُؤنِفَ عَمَلُهُ.

    مَعَاشِرَ النَّاسِ: الحُجَّاجُ مُعَاوِنُونَ ونَفَقَاتُهُم مُخَلَّفَةٌ واللَّهُ‏ لا يُضِيعُ أَجرَ المُحسِنِينَ.

    مَعَاشِرَ النَّاسِ: حُجُّوا البَيتَ بِكَمَالِ الدِّينِ والتَّفَقُّهِ ولَا تَنصَرِفُوا عَنِ المَشَاهِدِ إِلَّا بِتَوبَةٍ وإِقلَاعٍ‏.

    مَعَاشِرَ النَّاسِ: أَقِيمُوا الصَّلاةَ وآتُوا الزَّكاةَ كَمَا أَمَرَكُمُ اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ لَئِن طَالَ عَلَيكُمُ الأَمَدُ فَقَصَرتُم أَو نَسِيتُم فَعَلِيٌّ وَلِيُّكُم ومُبَيِّنٌ لَكُمُ الَّذِي نَصَبَهُ اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ بَعدِي ومَن خَلَّفَهُ اللَّهُ مِنِّي ومِنهُ يُخبِرُكُم بِمَا تَسأَلُونَ عَنهُ ويُبَيِّنُ لَكُم مَا لَا تَعلَمُونَ.

    أَلَا إِنَّ الحَلَالَ والحَرَامَ أَكثَرُ مِن أَن أُحصِيَهُمَا وأُعَرِّفَهُمَا فَآمُرَ بِالحَلَالِ وأَنهَى عَنِ الحَرَامِ فِي مَقَامٍ وَاحِدٍ، فَأُمِرتُ أَن آخُذَ البَيعَةَ مِنكُم والصَّفقَةَ لَكُم بِقَبُولِ مَا جِئتُ بِهِ عَنِ اللَّهِ عَزَّ وجَلَّ فِي عَلِيٍّ أَمِيرِ المُؤمِنِينَ والأَئِمَّةِ مِن بَعدِهِ الَّذِينَ هُم مِنِّي ومِنهُ أَئِمَّةٌ قَائِمَةٌ مِنهُمُ المَهدِيُّ إِلَى يَومِ القِيَامَةِ الَّذِي يَقضِي بِالحَقِّ.

    مَعَاشِرَ النَّاسِ: وكُلُّ حَلَالٍ دَلَلتُكُم عَلَيهِ أَو حَرَامٍ نَهَيتُكُم عَنهُ فَإِنِّي لَم أَرجِع عَن ذَلِكَ ولَم أُبَدِّل أَلَا فَاذكُرُوا ذَلِكَ واحفَظُوهُ وتَوَاصَوا بِهِ ولَا تُبَدِّلُوهُ ولَا تُغَيِّرُوهُ.

    أَلَا وإِنِّي أُجَدِّدُ القَولَ، أَلَا فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وآتُوا الزَّكاةَ* وأمُرُوا بِالمَعرُوفِ وانهَوا عَنِ المُنكَرِ، أَلَا وإِنَّ رَأسَ الأَمرِ بِالمَعرُوفِ والنَّهيِ عَنِ المُنكَرِ أَن تَنتَهُوا إِلَى قَولِي وتُبَلِّغُوهُ مَن لَم يَحضُر وتَأمُرُوهُ بِقَبُولِهِ وتَنهَوهُ عَن مُخَالَفَتِهِ فَإِنَّهُ أَمرٌ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وجَلَّ ومِنِّي ولَا أَمرٌ بِمَعرُوفٍ ولَا نَهيٌ عَن مُنكَرٍ إِلَّا مَعَ إِمَامٍ مَعصُومٍ.

    مَعَاشِرَ النَّاسِ: القُرآنُ يُعَرِّفُكُم أَنَّ الأَئِمَّةَ مِن بَعدِهِ وُلدُهُ وعَرَّفتُكُم أَنَّهُ مِنِّي وأَنَا مِنهُ حَيثُ يَقُولُ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ- وجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ وقُلتُ لَن تَضِلُّوا مَا إِن تَمَسَّكتُم بِهِمَا.

    مَعَاشِرَ النَّاسِ: التَّقوَى التَّقوَى احذَرُوا السَّاعَةَ كَمَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وجَلَ‏ إِنَّ زَلزَلَةَ السَّاعَةِ شَي‏ءٌ عَظِيمٌ‏ اذكُرُوا المَمَاتَ والحِسَابَ والمَوَازِينَ والمُحَاسَبَةَ بَينَ يَدَي رَبِّ العَالَمِينَ والثَّوَابَ والعِقَابَ فَ مَن جاءَ بِالحَسَنَةِ أُثِيبُ عَلَيهَا ومَن جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَيسَ لَهُ فِي الجِنَانِ نَصِيبٌ.

    مَعَاشِرَ النَّاسِ: إِنَّكُم أَكثَرُ مِن أَن تُصَافِقُونِي بِكَفٍّ وَاحِدَةٍ وقَد أَمَرَنِيَ اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ أَن آخُذَ مِن أَلسِنَتِكُمُ الإِقرَارَ بِمَا عَقَدتُ لِعَلِيٍّ مِن إِمرَةِ المُؤمِنِينَ ومَن جَاءَ بَعدَهُ مِنَ الأَئِمَّةِ مِنِّي ومِنهُ عَلَى مَا أَعلَمتُكُم أَنَّ ذُرِّيَّتِي مِن صُلبِهِ فَقُولُوا بِأَجمَعِكُم إِنَّا سَامِعُونَ مُطِيعُونَ رَاضُونَ مُنقَادُونَ لِمَا بَلَّغتَ عَن رَبِّنَا ورَبِّكَ فِي أَمرِ عَلِيٍّ وأَمرِ وُلدِهِ مِن صُلبِهِ مِنَ الأَئِمَّةِ نُبَايِعُكَ عَلَى ذَلِكَ بِقُلُوبِنَا وأَنفُسِنَا وأَلسِنَتِنَا وأَيدِينَا عَلَى ذَلِكَ نَحيَا ونَمُوتُ ونُبعَثُ ولَا نُغَيِّرُ ولَا نُبَدِّلُ ولَا نَشُكُّ ولَا نَرتَابُ .
    ولَا نَرجِعُ عَن عَهدٍ ولَا نَنقُضُ المِيثَاقَ نُطِيعُ اللَّهَ ونُطِيعُكَ وعَلِيّاً أَمِيرَ المُؤمِنِينَ ووُلدَهُ الأَئِمَّةَ الَّذِينَ ذَكَرتَهُم مِن ذُرِّيَّتِكَ مِن صُلبِهِ بَعدَ الحَسَنِ والحُسَينِ اللَّذَينِ قَد عَرَّفتُكُم مَكَانَهُمَا مِنِّي ومَحَلَّهُمَا عِندِي ومَنزِلَتَهُمَا مِن رَبِّي عَزَّ وجَلَّ فَقَد أَدَّيتُ ذَلِكَ إِلَيكُم وإِنَّهُمَا سَيِّدَا شَبَابِ أَهلِ الجَنَّةِ وإِنَّهُمَا الإِمَامَانِ بَعدَ أَبِيهِمَا عَلِيٍّ وأَنَا أَبُوهُمَا قَبلَهُ، وقُولُوا أَطَعنَا اللَّهَ بِذَلِكَ وإِيَّاكَ وعَلِيّاً والحَسَنَ والحُسَينَ والأَئِمَّةَ الَّذِينَ ذَكَرتَ عَهداً ومِيثَاقاً مَأخُوذاً لِأَمِيرِ المُؤمِنِينَ مِن قُلُوبِنَا وأَنفُسِنَا وأَلسِنَتِنَا ومُصَافَقَةِ أَيدِينَا مَن أَدرَكَهُمَا بِيَدِهِ وأَقَرَّ بِهِمَا بِلِسَانِهِ‏ ولَا نَبغِي بِذَلِكَ بَدَلًا ولَا نَرَى مِن أَنفُسِنَا عَنهُ حِوَلًا أَبَداً أَشهَدنَا اللَّهَ‏ وكَفى‏ بِاللَّهِ شَهِيداً وأَنتَ عَلَينَا بِهِ شَهِيدٌ وكُلُّ مَن أَطَاعَ مِمَّن ظَهَرَ واستَتَرَ ومَلَائِكَةُ اللَّهِ وجُنُودُهُ وعَبِيدُهُ واللَّهُ أَكبَرُ مِن كُلِّ شَهِيدٍ.


    مَعَاشِرَ النَّاسِ: مَا تَقُولُونَ فَإِنَّ اللَّهَ يَعلَمُ كُلَّ صَوتٍ وخَافِيَةَ كُلِّ نَفسٍ فَمَنِ اهتَدَى فَلِنَفسِهِ ومَن ضَلَّ فَإِنَّما يَضِلُّ عَلَيها ومَن بَايَعَ فَإِنَّمَا يُبَايِعُ‏ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوقَ أَيدِيهِم‏.

    مَعَاشِرَ النَّاسِ: فَاتَّقُوا اللَّهَ وبَايِعُوا عَلِيّاً أَمِيرَ المُؤمِنِينَ والحَسَنَ والحُسَينَ والأَئِمَّةَ كَلِمَةً طَيِّبَةً بَاقِيَةً يُهلِكُ اللَّهُ مَن غَدَرَ ويَرحَمُ اللَّهُ مَن وَفَى و﴿... فَمَن نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَىٰ نَفسِهِ...﴾ .

    مَعَاشِرَ النَّاسِ: قُولُوا الَّذِي قُلتُ لَكُم وسَلِّمُوا عَلَى عَلِيٍّ بِإِمرَةِ المُؤمِنِينَ وقُولُوا-
    ﴿... سَمِعنَا وَأَطَعنَا غُفرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيكَ المَصِيرُ﴾ وقُولُوا ﴿... الحَمدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهتَدِيَ لَولَا أَن هَدَانَا اللَّهُ...﴾ .


    مَعَاشِرَ النَّاسِ: إِنَّ فَضَائِلَ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام عِندَ اللَّهِ عَزَّ وجَلَّ وقَد أَنزَلَهَا فِي القُرآنِ أَكثَرَ مِن أَن أُحصِيَهَا فِي مَقَامٍ وَاحِدٍ فَمَن أَنبَأَكُم بِهَا وعَرَّفَهَا فَصَدِّقُوهُ.

    مَعَاشِرَ النَّاسِ‏: مَن يُطِعِ اللَّهَ ورَسُولَهُ‏ وعَلِيّاً والأَئِمَّةَ الَّذِينَ ذَكَرتُهُم‏ فَقَد فازَ فَوزاً عَظِيماً.

    مَعَاشِرَ النَّاسِ‏: السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ‏ إِلَى مُبَايَعَتِهِ ومُوَالاتِهِ والتَّسلِيمِ عَلَيهِ بِإِمرَةِ المُؤمِنِينَ‏ أُولئِكَ هُمُ الفائِزُونَ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ‏.

    مَعَاشِرَ النَّاسِ: قُولُوا مَا يَرضَى اللَّهُ بِهِ عَنكُم مِنَ القَولِ فَ ﴿... إِن تَكفُرُوا أَنتُم وَمَن فِي الأَرضِ جَمِيعًا...﴾ . فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيئاً اللَّهُمَّ اغفِر لِلمُؤمِنِينَ واغضَب عَلَى الكَافِرِينَ‏ والحَمدُ لِلَّهِ رَبِّ العالَمِينَ".

    فَنَادَاهُ القَومُ سَمِعنَا وأَطَعنَا عَلَى أَمرِ اللَّهِ وأَمرِ رَسُولِهِ بِقُلُوبِنَا وأَلسِنَتِنَا وأَيدِينَا وتَدَاكُّوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ وعَلَى عَلِيٍّ عليه السلام فَصَافَقُوا بِأَيدِيهِم فَكَانَ أَوَّلُ مَن صَافَقَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه و آله الأَوَّلُ والثَّانِي والثَّالِثُ والرَّابِعُ والخَامِسُ وبَاقِي المُهَاجِرِينَ والأَنصَارِ وبَاقِي النَّاسِ عَلَى طَبَقَاتِهِم وقَدرِ مَنَازِلِهِم إِلَى أَن صَلَّيتُ المَغرِبَ والعَتَمَةَ فِي وَقتٍ وَاحِدٍ ووَصَلُوا البَيعَةَ والمُصَافَقَةَ ثَلَاثاً- ورَسُولُ اللَّهِ يَقُولُ كُلَّمَا بَايَعَ قَومٌ الحَمدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى جَمِيعِ العَالَمِينَ وصَارَتِ المُصَافَقَةُ سُنَّةً ورَسماً ورُبَّمَا يَستَعمِلُهَا مَن لَيسَ لَهُ حَقٌّ فِيهَا.

    ----------------------------------------------------

    المصدر: الاحتجاج، الطبرسي، ج1، ص66

  • #2
    اللهم صل على محمد وال محمد
    احسنتم ويبارك الله بكم
    شكرا لكم كثير

    تعليق


    • #3
      احسنتم....متباركين بعيد الولاية

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X