إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

السعيُ نحوَ الفهمِ العميق

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • السعيُ نحوَ الفهمِ العميق


    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	b981c770e8466ae5ca35bef26f894189.jpg 
مشاهدات:	213 
الحجم:	56.3 كيلوبايت 
الهوية:	1014788


    السعيُ نحوَ الفهمِ العميق
    شيماءُ جوادٍ عطيَّة


    كُنْتُ أفكِّرُ سابقًا كيف أبدأُ الدَّرسَ، واليومَ صِرتُ أفكرُ كيف أستطيعُ أن أرتقيَ بعقولِ طالباتِي إلى مستوى اليقظةِ المعرفيَّةِ وموضوعِ الغَيْبَةِ المُبارَكَة.
    موضوعٌ كبيرٌ ومتشعِّبٌ ويمتدُّ إلى آفاقٍ فكريَّةٍ عميقةٍ، والتجاوبُ الكبيرُ من قِبَلِ الطَّالباتِ يُشجِّعني على الاستمرارِ ويُحفِّزني للقراءةِ والبحث.
    حلاوةُ الدَّرسِ ونَدَاوَتُهُ جَعَلَتْهُنَّ يبحثنَ في وسائلِ التواصلِ الاجتماعيِّ ويُرَكِّزْنَ على تلك التشعُّباتِ، ومعَ هذا أَشْعُرُ أنَّ الأسئلةَ أخذتْ تتجهُ إلى الجوهرِ الفكريِّ لقضيةِ الحُجَّةِ المهديِّ عجَّلَ اللهُ فرَجَهُ الشَّريف.
    سألتني إحدَى الطَّالباتِ سؤالًا امتدَّ إلى جوهرِ النقاشِ، تسأل عن معنى أن نَصِفَ الإمامَ الحُجَّةَ (ببقيَّةِ الله).
    قلتُ: الجوابُ يحتاجُ للانتباهِ، ومن لا تفهمُ لمعنى أيِّ جملةٍ لتطلبَ التوضيحَ. أوَّلًا.. المصدرُ القرآنيُّ لهذه الآيةِ الكريمةِ علينا أن نعرفَهُ.
    أجابتني طالبةٌ: ﴿وَيا قَوْمِ أوْفُوا المِكْيالَ والمِيزانَ بِالقِسْطِ ولا تَبْخَسُوا النّاسَ أشْياءَهم ولا تَعْثَوْا في الأرْضِ مُفْسِدِينَ﴾ ﴿بَقِيَّةُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾.
    أجبتُها: أحسنتِ، أنا عندي سؤالٌ، لاحظتُ حينها أنَّ جميعَ الطَّالباتِ أخذنَ الاستعدادَ النفسيَّ للجوابِ، قلتُ: (ما معنى بقيَّةِ الله؟). أجابتني طالبةٌ حسبَ موقعِ الآيةِ يُفهَمُ المعنى أنَّهُ الرِّبْحُ.
    قلتُ: إذًا ما معنى أن يُقْرَنَ الرِّبْحُ بالإيمانِ؟ والرِّبْحُ يَخُصُّ الجميعَ، بينما بقيَّةُ الله اقترنَ خيرُها بالإيمانِ إنْ كنتم مؤمنين، وهذا يعني القولَ ينطبقُ على الإمامِ الحُجَّةِ عجَّلَ اللهُ فرَجَهُ الشَّريف، فهو الخيرُ مشروطًا بالإيمانِ والصَّلاحِ.
    رفعت يدها إحدى الطالباتِ تسأل: لماذا لا نُطلِقُ لقبَ أميرِ المؤمنينَ على الإمامِ الحُجَّةِ عجَّلَ اللهُ فرَجَهُ الشَّريف، بينما الآخرونَ يُطلِقونَ على خلفائهم لقبَ أميرِ المؤمنينَ؟
    أجبتُها: نقرأُ في كتابِ الكافي للشيخِ الكليني، سألوا الإمامَ الصَّادقَ عليهِ السَّلام، هل نُسَلِّمُ على القائمِ بإمرةِ المؤمنين، يعني هل يُقالُ للإمامِ أميرُ المؤمنين؟ فأجاب: إنَّهُ اسمٌ يَختصُّ به الإمامُ عليٌّ بنُ أبي طالبٍ عليهِ السَّلام، لم يُسمَّ به أحدٌ قبلَهُ ولا يُسمَّى به أحدٌ غيرُهُ إلا أنْ يكونَ كافرًا. سألوهُ: بمَ يُسَلَّمُ عليه؟ أجاب: يُسَلَّمُ "السَّلامُ عليكَ يا بقيَّةَ الله".
    يستطيعُ أيُّ معلِّمٍ أن يعرفَ قيمةَ الاستيعابِ من خلالِ وجوهِ طلابِه المُبتسمةِ المُبتهجةِ بالمعلوماتِ، الإصغاءُ له نورُهُ البهيُّ الذي يَشِعُّ في الوجوهِ.
    تسألني إحدى الطالباتِ عن علاماتِ الظهور؟
    قلتُ: علينا أوَّلًا أن نعرفَ ماذا تعني الإمامة؟ هي مجموعةٌ من القيمِ، وهي حاضرةٌ وفاعلةٌ وليست غائبةً، الإمامُ بمبادئهِ، بقيمهِ وليس الإمامُ بجسدِهِ.
    رفعت إحدى الطالباتِ يدَها لتسألَ:
    ـ ممكن التوضيح؟ الأمرُ بدأ يصعُبُ علينا فهمُهُ.
    قلتُ: علينا أن نتعاملَ مع الإمامِ كحاضرٍ وليس غائبًا، الإمامُ دعوةٌ للخيرِ.
    لا أحدَ من العلماءِ يُنكرُ وجودَ علاماتٍ للظهورِ، وصفاتٍ له، الإمامُ ليس غائبًا عن الناسِ هو يعيشُ معهم. لو تأملنا دعاءَ النَّدبة، نجدُ هناكَ عدةَ جُمَلٍ لا بدَّ أن نَقِفَ عندَها: (بنفسي أنتَ من مغيبٍ لم يَخلُ منا، بنفسي أنتَ من نازحٍ ما نزحَ عنا).
    اللقاءُ به أمرٌ ممكنٌ وأمرٌ متيسرٌ إذا أرادَ الإمامُ ذلك.
    طالبةٌ تقول: استغربتُ عندما سمعتُ أحد العلماءِ من علمائِنا الشيعةِ يقولُ أنَّ لقاءَ الإمامِ المهديِّ عجَّلَ اللهُ تعالى فرَجَهُ هو لقاءُ الله، وعلماءُ المذاهبِ الأخرى يعتبرونَ هذا الكلامَ شِركًا، ونحن نقرأُ، لكننا لا نعرفُ فعلاً كيف يكون لقاءُ المهديِّ هو لقاءَ الله سبحانه.
    صرتُ أجيبُ الطالبةَ وأحمدُ اللهَ سبحانه يقينًا أني أعرفُ الجوابَ، ومثلَ هذه المسائلِ التي تحتاجُ للشرحِ والتفسيرِ.
    قلتُ: لنقرأَ سورةَ التوبةِ الآيةَ 104، عندها الحلُّ، يقولُ اللهُ سبحانه وتعالى: ﴿أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ﴾. إذًا ندفعُ صدقةً، من يأخذها؟
    أجابنَ الطالباتُ بصوتٍ واحدٍ: الفقير.
    قلتُ: والقرآنُ يقولُ يأخذها الله سبحانه، ولهذا نقولُ أنَّ لقاءَ الإمامِ المهديِّ الحُجَّةِ هو لقاءُ الله سبحانه وتعالى.
    داهمنا الوقتُ فحملناهُ أمانةً للقاءٍ قريبٍ.​

  • #2
    اللهم صل على محمد وال محمد
    احسنتم ويبارك الله بكم
    شكرا لكم كثير





    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X