إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مفردات قيّمة من القرآن الكريم، ﴿فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ﴾

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مفردات قيّمة من القرآن الكريم، ﴿فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ﴾

    بِسْمِ اَللهِ اَلرَّحْمنِ اَلرَّحِيمِ

    اللهم صلِّ على مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّد




    قال الله تعالى: ﴿قُلْ إِن كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِندَ اللهِ خَالِصَةً مِّن دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ﴾.[1]
    ﴿اَلدّٰارُ اَلْآخِرَةُ‌﴾ هي النشأة الثانية الكائنة بعد البعث والخالص الصافي الفاقد لكل شوب والتمني هو اظهار التمايل لوجود ما ليس بكائن او لعدم ما كان فيقال يا ليتني كنت ملكا او يا ليتني لم أكن: كان اليهود وكل جاهل يكون على هذه الروية معجبين بأنفسهم وأصالتهم وانّه لا موجود يحاذيهم ويساويهم سواء في اصالة العنصر أم طيب الصفات أم الحظوة عند الله ومن جملة ذلك ادعاؤهم ان النشأة الثانية وما فيها من نعيم مقيم خالص لهم من دون الناس لا يشركهم فيه أحد.
    ﴿فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ﴾، لذلك امر الله نبيّه محمّدا ان يقول لهم انّ ما تدعونه ان كان حقا فتمنّوا على الله ان يميتكم حتى تنتقلوا من هذه النشأة المكتنفة بالآلام والأسقام والمنغصات الى تلك النشأة الخالدة الفاقدة للألم والسقم الواجدة لكافة النعم.
    ولعلّها من أخسأ البوادر التي بدرت من اليهود، منذ أن أطلقوا دعواهم تلك العريضة: إنّهم شعب الله المختار. إنّهم وحدهم هم المهتدون. إنّهم وحدهم هم الفائزون. إنّه ليس لغيرهم من الأمم في الآخرة عند الله نصيب!!
    فهي دعوى خاوية خالية عن أي برهان، لذلك يختصون بأنفسهم الدار الآخرة، ولكن البراهين على بطلانها ستأتي تترى في الآيات القادمة.
    ويتحصل من هكذا قول ان جملة من الناس يحبون أنفسهم و يحسنون الظنّ بها اكثر من اللازم فيرون ان بينهم و بين الناس فجوة واسعة و لكنهم لا يحسبون لهذه الفجوة حسابا انها لأيّ شيء حصلت فهل ذلك للعمل المثمر الذي يكون منهم وهو مفقود عند غيرهم في حال ان الأمر ليس كذلك بل قد يكونون اخسّ من السائرين عملا وأكثرهم بمستقبلهم املا حيث لا شيء وهذا الداء علاجه حسن التوجه لهذا الغلط ومع التوجه الدقيق يعافى صاحبه منه وعلى ميزان الاعتزاز بالطبيعة الصرفة قال امير البيان عليه السّلام ما لابن آدم و الفخر وأوّله نطفة قذرة وآخره جيفة نخرة وهو فيما بين ذلك يحمل العذرة نعم يفخر ابن آدم بالفضيلة يكتسبها أولا ويبذلها في صالح المجتمع ثانيا فمثل هذا الإنسان يجوز له ان يفخر في الدنيا ويأمل مستقبلا زاهرا عند الله لكن لا بنحو الاختصاص دون سائر الناس.
    وهذه الدعاوي تتضمّن أنّ المؤمنين برسول الإسلام صلّى الله عليه وآله غير مهتدين وأن ليس لهم نصيب في الآخرة والهدف الأوّل هو زعزعة ثقة المسلمين بدينهم وبمواعيد رسولهم ومواعيد القرآن ذاته. فأمر الله نبيّه أن يدعو اليهود إلى المباهلة، ليقف الفريقان ويدعوان الله بهلاك الكاذب منهما.
    وذكر الشيخ الطوسي في تفسيره: (رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله أنَّهُ قالَ: ((لَو أنَّ اليَهودَ تَمَنَّوُا المَوتَ لَماتوا ولَرَأَوا مَقاعِدَهُم مِنَ النّارِ، فَقالَ اللهُ سُبحانَهُ: إنُّهم ﴿لَن يَتَمَنَّوْهُ أَبَدَا
    تَحقيقاً لِكَذِبِهِم)). وفي ذلِكَ أعظَمُ دَلالَةٍ عَلى‏ صِدقِ نَبِيِّنا وصِحَّةِ نُبُوَّتِهِ، لِأَنَّهُ أخبَرَ بالشيء قَبلَ كَونِهِ، فَكانَ كَما أخبَرَ. وأيضاً فَإِنَّهُم كَفّوا عَنِ التَّمَنّي لِلمَوتِ، لِعِلمِهِم بِأَنَّهُ حَقٌّ وأنَّهُم لَو تَمَنَّوُا المَوتَ لَماتوا).[2]
    وَرَوَى اَلْعَلاَّمَةُ فِي اَلْمُنْتَهَى عَنِ اَلنَّبِيِّ صَلَّى اَللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ قَالَ: ((لاَ يَتَمَنَّى أَحَدُكُمُ اَلْمَوْتَ لِضُرٍّ نَزَلَ بِهِ وَلْيَقُلِ اَللَّهُمَّ أَحْيِنِي مَا كَانَتِ اَلْحَيَاةُ خَيْراً لِي وَتَوَفَّنِي إِذَا كَانَتِ اَلْوَفَاةُ خَيْراً لِي)).[3]
    [1] سورة البقرة، الآية: 94.
    [2] التبيان في تفسير القرآن، للطوسي، ج 1، ص 357، تفسير الطبري، ج 1، ص 424.
    [3] وسائل الشيعة، ج 2، ص 449.

    التعديل الأخير تم بواسطة الاشتر; الساعة 02-07-2024, 04:07 PM.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X