بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد واله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول الباحث والعالم والداعية السيد التيجاني
دعوة أصدقاء للبحث
كان التحول بداية السعادة الروحية إذ أحسست براحة الضمير و انشرح صدري للمذهب الحق الذي اكتشفته أو قل للإسلام الحقيقي الذي لا شك فيه ، و غمرتني فرحة كبيرة و اعتزاز بما أنعم الله عليّ من هداية و رشاد .
و لم يسعني السكوت و التكتم على ما يختلج في صدري و قلت في نفسي : لا بد لي من إفشاء هذه الحقيقة على الناس ﴿ وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ﴾ 1 و هي من أكبر النعم أو هي النعمة الكبرى في الدنيا و في الآخرة ، و " الساكت عن الحق شيطان أخرس " " و ليس بعد الحق " إلا " الضلال " .
و الذي زاد شعوري يقينا بوجوب نشر هذه الحقيقة هو براءة أهل السنة و الجماعة الذين يحبون رسول الله و أهل بيته و يكفي أن يزول الغشاء الذي نسجه التاريخ حتى يتبعوا الحق و هذا ما وقع لي شخصيا .
قال تعالى :﴿ ... كَذَٰلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ... ﴾ 2.
و دعوت أربعة أصدقاء من الأساتذة العاملين معي في المعهد كان إثنان منهم يدرسان التربية الدينية و الثالث يدرس مادة العربية و الرابع كان أستاذ الفلسفة الإسلامية . لم يكن أربعتهم من قفصة بل كانوا من تونس و من جمال و سوسة ، دعوتهم إلى البحث معي في هذا الموضوع الخطير و أشعرتهم بأني قاصر عن إدراك بعض المعاني و قد اضطربت و تشككت في بعض الأمور ، و قبلوا المجيء إلى بيتي بعد إنهاء العمل ، و تركتهم يقرأون كتاب المراجعات على أن مؤلفه يدعي أشياء عجيبة و غريبة في الدين ، و قد استهوى الكتاب ثلاثة منهم أما الرابع الذي يدرس اللغة العربية فقد قاطعنا بعد أربع جلسات أو خمس قائلا : " إن الغرب الآن يغزو القمر و أنتم ما زلتم تبحثون عن الخلافة الإسلامية " .
و ما أن أتممنا الكتاب خلال شهر واحد حتى استبصر ثلاثتهم و قد أعنتهم كثيرا للوصول إلى الحقيقة من أقرب الطرق بما تكون عندي من سعة الإطلاع خلال سنوات البحث و ذقت حلاوة الهداية و استبشرت بالمستقبل و أخذت أدعو في كل مرة بعض الأصدقاء من قفصة و الذين كانت تربطني بهم حلقات الدرس في المسجد أو العلاقات المنجرة من الطرق الصوفية و بعض تلاميذي الذين كانوا يلازمونني و ما مرت سنة واحدة حتى أصبحنا بحمد الله عددا كبيرا نوالي أهل البيت ، نوالي من والاهم و نعادي من عاداهم ، نفرح في أعيادهم و نحزن في عاشورا و نعقد مجالس تعزية .
و كانت أولى رسائلي التي تحمل خبر إستبصاري إلى السيد الخوئي و السيد محمد باقر الصدر بمناسبة عيد الغدير إذ احتفلنا به أول مرة في قفصة ، و قد اشتهر أمري لدى الخاص و العام بأني تشيعت و أني أدعو إلى التشيع لآل بيت الرسول ( صلى الله عليه و آله ) و بدأت الاتهامات و الإشاعات تروج في البلاد ، على أنني جاسوس لإسرائيل أعمل على تشكيك الناس في دينهم و بأنني أسب الصحابة و بأنني صاحب فتنة إلى غير ذلك .
و في تونس العاصمة اتصلت بالصديقين راشد الغنوشي و عبد الفتاح مورو و كانت معارضتهما لي عنيفة جدا و في حديث دار بيننا في بيت عبد الفتاح ، قلت يجب علينا كمسلمين مراجعة كتبنا و مراجعة تاريخنا و ضربت لذلك مثلا صحيح البخاري الذي فيه أشياء لا يقبلها عقل و لا دين .
و ثارت ثائرتهما قائلين لي : من أنت حتى تنتقد البخاري ؟ و بذلت كل جهدي من أجل إقناعهما بالدخول في البحث العلمي الموضوعي فرفضا ذلك .
ازدادت على أثره حملة الإشاعات ضدنا من قبل البعض و بثوا في أوساطهم إشاعات غريبة بغية إبعاد الناس عني و إحاطتي بطوق من العزلة - سامحهم الله تعالى ـ .
و بدأت العزلة من بعض الشبان و من الشيوخ الذين يتبعون الطرق الصوفية و عشنا فترات قاسية غرباء في ديارنا و بين إخواننا و عشيرتنا و لكن الله سبحانه أبدلنا خيرا منهم فكان بعض الشبان يأتون من مدن أخرى يسألون عن الحقيقة فكنت أبذل قصارى ما في وسعي لإقناعهم بحقيقة منهج أهل البيت ( عليهم السلام ) و بالواقع التاريخي فاستبصر عدد من الشبان في العاصمة و في القيروان و في سوسة و سيدي بوزيد و كنت خلال رحلتي الصيفية إلى العراق مررت بأوروبا حيث التقيت بعض الأصدقاء في فرنسا و في هولندا و تحدثت معهم في الموضوع فاستبصروا و الحمد لله .
و كم كانت فرحتي عظيمة عندما قابلت السيد محمد باقر الصدر في النجف الأشرف و كان في بيته نخبة من العلماء و أخذ السيد يقدمني إليهم بأني بذرة التشيع لآل بيت النبي ( صلى الله عليه و آله ) في تونس كما أعلمهم بأنه بكى تأثرا عندما وصلته رسالتي مهنئة تحمل إليه بشرى احتفالنا أول مرة بعيد الغدير السعيد و شكوت إليه ما نلاقيه من مقاومة و من بث الإشاعات ضدنا و العزلة التي نواجهها .
و قال السيد في معرض كلامه : " لابد " من تحمل المشاق لان طريق أهل البيت صعب و وعر ، و قد جاء رجل إلى النبي ( صلى الله عليه و آله ) فقال له : إني أحبك يا رسول الله ! فقال له : أبشر بكثرة الابتلاء ، فقال : و أحب ابن عمك عليا ! فقال : أبشر بكثرة الأعداء . فقال : و أحب الحسن و الحسين ! فقال له : فاستعد للفقر و كثرة البلاء . و ماذا قدمنا نحن في سبيل دعوة الحق التي دفع ثمنها أبو عبد الله الحسين ( عليه السلام ) بنفسه و أهله و ذريته و أصحابه ، كما دفع ثمنها الشيعة على مر التاريخ و ما زالوا حتى اليوم يدفعون ثمن ولائهم لأهل البيت ، فلابد يا أخي من تحمل بعض الأتعاب و التضحية في سبيل الحق فلئن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من الدنيا و ما فيها .
كما نصحني السيد الصدر بعدم الانزواء و أمرني بأن أتقرب أكثر من إخواني أهل السنة كلما حاولوا الابتعاد عني ، و أمرني أن أصلي خلفهم حتى لا تكون القطيعة ، و أن أعتبرهم أبرياء فهم ضحايا الإعلام و التاريخ المزيف ، و الناس أعداء ما جهلوا .
و قد نصحني السيد الخوئي بالشيء نفسه تقريبا ، كما كان السيد محمد علي الطباطبائي الحكيم يبعث لنا دائما بنصائحه في رسائل متعددة كان لها أثر كبير في سيرة الإخوة المستبصرين على الهدى .
هذا و قد تعددت زياراتي للنجف الأشرف و لعلماء النجف في مناسبات كثيرة ، ثم آليت على نفسي أن أقضى العطلة الصيفية من كل عام في رحاب الإمام علي أحضر دروس السيد محمد باقر الصدر التي استفدت منها كثيرا و نفعتني أيما نفع كما آليت على نفسي أن أزور مقامات الأئمة الإثني عشر و قد حقق الله أمنيتي بأن وفقني حتى لزيارة الإمام الرضا الذي يوجد مرقده في مشهد و هي مدينة قرب الحدود الروسية في إيران و هناك تعرفت على أبرز العلماء و استفدت منهم كثيرا .
كما أعطاني السيد الخوئي الذي كنا نقلده وكالة للتصرف في الخمس و الزكاة و إفادة المجموعة المستبصرة عندنا بما تحتاجه من كتب و إعانات و غير ذلك ، و قد كونت مكتبة مفيدة بها أهم المصادر التي تخص البحث و تجمع كتب الفريقين و تحمل إسم مكتبة أهل البيت ( عليهم السلام ) و قد أفادت الكثيرين و الحمد لله .
و زاد الله فرحتنا فرحتين و سعادتنا سعادتين فقبل حوالي خمسة عشر عاما سخر لنا الله الكاتب العام لبلدية قفصة فوافق على تسمية الشارع الذي أسكن فيه باسم شارع الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، فلا يفوتني هنا أن أشكر له هذه اللفتة المشرفة ، فهو من المسلمين العاملين و له ميل كبير و محبة فائقة لشخص الإمام علي ( عليه السلام ) و قد أهديته كتاب المراجعات ، و هو يبادل مجموعتنا حبا و تقديرا و احتراما فجزاه الله خيرا و أعطاه ما يتمنى .
و قد عمل بعض الحاقدين على إزالة اللوحة و أعيتهم الحيل و شاء الله تثبيتها
، و أصبحت الرسائل ترد علينا من كل أنحاء العالم و عليها اسم شارع الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، الذي بارك اسمه الشريف مدينتنا الطيبة العريقة .
و عملا بنصائح الأئمة من أهل البيت ( عليهم السلام ) و كذلك بنصائح علماء النجف الأشرف عمدنا إلى التقرب من إخوتنا من المذاهب الأخرى و لازمنا الجماعة فكنا نصلي معا ، و خفَّت بذلك حدة التوتر و تمكنا من إقناع بعض الشبان من خلال تساؤلاتهم عن كيفية صلاتنا و وضوئنا و عقائدنا 3.
المصادر
1. القران الكريم: سورة الضحى (93)، الآية: 11، الصفحة: 596.
2. القران الكريم: سورة النساء (4)، الآية: 94، الصفحة: 93.
3. المصدر:كتاب ثم إهتديت، للشيخ محمد التيجاني.
اللهم صلِ على محمد واله الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول الباحث والعالم والداعية السيد التيجاني
دعوة أصدقاء للبحث
كان التحول بداية السعادة الروحية إذ أحسست براحة الضمير و انشرح صدري للمذهب الحق الذي اكتشفته أو قل للإسلام الحقيقي الذي لا شك فيه ، و غمرتني فرحة كبيرة و اعتزاز بما أنعم الله عليّ من هداية و رشاد .
و لم يسعني السكوت و التكتم على ما يختلج في صدري و قلت في نفسي : لا بد لي من إفشاء هذه الحقيقة على الناس ﴿ وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ﴾ 1 و هي من أكبر النعم أو هي النعمة الكبرى في الدنيا و في الآخرة ، و " الساكت عن الحق شيطان أخرس " " و ليس بعد الحق " إلا " الضلال " .
و الذي زاد شعوري يقينا بوجوب نشر هذه الحقيقة هو براءة أهل السنة و الجماعة الذين يحبون رسول الله و أهل بيته و يكفي أن يزول الغشاء الذي نسجه التاريخ حتى يتبعوا الحق و هذا ما وقع لي شخصيا .
قال تعالى :﴿ ... كَذَٰلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ... ﴾ 2.
و دعوت أربعة أصدقاء من الأساتذة العاملين معي في المعهد كان إثنان منهم يدرسان التربية الدينية و الثالث يدرس مادة العربية و الرابع كان أستاذ الفلسفة الإسلامية . لم يكن أربعتهم من قفصة بل كانوا من تونس و من جمال و سوسة ، دعوتهم إلى البحث معي في هذا الموضوع الخطير و أشعرتهم بأني قاصر عن إدراك بعض المعاني و قد اضطربت و تشككت في بعض الأمور ، و قبلوا المجيء إلى بيتي بعد إنهاء العمل ، و تركتهم يقرأون كتاب المراجعات على أن مؤلفه يدعي أشياء عجيبة و غريبة في الدين ، و قد استهوى الكتاب ثلاثة منهم أما الرابع الذي يدرس اللغة العربية فقد قاطعنا بعد أربع جلسات أو خمس قائلا : " إن الغرب الآن يغزو القمر و أنتم ما زلتم تبحثون عن الخلافة الإسلامية " .
و ما أن أتممنا الكتاب خلال شهر واحد حتى استبصر ثلاثتهم و قد أعنتهم كثيرا للوصول إلى الحقيقة من أقرب الطرق بما تكون عندي من سعة الإطلاع خلال سنوات البحث و ذقت حلاوة الهداية و استبشرت بالمستقبل و أخذت أدعو في كل مرة بعض الأصدقاء من قفصة و الذين كانت تربطني بهم حلقات الدرس في المسجد أو العلاقات المنجرة من الطرق الصوفية و بعض تلاميذي الذين كانوا يلازمونني و ما مرت سنة واحدة حتى أصبحنا بحمد الله عددا كبيرا نوالي أهل البيت ، نوالي من والاهم و نعادي من عاداهم ، نفرح في أعيادهم و نحزن في عاشورا و نعقد مجالس تعزية .
و كانت أولى رسائلي التي تحمل خبر إستبصاري إلى السيد الخوئي و السيد محمد باقر الصدر بمناسبة عيد الغدير إذ احتفلنا به أول مرة في قفصة ، و قد اشتهر أمري لدى الخاص و العام بأني تشيعت و أني أدعو إلى التشيع لآل بيت الرسول ( صلى الله عليه و آله ) و بدأت الاتهامات و الإشاعات تروج في البلاد ، على أنني جاسوس لإسرائيل أعمل على تشكيك الناس في دينهم و بأنني أسب الصحابة و بأنني صاحب فتنة إلى غير ذلك .
و في تونس العاصمة اتصلت بالصديقين راشد الغنوشي و عبد الفتاح مورو و كانت معارضتهما لي عنيفة جدا و في حديث دار بيننا في بيت عبد الفتاح ، قلت يجب علينا كمسلمين مراجعة كتبنا و مراجعة تاريخنا و ضربت لذلك مثلا صحيح البخاري الذي فيه أشياء لا يقبلها عقل و لا دين .
و ثارت ثائرتهما قائلين لي : من أنت حتى تنتقد البخاري ؟ و بذلت كل جهدي من أجل إقناعهما بالدخول في البحث العلمي الموضوعي فرفضا ذلك .
ازدادت على أثره حملة الإشاعات ضدنا من قبل البعض و بثوا في أوساطهم إشاعات غريبة بغية إبعاد الناس عني و إحاطتي بطوق من العزلة - سامحهم الله تعالى ـ .
و بدأت العزلة من بعض الشبان و من الشيوخ الذين يتبعون الطرق الصوفية و عشنا فترات قاسية غرباء في ديارنا و بين إخواننا و عشيرتنا و لكن الله سبحانه أبدلنا خيرا منهم فكان بعض الشبان يأتون من مدن أخرى يسألون عن الحقيقة فكنت أبذل قصارى ما في وسعي لإقناعهم بحقيقة منهج أهل البيت ( عليهم السلام ) و بالواقع التاريخي فاستبصر عدد من الشبان في العاصمة و في القيروان و في سوسة و سيدي بوزيد و كنت خلال رحلتي الصيفية إلى العراق مررت بأوروبا حيث التقيت بعض الأصدقاء في فرنسا و في هولندا و تحدثت معهم في الموضوع فاستبصروا و الحمد لله .
و كم كانت فرحتي عظيمة عندما قابلت السيد محمد باقر الصدر في النجف الأشرف و كان في بيته نخبة من العلماء و أخذ السيد يقدمني إليهم بأني بذرة التشيع لآل بيت النبي ( صلى الله عليه و آله ) في تونس كما أعلمهم بأنه بكى تأثرا عندما وصلته رسالتي مهنئة تحمل إليه بشرى احتفالنا أول مرة بعيد الغدير السعيد و شكوت إليه ما نلاقيه من مقاومة و من بث الإشاعات ضدنا و العزلة التي نواجهها .
و قال السيد في معرض كلامه : " لابد " من تحمل المشاق لان طريق أهل البيت صعب و وعر ، و قد جاء رجل إلى النبي ( صلى الله عليه و آله ) فقال له : إني أحبك يا رسول الله ! فقال له : أبشر بكثرة الابتلاء ، فقال : و أحب ابن عمك عليا ! فقال : أبشر بكثرة الأعداء . فقال : و أحب الحسن و الحسين ! فقال له : فاستعد للفقر و كثرة البلاء . و ماذا قدمنا نحن في سبيل دعوة الحق التي دفع ثمنها أبو عبد الله الحسين ( عليه السلام ) بنفسه و أهله و ذريته و أصحابه ، كما دفع ثمنها الشيعة على مر التاريخ و ما زالوا حتى اليوم يدفعون ثمن ولائهم لأهل البيت ، فلابد يا أخي من تحمل بعض الأتعاب و التضحية في سبيل الحق فلئن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من الدنيا و ما فيها .
كما نصحني السيد الصدر بعدم الانزواء و أمرني بأن أتقرب أكثر من إخواني أهل السنة كلما حاولوا الابتعاد عني ، و أمرني أن أصلي خلفهم حتى لا تكون القطيعة ، و أن أعتبرهم أبرياء فهم ضحايا الإعلام و التاريخ المزيف ، و الناس أعداء ما جهلوا .
و قد نصحني السيد الخوئي بالشيء نفسه تقريبا ، كما كان السيد محمد علي الطباطبائي الحكيم يبعث لنا دائما بنصائحه في رسائل متعددة كان لها أثر كبير في سيرة الإخوة المستبصرين على الهدى .
هذا و قد تعددت زياراتي للنجف الأشرف و لعلماء النجف في مناسبات كثيرة ، ثم آليت على نفسي أن أقضى العطلة الصيفية من كل عام في رحاب الإمام علي أحضر دروس السيد محمد باقر الصدر التي استفدت منها كثيرا و نفعتني أيما نفع كما آليت على نفسي أن أزور مقامات الأئمة الإثني عشر و قد حقق الله أمنيتي بأن وفقني حتى لزيارة الإمام الرضا الذي يوجد مرقده في مشهد و هي مدينة قرب الحدود الروسية في إيران و هناك تعرفت على أبرز العلماء و استفدت منهم كثيرا .
كما أعطاني السيد الخوئي الذي كنا نقلده وكالة للتصرف في الخمس و الزكاة و إفادة المجموعة المستبصرة عندنا بما تحتاجه من كتب و إعانات و غير ذلك ، و قد كونت مكتبة مفيدة بها أهم المصادر التي تخص البحث و تجمع كتب الفريقين و تحمل إسم مكتبة أهل البيت ( عليهم السلام ) و قد أفادت الكثيرين و الحمد لله .
و زاد الله فرحتنا فرحتين و سعادتنا سعادتين فقبل حوالي خمسة عشر عاما سخر لنا الله الكاتب العام لبلدية قفصة فوافق على تسمية الشارع الذي أسكن فيه باسم شارع الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، فلا يفوتني هنا أن أشكر له هذه اللفتة المشرفة ، فهو من المسلمين العاملين و له ميل كبير و محبة فائقة لشخص الإمام علي ( عليه السلام ) و قد أهديته كتاب المراجعات ، و هو يبادل مجموعتنا حبا و تقديرا و احتراما فجزاه الله خيرا و أعطاه ما يتمنى .
و قد عمل بعض الحاقدين على إزالة اللوحة و أعيتهم الحيل و شاء الله تثبيتها
، و أصبحت الرسائل ترد علينا من كل أنحاء العالم و عليها اسم شارع الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، الذي بارك اسمه الشريف مدينتنا الطيبة العريقة .
و عملا بنصائح الأئمة من أهل البيت ( عليهم السلام ) و كذلك بنصائح علماء النجف الأشرف عمدنا إلى التقرب من إخوتنا من المذاهب الأخرى و لازمنا الجماعة فكنا نصلي معا ، و خفَّت بذلك حدة التوتر و تمكنا من إقناع بعض الشبان من خلال تساؤلاتهم عن كيفية صلاتنا و وضوئنا و عقائدنا 3.
المصادر
1. القران الكريم: سورة الضحى (93)، الآية: 11، الصفحة: 596.
2. القران الكريم: سورة النساء (4)، الآية: 94، الصفحة: 93.
3. المصدر:كتاب ثم إهتديت، للشيخ محمد التيجاني.