قصة قصيرة
القطة الشيرازية
مع ساعات المساء الأولى بدأت الحياة تدب في زوايا المنزل المعتم الذي عاش نهارا يغلب الصمت في كل جوانبه..
الاب جاء بعد الظهيرة من عمله ودخل غرفة النوم بعد يوم غارق بمصاعب العمل وزحمة الافكار.
الأم استيقظت مبكرا عند الساعة الثانية ظهرا ودخلت المطبخ لتعد وجبة طعام الغداء...
اما الاولاد وبسبب العطلة الصيفية فإنهم ما زالوا في رقاد عميق بعد ليلة عاشوها كل في عالمه الخاص في برج العاجي الذي نسلجه لها كثرت مشاهدت افلام عالم السينما والالعاب الاكترونية وبين هذا وذلك.. اخذت الحياة تعود إلى المسكن بعد غياب طال ساعات طوال..
وفي تلك اللحظات تفقدت الام القطة الشيرازية البيضاء لغرض اطعامها مع فراخها.
لم تجدها في مَقْطَنها المخصص مع افراخها الاربعة..
الام تسأل كل من في البيت والكل لا يعرف مكانها..
دخل الجميع في حالة استنفار عام..
الاب صعد سطح الدار.
الام تفتش في المطبخ والصالة وباقي الاماكن في الطابق الاول.
والاولاد يبحثون في غرف الطابق العلوي لقد اختفت القطة ولم يبقى سوى اربع قطط صغيرة وهي تصدر صوت المواء..
لقد فشلوا في العثور على القطة الشيرازية ذات الفروة البيضاء والعينين الزرقاويتين.
مما اضطرهم الخروج خارج الدار..
الاب بدء يسأل الجيران والمارة.
الأم تسأل نساء الجيران والصديقات.
اما الاولاد يجوبون في الازقة للبحث عنها لساعة متأخرة وعند العودة إِبْتَدَأَ الاب دور المحقق يسأل عن الذي رأى القطة اخر مرة.
وفي تلك اللحظات انتبه الاب وقال أين حسام لم يجبه احد خيمت اجواء الصمت لحظات كرر السؤال من منكم رأي حسام اجابت الام رأيته في أول الصباح عندما عاد إلى المنزل ودخل غرفته ولم يخرج منها عندها طلب من احد الاولاد ان يتأكد منه في الغرفة عاد مسرع وقال لابيه انه غير موجود..
عاود الاب السؤال هل رأى احدكم حسام عند خروجه من البيت...
أجاب الجميع بالنفي..
الاب كيف خرج من البيت دون ان ننتبه له ..
احدهم ابي انا وجدت باب البيت الخارجي مفتوح عندما خرجنا للبحث عن القطة.
هذا يعني انه خرج مبكرا هذا اليوم.
الاب اذن حسام هو السبب في ضياع القطة لانه خرج دون ان يغلق باب المنزل لذلك سوف اعاقبه على فعلته تلك عندما يعود ياله من ولد شقي ما زال عمره لم يبلغ الخامسة عشر ولم يكن لديه حرص على حاجات المنزل بعدها طلب من اولاده ان ينشروا الخبر في مواقع التواصل الاجتماعي مع صورة ومواصفات القطة ويقدموا مكافئة مجزية لكل من يعثر على القطة لان لها اربع قطط صغار يحتاجون رعايتها..
متناسيا ان لديه اطفال صغار ضاعوا في زحمة الحياة بين مواقع التواصل الاجتماعي والتفاهة واصدقاء السوء وصور اصحاب المحتوى التافة والاسفاف تحت عنوان الحرية وصيحات الملابس والموسيقى الصاخبة وصداقات المثلية حتى اصبحوا غرباء في بيت واحد لا يجتمعون حتى في المناسبات لا يعرفون ارحامهم وأهلهم فقط بالاسماء..
نعم انهم مبدعين بأسماء صيحات المواقع وضائعين في المناهج الدراسية..
واخيرا وليس آخراً...
ضاعت القطة الشيرازية وضاعت معها احلام تلك العائلة السعيدة الوحيدة التي تجمعهم.
الاب جالس وبيده الارجيلة والدخان يعتم ضوء المصباح المعلق في باحت الحديقة الصغيرة يندب حظه في فقده تلك القطة الجميلة...
الام قاطعت المطبخ والبحث عن اشهى الاكلات في موقع اليوتيوب وكذلك اوقفت جميع الاتصالات اليومية مع الصديقات عن أخر صيحات الموديلات والمولات وافضل التوابل وهي تنظر لباب المنزل علها تحظى بجائزة العثور على تلك القطة وتطفي غضب الزوج..
الابن الاكبر حسام مازال غارق في دروب الضياع مع اصدقاء السوء ساعة في مقهى وأخرى مرقص وأخرى على منضدة قمار و. و. لا يعرف ساعة عودته قد تكون يده بيد تلك القطة الشيرازية ويذهب إلى عالم اخر لا تعرف نهايته
اما باقي الأولاد فهم يبحثون في مواقع الانترنت عن قطة هاربة تبحث عن عاشق في مزابل المدينة
أجد من المناسب أن يسألوا ذلك القط المشاغب المسمى ( tom) الذي قضى شوط من حياته يبحث عن شريكة تشاطره عداوة ذلك الفأر ( jerry) عله يرشدهم عن مكانها...
بقلمي عبد الأمير السيلاوي
٢٨/٦/٢٠٢٤
القطة الشيرازية
مع ساعات المساء الأولى بدأت الحياة تدب في زوايا المنزل المعتم الذي عاش نهارا يغلب الصمت في كل جوانبه..
الاب جاء بعد الظهيرة من عمله ودخل غرفة النوم بعد يوم غارق بمصاعب العمل وزحمة الافكار.
الأم استيقظت مبكرا عند الساعة الثانية ظهرا ودخلت المطبخ لتعد وجبة طعام الغداء...
اما الاولاد وبسبب العطلة الصيفية فإنهم ما زالوا في رقاد عميق بعد ليلة عاشوها كل في عالمه الخاص في برج العاجي الذي نسلجه لها كثرت مشاهدت افلام عالم السينما والالعاب الاكترونية وبين هذا وذلك.. اخذت الحياة تعود إلى المسكن بعد غياب طال ساعات طوال..
وفي تلك اللحظات تفقدت الام القطة الشيرازية البيضاء لغرض اطعامها مع فراخها.
لم تجدها في مَقْطَنها المخصص مع افراخها الاربعة..
الام تسأل كل من في البيت والكل لا يعرف مكانها..
دخل الجميع في حالة استنفار عام..
الاب صعد سطح الدار.
الام تفتش في المطبخ والصالة وباقي الاماكن في الطابق الاول.
والاولاد يبحثون في غرف الطابق العلوي لقد اختفت القطة ولم يبقى سوى اربع قطط صغيرة وهي تصدر صوت المواء..
لقد فشلوا في العثور على القطة الشيرازية ذات الفروة البيضاء والعينين الزرقاويتين.
مما اضطرهم الخروج خارج الدار..
الاب بدء يسأل الجيران والمارة.
الأم تسأل نساء الجيران والصديقات.
اما الاولاد يجوبون في الازقة للبحث عنها لساعة متأخرة وعند العودة إِبْتَدَأَ الاب دور المحقق يسأل عن الذي رأى القطة اخر مرة.
وفي تلك اللحظات انتبه الاب وقال أين حسام لم يجبه احد خيمت اجواء الصمت لحظات كرر السؤال من منكم رأي حسام اجابت الام رأيته في أول الصباح عندما عاد إلى المنزل ودخل غرفته ولم يخرج منها عندها طلب من احد الاولاد ان يتأكد منه في الغرفة عاد مسرع وقال لابيه انه غير موجود..
عاود الاب السؤال هل رأى احدكم حسام عند خروجه من البيت...
أجاب الجميع بالنفي..
الاب كيف خرج من البيت دون ان ننتبه له ..
احدهم ابي انا وجدت باب البيت الخارجي مفتوح عندما خرجنا للبحث عن القطة.
هذا يعني انه خرج مبكرا هذا اليوم.
الاب اذن حسام هو السبب في ضياع القطة لانه خرج دون ان يغلق باب المنزل لذلك سوف اعاقبه على فعلته تلك عندما يعود ياله من ولد شقي ما زال عمره لم يبلغ الخامسة عشر ولم يكن لديه حرص على حاجات المنزل بعدها طلب من اولاده ان ينشروا الخبر في مواقع التواصل الاجتماعي مع صورة ومواصفات القطة ويقدموا مكافئة مجزية لكل من يعثر على القطة لان لها اربع قطط صغار يحتاجون رعايتها..
متناسيا ان لديه اطفال صغار ضاعوا في زحمة الحياة بين مواقع التواصل الاجتماعي والتفاهة واصدقاء السوء وصور اصحاب المحتوى التافة والاسفاف تحت عنوان الحرية وصيحات الملابس والموسيقى الصاخبة وصداقات المثلية حتى اصبحوا غرباء في بيت واحد لا يجتمعون حتى في المناسبات لا يعرفون ارحامهم وأهلهم فقط بالاسماء..
نعم انهم مبدعين بأسماء صيحات المواقع وضائعين في المناهج الدراسية..
واخيرا وليس آخراً...
ضاعت القطة الشيرازية وضاعت معها احلام تلك العائلة السعيدة الوحيدة التي تجمعهم.
الاب جالس وبيده الارجيلة والدخان يعتم ضوء المصباح المعلق في باحت الحديقة الصغيرة يندب حظه في فقده تلك القطة الجميلة...
الام قاطعت المطبخ والبحث عن اشهى الاكلات في موقع اليوتيوب وكذلك اوقفت جميع الاتصالات اليومية مع الصديقات عن أخر صيحات الموديلات والمولات وافضل التوابل وهي تنظر لباب المنزل علها تحظى بجائزة العثور على تلك القطة وتطفي غضب الزوج..
الابن الاكبر حسام مازال غارق في دروب الضياع مع اصدقاء السوء ساعة في مقهى وأخرى مرقص وأخرى على منضدة قمار و. و. لا يعرف ساعة عودته قد تكون يده بيد تلك القطة الشيرازية ويذهب إلى عالم اخر لا تعرف نهايته
اما باقي الأولاد فهم يبحثون في مواقع الانترنت عن قطة هاربة تبحث عن عاشق في مزابل المدينة
أجد من المناسب أن يسألوا ذلك القط المشاغب المسمى ( tom) الذي قضى شوط من حياته يبحث عن شريكة تشاطره عداوة ذلك الفأر ( jerry) عله يرشدهم عن مكانها...
بقلمي عبد الأمير السيلاوي
٢٨/٦/٢٠٢٤