إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مفردات قيّمة من القرآن الكريم، ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللهِ﴾

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مفردات قيّمة من القرآن الكريم، ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللهِ﴾

    بِسْمِ اَللهِ اَلرَّحْمنِ اَلرَّحِيمِ

    اللهم صلِّ على مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّد


    قال الله تعالى: ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَىٰ فِي خَرَابِهَا..ٌ﴾.[1]
    اختلف المفسرون في شأن نزول هذه الآية على أقوال:
    أولاً: ان الآية نزلت في بيت المقدس حين غزا بخت ‌نصّر بني إسرائيل وخرب بيت المقدس مع معاونة النصارى واغرائهم له على ذلك.
    وثانياً: في بيت المقدس حين خربها ملوك النصارى.
    وثالثاً: منع المشركين الرسول (صلى الله عليه وآله) عن المسجد الحرام ومكة في الحديبية.
    ورابعاً: إخراج المشركين الرسول والمسلمين عن مكة والجائهم إلى الهجرة وخرابهم المساجد الصغار التي كانت للمسلمين بفناء الكعبة وأرسل في المجمع رواية عن أبي جعفر (عليه السلام) في ذلك وفي البرهان رواية عن تفسير الإمام أبي محمد العسكري الا انها ظاهرة في تطبيق تلك الحادثة على الآية لا في شأن نزولها.
    وخامساً: للرازي ان الآية حق اليهود في أمر القبلة وفي شأن مكة وان اليهود يخالفون الرسول في أمر القبلة وهمهم وغرضهم خراب مكة ومنع الناس عنها وأنها ليس بمعبد.
    وأُورد عليها ان بخت ‌نصّر كان قبل المسيح ستّمائة وأزيد وأين النصارى اليوم حتى تغريه على تخريب بيت المقدس. والثاني ان النصارى كانت من سنتهم وتشريعهم احترام بيت المقدس أزيد مما كان يعتقده اليهود وذكر المنار عن شيخه ان هذا ليس مستندا إلى اسناد تاريخي يشهد عليه. وعلى الثالث والرابع ان المشركين وان منعوا الرسول والمسلمين عن المسجد الحرام والجئوهم إلى الهجرة ومنعوهم عن زيارة مكة في عام الحديبية الا انهم ما سعوا في خرابها واما ما زعمه الرازي فلا يخفى ما فيه من التكلف.
    وهذه الأقوال لا يلتزم بها ولا يعتمد على مصادرها، فظاهر الآية ليس متعرضا لأمر حدث وحادثة ستقع حتى يتكلف في تعيين تلك الحادثة بل الآية الكريمة في سياق مبارزة الكفر مع التوحيد ومقاتلة الكفار مع الموحدين وان الكفار يحاولون إطفاء نور الله ويمنعون من إعزاز اسمه الكريم وانهم يجدون في تخريب المساجد والمعابد والمشاهد والبيوت التي يذكر فيها اسم الله وبنيت من أول يوم على التوحيد بنيانه وأسست على التقوى أساسه وهذا عام شامل لكل معبد ومسجد ومشهد وبيوت وكنائس وصوامع وبيع يذكر فيها اسم الله بالغدو والآصال.
    ولا اختصاص بالمسجد المصطلح عند الفقهاء وهذه المبارزة مع الموحدين وإبطال دعوة الأنبياء حرام عقلي ضروري ليس بأمر تعبدي فالذين يحاولون إبطال شعائر الله ومظاهر توحيده من أي ملة ومن أي دين كان أو شعائر الإسلام خاصة وشعائر التشيع خاصة بتخريب البيوت المعظمة ومنع الناس عن العبادة فيه فمن أظلم الناس ومن أراد ذل الجناة والعصاة فهم يريدون ان لا يعبد الله في أرضهم وان لا يتواضع لجلالة ومجده وكذلك تصرفاتهم في أعيان المعابد أحجار أو جدرانها و أثاثها وفرشها وسرجها حرام محرم بالضرورة والحوادث المنطبقة على ذلك قبل الإسلام وبعد الإسلام كثير.
    قال صاحب تفسير المنار (من علماء العامة) نقلا عن شيخه: (ولا ينافي ذلك ما عساه يطرأ على العبادة أو يوجد في المساجد من الأشياء المبتدعة التي لم يأمر بها الكتاب فمن علم الأرض لما في ذلك من الفساد الذي أشرنا اليه. وهذا هو السر في حكم الشريعة بهذه البدع فعليه أن ينكرها ويسعى في إزالتها ولا يجوز له السعي في إزالة المعابد من الإسلامية باحترام كنائس أهل الكتاب وبيعهم وصوامعهم).
    [2]
    ونرى ﴿مَنْ أَظْلَمُ‌﴾ - الدالة على قمة الظلم - هنا وفي ثلاث صيغ اخرى: ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللهِ[3]، ﴿فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللهِ كَذِبًا[4]، ﴿فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ اللهِ وَصَدَفَ عَنْهَا[5]، مما يدل على أن هذه الأربع أظلم الظلم على النفس والحق وعلى الآخرين.
    [1] سورة البقرة، الآية: 114.
    [2] تفسير المنار، محمد رشيد بن علي رضا، ج 1، ص 355.
    [3] سورة البقرة، الآية: 140.
    [4] سورة يونس، الآية: 17.
    [5] سورة الأنعام، الآية: 157.

المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X