اللهم صل على محمد وآل محمد
روي عن أبي عبد الله (عليه السلام) انه قال:
- إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) خرج في غزاة فلما انصرف راجعا نزل في بعض الطريق،
- فبينا رسول الله (صلى الله عليه وآله) يطعم والناس معه إذ أتاه جبرئيل (عليه السلام) فقال:
- يا محمد قم فاركب. فقام النبي (صلى الله عليه وآله) فركب، وجبرئيل معه فطويت له الأرض كطي الثوب حتى انتهى إلى فدك,
- فلما سمع أهل فدك وقع الخيل ظنوا أن عدوهم قد جاءهم، فغلقوا أبواب المدينة، ودفعوا المفاتيح إلى عجوز لهم في بيت لهم خارج المدينة،
- ولحقوا برؤوس الجبال، فأتى جبرئيل العجوز حتى أخذ المفاتيح، ثم فتح أبواب المدينة ودار النبي (صلى الله عليه وآله) في بيوتها وقراها، فقال جبرئيل (عليه السلام):
- يا محمد هذا ما خصك الله به وأعطاك دون الناس، وهو قوله:
{ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى}
- وذلك في قوله
{فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب ولكن الله يسلط على من يشاء}.
- ولم يغزوا المسلمون ولم يطؤوها ولكن الله أفاءها على رسوله، وطوف به جبرئيل في دورها وحيطانها وغلق الباب ودفع المفاتيح إليه,
- فجعلها رسول الله (صلى الله عليه وآله) في غلاف سيفه وهو معلق بالرحل, ثم ركب وطويت له الأرض كطي الثوب،
- فأتاهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهم على مجالسهم لم يتفرقوا ولم يبرحوا,
- فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) للناس: قد انتهيت إلى فدك، وإني قد أفاءها الله علي, فغمز المنافقون بعضهم بعضا,
- فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): هذه مفاتيح فدك, ثم أخرجها من غلاف سيفه،
- ثم ركب رسول الله (صلى الله عليه وآله) وركب معه الناس, (1)
- فلما دخل على فاطمة (عليها السلام) فقال:
- يا بنية إن الله قد أفاء على أبيك بفدك واختصه بها فهي لي خاصة دون المسلمين أفعل بها ما أشاء،
- وإنه قد كان لامك خديجة على أبيك مهر، وإن أباك قد جعلها لك بذلك، ونحلتكها تكون لك ولولدك بعدك,
- قال: فدعا بأديم عكاظي ودعا علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقال:
- أكتب لفاطمة بفدك نحلة من رسول الله (صلى الله عليه وآله),
- وشهد على ذلك علي بن أبي طالب (عليه السلام)، ومولى لرسول الله، وأم أيمن,
- فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن أم أيمن امرأة من أهل الجنة,
- وجاء أهل فدك إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فقاطعهم على أربعة وعشرين ألف دينار في كل سنة, وفي رواية أخرى سبعين ألف دينار (2)
____
الهوامش
(1) الى هنا في تفسير نور الثقلين وتفسير كنز الدقائق
(2) الخرائج ج 1 ص 112, بحار الأنوار ج 17 ص 378, العوالم ج 11 ص 617, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 277, تفسير كنز الدقائق ج 13 ص 163, إثبات الهداة ج 1 ص 396 بعضه
----------
منقول