الاعلام الاموي في محاربه الامام الحسين (ع) واهل بيته ..(4)
كيف تمكن الاعلام الاموي من تضليل الجيش الاموي واهل الشام ؟
استطاع الاعلام الاموي الكاذب والمضلل ان يعبأ الجيش الاموي لحرب ابن بنت رسول الله الامام الحسين (ع) ويضلل افراد الجيش فيقلب الحقائق ويشوه المفاهيم ويقنعهم بان الحسين (ع) مرق عن الدين وفارق الجماعه وخرج على امام زمانه وانه من اهل النار ولا تقبل صلاته ويجب قتله والتمثيل بجثته) وان الدعي ابن الدعي يزيد ابن (معاويه ) تقياً وامير المؤمنين وحامل رايه الاسلام ويجب الدفاع عنه
واستطاع الاعلام الاموي ان يضلل اهل الشام ويقنعهم بان معاويه خال المؤمنين وابن عم رسول الله وخليفه الله في ارضه والحاكم بامره وان عليا وابنائه (ع) مارقين عن الدين خارجين على امير المؤمنين يجب القضاء عليهم وقتلهم والتمثيل بجثثهم.
وامر جميع الولايات التي تحت حكمه بسب ابا تراب على منابر المسلمين وورّث (ابنه) يزيد حقدا وكرها للحسين ولاهل البيت (ع)
وعندما قتل الامام الحسين لبست دمشق ابهى حلتها وتزيّنت الساحات والاسواق والمحلات بانواع الزينه فرحا لاستقبال راس الامام الحسين (ع) ورؤوس ابنائه واخوته مرفوعه على الرماح وبنات رسول الله (ص) سبايا مقيدات بالحبال والقيود
ولكي نعرف كيف اصبح الاعلام الاموي قويا وكيف تمكن من تضليل اهل الشام لا بد ان نعرف اسباب واهداف هذا الاعلام والقوى الداعمه له ومن يقف وراءه
1- حسد وحقد اموي رهيب على بني هاشم من اليوم الذي تبنى فيه عبد شمس عبدا روميا اسمه اميه ونتج عن ذلك خلافات حاده كادت ان تؤدئ الى حرب بين بني هاشم وبني اميه
2- يعتبر ابو بكر وعمر هما مؤسسا دوله بني اميه وهما الابوان الروحيان للاعلام الاموي والمؤسسان لمبادئه وافكاره
3- خسه ووضاعه بعض الصحابه وسهوله شراء ذممهم من قبل معاويه وتجنيدهم للعمل في الاعلام الاموي باختلاق احاديث وسعركل حديث حسب قوته
4- عزل معاويه اهل الشام ومنع اتصالهم بباقي المسلمين وطرد اي صحابي يزور الشام ويكشف حقيقه الاسلام المخالفه لدين بني اميه
5- طول الفتره التي قضاها معاويه في حكم الشام والتي استمرت لمده اربعين سنه ربى فيها اجيالا على النصب ومعاداه اهل البيت
6- ساعد اليهود بني اميه بتقويه اعلامهم بما يستطيعون من افكار خبيثه لتراكم خبرتهم في مجال الاعلام
7- انفتاح معاويه على الروم والعمل سويا على نسف الدين الاسلامي وتشويه معتقداته ومعاداه رسول الله واهل بيته
8- سوء منبت القاده والامراء والذين معظمهم ابناء الزنا وذلك مما يؤهلهم للانخراط في مساعده بني اميه عسكريا واعلاميا
ونتطرق في هذا الجزء من البحث الى النقطه الاولى
اولا – حسد وحقد اموي رهيب على بني هاشم من اليوم الذي تبنى فيه عبد شمس عبدا روميا اسمه اميه ونتج عن ذلك خلافات حاده كادت ان تؤدئ الى حرب بين بني هاشم وبني اميه
(بنو اميه ليسوا من قريش وانما من عبيدهم )
اثبتت بعشر ادله تاريخيه في كتابي المسمى ( بنواميه ليسوا من قريش وانما من عبيدهم ) ان اميه ليس من صلب عبد شمس
فقد تبنى عبد شمس عبدا روميا اسمه اميه فنازع اميه هاشم بن عبد مناف سلطته على مكه واشتد الخلاف بينهما حتى انذر بحرب بين بني هاشم وبني اميه واتباعهما واتفق الطرفان على تحكيم الكاهن الخزاعي في ذلك.
وكان من عاده العرب انذاك ان يكتسب الولد المُتبنى نفس حقوق وامتيازات الابن الشرعي
حكم الكاهن الخزاعي لصالح هاشم وان يذبح اميه خمسين ناقه في مكه وينفي الى الشام لمده عشر سنين ريثما تبرد نار العداوه (1)
والسبب في هذا النزاع حسد اميه لهاشم وحقده عليه لعدم استطاعته باللحوق به وانتزاع السياده على مكه منه.
وانى لاميه العبد الخسيس الاباحي المعروف بدياثته الذي تنازل عن زوجته لابنه ذكوان وزوجه اياها في حياته ولم يانف لذلك في حادثه لم يفعلها قبله ولا بعده احد من العرب ان يلحق بهاشم المؤيد بتاييد الله لان من نسله محمد (ص) (2)
ورحم الله الشاعر حيث يقول:
يا من إذا عُدَّتْ فضائلُ غيرِه...رَجَحَتْ فضائلُه وكان الأفضلا
إني لأعذِرُ حاسديك على الذي...أولاك ربك ذو الجلال وفضلا
إن يحسِدوك على علاك فإنما...متسافلُ الدرجاتِ يحسِدُ مَن علا
انقضت السنين العشر وعاد اميه الى مكه فوجد هاشما قد مات وان ابنه عبد المطلب قد ساد مكه .
عاد اميه من منفاه لينتقم
كانت لاميه فرسا سريعه لايلحق بها فارس ففكر اميه باهانه عبد المطلب في سباق خيل
اعتقد انه سيكون فيه الفائز
فقد كان الشرط أن يدفع المغلوب الذي تقصّر فرسه عن بلوغ الشرط مئة ناقة من الإبل وعشرة من العبيد ، ومثلها من الإماء ، ثمّ استعباد سنة وذلك بأن يستعبد السابق الغالب المتسابق المغلوب سنة كاملة ، يتّخذ منه عبداً ، وفوق كل ذلك فللغالب أن يجزّ ناصية المغلوب
ومن هذه الشروط القاسيه نفهم أنّ المقصود بذلك كله كان إذلال المغلوب وتحقيره ، والمعتقد أنّ أمية كان واثقاً من فرسه ومعتقداً بفوزه ، وإلاّ فليس هو من الغباوة بحيث يقدم على مثل هذه المغامرة مهما بلغ حسده وغروره وكبرياؤه
وكانت النتيجة أن جاءت على خلاف ما كان قد اعتقد أمية وجزم ؛ فخسر ودفع الرهان كاملاً ، ولكنّه افتدى جزّ الناصية بمضاعفة استعباد عبد المطّلب له وجعلها عشر سنين (3)
و ورّث اميه حسده وحقده على بني هاشم وحاول حرب بن اميه عمل ماعجز عنه اميه فخاب وخسر
وقد تطرقت الى تفاصيل الصراع القاسي والمرير بين بني اميه وبني هاشم في كتابي
(لاتبقوا لاهل هذا البيت باقيه ) لمن يحب معرفه المزيد
توارث بنو اميه الحسد والحقد على بني هاشم وسخّروا في حربهم مع بني هاشم كل امكاناتهم الماليه والاعلاميه
وجاء الاسلام فحطم رسول الله غرور وكبرياء قريش بقياده بني اميه وانتصر الاسلام وقتل علي (عليه السلام) صناديد بني اميه في بدر فبلغ الحسد والحقد مداه بحيث ادى الى ان تلوك هند كبد الحمزه حقدا وكرها لمحمد (ص) وعلي (ع)
وعليه يمكننا القول بان :
1- حقد بني اميه الرهيب وحسدهم لبني هاشم ومحمد (ص ) وعلي (ع) وابنائه كان الدافع الرئيس لقوه الاعلام الاموي للسيطره على الساحه الاسلاميه بعد وفاه رسول الله والانتقام من بني هاشم
2- كره بنو اميه للاسلام حيث لم يؤمنوا به يوما وقد حطم اصنامهم وامالهم بزعامه قريش
3- سوء منبت بني اميه وانحطاط اخلاقهم دفعهم الى حسد من طهره الله وعصمه ورفعه مكانا عليا ورحم الله الشاعر الشفهيني حيث يقول:
إن يحسِدوك على علاك فإنما...متسافلُ الدرجاتِ يحسِدُ مَن علا
معاويه ينسب الى اربعه
وقال الزمخشري في كتاب " ربيع الأبرار ": كان معاوية يعزى إلى أربعة
إلى مسافر بن أبي عمرو، وإلى عمارة بن الوليد بن المغيرة، وإلى العباس بن عبد المطلب، وإلى الصباح، مغن كان لعمارة بن الوليد. قال: وقد كان أبو سفيان دميما قصيرا، وكان الصباح عسيفا (اجيرا) لأبي سفيان، شابا وسيما، فدعته هند إلى نفسها فغشيها
معاويه يموت كافرا
قال البلاذري:
حدثني إسحاق وبكر بن الهيثم قالا حدثنا عبد الرزاق بن همام انبأنا معمر عن ابن طاوس عن أبيه عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال:
كنت عند النبي فقال:
(يطلع عليكم من هذا الفج رجل يموت على غير ملتي، قال: وكنت تركت أبي قد وضع له وضوء، فكنت كحابس البول مخافة أن يجيء، قال: فطلع معاوية فقال هو هذا)
حديثٌ صحيحٌ صريحٌ في أن معاوية يموت علي غير ملة الإسلام
قال الحافظ السيد أحمد بن الصديق الغماري في جؤنة العطار(2/154): وهذا حديث صحيح علي شرط مسلم، وهو يرفع كل غمة عن المؤمن، المتحير في شأن هذا الطاغية قبحه الله، ويقضي علي كل ما يموِّه به المموهون في حقه
ومن أعجب ما تسمعه أن هذا الحديث خرَّجه كثير من الحفاظ في مصنفاتهم ومعاجمهم المشهورة، ولكنهم يقولون: فطلع رجل ولا يصرِّحون باسم اللعين معاوية، ستراً عليه وعلي مذاهبهم الضلالية في النَّصْب، وهضم حقوق آل البيت ولو برفع منار أعدائهم، فالحمد لله الذي حفظ هذه الشريعة رغماً علي دس الدساسين وتحريف المبطلين).
أنظر مجمع الزوائد (5/243) فإنه ذكر هناك هذا الحديث من رواية الطبراني بلفظ (فطلع رجل) هكذا مبهماً)
وروت مصادرالشيعه عن علي عليه السلام أن معاوية يموت نصرانياً
ففي مدينة المعاجز للسيد هاشم البحراني رحمه الله:2/184:
ابن شهرآشوب: عن المحاضرات للراغب أنه قال صلي الله عليه وآله:
لا يموت ابن هند حتي يعلق الصليب في عنقه وقد رواه الأحنف بن قيس، وابن شهاب الزهري، والأعثم الكوفي، وأبو حيان التوحيدي وابن الثلاج، في جماعة، فكان كما قال عليه السلام)
وصدق رسول الله صلي الله عليه وآله وصدق أمير المؤمنين عليه السلام
فقد روي القاضي النعمان المغربي في شرح الأخبار:2/153، المتوفي سنة363:
(عن سعيد بن المسيب قال: مرض معاوية مرضه الذي مات فيه، فدخل عليه طبيب له نصراني فقال له:
ويلك ما أراني أزداد مع علاجك إلا علة ومرضاً فقال له: والله ما أبقيت في علاجك شيئاً أرجو به صحتك إلا وقد عالجتك به، غير واحد فإني أبرأت به جماعة، فإن أنت ارتضيته وأمرتني بأن أعالجك به فعلت.
قال: وما هو؟ قال: صليب عندنا ما علق في عنق عليل إلا فاق فقال له معاوية: عليَّ به. فأتاه به فعلقه في عنقه فمات في ليلته تلك والصليب معلق في عنقه)
ورواه في المناقب والمثالب/225،وفي الصراط المستقيم لابن يونس العاملي:3/50:
(سلمة بن كهيل: قال الأحنف: سمعت علياً يقول: ما يموت فرعون حتي يعلق الصليب في عنقه، فدخلت عليه وعنده عمرو والأسقف، فإذا في عنقه صليب من ذهب فقال:
أمراني وقالا: إذا أعيا الداء الدواء تروحنا إلي الصليب فنجد له راحة
الزهري: دخل عليه راهب وقال: مرضك من العين، وعندنا صليب يذهب العين فعلقه في عنقه فأصبح ميتاً، فنزع منه علي مغتسله.
وفي المحاضرات: لما علقه قال الطبيب: إنه ميت لا محالة، فمات من ليلته)
وفي التعجب لأبي الفتح الكراجكي/107:
(واشتهر عنه لم يمت إلا وفي عنقه صليب ذهب، وضعه له في مرضه أهون المتطبب، وأشار إليه بتعليقه، فأخذه من كنيسة يوحنا وعلقه في عنقه)
يزيد كافرا كأبيه
يزيد ينسب الى عبد لابي امه ميسون بجدل الكلبي
و نشأ يزيد في مستنقع آسن فالجدات من صاحبات الرايات والام زانيه والاب ينسب الى اربعه
تزوج الخليفه الاموي عثمان بن عفان وائله بنت الفرافصه النصرانيه وتزوج معاويه بن ابي سفيان ميسون بنت بجدل الكلبيه النصرانيه التي مارست الجنس مع عبدٍ لابيها فولدت منه يزيد
أخلاق يزيد ونشأته
فاما ميسون فقد أقامت في قصر معاويه وكرهته وأنشدت ذات يوم تقول:
لبيت تخرق الأرواح فيه * أحب إلي من قصر منيف
وكلب ينبح الطراق عني * أحب إلي من قط ألوف
وبكر يتبع الأظعان صعب * أحب إلي من بغل زفوف
ولبس عباءة وتقر عيني * أحب إلي من لبس الشفوف
وخرق من بني عمي نحيف * أحب إلي من علج عليف
وأصوات الرياح بكل فج * أحب إلي من نقر الدفوف
خشونة عيشتي في البدو أشهى * إلى نفسي من العيش الطريف
فما أبغي سوى وطني بديلا * فحسبي ذاك من وطن شريف
فقال معاوية جعلتني علجا علوفا فطلقها وألحقها بأهلها (4)
عاشت ميسون مع اهلها في الباديه ومكّنت عبد ابيها من نفسها فجاء يزيد شبيها بعبد ابيها بجدل
قال ابن راشد في إلزام الناصب / 169
رووا أن أمه بنت بجدل الكلبية أمكنت عبد أبيها من نفسها فحملت بيزيد، وإلى هذا المعنى أشار النسابة الكلبي يقول :
فإن يكن الزمان أتى علينا *** بقتل الترك والموت الوحيِّ
فقد قَتل الدعيُّ وعبدُ كلبٍ *** بأرض الطفّ أولادَ النبيِّ
أراد بالدعي عبيد الله بن زياد... ومراده بعبد كلب: يزيد بن معاوية لأنه من عبد بجدل الكلبي
نشأه يزيد بين النصارى
يقول العالم الأزهري الشيخ عبد الله العلايلي في كتابه عن الإمام الحسين (عليه السلام): سمو المعنى في سمو الذات / 59
إذا كان يقينا أو يشبه اليقين أن تربية يزيد لم تكن إسلامية خالصة أو بعبارة أخرى كانت مسيحية خالصة، فلم يبق ما يستغرب معه أن يكون متجاوزا مستهترا مستخفا بما عليه الجماعة الإسلامية، لا يحسب لتقاليدها واعتقاداتها أي حساب ولا يقيم لها وزنا
ويؤيد ذلك أن ندماءه وخاصته نصارى، فكان سرجون النصراني صاحب أمره كما كان صاحب سر أبيه (5)
وإصطفى يزيد جماعة من الخلعاء والماجنين فكان يقضي معهم لياليه الحمراء بين الشراب والغناء، وفي طليعة ندمائه الأخطل الشاعر المسيحي الخليع فكانا يشربان ويسمعان الغناء وإذا أراد السفر صحبه معه. (6)
ويقول الشيخ علي الكوراني
أمّا صفاته النفسية: فقد ورث صفات الغدر والنّفاق، والطيش والاستهتار من سلفه، حتّى قال المؤرّخون: وكان يزيد قاسياً غدّاراً كأبيه، (إن كان من معاوية طبعاً)، ولكنّه ليس داهيةً مثله. كانت تنقصه القدرة على تغليف تصرّفاته القاسية بستار من اللباقة الدبلوماسية الناعمة، وكانت طبيعته المنحلّة وخُلقه المنحطّ لا تتسرّب إليها شفقة ولا عدل. كان يقتل ويعذّب نشواناً للمتعة واللّذة التي يشعر بها، وهو ينظر إلى آلام الآخرين، وكان بؤرة لأبشع الرذائل، وها هم ندماؤه من الجنسين خير شاهد على ذلك، لقد كانوا من حثالة المجتمع
وقد نشأ يزيد عند أخواله في البادية من بني كلاب الذين كانوا يعتنقون المسيحية قبل الإسلام، وكان مرسل العنان مع شبابهم الماجنين فتأثّر بسلوكهم إلى حدّ بعيد، فكان يشرب معهم الخمر ويلعب معهم بالكلاب (7)
ولع يزيد بالصيد
ومن مظاهر صفات يزيد ولعه بالصيد، فكان يقضي أغلب أوقاته فيه. قال المؤرّخون: كان يزيد بن معاوية كلفاً بالصيد، لاهياً به، وكان يُلبِسُ كلابَ الصيد الأساورَ من الذهب، والجلال المنسوجة منه، ويهب لكلّ كلب عبداً يخدمه (8)
شغفه بالقرود
وكان يزيد - فيما أجمع عليه المؤرّخون - ولعاً بالقرود، وكان له قرد يجعله بين يديه ويُكنّيه بأبي قيس، ويسقيه فضل كأسه، ويقول: هذا شيخ من بني إسرائيل أصابته خطيئة فمُسخ، وكان يحمله على أتان وحشية ويرسله مع الخيل في حلبة السّباق، فحمله يوماً فسبق الخيل فسُرّ بذلك،
وأرسله مرّةً في حلبة السّباق فطرحته الريح فمات، فحزن عليه حزناً شديداً، وأمر بتكفينه ودفنه، كما أمر أهل الشام أن يعزّوه بمصابه الأليم، وأنشأ راثياً له
تمسّك أبا قيس بفضل زمامها *** فليس عليها إن سقطتَ ضمانُ
فقد سبقتْ خيلَ الجماعة كلّها *** وخيلَ أمير المؤمنين أتانُ
وذاع بين النّاس هيامه وشغفه بالقرود حتّى لقّبوه بها، ويقول رجل من تنوخ هاجياً له
يزيد صديق القرد ملّ جوارَنا *** فحنّ إلى أرض القرود يزيدُ
فتبّاً لمنْ أمسى علينا خليفةً *** صحابتُه الأدنون منه قرودُ (9)
إدمانه على الخمر
والظاهرة البارزة من صفات يزيد إدمانه على الخمر حتّى أسرف في ذلك إلى حدٍ كبيرٍ، فلم يُرَ في وقت إلاّ وهو ثمل لا يعي من فرط السُكر، ومن شعره في الخمر
أقول لصحبٍ ضمّت الخمرُ شملهمْ *** وداعي صبابات الهوى يترنّمُ
خذوا بنصيبٍ من نعيم ولذّةٍ *** فكلّ وإن طال المدى يتصرّمُ (10)
وَمن شعره أَيْضا فِيهَا
(وَدَاعٍ دَعانِي والثُّرَيَّا كأَنَّهَا ... قلائصُ قد أعنقْنَ خَلْفَ فَنِيقِ)
(وَقَالَ اغتنِمْ من دَهْرنا غَفَلَاتِهِ ... فَعَقْدُ ذِمَامِ الدَّهْرِ غَيْرُ وَثِيقِ)
(وناولنِي كَأْسًا كَأَنَّ بنانَهُ ... مخضَّبةٌ مِنْ لَوْنِهَا بِخَلُوقِ)
(إِذا مَا طغَى فِيهَا الحَياءُ حسبتَهَا ... كَوَاكبَ دُرِّ فِي سمَاءِ عَقِيقِ)
(تَدُبُّ دَبِيبَ النَّمْل فِي كُلِّ مفْصلٍ ... وتَكْسُو وجُوهَ الشَّرْبَ ثَوبَ شقِيقِ)
(وإنِّيَ مِنْ لَذَّاتِ دَهْرِي لقانعٌ ... بحلْوِ حَدِيثٍ أَوْ بِمُرِّ عتيقِ)
(هَما مَا هُمَا لَمْ يَبْقَ شيءٌ سِوَاهُمَا ... حَدِيثُ صَدِيقٍ أَوْ عَتِيقُ رَحِيقِ)
وَمِمَّا ينْسب إِلَيْهِ يُخَاطب أَبَاهُ مُعَاوِيَة عِنْد نَهْيه إِيَّاه عَن شرب الْخمر قَوْله
(أَمِنْ شَرْبَةٍ من ماءِ كرْمٍ شَرِبْتُهَا ... غبْتَ عليَّ الآنَ طابَ لي السُّكْرُ)
(سأشرَبُ فاغضَبْ لَا رَضِيت كِلَاهُمَا ... حبيبٌ إِلَى قَلْبِي عُقُوقُكَ والخَمْرُ)
توفّي كَمَا تقدم فِي ربيع الأول سنة أَربع وَسِتِّينَ وَله تسع وَثَلَاثُونَ سنة وَكَانَت خِلَافَته ثَلَاث سِنِين وَتِسْعَة أشهر وَدفن بحوارين من أَرض دمشق بمقبرة بَاب الصَّقْر وَفِيه يَقُول الْقَائِل
(بأَيُّهَا القَبْرُ بِحَوَّارِينَا ... ضَمَمْتَ شَرَّ الناسِ أَجْمَعِينا)
رأي الصحابه والتابعين بيزيد بن معاويه
سمع عبد الله بن حنظله (غسيل الملائكه ) بموبقات يزيد فاراد ان يطلع بنفسه على حقيقه الامر فذهب الى الشام مع وفد من أهل المدينة في أعقاب استشهاد الإمام الحسين (عليه السّلام) ولما عاد الى المدينه المنوره قال :
(والله، ما خرجنا على يزيد حتّى خفنا أن نُرمى بالحجارة من السّماء؛ إنّه رجل ينكح الاُمهات والبنات والأخوات، ويشرب الخمر ويدع الصّلاة. والله، لو لم يكن معي أحد من النّاس لأبليت لله بلاءً حسناً )(11)
وقال أعضاء الوفد: قدمنا من عند رجل ليس له دين؛ يشرب الخمر، ويعزف بالطنابير، ويلعب بالكلاب
ونقل عن المنذر بن الزبير قوله في وصفه يزيد:
والله إنّه ليشرب الخمر، والله إنّه ليسكر حتّى يدع الصّلاة
ووصفه أبو عمر بن حفص بقوله:
والله، رأيت يزيد بن معاوية يترك الصّلاة مسكراً
ويتبدّى الكفر في وصفه للخمر في الأبيات الآتية
شميسة كرم برجها قعر دنِّها *** ومشرقها الساقي ومغربها فمي
إذا اُنزلت من دنِّها في زجاجةٍ *** حكت نفراً بين الحطيم وزمزمِ
فإن حَرُمَتْ يوماً على دين أحمدٍ *** فخذها على دين المسيح بن مريمِ(12)
و قال عنه المسعودي: وكان يزيد صاحب طرب وجوارح وكلاب، وقرود وفهود ومنادمة على الشّراب، وجلس ذات يوم على شرابه وعن يمينه ابن زياد، وذلك بعد قتل الحسين، فأقبل على ساقيه فقال
اسقني شربةً تُروّي مُشاشي *** ثمّ مِلْ فاسقِ مثلها ابن زيادِ
صاحبَ السرّ والأمانة عندي *** ولتسديد مغنمي وجهادي
ثمّ أمر المغنّين فغنّوا
وغلب على أصحاب يزيد وعمّاله ما كان يفعله من الفسوق، وفي أيامه ظهر الغناء بمكة والمدينة، واستُعملت الملاهي، وأظهر النّاس شرب الشّراب
ويؤكّد في مكان آخر: وكان يسمّى يزيد السكران الخمّير
إنّ مطالعة الحياة الماجنة ليزيد في حياة أبيه تكفي لفهم دليل امتناع عامّة الصّحابة والتابعين من الرضوخ لبيعة يزيد بالخلافة
إلحاد يزيد وكفره وحقده على رسول الله (صلّى الله عليه وآله)
إنّ نوايا يزيد ونزعاته المنحرفة قد تجلّت بشكل واضح خلال فترة حكمه القصيرة، حتّى أنّه لم يبالِ بإظهار ما كان يضمره من حقد للرسول (صلّى الله عليه وآله)، وما كان ينطوي عليه من إلحاد برسالته (صلّى الله عليه وآله) بعد أن دنّس يديه بقتل سبط الرّسول وريحانته أبي عبد الله الحسين (عليه السّلام)، وهو متسلّط بالقهر على رقاب المسلمين باسم الرّسول الأعظم (صلّى الله عليه وآله)
لقد أترعت نفس يزيد بالحقد على الرّسول (صلّى الله عليه وآله) والبغض له؛ لأنّه وتره باُسرته يوم بدر، ولما أباد العترة الطاهرة جلس على أريكة الملك جذلان مسروراً، فقد استوفى ثأره من النبيّ (صلّى الله عليه وآله)، وتمنّى حضور أشياخه ليروا كيف أخذ بثأرهم، وجعل يترنّم بأبيات عبد الله بن الزبعرى
ليتَ أشياخي ببدرٍ شهدوا *** جزعَ الخزرج من وقع الأسلْ
لأهلّوا واستهلّوا فرحاً *** ثمّ قالوا يا يزيد لا تُشلْ
قد قتلنا القرمَ من أشياخهمْ *** وعدلناه ببدرٍ فاعتدلْ
لعبت هاشمُ بالملك فلا *** خبرٌ جاء ولا وحيٌ نزلْ
لستُ من خندف إنْ لم أنتقمْ *** من بني أحمد ما كان فعلْ(13)
بل إنّ يزيدَ جاهر بإلحاده وكفره عندما تحرّك عبد الله بن الزبير ضدّه في مكة؛ فقد وجّه جيشاً لإجهاض تحرّك ابن الزبير وزوّده برسالة إليه، وردّ فيها البيت الآتي
ادع إلهك في السّماء فإنّني ***أدعو عليك رجال عكٍّ وأشعرا(14)
الالوسي يقول ان يزيد لم يكن مصدقا برساله النبي
يقول الالوسي في تفسيره روح المعاني للايه 22 من سوره محمد (ج26 ص73)
(فَهَل عَسَيتُم إِن تَوَلَّيتُم أَن تُفسِدُوا فِي الأَرضِ وَتُقَطِّعُوا أَرحَامَكُم )محمد 22
أقول: الذي يغلب على ظني أن الخبيث (ويقصد يزيد ) لم يكن مصدقا برسالة النبي صلّى الله عليه وسلّم وأن مجموع ما فعل مع أهل حرم الله تعالى وأهل حرم نبيه عليه الصلاة والسلام وعترته الطيبين الطاهرين في الحياة وبعد الممات وما صدر منه من المخازي ليس بأضعف دلالة على عدم تصديقه من إلقاء ورقة من المصحف الشريف في قذر، ولا أظن أن أمره كان خافيا على أجلة المسلمين إذا ذاك ولكن كانوا مغلوبين مقهورين لم يسعهم إلا الصبر ليقضي الله أمرا كان مفعولا، ولو سلّم أن الخبيث كان مسلما فهو مسلم جمع من الكبائر ما لا يحيط به نطاق البيان، وأنا أذهب إلى جواز لعن مثله على التعيين ولو لم يتصور أن يكون له مثل من الفاسقين، والظاهر أنه لم يتب، واحتمال توبته أضعف من إيمانه، ويلحق به ابن زياد وابن سعد وجماعة فلعنة الله عز وجل عليهم أجمعين، وعلى أنصارهم وأعوانهم وشيعتهم ومن مال إليهم إلى يوم الدين ما دمعت عين على أبي عبد الله الحسين، ويعجبني قول شاعر العصر ذو الفضل الجلي عبد الباقي أفندي العمري الموصلي وقد سئل عن لعن يزيد اللعين
يزيد على لعني عريض جنابه ... فأغدو به طول المدى ألعن اللعنا
وقال عبد الله بن حنظله غسيل الملائكه في وصف يزيد بن معاويه
(إنه رجل ينكح أمهات الأولاد والبنات والأخوات ويشرب الخمر، ويدَع الصلاة )(15)
المصادر :
(1)المنمق في اخبار قريش ص 99
(2) النزاع والتخاصم للمقريزي ص22 وشرح النهج ج3 ص 456
(3) ج 3 ص 466 من شرح نهج البلاغة
(4) (تاريخ دمشق: 70 / 134)
(5) (تاريخ دمشق: 20 / 161)
(6) (الأغاني: 7 / 170)
(7) جواهر التاريخ للكوراني ج3 ص403
(8) (تاريخ الطبري 4/368)
(9) (أنساب الأشراف 2 / 2)
(10) (حياة الإمام الحسين (عليه السّلام) 2 / 183)
(11) (تأريخ ابن عساكر 7 / 372)
(12) (تتمة المنتهى / 43)
(13) (البداية والنهاية 8 / 192)
(14) (مروج الذهب 2 / 95)
(15) (سير اعلام النبلاء ج3 ص 324)
كيف تمكن الاعلام الاموي من تضليل الجيش الاموي واهل الشام ؟
استطاع الاعلام الاموي الكاذب والمضلل ان يعبأ الجيش الاموي لحرب ابن بنت رسول الله الامام الحسين (ع) ويضلل افراد الجيش فيقلب الحقائق ويشوه المفاهيم ويقنعهم بان الحسين (ع) مرق عن الدين وفارق الجماعه وخرج على امام زمانه وانه من اهل النار ولا تقبل صلاته ويجب قتله والتمثيل بجثته) وان الدعي ابن الدعي يزيد ابن (معاويه ) تقياً وامير المؤمنين وحامل رايه الاسلام ويجب الدفاع عنه
واستطاع الاعلام الاموي ان يضلل اهل الشام ويقنعهم بان معاويه خال المؤمنين وابن عم رسول الله وخليفه الله في ارضه والحاكم بامره وان عليا وابنائه (ع) مارقين عن الدين خارجين على امير المؤمنين يجب القضاء عليهم وقتلهم والتمثيل بجثثهم.
وامر جميع الولايات التي تحت حكمه بسب ابا تراب على منابر المسلمين وورّث (ابنه) يزيد حقدا وكرها للحسين ولاهل البيت (ع)
وعندما قتل الامام الحسين لبست دمشق ابهى حلتها وتزيّنت الساحات والاسواق والمحلات بانواع الزينه فرحا لاستقبال راس الامام الحسين (ع) ورؤوس ابنائه واخوته مرفوعه على الرماح وبنات رسول الله (ص) سبايا مقيدات بالحبال والقيود
ولكي نعرف كيف اصبح الاعلام الاموي قويا وكيف تمكن من تضليل اهل الشام لا بد ان نعرف اسباب واهداف هذا الاعلام والقوى الداعمه له ومن يقف وراءه
1- حسد وحقد اموي رهيب على بني هاشم من اليوم الذي تبنى فيه عبد شمس عبدا روميا اسمه اميه ونتج عن ذلك خلافات حاده كادت ان تؤدئ الى حرب بين بني هاشم وبني اميه
2- يعتبر ابو بكر وعمر هما مؤسسا دوله بني اميه وهما الابوان الروحيان للاعلام الاموي والمؤسسان لمبادئه وافكاره
3- خسه ووضاعه بعض الصحابه وسهوله شراء ذممهم من قبل معاويه وتجنيدهم للعمل في الاعلام الاموي باختلاق احاديث وسعركل حديث حسب قوته
4- عزل معاويه اهل الشام ومنع اتصالهم بباقي المسلمين وطرد اي صحابي يزور الشام ويكشف حقيقه الاسلام المخالفه لدين بني اميه
5- طول الفتره التي قضاها معاويه في حكم الشام والتي استمرت لمده اربعين سنه ربى فيها اجيالا على النصب ومعاداه اهل البيت
6- ساعد اليهود بني اميه بتقويه اعلامهم بما يستطيعون من افكار خبيثه لتراكم خبرتهم في مجال الاعلام
7- انفتاح معاويه على الروم والعمل سويا على نسف الدين الاسلامي وتشويه معتقداته ومعاداه رسول الله واهل بيته
8- سوء منبت القاده والامراء والذين معظمهم ابناء الزنا وذلك مما يؤهلهم للانخراط في مساعده بني اميه عسكريا واعلاميا
ونتطرق في هذا الجزء من البحث الى النقطه الاولى
اولا – حسد وحقد اموي رهيب على بني هاشم من اليوم الذي تبنى فيه عبد شمس عبدا روميا اسمه اميه ونتج عن ذلك خلافات حاده كادت ان تؤدئ الى حرب بين بني هاشم وبني اميه
(بنو اميه ليسوا من قريش وانما من عبيدهم )
اثبتت بعشر ادله تاريخيه في كتابي المسمى ( بنواميه ليسوا من قريش وانما من عبيدهم ) ان اميه ليس من صلب عبد شمس
فقد تبنى عبد شمس عبدا روميا اسمه اميه فنازع اميه هاشم بن عبد مناف سلطته على مكه واشتد الخلاف بينهما حتى انذر بحرب بين بني هاشم وبني اميه واتباعهما واتفق الطرفان على تحكيم الكاهن الخزاعي في ذلك.
وكان من عاده العرب انذاك ان يكتسب الولد المُتبنى نفس حقوق وامتيازات الابن الشرعي
حكم الكاهن الخزاعي لصالح هاشم وان يذبح اميه خمسين ناقه في مكه وينفي الى الشام لمده عشر سنين ريثما تبرد نار العداوه (1)
والسبب في هذا النزاع حسد اميه لهاشم وحقده عليه لعدم استطاعته باللحوق به وانتزاع السياده على مكه منه.
وانى لاميه العبد الخسيس الاباحي المعروف بدياثته الذي تنازل عن زوجته لابنه ذكوان وزوجه اياها في حياته ولم يانف لذلك في حادثه لم يفعلها قبله ولا بعده احد من العرب ان يلحق بهاشم المؤيد بتاييد الله لان من نسله محمد (ص) (2)
ورحم الله الشاعر حيث يقول:
يا من إذا عُدَّتْ فضائلُ غيرِه...رَجَحَتْ فضائلُه وكان الأفضلا
إني لأعذِرُ حاسديك على الذي...أولاك ربك ذو الجلال وفضلا
إن يحسِدوك على علاك فإنما...متسافلُ الدرجاتِ يحسِدُ مَن علا
انقضت السنين العشر وعاد اميه الى مكه فوجد هاشما قد مات وان ابنه عبد المطلب قد ساد مكه .
عاد اميه من منفاه لينتقم
كانت لاميه فرسا سريعه لايلحق بها فارس ففكر اميه باهانه عبد المطلب في سباق خيل
اعتقد انه سيكون فيه الفائز
فقد كان الشرط أن يدفع المغلوب الذي تقصّر فرسه عن بلوغ الشرط مئة ناقة من الإبل وعشرة من العبيد ، ومثلها من الإماء ، ثمّ استعباد سنة وذلك بأن يستعبد السابق الغالب المتسابق المغلوب سنة كاملة ، يتّخذ منه عبداً ، وفوق كل ذلك فللغالب أن يجزّ ناصية المغلوب
ومن هذه الشروط القاسيه نفهم أنّ المقصود بذلك كله كان إذلال المغلوب وتحقيره ، والمعتقد أنّ أمية كان واثقاً من فرسه ومعتقداً بفوزه ، وإلاّ فليس هو من الغباوة بحيث يقدم على مثل هذه المغامرة مهما بلغ حسده وغروره وكبرياؤه
وكانت النتيجة أن جاءت على خلاف ما كان قد اعتقد أمية وجزم ؛ فخسر ودفع الرهان كاملاً ، ولكنّه افتدى جزّ الناصية بمضاعفة استعباد عبد المطّلب له وجعلها عشر سنين (3)
و ورّث اميه حسده وحقده على بني هاشم وحاول حرب بن اميه عمل ماعجز عنه اميه فخاب وخسر
وقد تطرقت الى تفاصيل الصراع القاسي والمرير بين بني اميه وبني هاشم في كتابي
(لاتبقوا لاهل هذا البيت باقيه ) لمن يحب معرفه المزيد
توارث بنو اميه الحسد والحقد على بني هاشم وسخّروا في حربهم مع بني هاشم كل امكاناتهم الماليه والاعلاميه
وجاء الاسلام فحطم رسول الله غرور وكبرياء قريش بقياده بني اميه وانتصر الاسلام وقتل علي (عليه السلام) صناديد بني اميه في بدر فبلغ الحسد والحقد مداه بحيث ادى الى ان تلوك هند كبد الحمزه حقدا وكرها لمحمد (ص) وعلي (ع)
وعليه يمكننا القول بان :
1- حقد بني اميه الرهيب وحسدهم لبني هاشم ومحمد (ص ) وعلي (ع) وابنائه كان الدافع الرئيس لقوه الاعلام الاموي للسيطره على الساحه الاسلاميه بعد وفاه رسول الله والانتقام من بني هاشم
2- كره بنو اميه للاسلام حيث لم يؤمنوا به يوما وقد حطم اصنامهم وامالهم بزعامه قريش
3- سوء منبت بني اميه وانحطاط اخلاقهم دفعهم الى حسد من طهره الله وعصمه ورفعه مكانا عليا ورحم الله الشاعر الشفهيني حيث يقول:
إن يحسِدوك على علاك فإنما...متسافلُ الدرجاتِ يحسِدُ مَن علا
معاويه ينسب الى اربعه
وقال الزمخشري في كتاب " ربيع الأبرار ": كان معاوية يعزى إلى أربعة
إلى مسافر بن أبي عمرو، وإلى عمارة بن الوليد بن المغيرة، وإلى العباس بن عبد المطلب، وإلى الصباح، مغن كان لعمارة بن الوليد. قال: وقد كان أبو سفيان دميما قصيرا، وكان الصباح عسيفا (اجيرا) لأبي سفيان، شابا وسيما، فدعته هند إلى نفسها فغشيها
معاويه يموت كافرا
قال البلاذري:
حدثني إسحاق وبكر بن الهيثم قالا حدثنا عبد الرزاق بن همام انبأنا معمر عن ابن طاوس عن أبيه عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال:
كنت عند النبي فقال:
(يطلع عليكم من هذا الفج رجل يموت على غير ملتي، قال: وكنت تركت أبي قد وضع له وضوء، فكنت كحابس البول مخافة أن يجيء، قال: فطلع معاوية فقال هو هذا)
حديثٌ صحيحٌ صريحٌ في أن معاوية يموت علي غير ملة الإسلام
قال الحافظ السيد أحمد بن الصديق الغماري في جؤنة العطار(2/154): وهذا حديث صحيح علي شرط مسلم، وهو يرفع كل غمة عن المؤمن، المتحير في شأن هذا الطاغية قبحه الله، ويقضي علي كل ما يموِّه به المموهون في حقه
ومن أعجب ما تسمعه أن هذا الحديث خرَّجه كثير من الحفاظ في مصنفاتهم ومعاجمهم المشهورة، ولكنهم يقولون: فطلع رجل ولا يصرِّحون باسم اللعين معاوية، ستراً عليه وعلي مذاهبهم الضلالية في النَّصْب، وهضم حقوق آل البيت ولو برفع منار أعدائهم، فالحمد لله الذي حفظ هذه الشريعة رغماً علي دس الدساسين وتحريف المبطلين).
أنظر مجمع الزوائد (5/243) فإنه ذكر هناك هذا الحديث من رواية الطبراني بلفظ (فطلع رجل) هكذا مبهماً)
وروت مصادرالشيعه عن علي عليه السلام أن معاوية يموت نصرانياً
ففي مدينة المعاجز للسيد هاشم البحراني رحمه الله:2/184:
ابن شهرآشوب: عن المحاضرات للراغب أنه قال صلي الله عليه وآله:
لا يموت ابن هند حتي يعلق الصليب في عنقه وقد رواه الأحنف بن قيس، وابن شهاب الزهري، والأعثم الكوفي، وأبو حيان التوحيدي وابن الثلاج، في جماعة، فكان كما قال عليه السلام)
وصدق رسول الله صلي الله عليه وآله وصدق أمير المؤمنين عليه السلام
فقد روي القاضي النعمان المغربي في شرح الأخبار:2/153، المتوفي سنة363:
(عن سعيد بن المسيب قال: مرض معاوية مرضه الذي مات فيه، فدخل عليه طبيب له نصراني فقال له:
ويلك ما أراني أزداد مع علاجك إلا علة ومرضاً فقال له: والله ما أبقيت في علاجك شيئاً أرجو به صحتك إلا وقد عالجتك به، غير واحد فإني أبرأت به جماعة، فإن أنت ارتضيته وأمرتني بأن أعالجك به فعلت.
قال: وما هو؟ قال: صليب عندنا ما علق في عنق عليل إلا فاق فقال له معاوية: عليَّ به. فأتاه به فعلقه في عنقه فمات في ليلته تلك والصليب معلق في عنقه)
ورواه في المناقب والمثالب/225،وفي الصراط المستقيم لابن يونس العاملي:3/50:
(سلمة بن كهيل: قال الأحنف: سمعت علياً يقول: ما يموت فرعون حتي يعلق الصليب في عنقه، فدخلت عليه وعنده عمرو والأسقف، فإذا في عنقه صليب من ذهب فقال:
أمراني وقالا: إذا أعيا الداء الدواء تروحنا إلي الصليب فنجد له راحة
الزهري: دخل عليه راهب وقال: مرضك من العين، وعندنا صليب يذهب العين فعلقه في عنقه فأصبح ميتاً، فنزع منه علي مغتسله.
وفي المحاضرات: لما علقه قال الطبيب: إنه ميت لا محالة، فمات من ليلته)
وفي التعجب لأبي الفتح الكراجكي/107:
(واشتهر عنه لم يمت إلا وفي عنقه صليب ذهب، وضعه له في مرضه أهون المتطبب، وأشار إليه بتعليقه، فأخذه من كنيسة يوحنا وعلقه في عنقه)
يزيد كافرا كأبيه
يزيد ينسب الى عبد لابي امه ميسون بجدل الكلبي
و نشأ يزيد في مستنقع آسن فالجدات من صاحبات الرايات والام زانيه والاب ينسب الى اربعه
تزوج الخليفه الاموي عثمان بن عفان وائله بنت الفرافصه النصرانيه وتزوج معاويه بن ابي سفيان ميسون بنت بجدل الكلبيه النصرانيه التي مارست الجنس مع عبدٍ لابيها فولدت منه يزيد
أخلاق يزيد ونشأته
فاما ميسون فقد أقامت في قصر معاويه وكرهته وأنشدت ذات يوم تقول:
لبيت تخرق الأرواح فيه * أحب إلي من قصر منيف
وكلب ينبح الطراق عني * أحب إلي من قط ألوف
وبكر يتبع الأظعان صعب * أحب إلي من بغل زفوف
ولبس عباءة وتقر عيني * أحب إلي من لبس الشفوف
وخرق من بني عمي نحيف * أحب إلي من علج عليف
وأصوات الرياح بكل فج * أحب إلي من نقر الدفوف
خشونة عيشتي في البدو أشهى * إلى نفسي من العيش الطريف
فما أبغي سوى وطني بديلا * فحسبي ذاك من وطن شريف
فقال معاوية جعلتني علجا علوفا فطلقها وألحقها بأهلها (4)
عاشت ميسون مع اهلها في الباديه ومكّنت عبد ابيها من نفسها فجاء يزيد شبيها بعبد ابيها بجدل
قال ابن راشد في إلزام الناصب / 169
رووا أن أمه بنت بجدل الكلبية أمكنت عبد أبيها من نفسها فحملت بيزيد، وإلى هذا المعنى أشار النسابة الكلبي يقول :
فإن يكن الزمان أتى علينا *** بقتل الترك والموت الوحيِّ
فقد قَتل الدعيُّ وعبدُ كلبٍ *** بأرض الطفّ أولادَ النبيِّ
أراد بالدعي عبيد الله بن زياد... ومراده بعبد كلب: يزيد بن معاوية لأنه من عبد بجدل الكلبي
نشأه يزيد بين النصارى
يقول العالم الأزهري الشيخ عبد الله العلايلي في كتابه عن الإمام الحسين (عليه السلام): سمو المعنى في سمو الذات / 59
إذا كان يقينا أو يشبه اليقين أن تربية يزيد لم تكن إسلامية خالصة أو بعبارة أخرى كانت مسيحية خالصة، فلم يبق ما يستغرب معه أن يكون متجاوزا مستهترا مستخفا بما عليه الجماعة الإسلامية، لا يحسب لتقاليدها واعتقاداتها أي حساب ولا يقيم لها وزنا
ويؤيد ذلك أن ندماءه وخاصته نصارى، فكان سرجون النصراني صاحب أمره كما كان صاحب سر أبيه (5)
وإصطفى يزيد جماعة من الخلعاء والماجنين فكان يقضي معهم لياليه الحمراء بين الشراب والغناء، وفي طليعة ندمائه الأخطل الشاعر المسيحي الخليع فكانا يشربان ويسمعان الغناء وإذا أراد السفر صحبه معه. (6)
ويقول الشيخ علي الكوراني
أمّا صفاته النفسية: فقد ورث صفات الغدر والنّفاق، والطيش والاستهتار من سلفه، حتّى قال المؤرّخون: وكان يزيد قاسياً غدّاراً كأبيه، (إن كان من معاوية طبعاً)، ولكنّه ليس داهيةً مثله. كانت تنقصه القدرة على تغليف تصرّفاته القاسية بستار من اللباقة الدبلوماسية الناعمة، وكانت طبيعته المنحلّة وخُلقه المنحطّ لا تتسرّب إليها شفقة ولا عدل. كان يقتل ويعذّب نشواناً للمتعة واللّذة التي يشعر بها، وهو ينظر إلى آلام الآخرين، وكان بؤرة لأبشع الرذائل، وها هم ندماؤه من الجنسين خير شاهد على ذلك، لقد كانوا من حثالة المجتمع
وقد نشأ يزيد عند أخواله في البادية من بني كلاب الذين كانوا يعتنقون المسيحية قبل الإسلام، وكان مرسل العنان مع شبابهم الماجنين فتأثّر بسلوكهم إلى حدّ بعيد، فكان يشرب معهم الخمر ويلعب معهم بالكلاب (7)
ولع يزيد بالصيد
ومن مظاهر صفات يزيد ولعه بالصيد، فكان يقضي أغلب أوقاته فيه. قال المؤرّخون: كان يزيد بن معاوية كلفاً بالصيد، لاهياً به، وكان يُلبِسُ كلابَ الصيد الأساورَ من الذهب، والجلال المنسوجة منه، ويهب لكلّ كلب عبداً يخدمه (8)
شغفه بالقرود
وكان يزيد - فيما أجمع عليه المؤرّخون - ولعاً بالقرود، وكان له قرد يجعله بين يديه ويُكنّيه بأبي قيس، ويسقيه فضل كأسه، ويقول: هذا شيخ من بني إسرائيل أصابته خطيئة فمُسخ، وكان يحمله على أتان وحشية ويرسله مع الخيل في حلبة السّباق، فحمله يوماً فسبق الخيل فسُرّ بذلك،
وأرسله مرّةً في حلبة السّباق فطرحته الريح فمات، فحزن عليه حزناً شديداً، وأمر بتكفينه ودفنه، كما أمر أهل الشام أن يعزّوه بمصابه الأليم، وأنشأ راثياً له
تمسّك أبا قيس بفضل زمامها *** فليس عليها إن سقطتَ ضمانُ
فقد سبقتْ خيلَ الجماعة كلّها *** وخيلَ أمير المؤمنين أتانُ
وذاع بين النّاس هيامه وشغفه بالقرود حتّى لقّبوه بها، ويقول رجل من تنوخ هاجياً له
يزيد صديق القرد ملّ جوارَنا *** فحنّ إلى أرض القرود يزيدُ
فتبّاً لمنْ أمسى علينا خليفةً *** صحابتُه الأدنون منه قرودُ (9)
إدمانه على الخمر
والظاهرة البارزة من صفات يزيد إدمانه على الخمر حتّى أسرف في ذلك إلى حدٍ كبيرٍ، فلم يُرَ في وقت إلاّ وهو ثمل لا يعي من فرط السُكر، ومن شعره في الخمر
أقول لصحبٍ ضمّت الخمرُ شملهمْ *** وداعي صبابات الهوى يترنّمُ
خذوا بنصيبٍ من نعيم ولذّةٍ *** فكلّ وإن طال المدى يتصرّمُ (10)
وَمن شعره أَيْضا فِيهَا
(وَدَاعٍ دَعانِي والثُّرَيَّا كأَنَّهَا ... قلائصُ قد أعنقْنَ خَلْفَ فَنِيقِ)
(وَقَالَ اغتنِمْ من دَهْرنا غَفَلَاتِهِ ... فَعَقْدُ ذِمَامِ الدَّهْرِ غَيْرُ وَثِيقِ)
(وناولنِي كَأْسًا كَأَنَّ بنانَهُ ... مخضَّبةٌ مِنْ لَوْنِهَا بِخَلُوقِ)
(إِذا مَا طغَى فِيهَا الحَياءُ حسبتَهَا ... كَوَاكبَ دُرِّ فِي سمَاءِ عَقِيقِ)
(تَدُبُّ دَبِيبَ النَّمْل فِي كُلِّ مفْصلٍ ... وتَكْسُو وجُوهَ الشَّرْبَ ثَوبَ شقِيقِ)
(وإنِّيَ مِنْ لَذَّاتِ دَهْرِي لقانعٌ ... بحلْوِ حَدِيثٍ أَوْ بِمُرِّ عتيقِ)
(هَما مَا هُمَا لَمْ يَبْقَ شيءٌ سِوَاهُمَا ... حَدِيثُ صَدِيقٍ أَوْ عَتِيقُ رَحِيقِ)
وَمِمَّا ينْسب إِلَيْهِ يُخَاطب أَبَاهُ مُعَاوِيَة عِنْد نَهْيه إِيَّاه عَن شرب الْخمر قَوْله
(أَمِنْ شَرْبَةٍ من ماءِ كرْمٍ شَرِبْتُهَا ... غبْتَ عليَّ الآنَ طابَ لي السُّكْرُ)
(سأشرَبُ فاغضَبْ لَا رَضِيت كِلَاهُمَا ... حبيبٌ إِلَى قَلْبِي عُقُوقُكَ والخَمْرُ)
توفّي كَمَا تقدم فِي ربيع الأول سنة أَربع وَسِتِّينَ وَله تسع وَثَلَاثُونَ سنة وَكَانَت خِلَافَته ثَلَاث سِنِين وَتِسْعَة أشهر وَدفن بحوارين من أَرض دمشق بمقبرة بَاب الصَّقْر وَفِيه يَقُول الْقَائِل
(بأَيُّهَا القَبْرُ بِحَوَّارِينَا ... ضَمَمْتَ شَرَّ الناسِ أَجْمَعِينا)
رأي الصحابه والتابعين بيزيد بن معاويه
سمع عبد الله بن حنظله (غسيل الملائكه ) بموبقات يزيد فاراد ان يطلع بنفسه على حقيقه الامر فذهب الى الشام مع وفد من أهل المدينة في أعقاب استشهاد الإمام الحسين (عليه السّلام) ولما عاد الى المدينه المنوره قال :
(والله، ما خرجنا على يزيد حتّى خفنا أن نُرمى بالحجارة من السّماء؛ إنّه رجل ينكح الاُمهات والبنات والأخوات، ويشرب الخمر ويدع الصّلاة. والله، لو لم يكن معي أحد من النّاس لأبليت لله بلاءً حسناً )(11)
وقال أعضاء الوفد: قدمنا من عند رجل ليس له دين؛ يشرب الخمر، ويعزف بالطنابير، ويلعب بالكلاب
ونقل عن المنذر بن الزبير قوله في وصفه يزيد:
والله إنّه ليشرب الخمر، والله إنّه ليسكر حتّى يدع الصّلاة
ووصفه أبو عمر بن حفص بقوله:
والله، رأيت يزيد بن معاوية يترك الصّلاة مسكراً
ويتبدّى الكفر في وصفه للخمر في الأبيات الآتية
شميسة كرم برجها قعر دنِّها *** ومشرقها الساقي ومغربها فمي
إذا اُنزلت من دنِّها في زجاجةٍ *** حكت نفراً بين الحطيم وزمزمِ
فإن حَرُمَتْ يوماً على دين أحمدٍ *** فخذها على دين المسيح بن مريمِ(12)
و قال عنه المسعودي: وكان يزيد صاحب طرب وجوارح وكلاب، وقرود وفهود ومنادمة على الشّراب، وجلس ذات يوم على شرابه وعن يمينه ابن زياد، وذلك بعد قتل الحسين، فأقبل على ساقيه فقال
اسقني شربةً تُروّي مُشاشي *** ثمّ مِلْ فاسقِ مثلها ابن زيادِ
صاحبَ السرّ والأمانة عندي *** ولتسديد مغنمي وجهادي
ثمّ أمر المغنّين فغنّوا
وغلب على أصحاب يزيد وعمّاله ما كان يفعله من الفسوق، وفي أيامه ظهر الغناء بمكة والمدينة، واستُعملت الملاهي، وأظهر النّاس شرب الشّراب
ويؤكّد في مكان آخر: وكان يسمّى يزيد السكران الخمّير
إنّ مطالعة الحياة الماجنة ليزيد في حياة أبيه تكفي لفهم دليل امتناع عامّة الصّحابة والتابعين من الرضوخ لبيعة يزيد بالخلافة
إلحاد يزيد وكفره وحقده على رسول الله (صلّى الله عليه وآله)
إنّ نوايا يزيد ونزعاته المنحرفة قد تجلّت بشكل واضح خلال فترة حكمه القصيرة، حتّى أنّه لم يبالِ بإظهار ما كان يضمره من حقد للرسول (صلّى الله عليه وآله)، وما كان ينطوي عليه من إلحاد برسالته (صلّى الله عليه وآله) بعد أن دنّس يديه بقتل سبط الرّسول وريحانته أبي عبد الله الحسين (عليه السّلام)، وهو متسلّط بالقهر على رقاب المسلمين باسم الرّسول الأعظم (صلّى الله عليه وآله)
لقد أترعت نفس يزيد بالحقد على الرّسول (صلّى الله عليه وآله) والبغض له؛ لأنّه وتره باُسرته يوم بدر، ولما أباد العترة الطاهرة جلس على أريكة الملك جذلان مسروراً، فقد استوفى ثأره من النبيّ (صلّى الله عليه وآله)، وتمنّى حضور أشياخه ليروا كيف أخذ بثأرهم، وجعل يترنّم بأبيات عبد الله بن الزبعرى
ليتَ أشياخي ببدرٍ شهدوا *** جزعَ الخزرج من وقع الأسلْ
لأهلّوا واستهلّوا فرحاً *** ثمّ قالوا يا يزيد لا تُشلْ
قد قتلنا القرمَ من أشياخهمْ *** وعدلناه ببدرٍ فاعتدلْ
لعبت هاشمُ بالملك فلا *** خبرٌ جاء ولا وحيٌ نزلْ
لستُ من خندف إنْ لم أنتقمْ *** من بني أحمد ما كان فعلْ(13)
بل إنّ يزيدَ جاهر بإلحاده وكفره عندما تحرّك عبد الله بن الزبير ضدّه في مكة؛ فقد وجّه جيشاً لإجهاض تحرّك ابن الزبير وزوّده برسالة إليه، وردّ فيها البيت الآتي
ادع إلهك في السّماء فإنّني ***أدعو عليك رجال عكٍّ وأشعرا(14)
الالوسي يقول ان يزيد لم يكن مصدقا برساله النبي
يقول الالوسي في تفسيره روح المعاني للايه 22 من سوره محمد (ج26 ص73)
(فَهَل عَسَيتُم إِن تَوَلَّيتُم أَن تُفسِدُوا فِي الأَرضِ وَتُقَطِّعُوا أَرحَامَكُم )محمد 22
أقول: الذي يغلب على ظني أن الخبيث (ويقصد يزيد ) لم يكن مصدقا برسالة النبي صلّى الله عليه وسلّم وأن مجموع ما فعل مع أهل حرم الله تعالى وأهل حرم نبيه عليه الصلاة والسلام وعترته الطيبين الطاهرين في الحياة وبعد الممات وما صدر منه من المخازي ليس بأضعف دلالة على عدم تصديقه من إلقاء ورقة من المصحف الشريف في قذر، ولا أظن أن أمره كان خافيا على أجلة المسلمين إذا ذاك ولكن كانوا مغلوبين مقهورين لم يسعهم إلا الصبر ليقضي الله أمرا كان مفعولا، ولو سلّم أن الخبيث كان مسلما فهو مسلم جمع من الكبائر ما لا يحيط به نطاق البيان، وأنا أذهب إلى جواز لعن مثله على التعيين ولو لم يتصور أن يكون له مثل من الفاسقين، والظاهر أنه لم يتب، واحتمال توبته أضعف من إيمانه، ويلحق به ابن زياد وابن سعد وجماعة فلعنة الله عز وجل عليهم أجمعين، وعلى أنصارهم وأعوانهم وشيعتهم ومن مال إليهم إلى يوم الدين ما دمعت عين على أبي عبد الله الحسين، ويعجبني قول شاعر العصر ذو الفضل الجلي عبد الباقي أفندي العمري الموصلي وقد سئل عن لعن يزيد اللعين
يزيد على لعني عريض جنابه ... فأغدو به طول المدى ألعن اللعنا
وقال عبد الله بن حنظله غسيل الملائكه في وصف يزيد بن معاويه
(إنه رجل ينكح أمهات الأولاد والبنات والأخوات ويشرب الخمر، ويدَع الصلاة )(15)
المصادر :
(1)المنمق في اخبار قريش ص 99
(2) النزاع والتخاصم للمقريزي ص22 وشرح النهج ج3 ص 456
(3) ج 3 ص 466 من شرح نهج البلاغة
(4) (تاريخ دمشق: 70 / 134)
(5) (تاريخ دمشق: 20 / 161)
(6) (الأغاني: 7 / 170)
(7) جواهر التاريخ للكوراني ج3 ص403
(8) (تاريخ الطبري 4/368)
(9) (أنساب الأشراف 2 / 2)
(10) (حياة الإمام الحسين (عليه السّلام) 2 / 183)
(11) (تأريخ ابن عساكر 7 / 372)
(12) (تتمة المنتهى / 43)
(13) (البداية والنهاية 8 / 192)
(14) (مروج الذهب 2 / 95)
(15) (سير اعلام النبلاء ج3 ص 324)