س/🖍لِمَاذَا نُحَيِّي عَاشُورَاءَ⁉️
✍🏻الجزء 2✍🏻
🏴لأية الله الشيخ مصباح (قدس)🏴
🔻السؤال الثاني🔻
س🖍/لماذا لا نكتفي بالبحث والنقاش في احياء عاشوراء❓
🔹السؤال الثاني الذي يمكن أن نستخلصه من تحليل السؤال الأول هو:
🖍إن إحياء ذكرى عاشوراء ليس منحصراً في البكاء واللطم على الصدور ورفع الأعلام السود واقامة مجالس العزاء إلى منتصف الليل, الأمر الذي يؤدي إلى تعطيل الاعمال في النهار, ولا سيما إذا أخذنا بعين الاعتبار أنّ هذه الأمور تستتبع أضراراً اقتصادية, بينما يمكننا احياء هذه الذكرى بشكل تترتب عليه اضرار اقتصادية واجتماعيه أقل⁉️
🌀إنّ هذا السؤال نطرحه على أساس هذا الفرض وهو:
🔹إنّ الوضع الروحي لكثير من الناس ينجسم أكثر مع الأمور المادية والاقتصادية, واهتمام الناس منصب على هذه الأمور أكثر من غيرها, وحينئذ يقيّم هؤلاء الحوادث على أساس ما لها من منافع او اضرار مادية واقتصادية.
🔹ونحن نفترض أن هذا التساؤل قد اختلج في نفس شاب لم تكتمل بعد تربيته الدينية, فقد يخطر على باله أن هذه المجالس تستتبع أضراراً اقتصادية بسبب قلة الانتاج نتيجة ضياع الوقت, إذ إن سهر الناس في إقامة العزاء إلى منتصف الليل يفقدهم القدرة على العمل في اليوم التالي. وعلى هذا فإن المجتمع سيعيش ولمدة شهرين في حالة ارتخاء لكي يتم احياء هذه الحادثة, بينما توجد هناك سبل أخرى لاحياء واقعة عاشوراء، مثل إقامة جلسات البحث وتنظيم الندوات وما شابه ذلك, ومن خلال متابعة البحث والنقاش يتم إحياء هذه الحادثة للناس.
🔹وبكلام مختصر فإنه يقال: سلمنا بأن إحياء ذكرى عاشوراء وما جرى على الإمام الحسين بن علي (عليهما السلام) يرجع بالنفع لنا, وله آثار ممتازة في مجتمعنا, فإنه يطرح سؤال ثانٍ وهو:
س🖍/لماذا لابدّ أن يتم هذا الإحياء بهذه الصورة؟ ونحن نلاحظ في كل أرجاء العالم أن الشعوب التي تريد إحياء ذكرى عظمائها فإنها تعقد الندوات ومجالس البحث والنقاش؛ فلماذا نصرّ نحن على إحياء ذكرى عاشوراء بهذه الصورة⁉️
🔻إن الجواب على هذا السؤال سيكون أكثر تعقيداً من الجواب على السؤال الأول.
ويتخلص الجواب على هذا السؤال:
🔹بأن البحث حول شخصية سيد الشهداء (عليه السلام) , وتنظيم الندوات والمحاضرات , وكتابة المقالات وأمثال هذه الاعمال الثقافية والعلمية؛ هي أمور نافعة وضرورية وتجري في مجتمعنا ببركة إقامة العزاء على سيد الشهداء (عليه السلام) , إذ يتم من خلال إقامة العزاء البحث والتحقيق حول هذه الأمور ويستفيد الناس معارفاً قيمه في هذا المجال.
س🖍/إنّ هذه النشاطات ضرورية في مجالها ولكن هل هي كافية لكي ننتفع بشكل كامل من حادثة عاشوراء ❓أم هناك أمور أخرى ضرورية ـ أيضاً ـ مثل اقامة العزاء في مجاله الخاص⁉️
🔻إنّ الجواب على هذا السؤال يتوقف على القيام بتحليل نفسي للإنسان لمعرفة العوامل المؤثرة في سلوكه الواعي..
🔻وهل أن المؤثر في سلوك الإنسان هو عامل المعرفة فحسب, أم هناك عوامل أخرى تؤثر في بلورة هذا السلوك❓
🔹عندما نتأمل في سلوكنا ندرك أنّ هناك - على أقل تقدير - طائفتين من العوامل تنهض بالدور الرئيسي في هذا المضمار:
🖌الطائفة الأولى: عوامل المعرفة, ويكون تأثيرها من بعد أن يفهم الإنسان شيئاً ويتقبله, ومن البديهي أن يستدل على الموضوع المطلوب بما يتناسب معه من الأدلة, فإن كان الموضوع عقلياً ـ كما في الفلسفة ـ استدل عليه بأدلة عقلية, وإن كان الموضوع تجريبياً ـ كما في الكيمياء والفيزياء ـ استدل عليه بأدلة تجريبية, و... الخ.
🖌ومن الواضح جداً أن للمعرفة تأثيراً كبيراً في سلوكنا ولكنها ليست هي العامل الوحيد بل هناك عوامل أخرى لعل تأثيرها في سلوكنا أكبر من عامل المعرفة.
🔹وتسمى هذه العوامل بـ(الدوافع أو الأحاسيس أو العواطف أو الميول أو الرغبات), إنّها مجموعة من العوامل الباطنية النفسية المؤثرة في سلوكنا.
🔹كلما قمت بتحليل سلوكك ـ سواء أكان السلوك المتعلق بالحياة الفردية أم الحياة العائلية أم الحياة الاجتماعية أم الحياة السياسية ـ فستلاحظ أن الأمر الأساسي الذي دفعك للقيام بذلك السلوك هو هذه البواعث والعوامل المحركة.
🔹ويوجد في هذا المجال تشبيه لطيف حيث يشبه السلوك الإنساني بالسيارة التي تسير في ظلمة الليل فهي تحتاج إلى عاملين لتتحرك: أحدهما الطاقة الميكانيكية للسيارة حتى تتيسر لها الحركة بواسطتها, والعامل الآخر هو أنه لابدّ للسيارة أيضا من مصباح يُضاء به الطريق حتى لا تقع السيارة في المطبات والحفر والمزالق الخطيرة.
🔹فلو فرضنا أن السيارة تتحرك في تلك الأجواء فحتى لو كانت ماكنتها تعمل بشكل جيد وتنتج طاقة ميكانيكية كافية فإن سائقها اذا لم يرَ الطريق فلعله يواجه مخاطر عظيمة ويتعرض لحادثة قد تودي بحياته مع جميع الركاب ، وكذا الأمر في سلوك الإنسان فهو بحاجة إلى لونين من العوامل.
❇️🔻نَسْأَلُكُمْ الدُّعَاءُ 🔻❇️
♠️🏴♠️🏴♠️🏴♠️
✍🏻الجزء 2✍🏻
🏴لأية الله الشيخ مصباح (قدس)🏴
🔻السؤال الثاني🔻
س🖍/لماذا لا نكتفي بالبحث والنقاش في احياء عاشوراء❓
🔹السؤال الثاني الذي يمكن أن نستخلصه من تحليل السؤال الأول هو:
🖍إن إحياء ذكرى عاشوراء ليس منحصراً في البكاء واللطم على الصدور ورفع الأعلام السود واقامة مجالس العزاء إلى منتصف الليل, الأمر الذي يؤدي إلى تعطيل الاعمال في النهار, ولا سيما إذا أخذنا بعين الاعتبار أنّ هذه الأمور تستتبع أضراراً اقتصادية, بينما يمكننا احياء هذه الذكرى بشكل تترتب عليه اضرار اقتصادية واجتماعيه أقل⁉️
🌀إنّ هذا السؤال نطرحه على أساس هذا الفرض وهو:
🔹إنّ الوضع الروحي لكثير من الناس ينجسم أكثر مع الأمور المادية والاقتصادية, واهتمام الناس منصب على هذه الأمور أكثر من غيرها, وحينئذ يقيّم هؤلاء الحوادث على أساس ما لها من منافع او اضرار مادية واقتصادية.
🔹ونحن نفترض أن هذا التساؤل قد اختلج في نفس شاب لم تكتمل بعد تربيته الدينية, فقد يخطر على باله أن هذه المجالس تستتبع أضراراً اقتصادية بسبب قلة الانتاج نتيجة ضياع الوقت, إذ إن سهر الناس في إقامة العزاء إلى منتصف الليل يفقدهم القدرة على العمل في اليوم التالي. وعلى هذا فإن المجتمع سيعيش ولمدة شهرين في حالة ارتخاء لكي يتم احياء هذه الحادثة, بينما توجد هناك سبل أخرى لاحياء واقعة عاشوراء، مثل إقامة جلسات البحث وتنظيم الندوات وما شابه ذلك, ومن خلال متابعة البحث والنقاش يتم إحياء هذه الحادثة للناس.
🔹وبكلام مختصر فإنه يقال: سلمنا بأن إحياء ذكرى عاشوراء وما جرى على الإمام الحسين بن علي (عليهما السلام) يرجع بالنفع لنا, وله آثار ممتازة في مجتمعنا, فإنه يطرح سؤال ثانٍ وهو:
س🖍/لماذا لابدّ أن يتم هذا الإحياء بهذه الصورة؟ ونحن نلاحظ في كل أرجاء العالم أن الشعوب التي تريد إحياء ذكرى عظمائها فإنها تعقد الندوات ومجالس البحث والنقاش؛ فلماذا نصرّ نحن على إحياء ذكرى عاشوراء بهذه الصورة⁉️
🔻إن الجواب على هذا السؤال سيكون أكثر تعقيداً من الجواب على السؤال الأول.
ويتخلص الجواب على هذا السؤال:
🔹بأن البحث حول شخصية سيد الشهداء (عليه السلام) , وتنظيم الندوات والمحاضرات , وكتابة المقالات وأمثال هذه الاعمال الثقافية والعلمية؛ هي أمور نافعة وضرورية وتجري في مجتمعنا ببركة إقامة العزاء على سيد الشهداء (عليه السلام) , إذ يتم من خلال إقامة العزاء البحث والتحقيق حول هذه الأمور ويستفيد الناس معارفاً قيمه في هذا المجال.
س🖍/إنّ هذه النشاطات ضرورية في مجالها ولكن هل هي كافية لكي ننتفع بشكل كامل من حادثة عاشوراء ❓أم هناك أمور أخرى ضرورية ـ أيضاً ـ مثل اقامة العزاء في مجاله الخاص⁉️
🔻إنّ الجواب على هذا السؤال يتوقف على القيام بتحليل نفسي للإنسان لمعرفة العوامل المؤثرة في سلوكه الواعي..
🔻وهل أن المؤثر في سلوك الإنسان هو عامل المعرفة فحسب, أم هناك عوامل أخرى تؤثر في بلورة هذا السلوك❓
🔹عندما نتأمل في سلوكنا ندرك أنّ هناك - على أقل تقدير - طائفتين من العوامل تنهض بالدور الرئيسي في هذا المضمار:
🖌الطائفة الأولى: عوامل المعرفة, ويكون تأثيرها من بعد أن يفهم الإنسان شيئاً ويتقبله, ومن البديهي أن يستدل على الموضوع المطلوب بما يتناسب معه من الأدلة, فإن كان الموضوع عقلياً ـ كما في الفلسفة ـ استدل عليه بأدلة عقلية, وإن كان الموضوع تجريبياً ـ كما في الكيمياء والفيزياء ـ استدل عليه بأدلة تجريبية, و... الخ.
🖌ومن الواضح جداً أن للمعرفة تأثيراً كبيراً في سلوكنا ولكنها ليست هي العامل الوحيد بل هناك عوامل أخرى لعل تأثيرها في سلوكنا أكبر من عامل المعرفة.
🔹وتسمى هذه العوامل بـ(الدوافع أو الأحاسيس أو العواطف أو الميول أو الرغبات), إنّها مجموعة من العوامل الباطنية النفسية المؤثرة في سلوكنا.
🔹كلما قمت بتحليل سلوكك ـ سواء أكان السلوك المتعلق بالحياة الفردية أم الحياة العائلية أم الحياة الاجتماعية أم الحياة السياسية ـ فستلاحظ أن الأمر الأساسي الذي دفعك للقيام بذلك السلوك هو هذه البواعث والعوامل المحركة.
🔹ويوجد في هذا المجال تشبيه لطيف حيث يشبه السلوك الإنساني بالسيارة التي تسير في ظلمة الليل فهي تحتاج إلى عاملين لتتحرك: أحدهما الطاقة الميكانيكية للسيارة حتى تتيسر لها الحركة بواسطتها, والعامل الآخر هو أنه لابدّ للسيارة أيضا من مصباح يُضاء به الطريق حتى لا تقع السيارة في المطبات والحفر والمزالق الخطيرة.
🔹فلو فرضنا أن السيارة تتحرك في تلك الأجواء فحتى لو كانت ماكنتها تعمل بشكل جيد وتنتج طاقة ميكانيكية كافية فإن سائقها اذا لم يرَ الطريق فلعله يواجه مخاطر عظيمة ويتعرض لحادثة قد تودي بحياته مع جميع الركاب ، وكذا الأمر في سلوك الإنسان فهو بحاجة إلى لونين من العوامل.
❇️🔻نَسْأَلُكُمْ الدُّعَاءُ 🔻❇️
♠️🏴♠️🏴♠️🏴♠️