إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مفردات قيّمة من القرآن الكريم، ﴿رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ﴾

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مفردات قيّمة من القرآن الكريم، ﴿رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ﴾

    بِسْمِ اَللهِ اَلرَّحْمنِ اَلرَّحِيمِ

    اللهم صلِّ على مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّد



    قال الله تعالى: ﴿رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ﴾.[1]
    في اللّغة: الإسلام الانقياد.
    ومناسك: جمع منسك وهو محل العبادة لأنّه محل النّسك ومكانه والنّسك العبادة يقال رجل ناسك أي عابد. قال تعالى: ﴿لِّكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا هُمْ نَاسِكُوهُ
    [2]، ولكن اختص اللفظ في العرف الخاص بأفعال الحج قال تعالى: ﴿فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ[3].
    الإسلام هو الانقياد فإن كان عن صورة ظاهرية (وطبعا لا يكون عن صورة ظاهرية الاّ عن رمز امّا لجلب منفعة او لدفع مضرّة) فإنّه حينذاك يفارق الأيمان وان كان عن صميم قلب ساواه في المعنى والنسك في اللغة العبادة والمنسك محلّها وقد يطلق على النسك نفسه و﴿التَّوَّابُ﴾ مبالغة في قبول التوبة بمعنى قبولها مرّة بعد اخرى او قبولها عن الجرائم العظام والرحيم هو الملطف المتفضل.
    وهذا من تتمّة دعاء ابراهيم وإسماعيل بعد بنائهما البيت الحرام والجعل هنا بمعنى التثبيت والتقرير أي ثبّت لنا إسلامنا الذي نحن عليه لأنه ليس من توفق للأيمان في بادئه استمرّ عليه فإن الشيطان كان يسمّى طاووس الملائكة وانحرف ذلك الانحراف المدهش ووفّق ذريتنا لأن تكون امة مسلمة منقادة لك حتى تفلح وتنجح فإن تمنى الخير للأرحام خصوصا وللناس عموما من علامات الصفاء والأيمان، وعرّفنا بعباداتنا التي تنيلنا القرب منك فإنه قد ينقدح في نفس الإنسان طريق خير بنظره ولكنه في الواقع تافه لا قيمة له امّا إذا استوحى علم ذلك من اهله فإن اتعابه في سبيله لا تذهب سدى وتثمر الثمرات اللازمة. وأرنا محالّها فإن العبادة المشروطة بمكان خاص لا تصحّ في غيره ولا تنتج النتيجة المتوخاة بسواه، ﴿وَتُبْ عَلَيْنَا﴾ ممّا لا نعرفه فإن الإنسان مع كمال حذره واحتياطه امام مولاه قد يصدر منه ما لا يدري انه مصيب لرضا المولى والإنسان بعد التحري وان كان معذورا لو أخطأ الواقع الاّ ان اصابة الواقع او ما هو بمنزلتها وهو الاعتراف بعدم العلم من كافة الجوانب له ميزات مرموقة. وتلطف بنا فإن العبد ومهما بلغ في كمالاته وفضائله فإنه محتاج الى لطف المولى به، وكلمة من في قوله: ﴿وَمِن ذُرِّيَّتِنَا﴾ للبيان وان جاز ان تكون للتبعيض لأن المناسب لمقام الدعاء هو كونها بيانيّة وانهما يريد ان الإسلام لكل واحد واحد من ذراريهما ومن غيرهم وعمدة المناسك في الحج الطواف بالبيت والسعي بين الصفا والمروة والوقوف بعرفات والمشعر ورمى الجمار بمنى والهدى.
    قال السيد عبد الأعلى السبزواري(ره) في تفسيره: {مادة (سلم) تشتمل على معنى السلامة، ولها مراتب كثيرة جدا بين العيوب الظاهرية والمعنوية - الدنيوية والأخروية - والقلبية، ولهذه المادة استعمالات كثيرة في القرآن الكريم. والإسلام هو الدخول في السلم - بكسر السين - وقد اختص بالإذعان، بإلهيته تعالى ورسالة خاتم النبيين (صلّى اللّه عليه وآله) وشريعته وقرآنه المساوق للإيمان. وللإسلام درجات أعلاها ما كان عليه إبراهيم (عليه السلام) وأدناها ما عليه عامة المسلمين يحفظون بها دماءهم وأموالهم مع ما عليه بعضهم من الفسق والشقاء. وقد جمع جملة من مراتبها نبينا الأعظم (صلّى الله عليه وآله) في الحديث المعروف «المسلم من سلم المسلمون من يده ولسانه» فالإسلام الحقيقي مظهر [بضم الميم] الله في الأرض والمسلم الواقعي مظهره (بالفتح) بين عباده. ومعنى الآية المباركة ربنا واجعلنا مخلصين لك في الاعتقاد والعمل وثبتنا على الإسلام بتوفيقك وهدايتك. وسؤال الإسلام لنفسه وخواص ذريته إنما هو للثبات على مثل هذه المرتبة في الإسلام}.
    [4]
    [1] سورة البقرة، الآية: 128.
    [2] سورة الحج، الآية: 67.
    [3] سورة البقرة، الآية: 200.
    [4] مواهب الرحمن في تفسير القرآن، ج 2، ص 37.

    التعديل الأخير تم بواسطة الاشتر; الساعة 16-07-2024, 07:08 PM.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X