إظهارُ الدِّين بالإمام المَهدي – عليه السلام – ضرورةٌ عقديَّةٌ
__________________________________________
إنَّ واحدةً مِنْ أهَمِّ مَهامِ الإمامِ المَهدي
- عَجّلَ اللهُ فرجَه الشريفَ في العالمين مِنْ قَريبٍ-
هو إظهارُ الدِّينِ الإسلامي على وجههِ الحقِّ والقويمِ ,
بانكشافه عقيدةً سَديدةً وشريعةً حكيمةً ومِنهاجاً قيّماً للأممِ كافة ,
بعد ما شابهُ التشويهُ والتَهميشُ والتحريفُ , مِنْ المسلمين أنفسهم
أو من أعدائهم ,ولكي يتمكنَ الدينُ الإسلامي مِنْ الظهورِ الكبيرِ والمُطلَقِ
والتمكينِ في العقيدةِ والشريعةِ والمِنهاجِ ,
لابد له مِنْ حَراكٍ يسبقه وبأسبابٍ ظاهريةٍ سليمةٍ وخطابٍ إنساني وثقافي ,
يتمثّلُ في توجيه الناسِ وجهَةَ الإسلامِ فِكراً وسلوكاً في طورهِ الأخيرِ مَهدوياً ,
لِمَا وَرَدَ عندنا مِنْ ضماناتٍ قرآنيّةٍ قطعيّةٍ بل وحتى ضماناتٍ نقليّةً روائيةً
صحيحةً وحتميّةً, تتكفّلُ بتحققِ إظهارِ الدينِ الحقِّ , الإسلامِ العزيزِ
على يدِ إمامِ آخرِ الزمانِ المَهدي - عجّلَ اللهُ فرجه الشريف-
وما هذه الآياتُ الثلاثُ في قوله تعالى إلاّ دليلُ كافٍ
على هذه الحقيقةِ الدينيةِ والثقافيةِ .
قال اللهُ تعالى :
((هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ)) (33)التوبة.
((هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا)) (28)الفتح.
((هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ)) (9)الصف.
وإنّما جاءَ تكرارُ مَقولةِ إظهارِ الدينِ الحقِّ في هذهِ الآياتِ الثلاثِ
,لغرضِ التقريرِ و التمكينِ للحقيقةِ المُستقبليّةِ في نفوسِ المؤمنينِ بها عَقديّاً ,
ولتقدّمَ لهم وعداً إلهيّاً مفعولاً ومسؤولاً لن يتخلّفَ في الوقوعِ والتحققِ يقيناً .
وفي تفسير هذه الآياتِ الشريفةِ ,
ذَكَرَ الفخرُ الرازي ما نصه :
(واعلمْ أنَّ ظهورَ الشيءِ على غيره قد يكونُ بالحُجةِ ،
وقد يكونُ بالكثرةِ والوفورِ ، وقد يكونُ بالغَلَبَةِ والاستيلاءِ ،
ومَعلومٌ أنه تعالى بشَّرَ بذلك ، ولا يجوزُ أنْ يبشِّرَ إلاّ بأمرٍ مُستقبَلٍ غير حاصل
وظهورُ هذا الدينِ بالحُجةِ مُقررٌ مَعلومٌ ،
فالواجبُ حمله على الظهورِ بالغَلَبَةِ ........
وروي أنَّ هذا وعدٌ مِن اللهِ بأنه تعالى يَجعلُ الإسلامَ عالياً على جميعِ الأديانِ ,
وتمام هذا إنّما يَحصلُ عند خروج عيسى ،
وقال السدي : ذلك عند خروجِ المَهدي ،
لا يبقى أحدٌ إلاّ دَخَلَ في الإسلامِ أو أدّى الخراجَ . )
: تفسير الرازي , فخر الدين الرازي,ط3,ج16,ص40.
مرتضى علي الحلّي – النجف الأشرف
__________________________________________________
__________________________________________
إنَّ واحدةً مِنْ أهَمِّ مَهامِ الإمامِ المَهدي
- عَجّلَ اللهُ فرجَه الشريفَ في العالمين مِنْ قَريبٍ-
هو إظهارُ الدِّينِ الإسلامي على وجههِ الحقِّ والقويمِ ,
بانكشافه عقيدةً سَديدةً وشريعةً حكيمةً ومِنهاجاً قيّماً للأممِ كافة ,
بعد ما شابهُ التشويهُ والتَهميشُ والتحريفُ , مِنْ المسلمين أنفسهم
أو من أعدائهم ,ولكي يتمكنَ الدينُ الإسلامي مِنْ الظهورِ الكبيرِ والمُطلَقِ
والتمكينِ في العقيدةِ والشريعةِ والمِنهاجِ ,
لابد له مِنْ حَراكٍ يسبقه وبأسبابٍ ظاهريةٍ سليمةٍ وخطابٍ إنساني وثقافي ,
يتمثّلُ في توجيه الناسِ وجهَةَ الإسلامِ فِكراً وسلوكاً في طورهِ الأخيرِ مَهدوياً ,
لِمَا وَرَدَ عندنا مِنْ ضماناتٍ قرآنيّةٍ قطعيّةٍ بل وحتى ضماناتٍ نقليّةً روائيةً
صحيحةً وحتميّةً, تتكفّلُ بتحققِ إظهارِ الدينِ الحقِّ , الإسلامِ العزيزِ
على يدِ إمامِ آخرِ الزمانِ المَهدي - عجّلَ اللهُ فرجه الشريف-
وما هذه الآياتُ الثلاثُ في قوله تعالى إلاّ دليلُ كافٍ
على هذه الحقيقةِ الدينيةِ والثقافيةِ .
قال اللهُ تعالى :
((هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ)) (33)التوبة.
((هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا)) (28)الفتح.
((هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ)) (9)الصف.
وإنّما جاءَ تكرارُ مَقولةِ إظهارِ الدينِ الحقِّ في هذهِ الآياتِ الثلاثِ
,لغرضِ التقريرِ و التمكينِ للحقيقةِ المُستقبليّةِ في نفوسِ المؤمنينِ بها عَقديّاً ,
ولتقدّمَ لهم وعداً إلهيّاً مفعولاً ومسؤولاً لن يتخلّفَ في الوقوعِ والتحققِ يقيناً .
وفي تفسير هذه الآياتِ الشريفةِ ,
ذَكَرَ الفخرُ الرازي ما نصه :
(واعلمْ أنَّ ظهورَ الشيءِ على غيره قد يكونُ بالحُجةِ ،
وقد يكونُ بالكثرةِ والوفورِ ، وقد يكونُ بالغَلَبَةِ والاستيلاءِ ،
ومَعلومٌ أنه تعالى بشَّرَ بذلك ، ولا يجوزُ أنْ يبشِّرَ إلاّ بأمرٍ مُستقبَلٍ غير حاصل
وظهورُ هذا الدينِ بالحُجةِ مُقررٌ مَعلومٌ ،
فالواجبُ حمله على الظهورِ بالغَلَبَةِ ........
وروي أنَّ هذا وعدٌ مِن اللهِ بأنه تعالى يَجعلُ الإسلامَ عالياً على جميعِ الأديانِ ,
وتمام هذا إنّما يَحصلُ عند خروج عيسى ،
وقال السدي : ذلك عند خروجِ المَهدي ،
لا يبقى أحدٌ إلاّ دَخَلَ في الإسلامِ أو أدّى الخراجَ . )
: تفسير الرازي , فخر الدين الرازي,ط3,ج16,ص40.
مرتضى علي الحلّي – النجف الأشرف
__________________________________________________
تعليق