الجرَّاح تَصنَع مَوقِف اِسْمِه زَينَب اَلكُبرى
جَرْح تَبكِيه مَلايِين اَلعُيون فِي شَتَّى أَصقَاع الأرْض فِي مُخْتَلِف الأماكن والْأزْمان رَغْم القتْل والتَّشْريد بل بكتْه السَّمَاء دمًا عَبِيطَا وَيبكِيه صَاحِب العصْر والزَّمان دمًا فِي كُلِّ حِين ( فلأندبنك صباحا مساء ولأبكين عليك بدل الدموع دما حسرة عليك وتلهفا حتى أموت بلوعة المصاب وغصة الاكتئاب) . . .
رَغْم أنَّ اَلكُل في عصرنا الحاضر لَم يَقِف على تِلْك الحقيقة مَرأَى العيْنِ ولكن يبقى العقل متحيراً . . .
وَلكِن العجب اَلعُجاب اَلذِي لََا تتحمَّله اَلعُقول الواعية والْأنْفس الوالهة هُو صَبْر زَينَب اَلكُبرى - عليْهَا السَّلَام - ووقوفهَا على تِلْك الأجْساد الطَّاهرة وَهِي مُقَطعَة الأوْصال قد سَحَقتهَا حَوافِر اَلخُيول وَفرَق بَيْن الرُّؤوس والْأجْساد ليلة الحادي عشر من محرم سنة ستين للهجرة. . .
اَللَّه يَا زَينَب مَا هذَا الشُّموخ ومَا هذَا الإبَاء والشَّجاعة .
اَللَّه يَا زَينَب كُمُّ لَك مِن العقْل والْحكْمة والتَّدْبير .
اَللَّه يَا زَينَب لَو جَمعَت كُلَّ جِبَال العالم لَم تَزِن صَبرَك . . .
سَلَام اَللَّه عليْك يَوْم وُلدَت لِهَذا اليوْم ويوْم وَقفَتِي شَامِخة رَغْم كَثرَة الجرَّاح وعويل اليتامى وصراخ النِّسَاء وتشتُّتِ العسْكر ومسْؤوليَّة حِفْظ الإمامة ويوم وقفتي في مجلس ابن زياد وانتِ ترددين ( مَا رَأَيْتُ إِلَّا جَمِيلاً... )..
ويوم وقُوفكِ في مجلس الطاغية يزيد وانتِ تَخطبِينَ في ذلك الجمع ( "كِدْ كيدك،واسْعَ سعيك،وناصِبْ جُهدَك، فوالله لا تمحو ذِكْرَنا،ولا تُميت وحْيَنا،وهل رأيك الا فَنَد وأيَّامك الا عدد،وجمعُكَ الا بَدَد") .
شُكْر اَللَّه سَعيَك وَألحِقك بِالصِّدِّيقين والْأبْرار مِن الأنْبياء والْمرْسلين - عَليهِم السَّلَام - . . .
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
الجرَّاح تَصنَع مَوقِف اِسْمِه زَينَب اَلكُبرى
تقليص
X