إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مفردات قيّمة من القرآن الكريم، ﴿أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعًا﴾

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مفردات قيّمة من القرآن الكريم، ﴿أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعًا﴾

    بِسْمِ اَللهِ اَلرَّحْمنِ اَلرَّحِيمِ

    اللهم صلِّ على مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّد


    قال الله تعالى: ﴿وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ۚ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعًا ۚ إِنَّ اللهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾.[1]
    قد يقف القارئ المتمعن الباحث عن حقائق ومعاني كلمات هذه الآية الشريفة، وماذا أراد الخالق العظيم أن يوحي الى عبادة من خلال مسألة الإتيان بالخلق أين ومتى وكيف، هل المقصود بأن ﴿يَأْتِ بِكُمُ﴾ في يوم القيامة عندما يحشر الخلائق للحساب حيهم وميتهم، أم المقصود يوم اجتماع أصحاب الامام المهدي عجل الله فرجه الشريف، أم يكون امر ثالث ورابع وخامس..
    فاختلف المفسرون في ذلك فمنهم من قال:
    ﴿أَيْنَ مَا تَكُونُوا﴾ وفي أيّ مكان من أطراف العالم تصلّون يَأْتِ بِكُمُ اَللهُ جَمِيعاً ويجمع صلواتكم إلى جهة واحدة وهي الكعبة، على ما قيل. أو أينما متّم من البلاد يأت بكم الله إلى المحشر فيجازيكم على أعمالكم.
    ومنهم من قال: ﴿أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعًا﴾ ظاهر كلامه تعالى هو مقتضى ما فى كلّ سباق من اجتماع المتسابقين في آخر المسابقة لتحصيل العلم بالنتيجة ولتصاحب السبق. فكأنّه قيل: «إذا استبقنا إلى الخيرات في كلّ‌ وجهه فأين اجتمعنا ومتى علمنا بسبقتنا؟» فأجاب أنّه تعالى يجمعكم أينما تكونوا كما قال: ﴿يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ
    [2]، وذلك بقدرة الله تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾.
    ومنهم من قال: في تلك المحكمة الكبرى حيث يتلقى كل جزاء عمله.
    لا يتساوى المفترون والمشاغبون المخربون مع المحسنين المؤمنين، ولا بدّ من يوم ينال كل فريق جزاءه.
    وقد يخال بعض أن جمع النّاس لمثل هذا اليوم عجيب، فكيف تجتمع ذرات التراب المتناثرة لترتدي ثانية حلّة الحياة‌؟! لذلك تجيب الآية بالقول: ﴿إِنَّ اللهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾.
    ومنهم من قال: إن الله القادر على أن يجمع النّاس من ذرات التراب المتناثرة في يوم القيامة، لقادر على أن يجمع أصحاب المهدي في ساعة بسهولة، من أجل انقداح الشرارة الاولى للثورة العالمية الرّامية إلى إقامة حكم الله على ظهر الأرض، وإزالة الظلم والعدوان عن وجهها.
    فقد ورد في روايات اهل بيت العصمة عليهم صلوات الله اجمعين عَنْ‌ أَبِي خَالِدٍ اَلْكَابُلِيِّ‌، عَنْ عَلِيِّ بْنِ اَلْحُسَيْنِ‌، أَوْ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ (عَلَيْهِمَا اَلسَّلاَمُ‌) ، أَنَّهُ قَالَ‌: ((اَلْفُقَدَاءُ قَوْمٌ يُفْقَدُونَ مِنْ‌ فُرُشِهِمْ فَيُصْبِحُونَ بِمَكَّةَ‌، وَهُوَ قَوْلُ اَللهِ عَزَّ وَجَلَّ‌: أَيْنَ مٰا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اَللهُ جَمِيعاً، وَهُمْ أَصْحَابُ‌ اَلْقَائِمِ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌)).
    [3]
    وعَنِ اَلْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ ، قَالَ‌: قَالَ أَبُو عَبْدِ اَللهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌): ((إِذَا أُذِنَ اَلْإِمَامُ‌ دَعَا اَللهَ عَزَّ وَجَلَّ بِاسْمِهِ اَلْعِبْرَانِيِّ‌، فَانْتُجِبَ لَهُ أَصْحَابُهُ‌، اَلثَّلاَثُمِائَةِ وَثَلاَثَةَ‌ عَشَرَ، قُزَعاً كَقُزَعِ اَلْخَرِيفِ‌، وَهُمْ أَصْحَابُ اَلْأَلْوِيَةِ‌؛ مِنْهُمْ مَنْ يُفْتَقَدُ مِنْ فِرَاشِهِ لَيْلاً فَيُصْبِحُ بِمَكَّةَ‌، وَمِنْهُمْ مَنْ يُرَى يَسِيرُ فِي اَلسَّحَابِ نَهَاراً، يُعْرَفُ بِاسْمِهِ وَاِسْمِ أَبِيهِ وَحَسَبِهِ‌ وَنَسَبِهِ‌. قُلْتُ‌: جُعِلْتُ فِدَاكَ‌، أَيُّهُمَا أَعْظَمُ إِيمَاناً؟ قَالَ‌: اَلَّذِي يَسِيرُ فِي اَلسَّحَابِ نَهَاراً، وَهُمُ اَلْمَفْقُودُونَ‌، وَفِيهِمْ نَزَلَتْ هَذِهِ اَلْآيَةُ‌: أَيْنَ مٰا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ‌ اَللهُ جَمِيعاً)).[4]
    عَنْ‌ جَابِرِ بْنِ يَزِيدَ اَلْجُعْفِيِّ‌، قَالَ‌: قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) - فِي حَدِيثٍ يَذْكُرُ فِيهِ عَلاَمَاتِ اَلْقَائِمِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌)، إِلَى أَنْ قَالَ‌:- ((فَيَجْمَعُ اَللهُ لَهُ‌ أَصْحَابَهُ ثَلاَثَمِائَةٍ وَثَلاَثَةَ عَشَرَ رَجُلاً، وَيَجْمَعُهُمُ اَللهُ لَهُ عَلَى غَيْرِ مِيعَادٍ، قُزَعاً كَقُزَعِ اَلْخَرِيفِ‌، وَهُمْ‌ - يَا جَابِرُ - اَلْآيَةُ اَلَّتِي ذَكَرَهَا اَللهُ فِي كِتَابِهِ‌ : أَيْنَ مٰا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اَللهُ جَمِيعاً إِنَّ اللهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ فَيُبَايِعُونَهُ بَيْنَ اَلرُّكْنِ‌ وَاَلْمَقَامِ‌، وَمَعَهُ عَهْدٌ مِنْ رَسُولِ اَللهِ (صَلَّى اَللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ‌) وَقَدْ تَوَارَثَتْهُ اَلْأَبْنَاءُ مِنَ اَلْآبَاءِ‌)).[5]

    [1] سورة البقرة، الآية: 148.
    [2] سورة التغابن، الآية: 9.
    [3] تفسير البرهان، ج 1، ص 347.
    [4] تفسير العياشي، ج 1، ص 67.
    [5] الغيبة للنعماني، ج 1، ص 279.

المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X