إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مفردات قيّمة من القرآن الكريم، ﴿كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِّنكُمْ﴾

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مفردات قيّمة من القرآن الكريم، ﴿كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِّنكُمْ﴾

    بِسْمِ اَللهِ اَلرَّحْمنِ اَلرَّحِيمِ

    اللهم صلِّ على مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّد

    قال الله تعالى: ﴿كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ﴾.[1]
    الكاف التشبيهية هنا مفادها إنني كما أتممت نعمتي عليكم وهديتكم الى جهة استقبالكم في صلواتكم أرسلت فيكم رسولا من عناصركم ليكون لكم فخرا وذخرا فإنكم فيما سلف لكم كنتم تتكبرون عن اتباع الرسل يكونون من غيركم وهذا كان خطأ منكم لان مقام العلم والعالم بمعزل عن العنصريّات ولمّا تشرفت الأمم بأنبياء منها شرفتكم بإرسال أعظم رسول منى إليكم والى الناس كافّة هو من عنصركم فأنتم أحق باتباعه ونصرته والأخذ بشريعته والاستماع لما يتلوه عليكم من آيات القرآن والتزكي بما يزكيكم به والتعلّم لعلوم الكتاب الذي انزل معه وبالآخرة تجدون منه معلّما للحقائق مبيّنا للدقائق لم تكونوا مسبوقين بمثله فأمسكوا عليه بكلتا يديكم وتمسّكوا به في كل اشيائكم. والنعمة الواقعية هي نعمة التربية الصحيحة التي تنعدم فيها الرذائل وتحتشد الفضائل فانّ هذا الرصيد إذا حصل لذّت الحياة حتى بالحطام القليل وإذا لم يحصل ساءت حتى مع توفّر المادة فإن المادة وحدها سبب للتزاحم والاعتراك ولا حياة مع التزاحم والاعتراك وان غفل عن هذا السرّ عوام الناس واذناب البشرية فالله تعالى إذا عبّر عن الهداية بأنها نعمة فهو تعبير فلسفي صحيح وان جهله الناس ورأوا ان النعمة معناها ما كانت قرينة جاه ومال ولم يجدوا ذلك متوفرا في اتباع الرسل بل وجدوه في الأعم الأغلب مقرونا بالانحراف عن الفضيلة وفي ملابسة الرذيلة ولذلك انجرف أكثرهم الى هذه الطرق ونبذوا تعاليم الله وراء ظهورهم.
    فقوله تعالى: ﴿أَرْسَلْنَا فِيكُمْ هو خطاب للعرب ﴿رَسُولًا يعني محمدا (صلى الله عليه وآله)
    وقد ورد بخصوص الرسل حديث عن أَبي عَبْدِ اَللهِ الصادقِ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ: ((اَلْأَنْبِيَاءُ وَاَلْمُرْسَلُونَ عَلَى أَرْبَعِ طَبَقَاتٍ فَنَبِيٌّ مُنَبَّأٌ فِي نَفْسِهِ لاَ يَعْدُو غَيْرَهَا وَنَبِيٌّ يَرَى فِي اَلنَّوْمِ وَيَسْمَعُ اَلصَّوْتَ وَلاَ يُعَايِنُهُ فِي اَلْيَقَظَةِ وَلَمْ يُبْعَثْ إِلَى أَحَدٍ وَعَلَيْهِ إِمَامٌ مِثْلُ مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ عَلَى لُوطٍ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ وَنَبِيٌّ يَرَى فِي مَنَامِهِ وَيَسْمَعُ اَلصَّوْتَ وَيُعَايِنُ اَلْمَلَكَ وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَى طَائِفَةٍ قَلُّوا أَوْ كَثُرُوا كَيُونُسَ قَالَ اَللهُ لِيُونُسَ: ﴿وَأَرْسَلْنٰاهُ إِلىٰ مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَقَالَ يَزِيدُونَ ثَلاَثِينَ أَلْفاً وَعَلَيْهِ إِمَامٌ وَاَلَّذِي يَرَى فِي نَوْمِهِ وَيَسْمَعُ اَلصَّوْتَ وَيُعَايِنُ فِي اَلْيَقَظَةِ وَهُوَ إِمَامٌ مِثْلُ أُولِي اَلْعَزْمِ وَقَدْ كَانَ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ نَبِيّاً وَلَيْسَ بِإِمَامٍ حَتَّى قَالَ اَللهُ: ﴿إِنِّي جٰاعِلُكَ لِلنّٰاسِ إِمٰاماً قٰالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِيفَقَالَ اَللهُ ﴿لاٰ يَنٰالُ عَهْدِي اَلظّٰالِمِينَمَنْ عَبَدَ صَنَماً أَوْ وَثَناً لاَ يَكُونُ إِمَاماً)).
    [2]
    ﴿مِّنكُمْ‌﴾‌ نسبا؛ لأنه من العرب، ووجه النعم عليهم بكونه من العرب ما لهم به من الشرف والذكر، ولأنه لو كان من العجم لكان العرب لا تتبعه، ففي ذلك لطف لهم في باب الدين، ولأنه أقرب إلى الأفهام ﴿يَتْلُو عَلَيْكُمْ﴾‌ يقرأ عليكم معاشر العرب ﴿آيَاتِنَا﴾‌ قيل: الحجج، وقيل: القرآن وما فيه من الأوامر والزواجر، وهو من أعظم النعم ﴿وَيُزَكِّيكُمْ﴾‌ قيل: يدعوكم إلى ما إذا تمسكتم به صرتم أزكياء، وقيل: يزكيكم بالثناء والمدح أي يعلم ما أنتم فينسبكم إلى ذلك، ﴿وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ﴾‌ قيل: هو القرآن، وجمع بين هذه الأوصاف لاختلاف المعنى، والآية: الحجة، والكتاب: المكتوب، والحكمة: ما فيه من إعلام الدين وشعائره فليس بتكرار، وقيل: يتلو مضاف إلى الرسول والمراد به الأداء ﴿وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ﴾‌ معاني الكتاب وما يشتمل عليه، ﴿وَالْحِكْمَةَ﴾‌ السنة وما لا يعلم إلا من جهته من الأحكام، وقيل: يتلو ما ليس فيه كتاب من أصول التوحيد والعدل ﴿وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ﴾‌ أي الشرائع، ﴿وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ﴾‌ من أخبار الأمم ﴿وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ﴾ قيل: لم يكن لهم كتاب ولا علمّ فعلمهم ذلك، وذلك من أعظم النعم وإن كان غيرهم يشاركهم في ذلك فيما يتصل بالدين، وقيل: يعلمكم الشرائع، وقيل: أخبار الأمم، وقيل جميع ذلك.

    [1] سورة البقرة، الآية: 151.
    [2] الكافي، ج 1، ص 174.

المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X