بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كان رجلاً من أكابر العلماء الأفاضل في القرن الحادي عشر الهجري ، ألّف كتاب يشمل الكثير مما يتعلق بأهل البيت ، قضى في تأليفه قرابة أربعين سنة .
ولما انتهى من تأليفه أخذه شيء من الزهو والعُجب فكان كلما حضر مجلساً ذكر أنه مؤلف هذا الكتاب وأنه عمل عملا لم يقم به أحد من قبله . وفي يوم من الايام نام العالم فرأى حُلما عجيبا ؛
رأى أن القيامة قامت ، وحشر الله الناس جميعا ليوم الحساب وعُرضوا على ربك صفاً، وجاء دوره لتوزن حسناته وسيئاته .
ووضع الميزان ، وجاء الملائكة فوضعوا سيئاته في الكفة اليُسرى فهبطت إلى الأسفل .
ثم جاؤوا بحسناته ومازالوا يضعونها في الكفة اليُمنى فلم تعادل السيئات ، ثم وضعوا كتابه بطوله وعرضه فلم يحس به الميزان إلا بمقدار ريشة طائر .
فكانت نتيجة أعماله أن يؤخذ إلى النار ؛ فجاء زبانية جهنم السود الغلاظ الشداد ، فكبلوه بالسلاسل والأصفاد ووضعوا في عنقه مقامع الحديد واقتادوه من ناصيته اقتياد الأسير الذليل إلى شفير جهنم . وقبل أن يلقوه نادى مناد من عند الله أن أرجعوه فقد نسيتم حسنة واحدة من حسناته .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كان رجلاً من أكابر العلماء الأفاضل في القرن الحادي عشر الهجري ، ألّف كتاب يشمل الكثير مما يتعلق بأهل البيت ، قضى في تأليفه قرابة أربعين سنة .
ولما انتهى من تأليفه أخذه شيء من الزهو والعُجب فكان كلما حضر مجلساً ذكر أنه مؤلف هذا الكتاب وأنه عمل عملا لم يقم به أحد من قبله . وفي يوم من الايام نام العالم فرأى حُلما عجيبا ؛
رأى أن القيامة قامت ، وحشر الله الناس جميعا ليوم الحساب وعُرضوا على ربك صفاً، وجاء دوره لتوزن حسناته وسيئاته .
ووضع الميزان ، وجاء الملائكة فوضعوا سيئاته في الكفة اليُسرى فهبطت إلى الأسفل .
ثم جاؤوا بحسناته ومازالوا يضعونها في الكفة اليُمنى فلم تعادل السيئات ، ثم وضعوا كتابه بطوله وعرضه فلم يحس به الميزان إلا بمقدار ريشة طائر .
فكانت نتيجة أعماله أن يؤخذ إلى النار ؛ فجاء زبانية جهنم السود الغلاظ الشداد ، فكبلوه بالسلاسل والأصفاد ووضعوا في عنقه مقامع الحديد واقتادوه من ناصيته اقتياد الأسير الذليل إلى شفير جهنم . وقبل أن يلقوه نادى مناد من عند الله أن أرجعوه فقد نسيتم حسنة واحدة من حسناته .
فأرجعوه وأعادوا حسابه بالميزان ، فما زالت سيئاته طاغية على حسناته ، ثم جاء مَلَك صغير وهو يطير ، بحسنة صغيرة بحجم العدسة - وهي الحسنة التي نسوها - فوضعها في كفة الحسنات ، فإذا بالكفة تهوي إلى الأرض هويّاً شديدا .
فاستبشر وطأطأ فرحا إذ إنه صار من أهل الجنة ، وإذا بغلمان الجنة وقد أتوه بالثياب الخضر المزركشة بالذهب والفضة ، فألبسوه إياها ، وحملوه معزّزاً مكرّماً إلى الجنة .
ولما وصل باب الجنة توقف عن الدخول ونادى ربه قائلا : إلهي ليس استغرابي من دخول الجنة بأعظم من استغرابي من هذه الحسنة الصغيرة التي لا أعرفها والتي دخلت بسببها الجنة .
فأطلب منك بعزّتك وجلالك أن تخبرني عنها . فبعث الله له صوتا يقول : يافلان أتذكر يوم كنت تزور أسرة من اليتامى والمساكين ؟ فأعطيتهم شيئا من المال والفواكه ، وحملت ابنهم الصغير تعطف عليه ، وتعوض له شيئا مما حُرِم من العطف والحنان ، وأعطيته تفاحة ، فأخذ يأكلها بشهية ، فسقطت التفاحة من يده ، فشرع يبكي .
أتذكر كيف أخذت التفاحة من الأرض وغسلتها ثم ناولته إياها ومسحت دموعه عن خدّيه ، فأخذ يضحك ويبتسم ؟ قال نعم . قال تعالى : فذلك العمل هو الحسنة الصغيرة التي أدخلتك الجنة .
قال العالم : ولكن ماقيمة هذه الحسنة أمام كتابي الذي قضيت في تأليفه مدة أربعين سنة .
قال ربّ العزّة :إن هذه الحسنة الصغيرة لهي عند الله أعظم بكثير من كتابك ’ لأنك حين فعلتها لم تكن تطلب إلا وجه الله تعالى من تلك اللحظة أن لا يذكر كتابه وفضله في تاليفه
فاستبشر وطأطأ فرحا إذ إنه صار من أهل الجنة ، وإذا بغلمان الجنة وقد أتوه بالثياب الخضر المزركشة بالذهب والفضة ، فألبسوه إياها ، وحملوه معزّزاً مكرّماً إلى الجنة .
ولما وصل باب الجنة توقف عن الدخول ونادى ربه قائلا : إلهي ليس استغرابي من دخول الجنة بأعظم من استغرابي من هذه الحسنة الصغيرة التي لا أعرفها والتي دخلت بسببها الجنة .
فأطلب منك بعزّتك وجلالك أن تخبرني عنها . فبعث الله له صوتا يقول : يافلان أتذكر يوم كنت تزور أسرة من اليتامى والمساكين ؟ فأعطيتهم شيئا من المال والفواكه ، وحملت ابنهم الصغير تعطف عليه ، وتعوض له شيئا مما حُرِم من العطف والحنان ، وأعطيته تفاحة ، فأخذ يأكلها بشهية ، فسقطت التفاحة من يده ، فشرع يبكي .
أتذكر كيف أخذت التفاحة من الأرض وغسلتها ثم ناولته إياها ومسحت دموعه عن خدّيه ، فأخذ يضحك ويبتسم ؟ قال نعم . قال تعالى : فذلك العمل هو الحسنة الصغيرة التي أدخلتك الجنة .
قال العالم : ولكن ماقيمة هذه الحسنة أمام كتابي الذي قضيت في تأليفه مدة أربعين سنة .
قال ربّ العزّة :إن هذه الحسنة الصغيرة لهي عند الله أعظم بكثير من كتابك ’ لأنك حين فعلتها لم تكن تطلب إلا وجه الله تعالى من تلك اللحظة أن لا يذكر كتابه وفضله في تاليفه
تعليق