إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

يَا يَحْيَىٰ خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ / مفهوم الانتظار

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • يَا يَحْيَىٰ خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ / مفهوم الانتظار

    بسمه تعالى وبه نستعين
    أللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    [ يَا يَحْيَىٰ خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ ]

    من يحيى ع إلى الحسين ع ومنه الى يوم الظهور ، رجال صدقوا وصبروا وثبتوا .

    مدخل لفهم الإنتظار وتعجيل الفرج


    الانتظار كمفهوم : طلب ما يقدر النظر إليه ويكون في الخير والشر ويكون مع شك ويقين .

    وذلك ( مثلا ) أن الانسان قد ينتظر طعاما يعمل له في داره وهو لا يشك أنه يحضر له ، وينتظر قدوم زيد غدا وهو شاك فيه.

    والانتظار من النظرُ الذي هو لغتا : تقليبُ البصر والبصيرة لإدراك الشيء ورؤيته، وقد يُراد به التأمل والفحص .

    ومن هذا فان في فهم ومفهوم الإنتظار يدخل مفهومين كسببين متصلين آخرين مرتبطين بمفهوم الانتظار وهما الترقّب والتهيؤ .
    كون ان من انتظر شيء ترقبه ، ومن ترقب تهيئ . وهذين يمكن ان يقطع بهما الانسان يقينا لما يجده في نفسه وجدنا كواقعا محسوسا.
    وعليه لما كان ظهور الإمام الحجة ع بعد غيبته وعد من الله ، والله لا يخلف الميعاد
    ثبت يقينا عند المنتظر تحقق ظهوره ولو بعد حين . ولحق بذلك الإنتظار ترقبه والتهيئ له لأنهما ملازمين ضروريين في مفهوم الإنتظار .
    ومن هنا لعله نفهم عمق فلسفة مفهوم علامات الظهور .
    لان المنتظر للظهور حتى يلبي ضرورة الترقب لما ينتظره يحتاج إلى علامة أو آية ، وإذا تحققت له العلامة أو بانت طلائعها تهيئ لما ينتظر . وهذا ما تعمل عليه علامات الظهور في بعدها النفسي والوجداني فضلا عن أسبابها الأخرى.

    فإذا ارتكز في عقيدته ان هذا الوعد المحتوم الذي ينتظره ارتهن بعمله كشرط لتحققه متى ما استطاع تلبيته واستكمال متطلباته ، كان ترقبه وتهيئه لما ينتظر يجري على عمله وسلوكه كما يجري على انتظاره ، فينعكس ذلك حتما على حسن تدينه كشخص ومجتمع وانتج إيمانا ثابتا ومثمر بإذن الله : ولو أن أهل القرى ءامنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض

    ومن هنا نفهم حقيقة الإنتظار الإيجابي الذي يفترض ويستلزم ان يعمل من أجل ما ينتظر ويترقب ويتفحص ويتأمل ويتهيأ له ، وكأنه ينظر إلى علامات ما ينتظر كأنها بانت له وحاضرة عنده وإن لم تظهر واقعا عنده لان الإيمان بما ينتظر يعطيه الأمل ، وثمرة ما يؤمن به ينتجه العمل .

    هذه المفاهيم والمعطيات الاساسية اظنها ضرورية للمنتظر حتى يعلم على اي أرضية يقف انتظاره . ومدخل مهم في تفعيل الواقع الحقيقي العملي للانتظار المثمر الذي ينتج يوم الظهور الموعود.

    والله أعلم

    يتبع لاحقا

    ،،،​
    التعديل الأخير تم بواسطة الهادي; الساعة 11-08-2024, 04:34 PM.
    لا إله إلا الله محمد رسول الله
    اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
    الباحــ الطائي ـث

  • #2
    بسم الله الرحمن الرحيم
    يتبع
    وصلنا فيما سبق ، وعليه الحديث أتسق ، بما يمكن تلخيصه أن مفهوم الإنتظار المهدوي أو إنتظار يوم الظهور هو إنتظار عملي ويرتكز على عمل المؤمن بما علم وآمن به لتحقيق الهدف السامي وهو وعد الله بظهور القائم ع من آل محمد ص لإقامة دولة العدل الإلهي . وهذه داخلة في الهدف الإلهي من خلق الجن والإنس :

    { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ }

    هذا الإنتظار أشارت إليه الروايات وبينت أهميته نتناول بعضها كما يلي :
    - الإمام علي ع : انتظروا الفرج ولا تيأسوا من روح الله، فإن أحب الأعمال إلى الله عز وجل انتظار الفرج .
    - الإمام زين العابدين ع : انتظار الفرج من أعظم الفرج .
    - الإمام الكاظم ع : انتظار الفرج من الفرج .
    - رسول الله ص : انتظار الفرج بالصبر عبادة .
    - الإمام الصادق (عليه السلام): من دين الأئمة الورع والعفة والصلاح... وانتظار الفرج بالصبر .
    - رسول الله (صلى الله عليه وآله): أفضل أعمال أمتي انتظار فرج الله عز وجل .
    - عنه (صلى الله عليه وآله): أفضل أعمال أمتي انتظار الفرج من الله عز وجل .
    - عنه (صلى الله عليه وآله): أفضل العبادة انتظار الفرج .
    - الإمام علي ع : أفضل عبادة المؤمن انتظار فرج الله

    اقول : هذا الإنتظار في حقيقته ليس متعلق فقط في تحقيق وإنتاج يوم الظهور الموعود بل في كل ما يأمل المؤمن ويرجوا من الله عموما ، ولكن يجري على الهدف والغاية والأمل الأسمى وهو يوم الظهور بشكل أكثر تأكدا .
    ولذلك لما يجري ذكر الإنتظار الخاص بالإمام المهدي ع نجد له مساحة خاصة في الروايات كما يلي :

    - الإمام الصادق (عليه السلام): المنتظر للثاني عشر كالشاهر سيفه بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) يذب عنه .

    - وعنه (عليه السلام): من مات منتظرا لهذا الأمر كان كمن كان مع القائم في فسطاطه، لا بل كان بمنزلة الضارب بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالسيف .

    ومن هنا نطرح سؤال تكميلي لعمق الفهم
    وهو : ما هي مواصفات عمل المنتظرين ( حسن التدين ) التي يمكن ان ينتج عنها تحقق اليوم الموعود ، باعتبار ان إنتظار الفرج أفضل الاعمال ، وفيه الفرج ، ومن الفرج ، وغيرها .

    الجواب : لما كان انتظار الفرج هو نوع عمل حيثيته دينية ( عقيدتا وعملا ) فهنا فيه جنبتين .
    الاولى : معنوية ، عقائدية ، إيمانية ، متعلقها نفس عنوان وموضوع الإيمان بالله ورسوله واليوم الآخر ، اي تحتاج إلى تحقق الإيمان بها اولا .

    والجنبة الثانية : عملية متعلقها تطبيق شريعة الله ، والعمل بكتابه ، والسير بأخلاقه كون هذه مواصفات الإنتظار الإيجابي المنتج .

    وهذا بمجموعه وخلاصته يمكن وضعه تحت عنوان حسن التدين .
    اي : الإنتظار = حسن التدين

    ولكن هل هذا حسن التدين كافي بذاته ام يحتاج صفة أخرى فيه ؟ وهل متعلقه الفرد ام الفرد والمجتمع ؟
    لأن الأمة وخاصة اتباع وشيعة وموالين آل البيت ع كانوا أو كان فيهم الكثير ممن حسن تدينهم ، وها نحن جيل بعد جيل امتد من زمن الغيبة إلى يومنا هذا يمكن لنا القول بضرس قاطع ان هناك في كل جيل عدد كبير أحسنوا تدينهم في طريق الإنتظار ولم ينتج عملهم في تحقق يوم الظهور ؟

    الجواب هنا سينفتح إلى فرعين هما
    الأول: ما هي صفة حسن التدين المطلوبة بالفهم القرآني الخاص .

    الثاني : هل ان الإنتظار المثمر والمنتج ليوم الظهور متعلقه جيل الغيبة الكبرى فقط او يمتد ليشمل جيل الغيبتين الصغرى والكبرى أم يتسع الى أمة الرسول الخاتم محمد ص والائمة ع من بعده . وهذا السؤال فرض نفسه علينا هنا من مضمون الروايات عن آل ألبيت ع

    يتبع لاحقا

    ،،،​
    لا إله إلا الله محمد رسول الله
    اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
    الباحــ الطائي ـث

    تعليق


    • #3
      بسم الله الرحمن الرحيم
      يتبع

      وصلنا إلى الفرع الأول: ما هي صفة حسن التدين المطلوبة بالفهم القرآني الخاص .

      المدخل إلى جواب هذا الفرع سيكون بنظري من خلال قوله تعالى : يَا يَحْيَىٰ خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ

      يَحْيَىٰ
      ع احد أنبياء ورسل الله .

      الْكِتَابَ هو كتاب الله الذي فيه التشريع لأهل زمانه وأمته .

      بِقُوَّةٍ : القوة صفة في الشيئ تأخذ مواصفات مختلفة من حيثيات وأشكال القوة التي تناسب حال الشيء سواء مادي او معنوي أو كلاهما

      وحيث ان تعلق القوة هنا جاء بأخذ الكتاب ، فإن أخذه بقوة يعني وكما فهم المفسرين أيضا بقوة التحقق بما فيه من المعارف والعمل بما فيه من الاحكام بالعناية والاهتمام .

      اي : يا يحيى خذ الكتاب بقوة في جانبي العلم والعمل .

      هذه القوة في العمل تعني قوة التطبيق في الواقع الحياتي .
      وقوة التطبيق هنا الثبات فيه والصبر عليه حتى لا يتغير أو ينحرف فيضعف وتضعف قوته وتضعف نتائج غايته وثمرته .

      وهذا يجري اولا على رسول الله ( يحيى ع ) وعلى من ارسل إليهم ( أمة يحيى ع )

      فإذا طبقه يحيى ع ومعه الأمة فبها ونعم العمل ، وسينالون سعادة الدنيا والآخرة لإن الدين بحيثيتيه العقدية والتشريعية نوع نظام ومنظومة متصلة مترابطة دقيقة في التكوين الإلهي واي خلل ( ضعف فيها ) يحدث انحراف وهذا بدوره ينتج تطبيق منحرف والذي بدوره ينتج ضلال ولا يعطي الثمرة المرجوة من العمل .

      وحتى يستطيع الرسول / يحيى ع ان يطبق الشريعة بقوة يحتاج إلى سلطة وحكم على أمته حتى يستطيع العمل ، وعلى الأمة ان تلتزم بأوامر السماء من خلال تبليغ الرسول كي يكتمل الأمر بين التشريع والتطبيق .
      بمعنى آخر : يا يحيى خذ الكتاب بقوة اي اعطيناك السلطة والحكم لتطبيق التشريع الإلهي في الأرض بقوة وثبات في الأمة التي ارسلت إليها ، ومع الأمة التي ارسلت إليها .

      وهذه هي مواصفات المجتمع أو الدولة الإلهية التي يصنعها الأنبياء والرسل وخلفائهم في الأرض اذا استطاعوا لذلك سبيلا .
      كون ان التطبيق والنجاح مرتهن بعمل الطرفين الرسول والمرسل إليه ، فإن تخلفت الأمة وضعفت في التطبيق فقد أدى الرسول وضيفته وما على الرسول إلا البلاغ ولكن قد لا تتحقق الدولة الإلهية ولو بأبسط صورها . فتأمل

      من هنا إذا كان هذا واضحا فإن الإنتظار الإيجابي أو حسن التدين الذي يرجى منه تعجيل الفرج مرهون بعمل الفرد والمجتمع سويتا مع إمام عصر زمان الأمة أو من ينوب عنه حتى يتحقق بهم المجتمع او الدولة الإلهية .

      هذا المجتمع أو الدولة الإلهية هي التي تمهد للغاية المرجوة لوجود الانسان والتي تتحقق فيها العبادة الخالصة لله ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) .

      خذ هذا الفهم والمضمون الذي وصلنا اليه في البحث وافحص به سلوك عمل الأمة الإسلامية وخاصة المذهب الحق من شيعة آل البيت ع ومنذ بداية الغيبة الكبرى والى الآن هل وجد مساحة وفرصة حقيقية للتطبيق ؟ وإذا كان نعم فعلى من ينطبق ؟
      ام لا - ما زالت الأمة تبحث عن الحل والطريقة .

      يتبع لاحقا

      ،،،،​
      لا إله إلا الله محمد رسول الله
      اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
      الباحــ الطائي ـث

      تعليق


      • #4
        بسم الله الرحمن الرحيم
        يتبع
        وصلنا فيما مضى ، وعليه الأمر اقتضى ، أن الإنتظار الذي هو حسن التدين بمفهومه القرآني هو من أجل إقامة المجتمع أو الدولة الإلهية التي بها تتحقق الغاية المرجوة من خلق البشرية في إقامة دولة التوحيد والعبادة الخالصة لله تعالى .

        وهذا ما يجب ان يعمل عليه أنبياء الله ورسله ، واوصيائهم وخلفائهم في كل زمان ومكان مع المجتمع الذي هم فيه إن استطاعوا إليه سبيلا بكل ما استطاعوا به من قوة ، ولذلك أمر الله تعالى نبيه يحيى ع بان يأخذ الكتاب بقوة ، ويطبقه بقوة في مجتمعه وهذا يقتضي السلطة والحكم والتشريع والتطبيق .
        وذلك أيضا فهي مسألة حيوية مهمة جدا في حياة الإنسان ، كون أن الإنسان نوع موجود لا يستطيع العيش إلا في مجتمع ،
        وحياة المجتمع لا تستقيم إلا بالنظام، وهذا النظام يقتضي فيه أن تتوزع فيه الواجبات والمسؤليات صعودا من قاعدة الهرم ( كشكل مثالي للتقريب ) إلى قمته التي يجب أن يترأسها فرد واحد هو الرئيس الأعلى لهذا النظام والمجتمع .
        وحيث ايضا ان وجود الإنسان ومنذ اول أيامه وحياته في الأرض واجهت عدوا لدودا ملازما له ( إبليس ) وأقسم بعزة الله أن لأغوينهم اجمعين ، ويحرفههم عن الصراط المستقيم ( لَأقْعُدَنَّ لَهم صِراطَكَ المُسْتَقِيمَ ) . فانقسم الناس من وقتها فريقين أو خطين ، خط الرحمن وخط الشيطان .
        لذلك فإن ذلك الرئيس الذي في قمة السلطة المتحكم بمصير البلاد والعباد إما أن يكون من خط الرحمن أو من خط الشيطان .
        وعليه ( انتبه ) لا يكفي لأهل خط الرحمن في فهم ومفهوم حسن تدينهم ان تقف المسألة عندهم على حدود سلامة عقيدتهم وحسن تطبيقها أذا لم يأخذوا الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ !!!
        وهذه القوة تحتاج إلى السلطة والحكم لضمان سلامة التطبيق وقوة نفوذه في المجتمع .
        وإلا قفز جماعة خط الشيطان ( شياطين الانس والجن ) إلى قمة الهرم وتسلطوا على العباد والبلاد وحرفوا رسالة السماء وضاع جهد الرسل والانبياء ، حيث لابد وأن يشغل هذا المنصب احد ما ولا يبقى فارغا .
        ولذلك فلا يحتاج بعد هذا الأمر الخطير شك في بيان أهميته من جهة حياة ومصير كل مجتمع ( كالدولة في وقتنا الحاضر ) . وفي جهة تحقيق متطلبات حسن الإنتظار المنتج ليوم الظهور كون ان يوم الظهور وإقامة دولة العدل والتوحيد هي أعلى مصاديق الدولة الإلهية لان شريعتها هي الشريعة الخاتمة لدين الله الإسلام

        ومن هنا نستطيع الآن القياس والتقييم بمساعدة الفهم السابق وايضا ادلة بعض الروايات ذات الصلة بعلامات الظهور لكي يتبين لنا ما لعله يؤكد هذا الطرح المهم والخطير على واقع مشهود لدينا كما يلي :

        ١- عن عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يخرج ناس من المشرق فيوطئون للمهدي

        ٢- عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال: كأني بقوم قد خرجوا بالمشرق، يطلبون الحق فلا يعطونه ثم يطلبونه فلا يعطونه، فإذا رأوا ذلك وضعوا سيوفهم على عواتقهم فيعطون ما سألوا فلا يقبلونه حتى يقوموا، ولا يدفعونها إلا إلى صاحبكم، قتلاهم شهداء أما إني لو أدركت ذلك لأبقيت نفسي لصاحب هذا الامر.

        وقريب منها الرواية التالية أيضا

        ٣- عن علقمة بن عبد الله قال: بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وآله: إذ أقبل فتية من بني هاشم فلما رآهم النبي صلى الله عليه وآله اغرورقت عيناه وتغير لونه قال: فقلنا: ما نزال نرى في وجهك شيئا نكرهه قال: إنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا وإن أهل بيتي سيلقون بعدي بلاء وتشريدا وتطريدا حتى يأتي قوم من قبل المشرق ومعهم رايات سود فيسألون الخير ولا يعطونه فيقاتلون فينصرون فيعطون ما سألوا ولا يقبلونه حتى يدفعوها إلى رجل من أهل بيتي فيملاها قسطا وعدلا كما ملؤوها جورا .

        ٤- عن علي بن عيسى، عن أيوب بن يحيى الجندل، عن أبي الحسن الأول عليه السلام قال: رجل من أهل قم يدعوا الناس إلى الحق، يجتمع معه قوم كزبر الحديد، لا تزلهم الرياح العواصف، ولا يملون من الحرب ، ولا يجبنون، وعلى الله الله يتوكلون، والعاقبة للمتقين.

        ٥- وبإسناده عن عفان البصري، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال لي:
        أتدري لم سمي قم؟ قلت: الله ورسوله وأنت أعلم. قال: إنما سمي قم لان أهله يجتمعون مع قائم آل محمد - صلوات الله عليه - ويقومون معه ويستقيمون عليه وينصرونه.

        اقول : كنا وقبل سنوات عديدة ولعله تحديدا في سنة 2011 لما تحركت الأوضاع السياسية في الشام / سوريا وأخذت تتصاعد حركة الصراع والخلاف وعلى غرار ما جرى في بعض الدول العربية الأخرى تحت عنوان اطلق في وقته وهو الربيع العربي ، فمنذ ذلك الوقت تفعلت عندي فرضية جديدة في فحص ومتابعة علامات الظهور اصطلحت عليها " فرضية عصر الظهور " من أجل ضبط البحث العلمي لروايات عصر الظهور بالواقع الارهاصي المحتمل ونرى ما اذا تعزز الأحداث الفرضية ام تضيفها.
        والى يومنا هذا نحن نتابع مختلف انواع الأحداث كالسياسية والعسكرية والاجتماعية والطبيعية وغيرها اقليميا وعالميا تحت قبة هذه الفرضية .​


        ولعلنا هنا سوف نبين فهم جديد من نوعه مهم في علامات الظهور وهذا الطرح في مفهوم الإنتظار وربطه بتعجيل الفرج أو التمهيد له .
        ولكن نحتاج اولا للوقوف عليه مقدمات توضيحية حتى تتصل أعضاء الفكرة اولا ثم نجمعها في خلاصة يمكن الخروج بها كنتيجة للمطلب .
        تعلمون أن العالم الذي نعيشه اليوم بما فيه من قوى عالمية ودولية واوضاع مختلفة تعيشها دولنا ودول العالم بل والنظام العالمي بجميعه الآن هو من نتائج الحرب العالمية الثانية التي انتهت بأنتصار دول جبهة الحلفاء على دول جبهة المحور .
        وعليه سيطرة دول الحلفاء على العالم وفرضت نفوذها وقسمت العالم إلى مناطق نفوذ لها بشكل مباشر وغير مباشر
        وفيما يخصنا نحن دول الشرق الأوسط العربي الإسلامي كنا من نصيب دول أوربا كبريطانيا وفرنسا ، وامريكا التي صعدت صعودا كبيرا وقويا في فترة قصيرة في قياس صعود الأمم حتى أصبحت احد القطبين الأقوى في العالم مقابل قطب الاتحاد السوفيتي . ومن ثم أصبحت أمريكا القطب الاقوى المتفرد بالعالم عند انهيار الاتحاد السوفيتي في نهاية 1991 .

        وأمريكا كدولة ونظام وقوة عالمية مسيطرة على العالم متحكمة فيه يحكمها ظاهرا نظام رئاسي معروف لنا هيئته وطبيعته ، ويحكمه باطنا ( الدولة العميقة ) أشخاص و نظام يمثلون الاتجاه الديني اليهودي المنحرف تسمى الماسونية التي هي نظام وحركة عالمية في نشاطها .

        والماسونية بدورها هي التي تحرك الآلية السياسية ونظامها ورجالها في الحكم الظاهري الرئاسي في امريكا . وهي التي انتجت الحركة الصهيونية التي تدعوا لجمع شتات اليهود من جميع أنحاء العالم في دولة إسرائيل على أرض فلسطين .
        والماسونية اليهودية المنحرفة تتخذ شعار وسلوك أقرب لعبادة الشيطان حيث ارتبطت بعبادة الشيطان والإلحاد والشر المطلق . وكل هذا الذي نراه من شذوذ أخلاقي وابتعاد عن اي دين وشريعة مرتبطة بالسماء والدعوة إلى الإلحاد هي من نتاج فكر الماسونية العالمية ومحاولة فرضه على العالم بالقوة أو الإغراء أو غيره .

        وهذا لعله يؤكد الوصف المهم والدقيق للإمام الراحل الخميني لما وصف أمريكا بالشيطان الأكبر .
        لذلك الذي يحكم العالم الآن هو خط الشيطان المتمثل بأمريكا وحلفائها ( محور الحلفاء ) المسيطر عليه من قبل الحكومة العالمية العميقة المتمثلة بالماسونية العالمية واحد اذرعها ونتاجاتها هي الحركة الصهيونية وقلبها دولة إسرائيل من اليهود المنحرفين المتصهينين في أرضه فلسطين .

        لم يكن هناك شيء يذكر يقابل خط الشيطان ومحسوب على خط الرحمن في مرحلة ما بعد الحربين العالميتين الاولى والثانية . وأما قبلها فتأريخ الدول العربية الإسلامية وقع ومنذ زمن الغيبة الصغرى وصاعد في وهن وضعف ولم يكن هناك لخط آل البيت ع ( الذي يمثل الخط الإسلامي الحق لخط الرحمن ) اي نصيب أو شأن يذكر بل عاش المسلمين عموما والشيعة خصوصا في ضعف وعزلة وقهر وهذا إن عبر عن شيء بالنسبة للقضية المهدوية واليوم الموعود فإنه يعبر عن ضعف في خط الإنتظار والتمهيد بحسب المفهوم القرآنية السابق في البحث .
        حتى وفي عام ١٩٧٩ لما وصل السيد الإمام روح الله الخميني إلى ايران وقامت الثورة الإسلامية على نظام الشاه ، واقام الدولة الإسلامية في إيران بولاية الفقيه أصبح للشيعة من اتباع آل البيت ع دولة يحكمها عالم مجتهد فقيه حكيم عرفاني وهو احد مصاديق النائب العام للإمام المهدي ع في غيبته ، فكانت انتقالة جوهرية وصعود قوي لخط الرحمن في مقابل تحدي خط الشيطان . أي بحسب الفهم القرآني السابق شهدنا ولادة احد نماذج الدولة الإلهية التي يحكمها رسول أو نبي أو خليفة عنهما ومجتمع أو أمة تنقاد له في التطبيق للشريعة .

        ومنذ ذلك الوقت لعله يمكن القول بدأت مرحلة صراع مهمة بين الخطين بعد طول مدة من استحكام خط الشيطان على اهل الأرض ولاجيال طويلة من أجيال الغيبة الكبرى .

        يتبع لاحقا

        ،،،،​
        التعديل الأخير تم بواسطة الباحث الطائي; الساعة 11-08-2024, 01:53 PM.
        لا إله إلا الله محمد رسول الله
        اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
        الباحــ الطائي ـث

        تعليق


        • #5
          بسم الله الرحمن الرحيم
          يتبع

          وصلنا فيما سبق إلى مرحلة قيام الثورة الإسلامية في إيران بقيادة الإمام الخميني وقيام الدولة الإسلامية في إيران .

          لا اريد الدخول في تفاصيل طويلة ولعل الكثير منها معروف ومشهود لنا ولكن للاختصار وفيما يخص الطرح هنا يمكن القول انه ما بين قيام الثورة الاسلامية ذلك الوقت والى يومنا هذا أصبحت إيران الآن الدولة الاسلامية بقيادة الولي الفقيه ( النائب العام للإمام الحجة ع ) من مذهب ال البيت ع القوة الإقليمية الأقوى سياسيا وعسكريا وذات إمكانيات اقتصادية كبرى واصبحت قائدة حركة المقاومة الاسلامية الحقيقية في المنطقة في مواجهة الخطر الصهيوامريكي ومن يتحالف معه اقليميا وعالميا في منطقة الشرق الأوسط الإسلامي العربي بعد تحديات طويلة وكثيرة معروفة مشهودة لدينا وحتى الآن مستمرة في أعلى مستوى.

          فماذا يعني هذا بالمفهوم العقائدي ؟

          يعني : ان إيران الدولة الشيعية بقيادة الولي الفقيه ، واتباع آل البيت ع من الشعب الإيراني ( على الاقل ) أصبحت تمثل قائد محور خط الرحمن على الأرض في مواجهة خط الشيطان الصهيوامريكي وحلفائهم . وهذا عنوان كبير وخطير يجب الالتفات إليه !

          ويجب ان لا ينسى إن القوة التي تتصدى للمواجهة المباشرة والجهاد ضد خط الشيطان هي التي تشكل خطر حقيقي عليه وهي التي يمكن لها ان تدحره وهي التي يمكن ان تصنع سلام وأمان لاتباع خط الرحمن على الأرض ، وعدى ذلك فإن السكوت والوقوف عن المواجهة لا ينفع أهله ، ولا يدفع ضره ، ولا يعجل فرجا .

          وهل يعني هذا في المفهوم الروائي لعلامات الظهور شيء ما ؟

          الجواب : نعلم من الروايات التي ذكرناها سابقا أنه ( يخرج ناس من المشرق فيوطئون للمهدي )
          لغتا : يوطئ الشيئ تعني سهَّله وهيَّأهُ
          فيكون المعنى ان قيام الثورة الإسلامية في إيران ( في المشرق ) ستسهل وتهيأ لظهور وقيام المهدي ع
          وهذا الذي بيناه مسبقا في مفهوم الإنتظار الحقيقي حيث قلنا ان الإنتظار الحقيقي يستلزم الترقب والتهيئ لما ينتظر والعمل على تسهيل تحققه ، فتأمل .
          لذلك الذي اعتقده ان ما وصلت إليه الثورة الإيرانية منذ قيامها والى هذه اللحظة من تصديها لجبهة المقاومة والدفاع الإسلامي عن الإسلام والمسلمين والعقيدة الإسلامية الحقة وفق مذهب آل البيت ع بل وجميع المسلمين حققت شوطا طويلا وانجازا كبيرا في التسهيل والتمهيد لليوم الموعود .
          فإذا اضفنا لذلك اننا نتابع الأحداث ومنذ سنوات طويلة تحت فرضية عصر الظهور لما وجدناه من إشارات واحداث كثيرة تنبه وتساعد على ذلك .

          أصبحت بأيدينا مسألة منطقية واقعية في أسبابها وروائية غيبية في احتمال مألها ومستقبل احداثها .
          بمعنى ان الكثير من علامات الظهور التي وصلت الينا وخاصة في منطقة الظهور ( ووفق فرضية عصر الظهور ) ترجع أسبابها الموضوعية إلى قيام الثورة الإسلامية في إيران وتصديها بالمباشر للمقاومة ومجابهة خط الشيطان ( الصهيوامريكية ) .
          فخروج السفياني وغزوه العراق / الكوفة ومحاولة القضاء على شيعة آل البيت ع هو يرجع لخطر الشيعة عليه واهميته في المواجهة ، فإذا اضفنا اليه ان السفياني هو الخط الأمامي المدعوم من جبهة اليهود وامريكا ( الصهيوامريكية ) أصبح واضح امتداد وترابط ما يجري الآن من مواجهة وصراع بين إيران المقاومة واعدائها من اليهود والغرب وامريكا . وايضا نفهم راية الخرساني ضمن هذا الصراع
          وهكذا أيضا في اليمن وراية اليماني ، وتحالف وانضمام الحوثيون لجبهة المقاومة الإسلامية
          ومثله في الحجاز ( مكة والمدينة ) وحكومة العداء للشيعة والتشيع وكثير من تفاصيل وملابسات الأحداث الروائية .
          كل هذه ما كانت لتتحرك لولا وجود محرك اساسي جوهري في المنطقة حصل ومازال هو قيام الثورة الإسلامية وقيام الدولة الإسلامية الشيعية بقيادة الولي الفقيه وما سببته من خطر حقيقي عليهم ، وتصديها لخط الشيطان والنفاق من اليهود المنحرفين وأمريكا ومن يتحالف معهما اقليميا. ولا ننسى الحقيقة القرآنية الثابته

          لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا

          خذ هذه الحقيقة القرآنية وطبقها الآن على الواقع ، ستجد النتيجة هي هذا الذي ذكرته وفصلته لك ، او على الاقل كأحد اهم مصاديقها المشهودة المحسوسة حتى لا نبخس الآخرين حقوقهم .

          اذا خلاصة وفحوى الذي سبق والذي يجب ان ننتبه إليه درس في فهم الانتظار وعبرة نحتاج بعد الالتفات إليها أن نعمل عليها لتعجيل الفرج .
          وهي : أن يتصدى أهل الإيمان من أمة الاسلام والمذهب الحق لتطبيق الدين الإلهي من خلال إقامة دولتهم الإسلامية وتطبيق الشريعة الحق بالقوة (خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّة)
          لان الإمام المهدي ع إذا شاء الله ظهوره وقيامه يحتاج إلى الأسباب الطبيعية حاله حال من سبقه وهذه سنة إلهية جارية لا تتغير . ولا تجد تمهيدا احسن وأفضل وأقوى من أن تصنع دولة مبنية على أسس وعقيدة وولاية من تنتظر ظهوره وتأمل قدومه ، فافهم .

          والله أعلم

          يتبع

          ،،،​
          لا إله إلا الله محمد رسول الله
          اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
          الباحــ الطائي ـث

          تعليق


          • #6
            بسم الله الرحمن الرحيم
            يتبع ،،،

            وصلنا في بحثنا فيما سبق ، وما عنه انبثق ، أن قيام الثورة الإسلامية في إيران وما ترتب عليها من قيام الدلة الإسلامية بقيادة الولي الفقيه على منهج وولاية آل البيت ع وصمودها وصبرها بوجه كل التحديات التي تمثل خط الشيطان ، قد صنعت بذلك دولة بالمواصفات القرآنية ( خذ الكتاب بقوة ) نموذجا وتطبيقا ، وتحركة الأحداث في المنطقة فيما يقارب الآن من ٤٥ سنة على اساس وجود هذه الدولة ونظامها .
            ولما تنبهنا لاحقا وقبل أكثر من عشرة سنوات إلى فرضية عصر الظهور بسبب تصاعد الأحداث المختلفة في منطقة الظهور نجد ان الروايات اذا صدقت وكانت كما في علم الله تعالى وانطبقت على اهل المشرق وقيام دولتهم ، فإنها تأخذنا من بدايتها وكيف انها ستمهد للمهدي ع ثم تبين دورها النهائي والمتصل بالظهور .
            أنظر الرواية :
            عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال: كأني بقوم قد خرجوا بالمشرق، يطلبون الحق فلا يعطونه ثم يطلبونه فلا يعطونه، فإذا رأوا ذلك وضعوا سيوفهم على عواتقهم فيعطون ما سألوا فلا يقبلونه حتى يقوموا، ولا يدفعونها إلا إلى صاحبكم، قتلاهم شهداء أما إني لو أدركت ذلك لأبقيت نفسي لصاحب هذا الامر.

            اقول : اذن وفق التصور والفهم الذي اعطيناه لدولة ولاية الفقيه ودورها في صنع مقومات الأنتظار الحقيقي والتمهيد المثالي والضروري في عالم الأسباب ،
            نجد ان نتيجة وثمرة هذه الثورة والدولة وموقفها يؤدي بها في الآخر ان تسلم الراية للمهدي ع . وذلك هو الفوز العظيم .
            وانها تمثل حقا نموذج الأنتظار الإيجابي المبني على الاستعداد والتهيئ بكل ما يمكن من المستلزمات الايمانية والسببية .

            فماذا يعني هذا من جهة أخرى في بحث علامات الظهور .

            الجواب : يعني ان ثورة أهل المشرق وقيام دولتهم هي التي افتتحت عصر الظهور أو أحد مفاتيحه الاساسية ، نعم فهذا محتمل جدا رغم انه استنتاج لم يطرق سابقا ولكن سياق الأحداث ومحورية هذه الدولة فيها وفي منطقة الظهور يعزز هذا الطرح . هذا اذا أخذا مفهوم عصر الظهور هنا على انه الأحداث الواقعية التي اذا تحققت حركت معها الأحداث الأخرى التي ستصنع علامات الظهور . وهذا الفهم نجد له واقع قابل للأنطباق فالمعركة المحورية الآن في منطقة الظهور هي بين جبهتين الاولى أمريكا والكيان الصهيوني ومن يتحالف معهما من الدول العربية ( اليهود والذين اشركوا وخط النفاق من السفيانيين ) ، مقابل محور المقاومة الإسلامية بقيادة ايران ومعها حشد العراق واليمن الحوثي وحزب الله لبنان ودولة سوريا وغزة فلسطين . يعني معركة الدين الإلهي الحق بقيادة المذهب الحق الذي يمثل خط الرحمن مقابل خط الشيطان .

            ولكن أيضا يجب الانتباه اننا لا يمكن القطع بذلك لأننا لازلنا نبحث تحت فرضية عصر الظهور من جهة وهي رؤية قابلة للاخذ والرد والنقض .

            يتبع لاحقا

            ،،،،​
            لا إله إلا الله محمد رسول الله
            اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
            الباحــ الطائي ـث

            تعليق


            • #7
              بسم الله الرحمن الرحيم

              يتبع ،،،
              نكمل هذا المبحث مع الفرع الثاني من مفهوم الإنتظار وكان : هل ان الإنتظار المثمر والمنتج ليوم الظهور متعلقه جيل الغيبة الكبرى فقط او يمتد ليشمل جيل الغيبتين الصغرى والكبرى أم يتسع الى كل أمة الرسول الخاتم محمد ص والائمة ع من بعده .

              في الجواب على ذلك نضع أمثلة لبعض الروايات اولا ثم نعلق عليها .

              في تَفْسِيرِ الْعَيّاشِيّ: عَنْ أبي عَبْدِ اللهِ (عليه السلام) قَالَ: إذَا قَامَ قائم آل محمد (صلّى الله عليه وآله وسلم) إستخرج من ظهر الكعبة سبعة وعشرين رَجُلاً؛ خمسة عشر من قوم مُوسَى الذين يهدون بالحق وبه يعدلون.


              عن الإمام أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) أنّه قال:
              «إِنَّمَا يَرْجِعُ إِلَى الدُّنْيَا عِنْدَ قِيَامِ القَائِمِ (عليه السلام) مَنْ مَحَضَ الإيمَانَ مَحْضاً، أَوْ مَحَضَ الكُفْرَ مَحْضاً، فَأَمَّا مَا سِوَى هذَيْنِ فَلا رُجُوعَ لَهُمْ إِلَى يَوْمِ المَآبِ».


              وفي إرْشَادِ الْقُلُوبِ: عَنْ هرون بن سعيد قَالَ: سَمعْتُ أمير الْمُؤمِنِينَ (عليه السلام) (إلى أنْ قَالَ):..يظهر رَجُلٌ مِنْ وُلْدي يَمْلأ الأرْضَ عَدْلاً وَقِسْطاً كَمَا مُلِئَتْ جَوْرَاً وَظُلْمَاً يأتيهِ اللهُ بِبَقَايَا قَوْمِ مُوسَى وَيُحْيي لَهُ أصْحَابَ الْكَهْفِ وَيُؤَيّدُهُ اللهُ بالْمَلائِكَةِ والجنّ وَشِيعَتِنَا الْمُخْلِصينَ..


              في تَفْسِيرِ الْعَيّاشِيّ: عَنْ أبي عَبْدِ اللهِ (عليه السلام) قَالَ: إذَا قَامَ قائم آل محمد (صلّى الله عليه وآله وسلم) إستخرج من ظهر الكعبة سبعة وعشرين رَجُلاً...وأبا دجانة الأنصاري ومالك الأشتر.

              وروى المفضل بن عمر، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: " يخرج القائم عليه السلام من ظهر الكوفة سبعة وعشرين رجلا، خمسة عشر من قوم موسى عليه السلام الذين كانوا يهدون بالحق وبه يعدلون، وسبعة من أهل الكهف، ويوشع بن نون، وسلمان، وأبا دجانة الأنصاري، والمقداد، ومالك الأشتر ، فيكونون بين يديه أنصارا وحكاما "

              اقول : يظهر من مضمون أمثلة الروايات السابقة ان هناك من المؤمنين الأموات المعروفين تأريخيا أو قرآنيا سوف يرجعون إلى الدنيا عند قيام القائم ع.

              وهذا الرجوع للدنيا لشرف نيل نصرة الإمام المهدي ع في ثورته وإقامة دولة العدل الإلهي على الارض .

              وهذا الرجوع يشمل خواص من المؤمنين ممن محض الإيمان محضا ، ويمتد على طول زمان وجود البشرية ولا يختص بأهل زمان الإمام المهدي ع أو ما قبله من أمة جده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

              وقد يطرح سؤال ، وهو هل هذا الرجوع لهؤلاء المومنين ( والمؤمنات ) نوع رجوع تشريفي لهم مثلا أم هو ضروري وأساسي

              الجواب : نضع الرواية التالية اولا :
              عن أبو عبد الله (عليه السلام): أما لو كملت العدة الموصوفة ثلاثمائة وبضعة عشر كان الذي تريدون .

              اقول: ٣١٣ هذا العدد الذي أشارت إليه الرواية اعلاه وغيرها من الروايات هم أصحاب الإمام الحجة ع المخلصين الذين بهم يقوم القائم ع حسب ما يفهم وفهم منها معظم الباحثين . بل يعتقد ان اكتمال هذا العدد هو من شرائط الظهور .

              فإذا كان أو ثبت لنا أن هؤلاء الراجعين من الأزمان والعصور السابقة داخلين في عدد آل ٣١٣ فهذا يعني انه رجوع ضروري واساسي ولعله داخل في شرائط الظهور .
              وإلا فرجوعهم ليس ضروري في تحقق الظهور وقيام القائم ع . ولكن لهم شرف المشاركة والمساعدة في إنجاز هذا الامر .


              يتبع لاحقا

              ،،،،​
              لا إله إلا الله محمد رسول الله
              اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
              الباحــ الطائي ـث

              تعليق


              • #8
                بسم الله الرحمن الرحيم

                يتبع

                كنا في المبحث السابق تناولنا العنوان التالي : هل ان الإنتظار المثمر والمنتج ليوم الظهور متعلقه جيل الغيبة الكبرى فقط او يمتد ليشمل جيل الغيبتين بل الصغرى والكبرى أم يتسع الى كل أمة الرسول الخاتم محمد ص والائمة ع من بعده .
                ووصلنا إلى أن هناك عدة من ٣١٣ شخص سيكونوا انصار الإمام المهدي ع يفتتح بهم ثورته في قيامه .

                وتبين لنا من بعض الروايات ان هناك أشخاص/ مؤمنين من أمة الرسول ص وأمة الأئمة المعصومين من بعده وبعضهم من أمم الأنبياء والرسل السابقين سيرجعون مع ظهور وقيام القائم ع ، وهؤلاء ممن محض الإيمان محضا ويكونوا مع الإمام المهدي ع .
                ونريد ان نفهم هل ان هؤلاء الراجعين داخلين في عدة آل ٣١٣ ام لا ؟

                الجواب : هناك بعض القرائن الروائية تبين ان هؤلاء الراجعين سيكونوا من ضمن هؤلاء آل ٣١٣ شخص . حيث ذكرت احد الروايات السابقة التالي : ( فيكونون بين يديه أنصارا وحكاما )
                بمعنى - ان لهم دور اساسي في قيام الثورة ( انصارا ) ، وتثبيت الدولة المهدوية لاحقا ( وحكاما ) .

                اما الدليل المنطقي او العقلي في هذا الإثبات ، فإنه طالما كان في الأساس عندنا بحسب فهم منطوق الروايات أن حسن الإنتظار فيه تحقق الفرج
                فإن من أحسن انتظاره سيساهم في تحقق الفرج
                ولا شك أن هؤلاء الراجعين ممن احسن الإنتظار ، بل هم من اعلى نخبة المنتظرين ولكن كون لم يتحقق الفرج في زمانهم اجل لهم التشرف بالمشاركة في قيام وإقامة دولة العدل والتوحيد الإلهي إلى حين وقت قيامها .
                ولذلك يظهر انه اكتمل في الازمنة السابقة البعض ممن محض الإيمان محضا واستحق بأيمانه وعمله ان يكون ممن يستحق تحمل أعباء ثورة الإمام المهدي ع وحتى إقامة دولته ويكون من اعوانه وانصره والحكام لاحقا .
                هذا الامر ان صح اولا وكان واضحا ثانيا ينبه إلى اننا أمام شخصيات مثالية خاصة في صفاتها قد يتمخض كل جيل من عمر البشرية إلى فرد واحد أو بضعة أفراد منهم .
                ولا يكتمل هذا العدد ٣١٣ الا في مرحلة ما من عمر الإنتظار وذلك في مرحلة ما من زمن الغيبة الكبرى
                حتى إذا ما اكتملت العدة الموصوفة ٣١٣ ( بحسب تعبير المعصوم ع ) تحقق احد شرائط الظهور الضرورية.

                ولعله من باب التقريب لنوعية هؤلاء آل ٣١٣ أنصار الإمام المهدي ع المخلصين الخلص نضرب مثال من التاريخ

                مناقب ابن شهرآشوب: حدث إبراهيم، عن أبي حمزة، عن مأمون الرقي قال: كنت عند سيدي الصادق عليه السلام إذ دخل سهل بن الحسن الخراساني فسلم عليه ثم جلس فقال له: يا ابن رسول الله لكم الرأفة والرحمة، وأنتم أهل بيت الإمامة ما الذي يمنعك أن يكون لك حق تقعد عنه!؟ وأنت تجد من شيعتك مائة ألف يضربون بين يديك بالسيف!؟ فقال له عليه السلام: اجلس يا خراساني رعى الله حقك، ثم قال:
                يا حنيفة أسجري التنور فسجرته حتى صار كالجمرة وابيض علوه، ثم قال: يا خراساني! قم فاجلس في التنور، فقال الخراساني: يا سيدي يا ابن رسول الله لا تعذبني بالنار، أقلني أقالك الله قال: قد أقلتك، فبينما نحن كذلك إذ أقبل هارون المكي، ونعله في سبابته فقال: السلام عليك يا ابن رسول الله فقال له الصادق عليه السلام: ألق النعل من يدك، واجلس في التنور، قال: فألقى النعل من سبابته ثم جلس في التنور، وأقبل الإمام عليه السلام يحدث الخراساني حديث خراسان حتى كأنه شاهد لها، ثم قال: ثم يا خراساني وانظر ما في التنور قال: فقمت إليه فرأيته متربعا، فخرج إلينا وسلم علينا فقال له الإمام عليه السلام: كم تجد بخراسان مثل هذا؟ فقال: والله ولا واحدا فقال عليه السلام: لا والله ولا واحدا، فقال: أما إنا في زمان لا نجد فيه خمسة معاضدين لنا، نحن أعلم بالوقت . انتهى .

                اقول : هذا هارون المكي احد أمثلة الإيمان والولاء والطاعة والتسليم والصبر والثبات لإمام زمانه قد يعطي صورة للنماذج المطلوبة ، لذلك ختم المعصوم كلامه بقوله [ نحن أعلم بالوقت ]
                بمعنى والله أعلم: نحن أعلم بالوقت الذي تكتمل فيه العدة ( ٣١٣ ) الضرورية لقيام القائم ع.

                يتبع لاحقا

                ،،،​
                لا إله إلا الله محمد رسول الله
                اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
                الباحــ الطائي ـث

                تعليق


                • #9
                  سمه تعالى وبه نستعين
                  أللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

                  يتبع ،،،

                  كنا قد بدأنا المبحث كذلك :
                  [ يَا يَحْيَىٰ خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ ]

                  من يحيى ع إلى الحسين ع ومنه الى يوم الظهور ، رجال صدقوا وصبروا وثبتوا .

                  وهنا وحيث وصلنا إلى ختامه ، نعرج على أحد اهم رجاله ، وهو الإمام الحسين ع
                  ابو الاحرار ، وإمام الإنتظار ، وملهم الثوار ، بدمه أحيى دين جده ، وبه يفتتح المهدي ع مجده

                  لقد ارتبطت ثورة الإمام الحسين ع المباركة بالقضية المهدوية وقيام القائم ع ارتباطا مميزا يلفت الانتباه لمن ينتبه !

                  ولكن للأسف ولحد هذا اليوم لا يذكر هذا الارتباط الوثيق بينهما إلا قليلا جدا في مناسبة عاشوراء وكربلاء ، رغم انه مما وصل الينا ان الإمام المهدي ع يقوم بثورته في العاشر من المحرم كيوم استشهاد جده . وهو اول الراجعين في دولة المهدي ع من الأئمة الاطهار . وان شعار جيش المهدي ع والملائكة ع يالثارات الحسين ، وإن المهدي ع لما يلقي خطبته الاولى في يوم قيامه في مكة عند بيت الله الحرام يذكر جده ومصابه .
                  وهذا كله وغيره لو التفت إليه أصحاب المقاتل ، والمفكرين في تلك المحافل ، من مشاريخ وعلماء لكان فيه درسا نموذجيا يعنون بعنوان : اسلام الإنتظار الحسيني .

                  بنظري القاصر فإن ثورة الإمام الحسين ع وكربلاء هي داخلة في مفهوم الإنتظار وتعجيل الفرج والهام الأمة وتهيئتها لليوم الموعود .
                  وإن الدين الإسلامي الخاتم للشرائع هو
                  محمدي الوجود - حسيني البقاء - مهدوي الغاية .
                  لقد صنع الإمام الحسين ع أعظم درس في التضحية في سبيل دين الله ودفع الظلم والحرية وزرع بذلك أعظم شجرة للانتظار
                  ذلك الإنتظار المقدس الذي ارتبط بالوعد الإلهي بظهور القائم ع من آل محمد ص وتأسيس دولة التوحيد والعدل الإلهي .

                  بمعنى ان كربلاء الحسين ع هي احد الصور التي تتجسد فيها روح وحقيقة الإنتظار ، وهذا الإنتظار ارتبط سببيا في سنة الله بظهور القائم ع الذي هو وعد من الله ، والله لا يخلف الميعاد .
                  وعليه اذا ربطنا انتظارنا ( من خلال ومع ) كربلاء الحسين ع فإننا بلا شك سوف نصل إلى الغاية وهي تحقق الفرج بظهور المهدي ع ، لان الله هو الذي ربطهما وهو تعالى الضامن ، فتأمل .

                  كيف يكون تطبيق ذلك عمليا ؟
                  الجواب : اذا افترضنا قد وفقنا الله لفتح هذا الباب للمفكرين ، فيحتاج العمل عليه لاستظهار قيمه ومبادئ الفكرية التي تؤسسه ، ومن ثم استنباط نقاط الارتكاز التي يعمل عليها المنتظرين والمستوحات من كربلاء الحسين ع .

                  ولكن بقدر تعلق الأمر بهذا الطرح المختصر البسيط يمكن القول
                  ان الحسين ع خرج لطلب الاصلاح في أمة جده محمد صلى الله عليه وسلم.
                  وهذا الخروج الحسيني أعلن من يومه الأول [ من لحق بنا استشهد ومن لم يلحق لم يدرك الفتح ]
                  فالفتح الحسيني هنا ليس غاية / هدف آني يمكن استحصاله بنهاية ثورته واستشهاده ومسكه باليد
                  بل هو مفهوم عقائدي فكري معنوي تحمله الاجيال وتطبقه في كل زمان إلى أن يتحقق اليوم الموعود.
                  وبقدر ما تحمل كل أمة وجيل من المنتظرين من هذه الروح والعقيدة الحسينية يقترب يوم الفرج بقدر حملها وتطبيقها لها .

                  وألله أعلم

                  تم بعون الله وتوفيقه هذا المبحث في مفهوم الإنتظار.

                  الباحث الطائي

                  ،،،​
                  لا إله إلا الله محمد رسول الله
                  اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
                  الباحــ الطائي ـث

                  تعليق

                  المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                  حفظ-تلقائي
                  Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
                  x
                  يعمل...
                  X