بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سلمان في كلام النبي (ص)
روي في سبب هذه التسمية الكريمة والعزيزة إلى سلمان: أنّه حين اشتغال المسلمين بحفر الخندق، وكان النبيّ قد قطع لكل عشرة أربعين ذراعاً، يعملون فيها، وكان سلمان قوياً في عمله، احتج المهاجرون والأنصار. فقال المهاجرون: سلمان منّا. وقال الأنصار: سلمان منّا. فقال رسول الله:
سلمان منّا أهل البيت.[1]
وروي أن سلمان الفارسي دخل مجلس رسول الله ذات يوم، فعظموه، وقدموه، وصدروه؛ اجلالاً لحقه، واعظاماً لشيبته، واختصاصه فدخل البعض: فنظر إليه فقال: من هذا العجمي المتصدر فيما بين العرب؟
فصعد رسول الله المنبر فخطب، فقال: إن الناس من عهد آدم إلى يومنا هذا مثل أسنان المشط، لا فضل للعربي على العجمي، ولا للأحمر على الأسود إلاّ بالتقوى. سلمان بحر لا ينزف، وكنز لا ينفد، سلمان منّا أهل البيت .. إلخ.[2] وكان سلمان حينما يسأل عن نسبه يجيب بأنه ابن الإسلام. ويؤكد: أنا سلمان بن عبد اللّه. كنت ضالاً، فهداني اللّه بمحمد، وكنت عائلاً، فأغناني اللّه بمحمد، وكنت مملوكاً، فأعتقني اللّه بمحمد، فهذا حسبي ونسبي.[3]
أهم مواقف سلمان:
الإشارة بحفر الخندق:
شهد سلمان الفارسي معركة الخندق، ولم يفته بعد ذلك مشهد من مشاهد الرسول.[4] وهو الذي اقترح على النبي الأكرم حفر خندق حول المدينة.[5]وكان رسول الله قد قطع لكل عشرة أربعين ذراعاً فاحتج المهاجرون والأنصار في سلمان الفارسي، وكان رجلاً قوياً، فقال المهاجرون: "سلمان منا"، وقالت الأنصار: لا، بل منا، فقال رسول الله:
"سلمان منا أهل البيت".[6] وكان له ولحذيفة بن اليمان شرف الريادة إبّان فتح المدائن حيث إرتادوا للمعسكر مكاناً طيباً.[7]
الاعتراض على السقيفة:
قال سلمان الفارسي بعد أحداث السقيفة: لو بايعوا عليّاً لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم.[8] كان سلمان ضمن المجموعة التي اعترضت على السقيفة التي تضم جماعة أشار إليهم البراء بن عازب بقوله: لم أزل لبني هاشم، محبا فلما قبض رسول الله خفت أن تتمالا قريش على إخراج هذا الأمر عنهم.... فلم ألبث وإذا أنا بأبي بكر قد أقبل ومعه عمر وأبو عبيدة وجماعة من أصحاب السقيفة، وهم محتجزون بالأزر الصنعانية لا يمرون بأحد إلا خبطوه، وقدّموه فمدّوا يده فمسحوها على يد أبى بكر يبايعه، شاء ذلك أو أبى، فأنكرت عقلي، وخرجت أشتد حتى انتهيت إلى بني هاشم، والباب مغلق، فضربت عليهم الباب ضرباً عنيفاً، وقلت: قد بايع الناس لأبي بكر بن أبي قحافة. فمكثت أكابد ما في نفسي، ورأيت في الليل المقداد وسلمان وأبا ذر وعبادة بن الصامت وأبا الهيثم بن التيهان وحذيفة وعمار بن ياسر، وهم يريدون أن يعيدوا الأمر شورى بين المهاجرين.[9]
و له احتجاجات على القوم في هذا المجال، هو وأبيّ بن كعب رحمه الله.[10] ويؤكد موقفه هذا كلمته المشهورة يوم السقيفة حين أخبر بمبايعة الناس لأبي بكر، وهي قوله: «كرديد ونكرديد بمعنى فعلتم وما فعلتم»، وقد ذكرها المعتزلي في شرح النهج في أكثر من مورد كما ذكرها غيره. إلا أنّهم اختلفوا في تفسيرها.[11] وقال السيد مرتضى العسكري أنّ مراد سلمان واضح، بل صرّح به هو حيث قال مخاطباً الصحابة: "أصبتم الخير ولكن أخطأتم المعدن". وفي رواية أخرى: أصبتم ذا السن منكم، ولكن أخطأتم أهل بيت نبيكم، أما لو جعلتموها فيهم ما اختلف منكم إثنان ولأكلتموها رغداً».[12]
-------------------------------------------اللهم صل على محمد وال محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سلمان في كلام النبي (ص)
روي في سبب هذه التسمية الكريمة والعزيزة إلى سلمان: أنّه حين اشتغال المسلمين بحفر الخندق، وكان النبيّ قد قطع لكل عشرة أربعين ذراعاً، يعملون فيها، وكان سلمان قوياً في عمله، احتج المهاجرون والأنصار. فقال المهاجرون: سلمان منّا. وقال الأنصار: سلمان منّا. فقال رسول الله:
سلمان منّا أهل البيت.[1]
وروي أن سلمان الفارسي دخل مجلس رسول الله ذات يوم، فعظموه، وقدموه، وصدروه؛ اجلالاً لحقه، واعظاماً لشيبته، واختصاصه فدخل البعض: فنظر إليه فقال: من هذا العجمي المتصدر فيما بين العرب؟
فصعد رسول الله المنبر فخطب، فقال: إن الناس من عهد آدم إلى يومنا هذا مثل أسنان المشط، لا فضل للعربي على العجمي، ولا للأحمر على الأسود إلاّ بالتقوى. سلمان بحر لا ينزف، وكنز لا ينفد، سلمان منّا أهل البيت .. إلخ.[2] وكان سلمان حينما يسأل عن نسبه يجيب بأنه ابن الإسلام. ويؤكد: أنا سلمان بن عبد اللّه. كنت ضالاً، فهداني اللّه بمحمد، وكنت عائلاً، فأغناني اللّه بمحمد، وكنت مملوكاً، فأعتقني اللّه بمحمد، فهذا حسبي ونسبي.[3]
أهم مواقف سلمان:
الإشارة بحفر الخندق:
شهد سلمان الفارسي معركة الخندق، ولم يفته بعد ذلك مشهد من مشاهد الرسول.[4] وهو الذي اقترح على النبي الأكرم حفر خندق حول المدينة.[5]وكان رسول الله قد قطع لكل عشرة أربعين ذراعاً فاحتج المهاجرون والأنصار في سلمان الفارسي، وكان رجلاً قوياً، فقال المهاجرون: "سلمان منا"، وقالت الأنصار: لا، بل منا، فقال رسول الله:
"سلمان منا أهل البيت".[6] وكان له ولحذيفة بن اليمان شرف الريادة إبّان فتح المدائن حيث إرتادوا للمعسكر مكاناً طيباً.[7]
الاعتراض على السقيفة:
قال سلمان الفارسي بعد أحداث السقيفة: لو بايعوا عليّاً لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم.[8] كان سلمان ضمن المجموعة التي اعترضت على السقيفة التي تضم جماعة أشار إليهم البراء بن عازب بقوله: لم أزل لبني هاشم، محبا فلما قبض رسول الله خفت أن تتمالا قريش على إخراج هذا الأمر عنهم.... فلم ألبث وإذا أنا بأبي بكر قد أقبل ومعه عمر وأبو عبيدة وجماعة من أصحاب السقيفة، وهم محتجزون بالأزر الصنعانية لا يمرون بأحد إلا خبطوه، وقدّموه فمدّوا يده فمسحوها على يد أبى بكر يبايعه، شاء ذلك أو أبى، فأنكرت عقلي، وخرجت أشتد حتى انتهيت إلى بني هاشم، والباب مغلق، فضربت عليهم الباب ضرباً عنيفاً، وقلت: قد بايع الناس لأبي بكر بن أبي قحافة. فمكثت أكابد ما في نفسي، ورأيت في الليل المقداد وسلمان وأبا ذر وعبادة بن الصامت وأبا الهيثم بن التيهان وحذيفة وعمار بن ياسر، وهم يريدون أن يعيدوا الأمر شورى بين المهاجرين.[9]
و له احتجاجات على القوم في هذا المجال، هو وأبيّ بن كعب رحمه الله.[10] ويؤكد موقفه هذا كلمته المشهورة يوم السقيفة حين أخبر بمبايعة الناس لأبي بكر، وهي قوله: «كرديد ونكرديد بمعنى فعلتم وما فعلتم»، وقد ذكرها المعتزلي في شرح النهج في أكثر من مورد كما ذكرها غيره. إلا أنّهم اختلفوا في تفسيرها.[11] وقال السيد مرتضى العسكري أنّ مراد سلمان واضح، بل صرّح به هو حيث قال مخاطباً الصحابة: "أصبتم الخير ولكن أخطأتم المعدن". وفي رواية أخرى: أصبتم ذا السن منكم، ولكن أخطأتم أهل بيت نبيكم، أما لو جعلتموها فيهم ما اختلف منكم إثنان ولأكلتموها رغداً».[12]
- ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 4، ص 59.
- المفيد، الإختصاص، ص 341.؛ النوري، نفس الرحمن في فضائل سلمان(رض)، ص29.؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج 22، ص 348.
- المدني، الدرجات الرفيعة، ص 206.
- العاملي، سلمان الفارسي، ص 32.
- البلاذري، أنساب الأشراف، ج 1، ص 343.
- ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 4، ص 62.
- الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج 4، ص 41.
- البلاذري، أنساب الأشراف، ج 1، ص 591.
- ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج 1، صص 219 - 220.
- العاملي، سلمان الفارسي، ص 35.
- النوري، نفس الرحمن في فضائل سلمان، ص 148.
- العسكري، عبد الله بن سبأ، ج 1، ص 143.