إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مفردات قيّمة من القرآن الكريم، ﴿وَاذْكُرُوا اللهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ﴾

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مفردات قيّمة من القرآن الكريم، ﴿وَاذْكُرُوا اللهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ﴾

    بِسْمِ اَللهِ اَلرَّحْمنِ اَلرَّحِيمِ

    اللهم صلِّ على مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّد


    قال الله تعالى: ﴿وَاذْكُرُوا اللهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُوا اللهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾.[1]
    ﴿وَاذْكُرُوا اللهَ﴾، توجيه من الباري عز وجل لعباده بأهمية ذكره في أيام الحج وفي غيرها، فلا تتصور الخصوصية للذكر في فريضة الحج فقط، وإنما هو جزء من الأذكار التي بيّنها لعباده فعليهم الركون اليها والعمل على اساسها.
    واعلم أنّ المراد بالذكر الذكر اللساني تارة والقلبي أخرى، لكنّ المقصود بالذات هو الثاني، وأمّا الأوّل فترجمان للثاني، ومنبّه للقلب عليه، لكونه في الأغلب مأسورا في يد الشواغل البدنيّة والموانع الطبيعيّة، وهذا هو السرّ في تكرار الأذكار والتسبيحات والتحميدات وغيرها. والأمر في هذه الأزمنة الشريفة والأمكنة المنيفة الّتي هي مظانّ الإجابة لا يقتضي انقطاعه بانقطاع المناسك، لأنّ‌ دلالة مفهوم المخالفة باطلة كما تقرّر في الأصول. ولمّا كان الذكر متضمّنا للعبادات القلبيّة والتوجّهات السرّيّة إلى الله أمره به في مواضع أخر من المشاعر، فقال عز وجل: ﴿وَاذْكُرُوا اللهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ﴾، كبّروه في أدبار الصلوات الخمس عشرة: أوّلها الظهر يوم النحر لمن كان بمنى، وعقيب عشر لمن كان بغيرها. وصورته: الله أكبر الله أكبر، لا إله إلاّ الله والله أكبر، ولله الحمد، الله أكبر على ما هدانا، والحمد لله على ما أولانا، والله أكبر على ما رزقنا من بهيمة الأنعام. وقيل: مطلق الذكر عند ذبح القرابين ورمي الجمار وغيرها في أيّام التشريق، وهو الحادي عشر ويسمّى يوم القرّ، ويوم الثاني عشر ويسمّى يوم الصدر، ويوم الثالث عشر ويسمّى يوم النفر. وسمّيت أيّام التشريق لتشرّق لحوم الأضاحي فيها. ﴿فَمَنْ تَعَجَّلَ﴾، استعجل النفر فِي يَوْمَيْنِ‌ يوم القرّ وبعده، أي: ومن نفر في أيّام التشريق بعد رمي الجمار ﴿فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ﴾، باستعجاله ﴿وَمَنْ تَأَخَّرَ﴾، في النفر حتى رمى في اليوم الثالث من أيّام التشريق ﴿فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ﴾، ﴿لِمَنِ اتَّقَى﴾، الصيد والنساء. ومعنى نفي الإثم بالتعجيل والتأخير التخيير بينهما والرّد على أهل الجاهليّة، فإنّ منهم من أثّم المتعجّل ومنهم من أثّم المتأخّر ﴿وَاتَّقُوا اللهَ﴾، باجتناب معاصيه في مجامع أموركم ﴿واِعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ‌﴾، للجزاء بعد الإحياء، فيجازيكم على أعمالكم. وأصل الحشر الجمع وضمّ المتفرّق.
    وقال الشيخ ناصر مكارم الشيرازي(ره) في تفسير هذه الآية: (هذه الآية في الحقيقة آخر آية وردت في بيان مناسك الحجّ وإبطال السّنن الجاهليّة في المفاخرات الموهومة بالنسبة للأسلاف فتوصي المسلمين (بعد مراسم العيد) أن يذكروا الله تعالى ﴿وَاذْكُرُوا اللهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ.
    ومع الأخذ بنظر الاعتبار أن هذا الأمر بقرينة الآيات السابقة ناضرة إلى الأيّام الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر الّتي تسمّى بلسان الروايات (أيّام التشريق) ويتّضح من اسم هذه الأيّام أنّها فترة إشراق الرّوح الإنسانية في ظل تلك المناسك العظيمة.
    و في الآية 28 من سورة الحجّ ورد الأمر بذكر الله في ﴿أَيّٰامٍ مَعْلُومٰاتٍ‌﴾ وهنا وردت عبارة في ﴿أَيّٰامٍ مَعْدُودٰاتٍ‌﴾ فالمعروف هو أنّ الأيّام المعلومات تعني العشرة الأيّام من بداية ذي الحجّة، وأما ﴿أَيّٰامٍ مَعْدُودٰاتٍ‌﴾ فالمراد بها أيّام التشريق المذكورة آنفا، ولكنّ بعض المفسّرين أورد احتمالات أخرى غير ذلك في شرح الآية 28 من سورة الحجّ‌).
    [2]
    اما ما ورد في الأخبار عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ نَجِيحٍ اَلرَّمَّاحِ‌، قَالَ‌: كُنَّا عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اَللهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ‌) بِمِنًى لَيْلَةً مِنَ اَللَّيَالِي، فَقَالَ‌: ((مَا يَقُولُ هَؤُلاَءِ [فِي]: فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلاٰ إِثْمَ عَلَيْهِ‌؟». قُلْنَا: مَا نَدْرِي. قَالَ‌: «بَلَى، يَقُولُونَ‌: فَمَنْ تَعَجَّلَ مِنْ أَهْلِ اَلْبَادِيَةِ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ‌، وَمَنْ تَأَخَّرَ مِنْ أَهْلِ اَلْحَضَرِ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ‌؛ وَلَيْسَ‌ كَمَا يَقُولُونَ‌، قَالَ اَللهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ‌: فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلاٰ إِثْمَ عَلَيْهِ‌ ومَنْ تَأَخَّرَ فَلاٰ إِثْمَ عَلَيْهِ‌ أَلاَ لاَ إِثْمَ عَلَيْهِ‌ لِمَنِ اِتَّقَى، إِنَّمَا هِيَ لَكُمْ‌، واَلنَّاسُ سَوَادٌ، وأَنْتُمُ اَلْحَاجُّ‌)).[3]

    [1] سورة البقرة، الآية: 203.
    [2] الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، ج 2، ص 65.
    [3] الكافي، ج 4، ص 523.

المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X