بسم الله الرحمن الرحيم .
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة الأبدية على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين ، اللهم صل على محمد وآل محمد .
نرفى أسمى آيات الحزن والعزاء إلى بقية الله الأعظم الإمام الحجة بن الحسن المهدي (عليه السلام) وإلى مراجع الدين العظام وإلى الشيعة الكرام بذكرى أربعينية سيد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام) ورجوع السبايا إلى أرض كربلاء .
روي عن معاوية بن وهب قال: دخلت علي أبي عبد الله عليه السلام وهو في مصلاه فجلست حتى قضى صلاته فسمعته وهو يناجي ربه ويقول: يا من خصنا بالكرامة، ووعدنا الشفاعة وحملنا الرسالة، وجعلنا ورثة الأنبياء، وختم بنا الأمم السالفة وخصنا بالوصية وأعطانا علم ما مضى وعلم ما بقي، وجعل أفئدة من الناس تهوي إلينا، اغفر لي ولإخواني وزوار قبر أبي الحسين بن علي صلوات الله عليهما الذين أنفقوا أموالهم وأشخصوا أبدانهم، رغبة في برنا، ورجاء لما عندك في صلتنا، وسرورا " أدخلوه على نبيك محمد صلى الله عليه وآله، وإجابة منهم لأمرنا، وغيظا " أدخلوه على عدونا، أرادوا بذلك رضوانك. فكافهم عنا بالرضوان، واكلأهم بالليل والنهار، واخلف على أهاليهم وأولادهم الذين خلفوا بأحسن الخلف، واصحبهم واكفهم شر كل جبار عنيد، وكل ضعيف من خلقك أو شديد، وشر شياطين الإنس والجن وأعطهم أفضل ما أملوا منك في غربتهم عن أوطانهم وما آثرونا على أبنائهم وأهاليهم وقراباتهم.
اللهم إن أعداءنا عابوا عليهم خروجهم فلم ينههم ذلك عن النهوض والشخوص إلينا خلافا " عليهم، فارحم تلك الوجوه التي غيرتها الشمس، وارحم تلك الخدود التي تقلب على قبر أبي عبد الله عليه السلام، وارحم تلك الأعين التي جرت دموعها رحمة لنا، وارحم تلك القلوب التي جزعت واحترقت لنا وارحم تلك الصرخة التي كانت لنا، اللهم إني أستودعك تلك الأنفس وتلك الأبدان حتى ترويهم من الحوض يوم العطش.
فما زال صلوات الله عليه يدعو بهذا الدعاء وهو ساجد، فلما انصرف قلت له: جعلت فداك لو أن هذا الذي سمعته منك كان لمن لا يعرف الله لظننت أن النار لا تطعم منه شيئا " أبدا، والله لقد تمنيت أني كنت زرته ولم أحج، فقال لي: ما أقربك منه فما الذي يمنعك من زيارته؟ يا معاوية لا تدع ذلك، قلت: جعلت فداك فلم أدر أن الأمر يبلغ هذا كله.
فقال: يا معاوية ومن يدعو لزواره في السماء أكثر ممن يدعو لهم في الأرض، لا تدعه لخوف من أحد، فمن تركه لخوف رأى من الحسرة ما يتمنى أن قبره كان بيده، أما تحب أن يرى الله شخصك وسوادك فيمن يدعو له رسول - الله صلى الله عليه وآله؟ أما تحب أن تكون غدا " ممن تصافحه الملائكة، أما تحب أن تكون غدا فيمن يأتي وليس عليه ذنب فيتبع به؟ أما تحب أن تكون غدا فيمن يصافح رسول الله صلى الله عليه وآله. (1)
-------------------------------------
(1) بحار الأنوار ، العلامة المجلسي ، الجزء 98 ، الصفحة 8 – 9 .
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة الأبدية على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين ، اللهم صل على محمد وآل محمد .
نرفى أسمى آيات الحزن والعزاء إلى بقية الله الأعظم الإمام الحجة بن الحسن المهدي (عليه السلام) وإلى مراجع الدين العظام وإلى الشيعة الكرام بذكرى أربعينية سيد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام) ورجوع السبايا إلى أرض كربلاء .
روي عن معاوية بن وهب قال: دخلت علي أبي عبد الله عليه السلام وهو في مصلاه فجلست حتى قضى صلاته فسمعته وهو يناجي ربه ويقول: يا من خصنا بالكرامة، ووعدنا الشفاعة وحملنا الرسالة، وجعلنا ورثة الأنبياء، وختم بنا الأمم السالفة وخصنا بالوصية وأعطانا علم ما مضى وعلم ما بقي، وجعل أفئدة من الناس تهوي إلينا، اغفر لي ولإخواني وزوار قبر أبي الحسين بن علي صلوات الله عليهما الذين أنفقوا أموالهم وأشخصوا أبدانهم، رغبة في برنا، ورجاء لما عندك في صلتنا، وسرورا " أدخلوه على نبيك محمد صلى الله عليه وآله، وإجابة منهم لأمرنا، وغيظا " أدخلوه على عدونا، أرادوا بذلك رضوانك. فكافهم عنا بالرضوان، واكلأهم بالليل والنهار، واخلف على أهاليهم وأولادهم الذين خلفوا بأحسن الخلف، واصحبهم واكفهم شر كل جبار عنيد، وكل ضعيف من خلقك أو شديد، وشر شياطين الإنس والجن وأعطهم أفضل ما أملوا منك في غربتهم عن أوطانهم وما آثرونا على أبنائهم وأهاليهم وقراباتهم.
اللهم إن أعداءنا عابوا عليهم خروجهم فلم ينههم ذلك عن النهوض والشخوص إلينا خلافا " عليهم، فارحم تلك الوجوه التي غيرتها الشمس، وارحم تلك الخدود التي تقلب على قبر أبي عبد الله عليه السلام، وارحم تلك الأعين التي جرت دموعها رحمة لنا، وارحم تلك القلوب التي جزعت واحترقت لنا وارحم تلك الصرخة التي كانت لنا، اللهم إني أستودعك تلك الأنفس وتلك الأبدان حتى ترويهم من الحوض يوم العطش.
فما زال صلوات الله عليه يدعو بهذا الدعاء وهو ساجد، فلما انصرف قلت له: جعلت فداك لو أن هذا الذي سمعته منك كان لمن لا يعرف الله لظننت أن النار لا تطعم منه شيئا " أبدا، والله لقد تمنيت أني كنت زرته ولم أحج، فقال لي: ما أقربك منه فما الذي يمنعك من زيارته؟ يا معاوية لا تدع ذلك، قلت: جعلت فداك فلم أدر أن الأمر يبلغ هذا كله.
فقال: يا معاوية ومن يدعو لزواره في السماء أكثر ممن يدعو لهم في الأرض، لا تدعه لخوف من أحد، فمن تركه لخوف رأى من الحسرة ما يتمنى أن قبره كان بيده، أما تحب أن يرى الله شخصك وسوادك فيمن يدعو له رسول - الله صلى الله عليه وآله؟ أما تحب أن تكون غدا " ممن تصافحه الملائكة، أما تحب أن تكون غدا فيمن يأتي وليس عليه ذنب فيتبع به؟ أما تحب أن تكون غدا فيمن يصافح رسول الله صلى الله عليه وآله. (1)
-------------------------------------
(1) بحار الأنوار ، العلامة المجلسي ، الجزء 98 ، الصفحة 8 – 9 .
تعليق