بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين
واللعنة الدائمة على أعدائهم من الأولين والأخرين
أخرج الصفدي في الوافي في الوفيات ج 1 ص 3029 :
الهادي بن الجواد
علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي ابن أبي طالب . وهو أبو الحسن الهادي بن الجواد بن الرضا بن الكاظم بن الصادق بن الباقر بن زين العابدين أحد الأئمة الاثني عشر عند الإمامية . كان قد سُعي به إلى المتوكّل وقيل إنَّ في منزله سلاحاً وكتباً وغيرها من شيعته وأوهموه أنَّه يطلب الأمر لنفسه ؛ فوجَّه إليه عدَّةً من الأتراك فهجموا منزله على غفلةٍ فوجدوه في بيت مغلق وعليه مِدرعة من شعر وعلى رأسه مِلحفة من صوف وهو مستقبل القبلة يترنَّم بآياتٍ من القرآن في الوعد والوعيد ليس بينه وبين الأرض بساط إلاَّ الرمل والحصى فأُخذ على الصورة التي وُجد عليها في جوف الليل فمثل بين يديه والمتوكّل في مجلس شرابه وبيده كأس ؛ فلمَّا رآه أعظمه وأجلسه إلى جانبه فناوله الكأس فقال : يا أمير المؤمنين ما خامر لحمي ودمي قطُّ فاعفني منه . فأعفاه وقال : أنشدني شعراً أستحسنه ؛ فقال : إنِّي لَقليل الرواية منه . فقال : لا بدَّ . فأنشده :
باتوا على قُلَلِ الأَجبال تحرسهمْ ... غُلْبُ الرجال فما أغنتهمُ القُلَلُ
واستُنزلوا بعد عِزٍّ من معاقلهم ... فأُودعوا حُفَراً يا بئسَ ما نزلوا
ناداهمُ صارخٌ من بعدِ ما قُبِروا : ... أين الأَسرّة والتيجان والحُلَلُ ؟
أين الوجوه التي كانت منعَّمةً ... من دونها تُضربُ الأَستار والكِلَلُ ؟
وقال ابن كثير في البداية والنهاية ج 11 ص 15 :
وأما أبو الحسن علي الهادي
( فهو ) ابن محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقرين علي زين العابدين بن الحسين الشهيد بن علي بن أبي طالب أحمد الأئمة الإثنى عشرية وهو والد الحسن ابن علي العسكري المنتظر عند الفرقة الضالة الجاهلة الكاذبة الخاطئة وقد كان عابدا زاهدا نقله المتوكل إلى سامرا فأقام بها أزيد من عشرين سنة بأشهر ومات بها هذه السنة وقد ذكر للمتوكل أن بمنزله سلاحا وكتبا كثيرة من الناس فبعث كبسة فوجدوه جالسا مستقبل القبلة وعليه مدرعة من صوف وهو على التراب ليس دونه حائل فأخذوه كذلك فحملوه إلى المتوكل وهو على شرابه فلما مثل بين يديه أجله وأعظمه وأجلسه إلى جانبه وناوله الكأس الذي في يده فقال يا أمير المؤمنين لم يدخل باطني ولم يخالط لحمي ودمي قط فاعفني منه فأعفاه
ثم قال له أنشدني شعرا فأنشده
... باتوا على قلل الأجبال تحرسهم ... غلب الرجال فما أغنتهم القلل ...
واستنزلوا بعد عز عن معاقلهم ... فأودعوا حفرا يا بئس ما نزلوا
... نادى بهم صارخ من بعد ما قبروا ... أين الأسرة والتيجان والحلل ...
أين الوجوه التي كانت منعمة ... من دونها تضرب الاستار والكلل
... فأفصح القبر عنهم حين ساءلهم ... تلك الوجوه عليها الدود يقتتل
... قد طال ما أكلوا دهرا وما لبسوا ... فأصبحوا بعد طول الأكل قد أكلوا ...
قال فبكى المتوكل حتى بل الثرى وبكى من حوله بحضرته وأمر برفع الشراب وأمر له بأربعة آلاف دينار وتحلل منه ورده إلى منزله مكرما رحمه الله .
والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين
واللعنة الدائمة على أعدائهم من الأولين والأخرين
أخرج الصفدي في الوافي في الوفيات ج 1 ص 3029 :
الهادي بن الجواد
علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي ابن أبي طالب . وهو أبو الحسن الهادي بن الجواد بن الرضا بن الكاظم بن الصادق بن الباقر بن زين العابدين أحد الأئمة الاثني عشر عند الإمامية . كان قد سُعي به إلى المتوكّل وقيل إنَّ في منزله سلاحاً وكتباً وغيرها من شيعته وأوهموه أنَّه يطلب الأمر لنفسه ؛ فوجَّه إليه عدَّةً من الأتراك فهجموا منزله على غفلةٍ فوجدوه في بيت مغلق وعليه مِدرعة من شعر وعلى رأسه مِلحفة من صوف وهو مستقبل القبلة يترنَّم بآياتٍ من القرآن في الوعد والوعيد ليس بينه وبين الأرض بساط إلاَّ الرمل والحصى فأُخذ على الصورة التي وُجد عليها في جوف الليل فمثل بين يديه والمتوكّل في مجلس شرابه وبيده كأس ؛ فلمَّا رآه أعظمه وأجلسه إلى جانبه فناوله الكأس فقال : يا أمير المؤمنين ما خامر لحمي ودمي قطُّ فاعفني منه . فأعفاه وقال : أنشدني شعراً أستحسنه ؛ فقال : إنِّي لَقليل الرواية منه . فقال : لا بدَّ . فأنشده :
باتوا على قُلَلِ الأَجبال تحرسهمْ ... غُلْبُ الرجال فما أغنتهمُ القُلَلُ
واستُنزلوا بعد عِزٍّ من معاقلهم ... فأُودعوا حُفَراً يا بئسَ ما نزلوا
ناداهمُ صارخٌ من بعدِ ما قُبِروا : ... أين الأَسرّة والتيجان والحُلَلُ ؟
أين الوجوه التي كانت منعَّمةً ... من دونها تُضربُ الأَستار والكِلَلُ ؟
وقال ابن كثير في البداية والنهاية ج 11 ص 15 :
وأما أبو الحسن علي الهادي
( فهو ) ابن محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقرين علي زين العابدين بن الحسين الشهيد بن علي بن أبي طالب أحمد الأئمة الإثنى عشرية وهو والد الحسن ابن علي العسكري المنتظر عند الفرقة الضالة الجاهلة الكاذبة الخاطئة وقد كان عابدا زاهدا نقله المتوكل إلى سامرا فأقام بها أزيد من عشرين سنة بأشهر ومات بها هذه السنة وقد ذكر للمتوكل أن بمنزله سلاحا وكتبا كثيرة من الناس فبعث كبسة فوجدوه جالسا مستقبل القبلة وعليه مدرعة من صوف وهو على التراب ليس دونه حائل فأخذوه كذلك فحملوه إلى المتوكل وهو على شرابه فلما مثل بين يديه أجله وأعظمه وأجلسه إلى جانبه وناوله الكأس الذي في يده فقال يا أمير المؤمنين لم يدخل باطني ولم يخالط لحمي ودمي قط فاعفني منه فأعفاه
ثم قال له أنشدني شعرا فأنشده
... باتوا على قلل الأجبال تحرسهم ... غلب الرجال فما أغنتهم القلل ...
واستنزلوا بعد عز عن معاقلهم ... فأودعوا حفرا يا بئس ما نزلوا
... نادى بهم صارخ من بعد ما قبروا ... أين الأسرة والتيجان والحلل ...
أين الوجوه التي كانت منعمة ... من دونها تضرب الاستار والكلل
... فأفصح القبر عنهم حين ساءلهم ... تلك الوجوه عليها الدود يقتتل
... قد طال ما أكلوا دهرا وما لبسوا ... فأصبحوا بعد طول الأكل قد أكلوا ...
قال فبكى المتوكل حتى بل الثرى وبكى من حوله بحضرته وأمر برفع الشراب وأمر له بأربعة آلاف دينار وتحلل منه ورده إلى منزله مكرما رحمه الله .
قال الذهبي في تاريخ الأسلام ج 4 ص 398 :
وكان قد سعي بأبي الحسن إلى المتوكل، وإن في منزله سلاحا وكتبا من أهل قم، ومن نيته التوثب. فكبس بيته ليلا، فوجد في بيت عليه مدرعة صوف، متوجه إلى ربه يقوم بآيات. فأخذ كهيئته إلى المتوكل وهو يشرب، فأعظمه وأجلسه إلى جانبه وناوله الكأس فقال: ما خامر لحمي ودمي قط، فآعفني منه.
فأعفاه وقال: أنشدني شعرا. فأنشده.
باتوا على قلل الأجبال تحرسهم ... غلب الرجال ولم تنفعهم القلل
الأبيات.
فبكى لله المتوكل طويلا، وأمر برفع الشراب، وقال: يا أبا الحسن لقد لينت هنا قلوبا قاسية. أعليك دين؟ قال: نعم، أربعة آلاف دينار.
فأمر له ورده مكرما.
وكان قد سعي بأبي الحسن إلى المتوكل، وإن في منزله سلاحا وكتبا من أهل قم، ومن نيته التوثب. فكبس بيته ليلا، فوجد في بيت عليه مدرعة صوف، متوجه إلى ربه يقوم بآيات. فأخذ كهيئته إلى المتوكل وهو يشرب، فأعظمه وأجلسه إلى جانبه وناوله الكأس فقال: ما خامر لحمي ودمي قط، فآعفني منه.
فأعفاه وقال: أنشدني شعرا. فأنشده.
باتوا على قلل الأجبال تحرسهم ... غلب الرجال ولم تنفعهم القلل
الأبيات.
فبكى لله المتوكل طويلا، وأمر برفع الشراب، وقال: يا أبا الحسن لقد لينت هنا قلوبا قاسية. أعليك دين؟ قال: نعم، أربعة آلاف دينار.
فأمر له ورده مكرما.