اللهم صل على محمد وآل محمد
توجد روايات كثيرة صحيحة السند في كتب السنة تؤكد بكاء النبي محمد (صلى الله عليه وآله) على مقتل الإمام الحسين (عليه السلام).
منها:
أ- روى الحاكم النيسابوري في المستدرك على الصحيحين عن ” سلمى قَالَتْ: دَخَلْتُ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ، وَهِيَ تَبْكِي فَقُلْتُ: مَا يُبْكِيكِ؟ قَالَتْ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَنَامِ يَبْكِي وَعَلَى رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ التُّرَابُ، فَقُلْتُ: مَا لَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «شَهِدْتُ قَتْلَ الْحُسَيْنِ آنِفًا»
ثبّتَ هذه الحقيقة: أبو عبد الله الحاكم محمد بن عبد الله النيسابوري (المتوفى: 405هـ) في المستدرك على الصحيحين ج 4ص20 حديث : 6764 الناشر: دار الكتب العلمية – بيروت ، الطبعة: الأولى، 1411 هـ – 1990 م ، تحقيق: مصطفى عبد القادر عطا.
ب- عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – جَالِسًا ذَاتَ يَوْمٍ فِي بَيْتِي قَالَ: ” لَا يَدْخُلُ عَلَيَّ أَحَدٌ “. فَانْتَظَرْتُ فَدَخَلَ الْحُسَيْنُ، فَسَمِعْتُ نَشِيجَ رَسُولِ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – يَبْكِي، فَاطَّلَعْتُ فَإِذَا حُسَيْنٌ فِي حِجْرِهِ وَالنَّبِيُّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – يَمْسَحُ جَبِينَهُ وَهُوَ يَبْكِي، فَقُلْتُ: وَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ حِينَ دَخَلَ، فَقَالَ: ” إِنَّ جِبْرِيلَ – عَلَيْهِ السَّلَامُ – كَانَ مَعَنَا فِي الْبَيْتِ، فَقَالَ: أَتُحِبُّهُ؟ قُلْتُ: أَمَّا فِي الدُّنْيَا فَنَعَمْ. قَالَ: إِنَّ أُمَّتَكَ سَتَقْتُلَ هَذَا بِأَرْضٍ يُقَالُ لَهَا: كَرْبَلَاءُ، فَتَنَاوَلَ جِبْرِيلُ مِنْ تُرْبَتِهَا “. فَأَرَاهَا النَّبِيَّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – فَلَمَّا أُحِيطُ بِحُسَيْنٍ حِينَ قُتِلَ قَالَ: مَا اسْمُ هَذِهِ الْأَرْضِ؟ قَالُوا: كَرْبَلَاءُ، فَقَالَ: صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ; كَرْبٌ وَبَلَاءٌ».
أخرج هذه الحقيقة، أبو الحسن نور الدين علي بن أبي بكر بن سليمان الهيثمي (المتوفى: 807هـ) في مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ج 9 ص189: حديث رقم: (15116) ، مكتبة القدسي- القاهرة ، سنة النشر: 1414 هـ، 1994 م ، تحقيق: حسام الدين القدسي ، وأعقبه الهيثمي بالقول : وَفِي رِوَايَةٍ: صَدَقَ رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – ; أَرْضُ كَرْبٍ وَبَلَاءٍ ، رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ بِأَسَانِيدَ، وَرِجَالُ أَحَدِهَا ثِقَاتٌ .
ج- روى أحمد بن حنبل في مسنده قال: حدثنا محمد بن عبيد، حدثنا شرحبيل بن مدرك، حدثنا عبدالله بن نجي، عن أبيه: أنه سار مع عليّ (عليه السلام) وكان صاحب مطرته، فلما حاذى نينوى وهو منطلق إلى صفين، فنادى علي (عليه السلام) : «اصبر أبا عبدالله ، اصبر أبا عبدالله بشط الفرات. قلت : وماذا؟ قال: دخلت على النبي (صلى الله عليه وآله) ذات يوم وعيناه تفيضان، قلت: يانبي الله أغضبك أحد! ما شأن عينيك تفيضان؟ قال: بلى، قام من عندي جبرئيل قبل فحدثني أن الحسين يقتل بشط الفرات. قال: فقال: هل لك إلى أن أشمّك من تربته؟ قال: قلت: نعم. فمدّ يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها فلم أملك عيني أن فاضتا».
مرتبة الحديث : حسن، رجاله ثقات.
مصادر الحديث : المسند ١ / ٨٥ ، والمصنف لابن أبي شيبة ٨ / ٦٣٢ ، الرقم ٢٥٩ ، ومسند أبي يعلى ١ / ٢٩٨ ، الحديث ٣٦٣ ، والآحاد والمثاني ١ / ٣٠٨ ، الحديث ٤٢٧ ، والمعجم الكبير الرقم ٢٨١١ ، وبغية الطلب ٦ / ٢٥٩٦ ، وتهذيب الكمال ٦ / ٤٠٦ ، وتاريخ دمشق ١٤ / ١٨٧ ، ١٨٨ ، ومصادر عدة.
أما الزيارات فلم ترد في كتبهم.
----------
مؤسسة المصطفى للإرشاد
تعليق