بسم الله وله الحمد والثناء إذ رزقنا مودة وموالاة سيد الأنبياء وقطب أهل الولاء محمد المصطفى المختار صلوات الله عليه وآله الأبرار.
- السلام عليكم ورحمة من الله وبركاته.
- السلام عليكم ورحمة من الله وبركاته.
-شدة النفرة من الظلم وشدة التعاطف مع المظلوم هي من أبرز صفات نبي الرحمة – صلى الله عليه وآله -.
- ومن أبرز أخلاقه – صلى الله عليه وآله – إجتهاده في نصرة المظلوم والبراءة من الظالم.
- ومن نماذج تجليات ذلك الواقعة التي إخترناها للقاء اليوم نمهد لها بواقعة تبين عمق معرفة الوصي المرتضى علي – عليه السلام – بأخلاق سيده المصطفى صلى الله عليه وآله.
- قال ( الفخر الرازى ) فى تفسيره ، فى ذيل تفسير قوله تعالى : * ( إِنَّ إِلى رَبِّكَ الرُّجْعى ) ( قال ): يروى ان يهوديا من فصحاء اليهود جاء الى عمر فى أيام خلافته فقال : أخبرنى عن أخلاق رسولكم ، فقال عمر : أطلبه من بلال فهو أعلم به منى.
- ثم ان بلالا دله على فاطمة ، ثم فاطمة دلته على علي. فلما سأل عليا عنه ، قال عليه السلام: صف لى متاع الدنيا حتى أصف لك أخلاقه ، فقال الرجل هذا لا يتيسر لى.
- فقال علي عليه السلام : عجزت عن وصف متاع الدنيا وقد شهد اللَّه على قلته حيث قال : ( قل متاع الدنيا قليل ) فكيف أصف أخلاق النبى صلى اللَّه عليه ( وآله ) وسلم وقد شهد اللَّه تعالى بانه عظيم حيث قال : * ( وإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ)
- أيها الإخوة والأخوات، أما الواقعة التي تبين عظيم حرص نبي الرحمة – صلى الله عليه وآله – على نصرة المظلوم والبراءة من الظلم والظلم فهي من الواقع المشهورة رواها المؤرخون من مختلف المذاهب الإسلامية، ونحن ننقل رواية خامس أئمة العترة المحمدية عليهم السلام لهذه الواقعة.
- روى الشيخ الصدوق في كتاب الأمالي بسنده عن أبي جعفر الإمام الباقر ( عليه السلام ) ، قال : بعث رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) خالد بن الوليد إلى حي يقال لهم بنو المصطلق من بني جذيمة ، وكان بينهم وبين بني مخزوم إحنة – أي ثارات - في الجاهلية ، فلما ورد عليهم كانوا قد أطاعوا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وأخذوا منه كتابا.
- فلما ورد عليهم خالد أمر مناديا فنادي بالصلاة فصلى وصلوا ، فلما كانت صلاة الفجر أمر مناديه فنادى فصلى وصلوا ، ثم أمر الخيل فشنوا فيهم الغارة ، فقتل وأصاب ، فطلبوا كتابهم فوجدوه ، فأتوا به النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وحدثوه بما صنع خالد بن الوليد ، فاستقبل القبلة ، ثم قال : اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد بن الوليد .
- قال الإمام الباقر – عليه السلام - : ثم قدم على رسول الله تبر – أي ذهباً - ومتاع ، فقال لعلي ( عليه السلام ) : يا علي ، أئت بني جذيمة من بني المصطلق ، فأرضهم مما صنع خالد . ثم رفع ( صلى الله عليه وآله ) قدميه فقال : يا علي ، اجعل قضاء أهل الجاهلية تحت قدميك .
- فأتاهم علي ( عليه السلام ) ، فلما انتهى إليهم حكم فيهم بحكم الله ، فلما رجع إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، قال : يا علي ، أخبرني بما صنعت . فقال : يا رسول الله ، عمدت فأعطيت لكل دم دية ، ولكل جنين غرة – يعني تعويضاً - ، ولكل مال مالا ، وفضلت معي فضلة فأعطيتهم لميلغة كلابهم – أي إناء شربها - وحبلة رعاتهم – أي أدوات الرعي - ، وفضلت معي فضلة فأعطيتهم لروعة نسائهم وفزع صبيانهم ، وفضلت معي فضلة فأعطيتهم لما يعلمون ولما لا يعلمون ، وفضلت معي فضلة فأعطيتهم ليرضوا عنك يا رسول الله .
- فقال ( صلى الله عليه و آله ) : يا علي ، أعطيتهم ليرضوا عني ، رضي الله عنك يا علي ، إنما أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي.
-------------------
منقول