إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مفردات قيّمة من القرآن الكريم، ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ﴾

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مفردات قيّمة من القرآن الكريم، ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ﴾

    بِسْمِ اَللهِ اَلرَّحْمنِ اَلرَّحِيمِ

    اللهم صلِّ على مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّد



    قال الله تعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللهِ ۗ وَاللهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ﴾.[1]
    رسالة إلهية عظيمة لبني البشر تدعوهم لاقتفاء أثر الصفوة منهم الذين هم محض قابلية واستعداد للتضحية بأعز ما لديهم من حياتهم أو أدنى منها حسب الظرف ونوع التضحية، لا لمصلحة شخصية ولا لنوازع دنيوية أو رئاسات تفضيلية أو أموال ونسبة للطبقات الغنية، وإنما لمرضات خالق الخلق وباسط الرزق المنعم بنعم لا تعد ولا تحصى، ايمانا منهم بكون ما يقدموه هو لا يصل الى مرتبة العطاء الإلهي.
    فهي معاملة بيع وشراء بثمن ومثمن فالبائع هو الإنسان، والمشتري هو الله تعالى، والبضاعة هي النفس، وثمنها هو رضوان اللّه تعالى، في حين نرى في موارد أخرى أنّ ثمن مثل هذه المعاملات هو الجنّة الخالدة والنجاة من النار، من قبيل قوله تعالى ﴿إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ۖ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ ۚ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللهِ ۚ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ ۚ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ
    [2].‌
    فالمعنى في قول الله تعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ﴾، أي يبيع ﴿نَفْسَهُ﴾، ﴿ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللهِ﴾، يعنى لا لنفسه أو لنفسه و لكن من غير استشعار بالابتغاء فانّه ان كان ابتغاء مرضات الله لنفسه بالاستشعار كان مناقضا لقوله تعالى: ﴿يَشْرِي نَفْسَهُ﴾، ونزول هذه الآية في عليّ (عليه السلام) وبيتوتته على فراش النّبيّ (صلى الله عليه وآله) ليلة فراره (صلى الله عليه وآله) كما روى بطريق العامّة والخاصّة، وتجري الآية الأولى في كلّ منافق لا يتوسّل الى ربّه، والثّانية في كلّ من قام عن نفسه وطرح أنانيته وفنى في ربّه، وبينهما مراتب ودرجات أدرجها تعالى في صنفين الأوّل: من توسّل باللّه لتعمير دنياه بمراتبه، والثاني: من توسّل بالله لدنياه وآخرته وأشار إليهما تعالى بقوله: ﴿فَمِنَ اَلنّاسِ مَنْ يَقُولُ‌﴾،
    الى آخر الآية ﴿وَاللهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ﴾، فبرأفته يمهل المنافق ويحفظ الفاني ويجزى طالب الدّنيا والآخرة والرّأفة والرّحمة متقاربتان إذ اجتمعتا فانّ الرّحمة امر نفساني‌ والرّأفة ما يشاهد من آثارها على الأعضاء.
    وقد ورد بهذا الخصوص في أخبار أهل بيت العصمة صلوات الله عليهم: عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرِ (رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهُ): فَحَدَّثَنَا رَسُولُ اَللهِ وَنَحْنُ مَعَهُ بِقُبَاءَ، عَمَّا أَرَادَتْ قُرَيْشٌ مِنَ اَلْمَكْرِ بِهِ وَمَبِيتِ عَلِيٍّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) عَلَى فِرَاشِهِ، قَالَ: ((أَوْحَى اَللهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى جَبْرَئِيلَ وَمِيكَائِيلَ (عَلَيْهِمَا اَلسَّلاَمُ) أَنِّي قَدْ آخَيْتُ بَيْنَكُمَا وَجَعَلْتُ عُمُرَ أَحَدِكِمَا أَطْوَلَ مِنْ عُمُرِ صَاحِبِهِ فَأَيُّكُمَا يُؤْثِرُ أَخَاهُ فَكِلاَهُمَا كَرِهَا اَلْمَوْتَ، فَأَوْحَى اَللهُ إِلَيْهِمَا: عَبْدِي أَلاَّ كُنْتُمَا مِثْلَ وَلِيِّي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، آخَيْتُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ نَبِيِّي فَآثَرَهُ بِالْحَيَاةِ عَلَى نَفْسِهِ، ثُمَّ ظَلَّ - أَوْ قَالَ: رَقَدَ - عَلَى فِرَاشِهِ يَفْدِيهِ بِمُهْجَتِهِ، اِهْبِطَا إِلَى اَلْأَرْضِ كِلاَكُمَا فَاحْفَظَاهُ مِنْ عَدُوِّهِ، فَهَبَطَ جَبْرَئِيلُ فَجَلَسَ عِنْدَ رَأْسِهِ، وَمِيكَائِيلُ عِنْدَ رِجْلَيْهِ، وَجَعَلَ جَبْرَئِيلُ يَقُولُ: بَخْ بَخْ مَنْ مِثْلُكَ يَا اِبْنَ أَبِي طَالِبٍ وَاَللهُ عَزَّ وَجَلَّ يُبَاهِي بِكَ اَلْمَلاَئِكَةَ! قَالَ: فَأَنْزَلَ اَللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي عَلِيٍّ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ): ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللهِ ۗ وَاللهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ﴾))
    [3].
    عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: أَمَّا قَوْلُهُ: ((﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللهِ ۗ وَاللهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِفَإِنَّهَا أُنْزِلَتْ فِي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ حِينَ بَذَلَ نَفْسَهُ للهِ وَلِرَسُولِهِ لَيْلَةً اِضْطَجَعَ عَلَى فِرَاشِ رَسُولِ اَللهِ صَلَّى اَللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ لَمَّا طَلَبَتْهُ كُفَّارُ قُرَيْشٍ)).
    [4]


    [1] سورة البقرة، الآية: 207.
    [2] سورة التوبة، الآية: 111.
    [3] الأمالي (للطوسي)، ج 1، ص 463.
    [4] تفسير العياشي، ج 1، ص 101.


  • #2
    اللهم صل على محمد وال محمد
    احسنتم ويبارك الله بكم
    شكرا لكم كثير
    ​​​​​

    تعليق


    • #3
      بسم الله الرحمن الرحيم
      اللهم ص​ل على محمد وآل محمد
      جزاكم الله خيرا
      مع شكرنا وتقديرنا لحسن متابعاتكم​​
      ​​​​

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X