🍂 الحذر من فخّ الرياء 🍂
إنّ الله حذّرنا من الرياء في الأقوال والأفعال، وذلك في كثير من آيات القرآن الكريم، وبيّن لنا سبحانه أن الرياء يُحبط الأعمال الصالحة، فقال تعالى:
﴿لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأذَى كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاء النَّاسِ وَلاَ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ﴾،
وقال تعالى:
﴿إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللّهَ إِلاَّ قَلِيلاً﴾ .
فالرياء من صفات المنافقين الذين أخبرنا الله عنهم أنّهم في الدرك الأسفل من النار، وكفى بهذا واعظاً للمسلم العاقل قال مولانا أمير المؤمنين عليه السلام:
ثلاث علامات للمرائي: ينشط إذا رأى الناس، ويكسل إذا كان وحده، ويُحبّ أن يُحمد في جميع أموره .
فقد يعمل الإنسان عملاً خالصاً لوجه الله تعالى، وقد ينال بهذا العمل علو الرتبة عند الله تعالى، وقد يلحقه بجوار النبيين والصديقين، ونفس هذا العمل إذا كان الإنسان مرائياً فيه، فإنّ عاقبته البعد عن ذلك الجوار العزيز والرد إلى زمرة العاصين بسبب الرياء. ولهذا فالمؤمن دائم الحرص على البعد عن كل سبب يؤدّي للوقوع في الرياء، ويدفعه بكل ما أوتي من علم عندما يخطر بقلبه، وتراه حريصاً على إخفاء العبادات المستحبة، ومسارعاً بالبعد عن مجالسة المدّاحين وأهل الرياء، وعالماً أنّ من أسباب الرياء الشعور باللذّة والتنعّم عندما يمدحه الناس، فمن كمال تواضعه للرب عزّ وجلّ وإظهار العبودية له لا يقبل المدح والثناء من المدّاحين من المنافقين والمداهنين بل يعمل لينال الرضا من رب الناس أجمعين .
تعليق