إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مفردات قيّمة من القرآن الكريم، ﴿وَلَا تَجْعَلُوا اللهَ عُرْضَةً لِّأَيْمَانِكُمْ﴾

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مفردات قيّمة من القرآن الكريم، ﴿وَلَا تَجْعَلُوا اللهَ عُرْضَةً لِّأَيْمَانِكُمْ﴾

    بِسْمِ اَللهِ اَلرَّحْمنِ اَلرَّحِيمِ

    اللهم صلِّ على مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّد​​


    قال الله تعالى: ﴿وَلَا تَجْعَلُوا اللهَ عُرْضَةً لِّأَيْمَانِكُمْ أَن تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ ۗ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾.[1]
    هناك صفات ذميمة تميّز بها المجتمع الجاهلي وهي كثيرة، فقد دأب العرب في الجاهلية وديدنهم في الموضوعات العامة وغيرها الحلف بما يعتقدون به ويقدّسونه ويعظّمونه كاللات والعزّى وغيرهما. وقد صار المسلمون يكثرون من قول: لا والله، وبلى والله، فنهاهم الله عن ذلك وأدّبهم لأنهم ابتذلوا اسم الله تعالى بكثرة حلفهم وهتكوا جلاله، فنهوا عن جعل اسمه سبحانه معرضا للإيمان.
    ﴿وَلَا تَجْعَلُوا اللهَ عُرْضَةً لِّأَيْمَانِكُمْ أَن تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا
    عُرْضَةً: العرضة بضمّ العين ما يجعل معرّضا للشيء، وبعير عرضة للسّفر أي يجعل معرّضا له.
    لِأَيْمانِكُمْ: الأيمان بفتح الألف جمع اليمين بمعنى الحلف لأنّ اليمين في الأصل الجارحة ولذلك قيل أنّه في الحلف مستعار من اليد اعتبارا بما يفعله المعاهد والمخالف وغيره.
    تَبَرُّوا: مأخوذ من البّر وهو التّوسع في فعل الخير.
    وتُصْلِحُوا: الإصلاح ضدّ الإفساد.
    فهو نهي صريح عن جعل الله عرضة للإيمان وفي معناه ثلاثة أقوال أو أكثر.
    أحدها: أنّ العرضة علّة كأنّه قال لا تجعلوا اليمين بالله علّة مانعة من البرّ والتّقوى.
    الثاني: أنّ العرضة حجّة كأنّه قال لا تجعلوا اليمين بالله حجّة في المنع، أن تبرّوا وتتّقوا، بأن تكونوا قد سلف عنكم يمين ثمّ يظهر أنّ غيرها خير منها ففعلوا الّذي هو.
    الثّالث: بمعنى ولا تجعلوا اليمين بالله مبتذلة في كلّ حقّ وباطل لأن تبرّوا في الحلف بها واتقوا المآثم فيها و قال بعض المحققين، العرضة، فعلة بمعنى مفعول كالقبضة و الغرفة وهى اسم ما تقرضه دون الشيء من عرض العود على الأناء فيعترض دونه ويصيرها حاجزا ومانعا منه يقال فلان عرضة دون الخير، والمعرض أيضا لمعرض للأمر كما قيل: ﴿وَلَا تَجْعَلُوا اللهَ عُرْضَةً لِّأَيْمَانِكُمْ
    [2] ومعنى الآية على الأول انّ الرّجل كان على يحلف على بعض الخيرات من الرحم وغيرها ثمّ يقول أخاف الله ان احسنت في يميني فيشرك البّر فقيل لهم وَلا تَجْعَلُوا اَللهَ عُرْضَةً لِأَيْمانِكُمْ أي حاجز لما خلفتم عليه و معناه على الأخرى ولا تجعلوا الله لأيمانكم فتبذلوه بكثرة الحلف به ولذلك، ذمّ من أنزل فيه: ﴿وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ﴾، وَاَللهُ سَمِيعٌ بما تقولون عَلِيمٌ بما تفعلون، أو تقصدون في ضمائركم و الّذي يستفاد من الآية هو النّهي عن الحلف بالله إلاّ في موارد معيّنة في الشّريعة المقدّسة.
    وهو كذلك فقد ذكره الشيخ الكليني في كتابه الروائي، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللهِ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ: ((فِي قَوْلِ اَللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَلا تَجْعَلُوا اَللهَ عُرْضَةً لِأَيْمانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ اَلنّٰاسِ، قَالَ إِذَا دُعِيتَ لِصُلْحٍ بَيْنَ اِثْنَيْنِ فَلاَ تَقُلْ عَلَيَّ يَمِينٌ أَنْ لاَ أَفْعَلَ)).
    [3]
    عَنْ أَبِي سَلاَّمٍ اَلْمُتَعَبِّدِ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا عَبْدِ اَللهِ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ يَقُولُ لِسَدِيرٍ: ((يَا سَدِيرُ مَنْ حَلَفَ بِاللَّهِ كَاذِباً كَفَرَ وَمَنْ حَلَفَ بِاللَّهِ صَادِقاً أَثِمَ إِنَّ اَللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ وَلا تَجْعَلُوا اَللهَ عُرْضَةً لِأَيْمانِكُمْ)).[4]
    وفي الكافي بسنده عَنْ أَبِي أَيُّوبَ اَلْخَزَّازِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اَللهِ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ يَقُولُ: ((لاَ تَحْلِفُوا بِاللَّهِ صَادِقِينَ وَلاَ كَاذِبِينَ فَإِنَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: وَلا تَجْعَلُوا اَللهَ عُرْضَةً لِأَيْمانِكُمْ)).[5]
    وعَنْ زُرَارَةَ وَحُمْرَانَ وَمُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ وَ أَبِي عَبْدِ اَللهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: ((وَلا تَجْعَلُوا اَللهَ عُرْضَةً لِأَيْمانِكُمْ قَالاَ هُوَ اَلرَّجُلُ يُصْلِحُ بَيْنَ اِثْنَيْنِ فَيَحْمِلُ مَا بَيْنَهُمَا مِنَ اَلْإِثْمِ)).[6]
    عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ: ((فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَلا تَجْعَلُوا اَللهَ عُرْضَةً لِأَيْمانِكُمْ، قَالَ يَعْنِي اَلرَّجُلُ يَحْلِفُ أَنْ لاَ يُكَلِّمَ أَخَاهُ وَ مَا أَشْبَهَ ذَلِكَ أَوْ لاَ يُكَلِّمَ أُمَّهُ)).
    [7]



    [1] سورة البقرة، الآية: 224.
    [2] سورة القلم، الآية: 10.
    [3] الكافي، ج 2، ص 210.
    [4] وسائل الشيعة، ج 23، ص 198.
    [5] الكافي، ج 7، ص 434.
    [6] مستدرك الوسائل، ج 16، ص 77.
    [7] وسائل الشيعة، ج 23، ص 223.



  • #2
    اللهم صل على محمد وال محمد
    احسنتم ويبارك الله بكم
    شكرا لكم كثير
    ​​​​​

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X