بَابُ الزَّانِي |
1. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسَى عَنْ عَلِيِّ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ (عَلَيْهِ السَّلام) قَالَ إِنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَذَاباً يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَجُلٌ أَقَرَّ نُطْفَتَهُ فِي رَحِمٍ يَحْرُمُ عَلَيْهِ . 2. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ وَعُثْمَانَ بْنِ عِيسَى عَنْ عَلِيِّ بْنِ سَالِمٍ قَالَ قَالَ أَبُو إِبْرَاهِيمَ (عَلَيْهِ السَّلام) اتَّقِ الزِّنَا فَإِنَّهُ يَمْحَقُ الرِّزْقَ وَيُبْطِلُ الدِّينَ . 3. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الأشْعَرِيِّ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَيْمُونٍ الْقَدَّاحِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عَنْ أَبِيهِ (عَلَيْهِ السَّلام) قَالَ لِلزَّانِي سِتُّ خِصَالٍ ثَلاثٌ فِي الدُّنْيَا وَثَلاثٌ فِي الآخِرَةِ أَمَّا الَّتِي فِي الدُّنْيَا فَيَذْهَبُ بِنُورِ الْوَجْهِ وَيُورِثُ الْفَقْرَ وَيُعَجِّلُ الْفَنَاءَ وَأَمَّا الَّتِي فِي الآخِرَةِ فَسَخَطُ الرَّبِّ وَسُوءُ الْحِسَابِ وَالْخُلُودُ فِي النَّارِ. 4. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ عَطِيَّةَ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ السَّلام) قَالَ وَجَدْنَا فِي كِتَابِ عَلِيٍّ (عَلَيْهِ السَّلام) قَالَ رَسُولُ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه) إِذَا كَثُرَ الزِّنَا مِنْ بَعْدِي كَثُرَ مَوْتُ الْفَجْأَةِ . 5. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ قَالَ كُنْتُ عِنْدَ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ (عَلَيْهِما السَّلام) فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ لَهُ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ إِنِّي مُبْتَلًى بِالنِّسَاءِ فَأَزْنِي يَوْماً وَأَصُومُ يَوْماً فَيَكُونُ ذَا كَفَّارَةً لِذَا فَقَالَ لَهُ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ (عَلَيْهِما السَّلام) إِنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ أَنْ يُطَاعَ وَلا يُعْصَى فَلا تَزْنِ وَلا تَصُمْ فَاجْتَذَبَهُ أَبُو جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ السَّلام) إِلَيْهِ فَأَخَذَ بِيَدِهِ فَقَالَ يَا أَبَا زَنَّةَ تَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ النَّارِ وَتَرْجُو أَنْ تَدْخُلَ الْجَنَّةَ . 6. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ سُوَيْدٍ قَالَ قُلْتُ لأبِي الْحَسَنِ (عَلَيْهِ السَّلام) إِنِّي مُبْتَلًى بِالنَّظَرِ إِلَى الْمَرْأَةِ الْجَمِيلَةِ فَيُعْجِبُنِي النَّظَرُ إِلَيْهَا فَقَالَ لِي يَا عَلِيُّ لا بَأْسَ إِذَا عَرَفَ اللهُ مِنْ نِيَّتِكَ الصِّدْقَ وَإِيَّاكَ وَالزِّنَا فَإِنَّهُ يَمْحَقُ الْبَرَكَةَ وَيُهْلِكُ الدِّينَ . 7. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ وَعِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ الْكُوفِيِّ جَمِيعاً عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ (عَلَيْهِ السَّلام) قَالَ اجْتَمَعَ الْحَوَارِيُّونَ إِلَى عِيسَى (عَلَيْهِ السَّلام) فَقَالُوا لَهُ يَا مُعَلِّمَ الْخَيْرِ أَرْشِدْنَا فَقَالَ لَهُمْ إِنَّ مُوسَى كَلِيمَ اللهِ (عَلَيْهِ السَّلام) أَمَرَكُمْ أَنْ لا تَحْلِفُوا بِاللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى كَاذِبِينَ وَأَنَا آمُرُكُمْ أَنْ لا تَحْلِفُوا بِاللهِ كَاذِبِينَ وَلا صَادِقِينَ قَالُوا يَا رُوحَ اللهِ زِدْنَا فَقَالَ إِنَّ مُوسَى نَبِيَّ اللهِ (عَلَيْهِ السَّلام) أَمَرَكُمْ أَنْ لا تَزْنُوا وَأَنَا آمُرُكُمْ أَنْ لا تُحَدِّثُوا أَنْفُسَكُمْ بِالزِّنَا فَضْلا عَنْ أَنْ تَزْنُوا فَإِنَّ مَنْ حَدَّثَ نَفْسَهُ بِالزِّنَا كَانَ كَمَنْ أَوْقَدَ فِي بَيْتٍ مُزَوَّقٍ فَأَفْسَدَ التَّزَاوِيقَ الدُّخَانُ وَإِنْ لَمْ يَحْتَرِقِ الْبَيْتُ . 8. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَيْمُونٍ الْقَدَّاحِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ (عَلَيْهِ السَّلام) قَالَ قَالَ يَعْقُوبُ لابْنِهِ يَا بُنَيَّ لا تَزْنِ فَإِنَّ الطَّائِرَ لَوْ زَنَى لَتَنَاثَرَ رِيشُهُ . 9. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسَى عَنْ حَرِيزِ بْنِ عَبْدِ اللهِ عَنِ الْفُضَيْلِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ السَّلام) قَالَ قَالَ النَّبِيُّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه) فِي الزِّنَا خَمْسُ خِصَالٍ يَذْهَبُ بِمَاءِ الْوَجْهِ وَيُورِثُ الْفَقْرَ وَيَنْقُصُ الْعُمُرَ وَيُسْخِطُ الرَّحْمَنَ وَيُخَلِّدُ فِي النَّارِ نَعُوذُ بِاللهِ مِنَ النَّارِ. |
بَابُ الزَّانِيَةِ |
1- عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسَى عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ (عَلَيْهِ السَّلام) قَالَ ثَلاثَةٌ لا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ مِنْهُمُ الْمَرْأَةُ تُوطِئُ فِرَاشَ زَوْجِهَا. 2- عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي الْهِلالِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ (عَلَيْهِ السَّلام) قَالَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلام) أَلا أُخْبِرُكُمْ بِكِبْرِ الزِّنَا قَالُوا بَلَى قَالَ هِيَ امْرَأَةٌ تُوطِئُ فِرَاشَ زَوْجِهَا فَتَأْتِي بِوَلَدٍ مِنْ غَيْرِهِ فَتُلْزِمُهُ زَوْجَهَا فَتِلْكَ الَّتِي لا يُكَلِّمُهَا اللهُ وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا يُزَكِّيهَا وَلَهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ . 3- عَلِيٌّ عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّوْفَلِيِّ عَنِ السَّكُونِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ (عَلَيْهِ السَّلام) قَالَ اشْتَدَّ غَضَبُ اللهِ عَلَى امْرَأَةٍ أَدْخَلَتْ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهَا مِنْ غَيْرِهِمْ فَأَكَلَ خَيْرَاتِهِمْ وَنَظَرَ إِلَى عَوْرَاتِهِمْ. |
كلام في حرمة الزنا
من المشهود أن في كل من الزوجين من الإنسان - أي الذكر والأنثى - إذا أدرك وصحت بنيته ميلاً غريزياً إلى الآخر ، وليس ذلك مما يختص بالإنسان ، بل ما نجده من عامَّة الحيوان أيضا على هذه الغريزة الطبيعية .
وقد جهز بحسب الأعضاء والقوى بما يدعوه إلى هذا الاقتراب والتمايل والتأمل في نوع تجهيز الصنفين لا يدع ريباً في أن هذه الشهوة الطبيعية وسيلة تكوينية إلى التوالد والتناسل ، الذي هو ذريعة إلى بقاء النوع .
وقد جهز بأمور أخرى متمِّمة لهذه البغية الطبيعية ، كَحُب الولد وتجهيز الأنثى من الحيوان ذي الثدي باللبن لتغذي طفلها ، حتى يستطيع التقام الغذاء الخشن ومضغه وهضمه ، فكل ذلك تسخير إلهي يتوسَّل به إلى بقاء النوع .
ولذلك نرى أن الحيوان مع عدم افتقاره إلى الاجتماع والمدنية لسذاجة حياته وقِلَّة حاجته يهتدي حيناً بعد حين بحسب غريزته إلى الاجتماع الزوجي - الفساد - ، ثم يلتزم الزوجان أو الأنثى منهما الطفل أو الفرخ ، ويتكفلان أو تتكفَّل الأنثى تغذيته وتربيته ، حتى يدرك ويستقلَّ بإدارة رحى حياته .
ولذلك أيضاً لم يزل الناس منذ ضبط التاريخ سيرهم وسننهم تجري فيهم سنة الازدواج التي فيها نوع من الاختصاص والملازمة بين الرجل والمرأة لتجاب به داعية الغريزة ، ويتوسل به إلى تناسل الذرية ، وهو أصل طبيعي لانعقاد المجتمع الإنساني .
فإن من الضروري أن الشعوب المختلفة البشرية على ما لها من السعة والكثرة تنتهي إلى مجتمعات صغيرة منزلية انعقدت في سالف الدهور .
وما مرَّ من أن في سُنَّة الازدواج شيء من معنى الاختصاص هو المنشأ لما كان الرجال يعدُّون أهلهم أعراضاً لأنفسهم ، ويرون الذَّبَّ عن الأهل وصونها من تعرض غيرهم فريضة على أنفسهم ، كالذَّبِّ عن أنفسهم أو أشد ، والغريزة الهائجة إذ ذاك هي المسمَّاة بالغيرة وليست بالحسد والشُّح .
ولذلك أيضاً لم يزالوا على مرِّ القرون والأجيال يمدحون النكاح ويعدونه سنة حسنة ممدوحة ، ويستقبحون الزنا وهو المواقعة من غير علقه النكاح ، ويستشنعونه في الجملة ، ويعدونه إثماً اجتماعياً ، وفاحشة أي فعلاً شنيعاً لا يجهر به .
وإن كان ربما وجد بين بعض الأقوام الهمجية في بعض الأحيان وعلى شرائط خاصة بين الحرائر والشبَّان أو بين الفتيات من الجواري على ما ذكر في تواريخ الأمم والأقوام .
وإنما استفحشوه وأنكروه لما يستتبعه من فساد الأنساب ، وقطع النسل ، وظهور الأمراض التناسلية ، ودعوته إلى كثير من الجنايات الاجتماعية ، من قتل ، وجرح ، وسرقة ، وخيانة ، وغير ذلك ، وذهاب العفة ، والحياء ، والغيرة ، والمودة ، والرحمة .
غير أن المدنية الغربية الحديثة لابتنائها على التمتُّع التام من مزايا الحياة الماديَّة ، وحريَّة الأفراد في غير ما تعتني به القوانين المدنية ، سواء فيه السنن القومية ، والشرائع الدينية ، والأخلاق الإنسانية إباحته إذا وقع من غير كره كيفما كان .
وربما أضيف إلى ذلك بعض شرائط جزئية أخرى في موارد خاصة ، ولم تبال بما يستتبعه من وجوه الفساد عناية بحرية الأفراد فيما يهوونه ويرتضونه والقوانين الاجتماعية تراعى رأي الأكثرين .
فشاعت الفاحشة بين الرجال والنساء حتى عمَّت المحصنين والمحصنات والمحارم ، حتى كاد أن لا يوجد من لم يبتل به وكثر مواليدها كثرة كاد أن تثقل كفة الميزان .
وأخذت تضعف الأخلاق الكريمة التي كانت تتَّصف بها الإنسانية الطبيعية وترتضيها لنفسه بتسنين سنة الازدواج من العفة ، والغيرة ، والحياء ، يوماً فيوماً ، حتى صار بعض هذه الفضائل أضحوكة وسخريَّة .
ولو لا أن في ذِكر الشنائع بعض الشناعة ثم في خلال الأبحاث القرآنية خاصة لأوردنا بعض ما نشرته المنشورات من الإحصاءات في هذا الباب .
والشرائع السماويَّة على ما يذكره القرآن الكريم - وقد مرَّت الإشارة إلى ذلك في تفسير الآيات 151 - 153 من سورة الأنعام - تنهى عن الزنا أشد النهي ، وقد كان محرماً في ملة اليهود ، ويُستفاد من الأناجيل حرمته .
وقد نهى عنه في الإسلام وعُدَّ من المعاصي الكبيرة ، وأغلظ في التحريم في المحارم ، كالأم والبنت والأخت والعمة والخالة ، وفي التحريم في الزنا ، مع الإحصان ، وهو زنا الرجل وله زوجة ، والمرأة ذات البعل .
وقد أغلظ فيما شرع له من الحد وهو الجلد مِائة جلدة ، والقتل في المرة الثالثة أو الرابعة لو أقيم الحد مرَّتين أو ثلاثاً ، والرجم في الزنا مع الإحصان .
وقد أشار سبحانه إلى حِكمة التحريم فيما نهى عنه بقوله : ( وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً ) الإسراء : 32 .
حيث عدَّه أولاً فاحشة ثم وصفه ثانياً بقوله : ( وَسَاء سَبِيلاً ) ، والمراد - والله أعلم - سبيل البقاء ، كما يستفاد من قوله تعالى : ( أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ ) العنكبوت : 29 .
أي : وتتركون إتيان النساء الذي هو السبيل فتنقطع بذلك وليس إلا سبيلاً للبقاء من جهة تسببه إلى تولد المواليد وبقاء النسل بذلك ، ومن جهة أن الازدواج وعقد المجتمع المنزلي هو أقوى وسيلة يضمن بقاء المجتمع المدني بعد انعقاده .
فمع انفتاح باب الزنا لا تزال الرغبات تنقطع عن النكاح والازدواج ، إذ لا يبقى له إلا محنة النفقة ومشقة حمل الأولاد وتربيتها ، ومقاساة الشدائد في حفظها ، والقيام بواجب حياتها والغريزة تقنع من سبيل آخر من غير كد وتعب ، وهو مشهود من حال الشبان والفتيات في هذه البلاد .
وقد قيل لبعضهم : لم لا تتزوج ؟
فقال : وما أصنع بالازدواج وكل نساء البلد نسائي ، ولا يبقى حينئذٍ للازدواج والنكاح إلا شركة الزوجين في مساعي الحياة الجزئية غير التناسل كالشركة في تجارة أو عمل ، ويسرع إليهما الافتراق لأدنى عذر ، وهذا كله مشهود اليوم في المجتمعات الغربية .
ومن هنا أنهم يعدون الازدواج شركة في الحياة منعقدة بين الزوجين الرجل والمرأة ، وجعلوها هي الغاية المطلوبة بالذات من الازدواج دون التناسل وتهيئة الأولاد ولا إجابة غريزة الميل الطبيعي ، بل عدُّوا ذلك من الآثار المترتبة عليه إن توافقا على ذلك .
وهذا انحراف عن سبيل الفطرة والتأمل في حال الحيوان على اختلاف أنواعه يهدي إلى أن الغاية المطلوبة منه عندها هو إرضاء الغريزة الهائجة ، وتناسل الذرية ، وكذا الإمعان في حال الإنسان أول ما يميل إلى ذلك يعطى أن الغاية القريبة الداعية إليه عنده هو إرضاء الغريزة ، ويعقبه طلب الولد .
ولو كانت الغريزة الإنسانية التي تدفعه إلى هذه السنة الطبيعية إنما تطلب الشركة في الحياة والتعاون على واجب المأكل والمشرب ، والملبس والمسكن وما هذا شأنه يمكن أن يتحقَّق بين رجلين أو بين امرأتين لَظَهر أثره في المجتمع البشرى ، واستَنَّ عليه .
ولا أقل في بعض المجتمعات في طول تاريخ الإنسان وتزوج رجل برجل أحيانا أو امرأة بامرأة ، ولم تجرِ سُنَّة الازدواج على وتيرة واحدة دائماً ، ولم تقم هذه الرابطة بين طرفين ، أحدهما من الرجال والآخر من النساء أبداً .
ومن جهة أخرى أخذ مواليد الزنا في الازدياد يوماً فيوماً يقطع منابت المودة والرحمة ، وتعلق قلوب الأولاد بالآباء ، ويستوجب ذلك انقطاع المودة والرحمة من ناحية الآباء بالنسبة إلى الأولاد ، وهجر المودة والرحمة بين الطبقتين الآباء والأولاد يقضي بهجر سُنَّة الازدواج للمجتمع ، وفيه انقراضهم ، وهذا كله أيضاً مما يلوح من المجتمعات الغربية .
ومن التصور الباطل أن يتصور أن البشر سيوفق يوما أن يدير رحى مجتمعه بأصول فنيَّة وطرق علمية ، من غير حاجة إلى الاستعانة بالغرائز الطبيعية .
فيهيِّأ يومئذٍ طبقة المواليد مع الاستغناء عن غريزة حُبِّ الأولاد ، بوضع جوائز تسوقهم إلى التوليد والتناسل ، أو بغير ذلك كما هو معمول بعض الممالك اليوم .
فإن السنَن القومية والقوانين المدنية تستمدّ في حياتها بما جهز به الإنسان من القوى والغرائز الطبيعية ، فلو بطلت أو أبطلت انفَصَم بذلك عقد مجتمعه ، وهيئة المجتمع قائمة بأفراده وسُنَنه ، مبنيَّة على إجابتهم لها ورضاهم بها ، وكيف تجري في مجتمع سنة لا ترتضيها قرائحهم ولا تستجيبها نفوسهم ، ثم يدوم الأمر عليه .
فهجر الغرائز الطبيعية وذهول المجتمع البشرى عن غاياته الأصلية يهدد الإنسانية بهلاك سيغشاها ، ويهتف بأنَّ أمامهم يوماً سيتسع فيه الخرق على الراقع ، وإن كان اليوم لا يحسُّ به كل الإحساس لعدم تمام نمائه بعد .
ثم إن لهذه الفاحشة أثراً آخر سيئاً في نظر التشريع الإسلامي ، وهو إفساده للأنساب ، وقد بنى المناكح والمواريث في الإسلام عليها .
المصدر : تفسير الميزان 13/86 .
الجزء رقم : 23 ، الصفحة رقم : 152 |
الجزء رقم : 23، الصفحة رقم : 153 |
الجزء رقم : 23، الصفحة رقم : 154 |
حرمة الزنا واللواط
تاليف
الشيخ عباس محمد
تحريم الزنا
قال تعالى : ( ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة و ساء سبيلا ) الإسراء
اقوال في الزنا من كتاب الكافي للشيخ الكليني رحمه الله
من اضرار الزنا وآثاره في الدنيا والآخيره :
· قلة الدين
· ذهاب الورع
· فساد المروءه
· قلة الغيره
· غضب الرب
· سواد الوجه وظلمته
· ظلمة القلب وطمس نوره
· الفقر
· ذهاب حرمة فاعله وسقوطه من عين ربه ومن أعين عباده
· انه يسلب أسماء المدح من العفه والبر والعداله والثقه ويكسوه اسماء الذم كأسم الفاجر والخائن والفاسق والزاني
· وصفه بالخبيث .
· وحشه يضعها الله في قلب الزاني
· قلة الهيبه
· لا يأمن له احد
· ضيق صدر الزاني وحرجه
· يخسر التمتع بالحور العين في جنة النعيم
· يؤدي الزنا الى عقوق الوالدين وقطيعة الرحم وكسب الحرام وظلم الخلق واضاعة اهله وعياله
· ان هذه المعصيه محفوفه بالمعاصي فهي لا تتم الا بارتكاب معاصي قبلها ومعها
· وجوب حد الزاني عليه
· يؤدي الزنا الى ضياع الانساب وانتهاك الاعراض
· انتشار الامراض التناسليه كالايدز
· الافلاس يوم الحساب من الاعمال الصالحه
· شهادة الجوارح عليه من اليد والرجل والسمع والبصر واللسان
أما أضرار الزنا الصحية ، حسب العلم الحديث فيقول الدكتور الفرنسي عبد المعطي - الذي أسلم حديثا وكان قبل إسلامه طبيبا وقرأ القرآن فوجد فيه عجائب طبية فأسلم .
يقول هذا الطبيب : وحسب الإنسان أن يعلم أن الزنا ينشر أمراضا خطيرة فتاكة كالزهري والسيلان والقرحة الرحوة والقرحة الأكالة .
كل واحدة منها أخطر من غيرها . ويعتقد أن الزهري أخطرها لأنه يقود إلى الشلل ، وتصلب الشرايين ، والذبحة الصدرية وسقوط الشعر ، وفي المرأة الإجهاض ، وفي الجنين البله ، والضمور العضلي والوراثي ، والسيلان ، ويؤدي إلى العقم والتهاب الجهاز التناسلي بأجمعه والعمى وروماتزم الشبان .
ونعرض هنا بالتفصيل لبعض الأمراض الناشئة عن انتشار الزنى ، ونترك الباقي مقيسا عليها .
· أولا : الزهري : - وهو خطير جدا ومعد ، وأعراض المرض الأولى تتمثل في قرحة صلبة تكون على الأعضاء التناسلية بعد ثلاثة أسابيع من الإصابة بهذا المرض ، وفي مواضع أخرى كالشفة مثلا عقب القبلة وبين الحاجبين وثقب الأنف وفتحة الأذن ، ثم يوسع المكروب نطاق هجومه حيث يهاجم القلب والكلى والكبد ، فتظهر بقع وردية في أجزاء الجسم وترى بالعين المجردة ، وقد تحدث بقع خضر في اللثة والحلق ويصعب المضغ على المصاب .
كما يسبب هذا المرض أمراضا أخرى مثل القرحة الأكالة التي تشوه الجلد وتسبب الشلل والجنون والصرع ، وقد يهاجم المكروب العظام وينخر فيها كالسوس ويصيب تارة بالعمى والصمم إذا هاجم الأعين والآذان ويصيب بالذبحة الصدرية إذا هاجم الشرايين والأوردة .
وفي اتصال المريض بزوجته أو غيرها ينقل إليها العدوى ذاتها ويصيبها بإجهاض ، أو تكون ذريتها مشوهة وغبية ومنحرفة كأنها لم تولد إلا لإعمار السجون والمستشفيات العقلية والإصلاحيات .
وأخطر من هذا أن الأعراض للمرحلة الثالثة تجيء بدرجات متفاوتة بعد الثانية بأشهر أو سنين ربما وصلت على عشرين سنة .
· ثانياً : السيلان وسببه مكروب اسمه ( الجنوكوكس ) وهو غير وراثي ، ولا يصيب إلا الأعضاء التناسلية والمجاري البولية .
وأول شيء يشعر به المريض حرقان في مجرى البول ولا سيما عند التبول ، ويزداد الحرقان ويبدأ معه نزول مادة لازجة تتحول بسرعة إلى صديد غزير ، ثم يتورم العضو ويلتهب ، ويحس المريض بهبوط سريع لصحته العمومية ، وترتفع حرارته ويحصل عنده إمساك ويلازم الفراش وينقطع عن العمل تماما .
ثم يزداد المرض شيئا فشيئا ويحس المريض بألم في أسفل البطن ، ويكون بوله صديدا تقريبا ويصعب الشفاء جدا .
ثم يمتد في المثانة إلى الحالبين والكلى ، ومن خلال الكلى قد يحدث تسمم عام بالجسم ، وإذا أزمن هذا المرض تصلبت المفاصل بالروماتزم السيلانية ، وقد تصل جراثيم السيلان إلى القلب ، وتهاجمه فيموت المصاب ، وقد تصيب هذه الجرثومة العين إما عن طريق يد المريض الملوثة أو عن طريق ولادة الطفل إذا كانت أمه مصابة فإنه يأخذ الجرثومة عند ولادته .
لذا فإنه مسبب لنسبة لا يستهان بها من العمى ، وعند النساء يصيب الرحم والمبيضين وينشأ عنه العقم والالتهابات التي لا نهاية لها .
· ثالثاً : الهربس وسببه فيروس يصيب الأجهزة التناسلية ، ويستطيع إدخال جيناته الخاصة إلى خلايا الجسم ، وتبقى خاملة ؛ لأن الجسم أقوى منها ، ولكن عند حدوث توتر أو إجهاد للجسم يتحول إلى الطور النشط ، ويبدأ بالانقسامات مسببا الفقاقيع والنقط الجسدية ، وقد تعود هذه الحالة كل أسبوعين مرة ، في بعض الحالات المرضية ، وهذا المرض غامض جدا ، ولا يمكن الشفاء منه تماما ، وإذا شفي المريض منه فإنه شفاء مؤقت ، وخطير على النساء إذ يسبب سرطان المهبل .
أما أسباب هذا المرض فتعزى إلى انتشار الفاحشة والإباحية الجنسية والممارسات غير الشرعية ، وينتقل الفيروس عقب الاتصال الجنسي المباشر ، وهذه الوسيلة العادية لنقله ، وقد يصيب بسبب استخدام أدوات المصاب ، ومن خطورة هذا المرض أنه ليس له دواء شاف تماما ، لذا فاحتمال العدوى به مستمر ، وأول ما ظهر هذا المرض ظهر في الولايات المتحدة الأمريكية ، وبدأت تصدره للعالم عبر الطلاب والسياح ، وعملت شركات الأدوية كثيرا من المحاولات لإنشاء دواء لهذا المرض لكن بدون جدوى حتى الآن .
وهناك دواء يعمل على تطوره يكلف سنويا مليونا ونصف مليون دولار وليس هناك ضمان لنجاحه مع ذلك ، وقد أصيب الشارع الأمريكي بالهلع عندما نشرت بعض التحقيقات الرسمية أن 20 مليون أمريكي يحملون فيروسات هذا المرض وأن المصابين به يزدادون سنويا بمعدل مائة ألف .
اللواط ملحق بالزنا وله ما لا يحصى من الأضرار ؛ لأن الجهاز التناسلي خلق خاليا من الجراثيم عادة وخلق للاتصال بجهاز مثله خال منها أيضا ، ولم يخلق للاتصال بنهاية الأمعاء الغليظة التي تخرج منها الفضلات وتحمل الجراثيم الضارة ، ومن المعلوم أن الجهاز التناسلي يرتبط بإفرازات الغدة النخامية التي تتحكم بنشاط أجهزة الجسم المختلفة .
فإذا اتصل الجهاز التناسلي مع الجراثيم التي في الفضلات تدخل هذه الجراثيم في الجهاز الذي ليست له مناعة كافية للقضاء عليها ؛ لأنه لم يخلق للاتصال بها ، فتنتشر في الجسم عن طريقه إلى الغدد النخامية ويتلف الجسم .
أما المفعول به فتتمزق وتتلف أنسجته ، ويفقد السيطرة على البراز فيخرج منه دون إرادته .
إن أصحاب اللواط معرضون أكثر من غيرهم للإصابة بالأمراض العصبية والنفسية واختلال التوازن العقلي نتيجة قلة الإفرازات الداخلية التي تفرزها الغدة الدرقية ومن أمراضه المرض الذي لم يعرف في تاريخ الإنسانية قبل 1981 ميلادية وهو الإيدز الذي ظهر في أمريكا في هذه السنة ، ثم صدرته للخارج ولا زال مشكلة طبية عظمى تتحدى العلم ؛ لأن سببه غامض حتى الآن .
أما السبب كما قلنا آنفا فليس فيه إلا النظريات التي لم تثبت بعد ولا حاجة لنا بها إذن ، والمعروف عنه أنه ينتقل بواسطة الدم والسائل المنوي للشاذين جنسيا .
وقد أصاب كثيرا من الأميركيين وأثار الرعب فيهم وأخرج فروعا إلى الخارج وأول دولة استقبلته بعد أمريكا هي إسرائيل .
وعرف أن المصاب به لا يفارقه حتى يقتله وبسرعة وإن لم يقتله بسرعة يجعله بدون فائدة على المجتمع ، وقد قدر في أحسن حالاته أنه يقتل سنويا من المصابين به 80% والعشرين الباقية تلحق بهم قريبا ، إلا أنها يمكن أن تتأخر عن نفس السنة التي أصابهم فيها .
وقد حدثت أزمة كبيرة في بنوك الدم بعد اكتشاف هذا المرض لخوف الناس منه وقل المتبرعون بالدم ، وفرضت الدول الأوروبية حصارا على الدم المستورد من أمريكا حيث نصح المجلس الأعلى الأوروبي بعدم اعتماده .
وقد اكتشف أخيرا أن المرض ينتقل أيضا عن طريق القبلة أو مجرد اللمس العادي للمريض .
والناس الآن يخافون منه أكثر من السلاح النووي ؛ لأن النووي بأيديهم وله علاجات عديدة .
والإيدز ليس بأيديهم وليس له علاجات بل ولا علاج واحد ، وهو سريع الانتشار مع ذلك .
والتفسير لكلمة الإيدز باللغة العربية هو فقد المناعة المكتسبة
أمراض جنسية مختلفة
1. الورم القنبيطي المؤتف :
وينتقل عن طريق اللمس والإحتكاكالمباشر، وحضانة المرض من شهر إلى ستة شهور، ويظهر على المناطق الرطبة مثل حشفةالذكر وكيس الصفن والفخذين والشرج وتبدأ الإصابة ببثرة صغيرة جداً في حجم رأسالدبوس وتنمو حتى تكون بارزة .
2. المليساء الرخويةالسارية :
وهذا المرض ينتشر في المسابحوالحمامات وينتقل عن طريق الإحتكاك والإتصال الجنسي ويظهر كبثرة نصف دائرية بيضاءعليها طبقة شمعية مع وجود تجويف في مركز المرض ، ويصيب الأعضاء التناسلية والآليةولا يشعر المريض بألم إلا إذا حدث إلتهاب.
3. القمل :
وخاصة قمل العانة الذي ينتقل عنطريق الإتصال الجنسي والإحتكاك المباشر.
4. الجرب :
وهو يصيب جميع الجسم إلا الوجهوينتقل بالإحتكاك ويسبب حكة شديدة.
5. الغرنة اللينة الرخوة :
وهي عبارة عن قرح مؤلمة تصيبالأعضاء التناسلية وهي تسبب ألماً شديداً وتكون ملتهبة المظهر وتظهر في أقل منأسبوع بعد العدوى.
6. التورم الحبيبي اللينفي التناسلي :
وهو مرض جنسي تناسليمدة حضانته من 1 إلى 6 أسابيع ويبدأ بوجود حبة منتفخة بالماء صغيرة شفافة وتظهر علىالأعضاء التناسلية وقد لا يلاحظها المريض.
7. ورم حبيبي أربي :
وهو مرض جنسي تناسلي مزمن يبدأ علىشكل بثور وفقاقيع ثم تتقرح ويحدث نبت جلدي مستمر بارز فوق الأعضاء التناسليةوالعانة والمقعد والإلية والأرداف وفتحة الشرج .
يتبع
تعليق