أني منتظرة إمام زماني عليه السلام بصبر نافد، وبما أنني منتظرة فلابدّ من استدلال استدلّ به على صدق انتظاري، وبذلك أنبّه قريناتي
من المنتظرات على كيفية الانتظار الذي من خلاله نرتقي إلى درجات الكمال اللامتناهية.
إنّ للمرأة دوراً كبيراً في زمن الغيبة لا يقلّ عن دور الرجل وأنّ التوجه الحقيقي للمرأة المنتظرة يكمن في حجابها، إذ كلّنا نرتدي الحجاب،
ولكن كم منّا ترتديه على وفق الكتاب والسنة، حيث التكامل الخُلقي من تقوى القلب، وتزكية العمل، وصيانة النفس عن كلّ سوء.
قال تعالى في محكم كتابه من سورة النور آية 30: (.. وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ .. وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ..)،
إنّ الآية الكريمة صرّحت بالحجاب المتكامل للمرأة، وكيفية ستر مفاتنها من غضّ البصر إلى ستر القدم، وذلك باتفاق العلماء على ستر المرأة
ظاهر قدمها وباطنها ما عدا في الصلاة.
إنّ الحجاب أحد العبادات التي صرّح بها القرآن الكريم، وأكدت عليها السنة النبوية الشريفة، والذي من خلاله تقبل الطاعات المفترضة،
فهو بحد ذاته عبادة متكاملة، وأنّ الإخلال به إخلال في الدين وأنّ الحشمة في اقتناء الحجاب والعفة في ارتدائه من مقومات الإيمان،
فلابدّ من ارتدائه عن وازعٍ ديني كي تحظى بالأجر الجزيل.
أثبتي وجودك بجدارة عن طريق حجابك الشرعي، واجعليه سلاحاً بوجه كلّ مَن أراد بك سوءاً وكلّ مؤامرة تُحاك من حولك،
وبذلك قد سررتِ قلب إمامك عليه السلام الذي طالما ينتظر منّا العمل الصادق في غيبته والنصرة الحقّة عند ظهوره إن شاء الله تعالى.
زهراء جواد صدقي
تم نشره في مجلة رياض الزهراء العدد97