بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وال محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الموقع الجغرافي لغزوة بني النضير
نزل بنو النضير وبنو قريظة خارج المدينة في حدائق لهم، ومنازلهم التي غزاها النبيصلی الله عليه وآله وسلم بعد غزوة أحد في منطقة تسمى (وادي بطحان)،[١] ومنطقة (البوَيْرَةُ) وهو تصغير البئر التي يُستقى منها الماء، [٢] وذكر ابن سعد في طبقاته أن منازلهم كانت بناحية الغرس وما والاها مقبرة بني خطمة اليوم فكانوا حلفاء لبني عامر.[٣]
تاريخ الغزوة
وقعت الغزوة في سنة 4 هـ، فقد خرج المسلمون لهم يوم الثلاثاء لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول، فحاصروا بني النضير ثلاثة وعشرين يوماً حتى تم إجلائهم، ورجع المسلمون خمس خلون من شهر ربيع الثاني.[٤]
سكن بنو النضير يثرب (المدينة) قبل ظهور الإسلام وقد وردت عدة روايات تتحدث عن أصلهم، ومنها ما قاله اليعقوبي: أنهم فخذ من قبيلة جذام إلا أنهم تهودوا ونزلوا بجبل يُقال له النضير، فسموا به،[٥] وروى آخرون أن كلا من بني النضير وبني قريظة ولد الكاهن ابن هارون بن عمران أخي موسى بن عمران وكانوا نزولا بنواحي يثرب بعد وفاة موسى بن عمرانعليه السلام.[٦]
أسباب الغزوة
روى المؤرخون: إنَّ اليهود بعد غزوة أحد أخذوا يتصلون بالمنافقين وبالمشركين من أهل مكة سرا، ويعملون لصالحهم ضد المسلمين إلى أن حدثت وقعة الرجيع وبئر معونة حيث قاموا بمؤامرة تهدف القضاء على النبيصلی الله عليه وآله وسلم، ولما أخبره جبريلعليه السلام بالمؤامرة بعث لهم محمد بن مسلمة ليقول لهم: اخرجوا من المدينة ولا تساكنوني بها، وقد أجلتكم عشرا، فمن وجدت بعد ذلك بها ضربت عنقه.[٧]
دور المنافقين
روى المؤرخون: أنه لما وصل يهود بني النضير خبر الجلاء فأخذوا يتجهزون للجلاء فأرسل إليهم عبد الله بن أُبي يقول: لا تخرجوا فإن معي من العرب وممن انضوى إليَّ من قومي ألفين، فأقيموا فهم يدخلون معكم وقريظة تدخل معكم، فأرسل حيي بن أخطب - وهو سيد بني النضير - جوابه للنبي الأكرمصلی الله عليه وآله وسلم قائلا: إنا لا نُريم دارنا فاصنع ما بدا لك.[٨]
أحداث الغزوة
أرسل حيي بن أخطب أخاه جدي بن أخطب ليُبلغ النبيصلی الله عليه وآله وسلم جوابه، فجاء إلى رسول اللهصلی الله عليه وآله وسلم وهو جالس مع أصحابه فأخبره فكبّرصلی الله عليه وآله وسلم وكبّر أصحابه وقال: حاربت اليهود، وسار رسول اللهصلی الله عليه وآله وسلم في أصحابه فصلّى العصر بفضاء بني النضير، فلما رأوه وأصحابه قاموا على جُدُر حصونهم، معهم النبل والحجارة، واعتزلتهم قريظة فلم تعنهم بسلاح ولا رجال ولم يقربوهم.[٩]
وجعل بنو النضير يرمون المسلمين بالنبل والحجارة حتى أمسوا، فلما صلى رسول اللَّهصلی الله عليه وآله وسلم العشاء - وقد تتام أصحابه - رجع إلى بيته في عشرة من أصحابه، وعليه الدرع والمغفر وهو على فرس، واستعمل علياعليه السلام على جيش المسلمين، وحملت مع رسول اللَّهصلی الله عليه وآله وسلم قبة أدم أرسل بها سعد بن عبادة، فنصبها بلال ودخلها رسول اللَّهصلی الله عليه وآله وسلم، فرمى عزوك - من اليهود - فبلغ نبله القبة، فحوّلت حيث لا يصلها النبل وفي بعض الليالي كمن عليعليه السلام لـ (عزوك) حتى خرج في نفر من اليهود وكان شجاعا راميا، فشدّ عليهم عليعليه السلام فقتله، وفرّ اليهود، وجاء برأس عزوك لرسول اللهصلی الله عليه وآله وسلم.[١٠]
نتيجة الغزوة
حاصر المسلمون بني النضير ثلاثة وعشرين يوماً وأمر النبي الأكرمصلی الله عليه وآله وسلم بقطع نخلهم، فقالوا: نحن نخرج عن بلادكم، فأجلاهم عن المدينة، وولى إخراجهم محمد بن مسلمة، وحملوا النساء والصبيان، وتحملوا على ستمائة بعير، فقال لهم رسول اللهصلی الله عليه وآله وسلم: اخرجوا ولكم دماؤكم، وما حملت الإبل إلا الحلقة،[١١] فقبض رسول اللهصلی الله عليه وآله وسلم الأموال والحلقة، فوجد من الحلقة خمسين درعا وخمسين بيضة وثلاثمائة وأربعين سيفا.[١٢]
تقسيم الغنائم
بعد انتهاء الغزوة كان حكم أموال بني النضير لرسول اللهصلی الله عليه وآله وسلم وحده يضعها حيث شاء، وقد روى المؤرخون أنهصلی الله عليه وآله وسلم قسمها على المهاجرين دون الأنصار إلا سهل بن حنيف وأبا دجانة فقد أعطاهما لفقرهما، ولم يُسلِم من بني النضير إلا يامين بن عمير بن كعب، وهو ابن عم عمرو بن جحاش، وأبو سعيد بن وهب، وأحرزا أموالهما.[١٣]
الآيات النازلة
لقد نزلت مجموعة من الآيات القرآنية في هذه الغزوة، ومنها:
ما نزل في سورة الحشر[١٤] من ذم المنافقين الذين مالوا لبني النضير في الباطن، ووعدوهم النصر، وبعدها خذلوهم.[١٥]
ما نزل في سورة الحشر أيضا،[١٦] حيث تحدتث الآية عن عقوبة بني النضير بعد غدرهم برسول اللهصلی الله عليه وآله وسلم وتحصنهم في قلاعهم بقطع نخيلهم.[١٧].
------------------------------------------------------------
- الحموي، معجم البلدان، ج 5، ص 290.
- الحموي، معجم البلدان، ج 1، ص 512.
- ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 2، ص 44.
- البغدادي، المحبر، ص 113.
- اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج 2، ص 49.
- أبو الفرج الأصفهاني، الأغاني، ج 22، ص 343.
- المباركفوري، الرحيق المختوم، ص 269.
- الطبري، تاريخ الطبري، ج 2، ص 553.
- الواقدي، المغازي، ج 1، صص 370 - 371.
- المقريزي، إمتاع الأسماع، ج 1، صص 188 - 189.
- الحلْقَةَ: وهي بإسكان اللام (الدرع).
- الجوزي، المنتظم في تاريخ الأمم والملوك، ج 3، ص 204.
- ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 2، ص 62.
- الحشر: 11.
- ابن كثير، البداية والنهاية، ج 5، ص 548.
- الحشر: 5.
- الحموي، معجم البلدان، ج 1، ص 512.
تعليق