إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

رسالةٌ مِنْ صديق ميت..

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رسالةٌ مِنْ صديق ميت..

    رسالةٌ مِنْ صديق ميت..
    بقلم :صادق مهدي حسن

    عهدته – مذ عرفته قبل عقدين أو أكثر- بشوشاً لا تغيب الابتسامة عن بهي مُحيّاه، طيب القلب، مرهف الإحساس وذا خلقٍ رفيع، مسالمٌ فلا يحمل بغضاً لأحدٍ حتى ممن حاول الإساءة إليه دون وجه حق، وفي الوقت ذاته كان ناقداً حازماً ولا يتغاضى عن ما يحدث أمامه من سوء، ويعاتب أقاربه وأصدقاءه القلائل بحبٍ كبير ويتألم إن أخطئوا وحادوا عن طريق الخير.. ولكنه تغيَّر فجأة، فلم يعد يبتسم إلا تكلُّفاً ولا يشترك بأي حديث إلا نادراً وأضحى للصمت المطبق صديقاً مقرباً، بل وبدأ يعتزل الناس شيئاً فشيئاً، سألته عن سبب هذا كله.. احتضنني باكياً وناولني قصاصة ورق كَتَبَ فيها: (بين فكري المشوش بالأسى وقلبي المضطرب بالهموم.. تتوسط حنجرة مسكينة، فيها قنبلة تخنقني.. تقتلني بهدوء مُرٍّ.. مُرْ!! إن اقذفها تتفجر.. أو أبلعها تتفجر.. وليس إلى ذرة صبرٍ جميلٍ من سبيل!) واعتذر قائلاً: قد تعرف القصة يوماً صديقي العزيز! دُهِشْتُ لِما قرأت وأطبقت جوانحي على كلامه والحيرة لا تبارحني، ولم يمض بعدها سوى شهرين حتى فوجئت أنه أدخل المستشفى بسبب عارض مرضي خطير (جلطة دماغية).. هرعت لزيارته ولكن المنية كانت أسرع مني.. وقد كانت وفاته فاجعة لكل من عرفه. ظلت الأسئلة تنهش فكري حول ما جرى لهذا المسكين، وذات يوم جاءني أصغر إخوته وناولني ظرفاً كان قد وجده في غرفة أخيه حين كان في صالة الإنعاش، كُتبَت عليه وصية بإيصاله إلي.. وفيه رسالة مؤرخة قبل أسبوع من وفاته، وهذا جانب مما سطره فيها: (...أما الآن فلتنفجر القنبلة يا صديقي! فكلُّ ما رأيتَ مني كان خارجاً عن إرادتي وفوق ما يمكن أن يحتمل، أنا ضحية لأعز الناس قرباً ومنزلة: أمي الحنون وزوجتي الطيبة –غفر الله لهما-، فمنذ سنوات وأنا أعاني الأمرَّين من حربهما الشعواء وأكتم في قلبي على مضض، كل آنٍ معركةٌ تحت ذريعة بائسة يقف في مقدمتها اختلاف الآراء وإن كان لأتفه الأمور، وليس هناك من هدنة أبداً.. وكلما حاولت أن أصلح بينهما كان الفشل الذريع حليفي.. وقد أسرفتا بالعداء حتى أضحى لا مودة بينهما، وأنا فقير حال ولا أستطيع أن أستقل في بيت منفصل كي يهدأ شيء من بلائي، وها أنا موزع الأشلاء بين خناجر الأحبة وهي تمزق أحشائي وأندب حظاً عاثراً أوقعني بين (مطرقة) بِرِّ أمي و(سَندان) حقوق زوجتي، حتى بدأت صحتي بالتدهور ولا أعرف متى تنتهي آهاتي، ولكن شعوراً باقتراب الخلاص القريب يداهمني وهو ما أرتجيه من ربي.. ورحم الله القائل:
    كفى بك داءً أن ترى الموت شافياً ... وحسب المنايا أن يكن أمانيا
    لا تلمني صديقي، فالبيوت أسرار وهذا ما أستطيع قوله (وما خفي كان أدهى).. وداعاً أيها الوفي ولا تنسني بدعائك)..
    كانت تلك رسالة ميت من صالة الإنعاش.
    لعل لكل من (الأم والزوجة) حق في جانب معين، ولكن كانتا حتماً على جانب كبير من التعدي، ولو أنصتتا لهدي العقل وطرحتا الأنانية والأهواء السقيمة جانباً لما كان الذي كان من عداء غير مبرر ومن أزمة نفسية أودت بهذا المظلوم، وقد يقول قائل أن الرجل بالغ في أحزانه حتى مات كمداً.. ولكن ماذا لو كنا مكانه؟!!
    (وَاليَمُّ لا يُعْرَفُ ما طَعْمُهُ ... إلا الذي وافى لأنْ يَشْرَبا)
    يا أرحم الراحمين

  • #2
    بسم الله الرحمن الرحيم


    هكذا خلافات تهدر الوقت والجهد والصحة وتجعل الانسان يعيش بمراة والم لاينتهي


    لكن هو كرجل ايضا عليه اثبات موقفه فمن مدة سمعت عن هكذا قصة ومع اهمال الزوجة له


    واذا به يتزوج باخرى فتمسكت الاولى كامل الادب والوقار بعد ذلك مع الزوج والام


    وهناك حلول افضل اكيد لكن ليس ان يستسلم الانسان لخنجر الموت ....


    بوركتم ونشر راقي وقيم ....








    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X