إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مفردات قيّمة من القرآن الكريم، ﴿وَلَكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي﴾

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مفردات قيّمة من القرآن الكريم، ﴿وَلَكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي﴾

    بِسْمِ اَللهِ اَلرَّحْمنِ اَلرَّحِيمِ

    اللهم صلِّ على مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّد


    قال الله تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ ۖ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن ۖ قَالَ بَلَىٰ وَلَكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ۖ قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا ۚ وَاعْلَمْ أَنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾.[1]
    ﴿وَلَكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي﴾، قد يصدر استغراب عمن قرأ هذه الآية وتوقف عندها، وعليه فالظاهر من الآية الشريفة ان للعلم درجات والاطمئنان في القلب بحيث لم يقع فيه الخلجان والاضطراب فوق الدرجة الأولى من العلم وهو كذلك بالحس والعيان فضلا عما يدل عليه البرهان ويساعده الكشف.
    اما الأول: وهو الحس- فلأنّا نجد بعد اخبار متواترة العلم بالشيء في أنفسنا بحيث لا نحتمل الخلاف، ولكن لا يكون بدرجة التسامع والتظافر، فعلمنا بوجود مكة او المدينة ولو لم نشاهدهما اعلى من علمنا بالمتواترات من الاخبار، وتفاوت الدرجة دليل قابلية الاشتداد وإذا رأينا بالحس ودخلنا مكة يصير علمنا اشد.
    واما الثاني: وهو العيان- فلأن بعض العلوم يزول بتشكيك المشكك وبعضها لا يزول؛ ولولا تفاوت الدرجة لم يكن بينهما الفرق اذ الشبهة إذا كانت علة للذهاب ومع ذلك لم يؤثر فقد تخلف المعلول عن علته، وإذا لم تكن علة فالذهاب تحقق للمعلول وهو الترديد من غير علته، فلا بد ان يكون علة لزوال درجة دون أخرى، فالزائلة كانت درجته أنقص والباقية درجته اشد.
    واما الثالث: وهو البرهان والكشف- فلأن الفناء درجة العين، وهو اعلى من درجة العلم، وللفناء أيضا مراتب بعضها اعلى من بعض، والحاصل ان إبراهيم الخليل عليه السّلام لكونه واقعا في طريق الحركة والسلوك؛ قد تمنى من هاديه الحقيقي ومحركه الأصلي ان يوصله من العلم الى العين وقد استجاب دعوته وبين له الطريق من ذبح الطيور وسحقهن ومزجهن ثم دعوتهن؛ واقدره على ذلك، فلم يكن صرف الشهود البصري، بل أعطاه الله قوة القبض والبسط والاماتة والاحياء، اذ الله غالب على كل شيء، وواضع الأمور في محالها على نحو الاتقان وتحريك الخليل عليه السّلام من درجة الى درجة أخرى اعلى حتى يصل الى الامامة من عزته وغلبته وحكمته.
    وقد ذكرت أخبار اهل البيت عليهم السلام تفسير هذه الآية الشريفة منها، ما ورد عَنِ اَلْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ، عَنِ اَلصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ)، قَالَ: ((اِسْتَجَابَ اَللهُ عَزَّ وجَلَّ دَعْوَةَ إِبْرَاهِيمَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) حِينَ قَالَ: رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ اَلْمَوْتىٰ وهَذِهِ آيَةٌ مُتَشَابِهَةٌ، ومَعْنَاهَا: أَنَّهُ سَأَلَ عَنِ اَلْكَيْفِيَّةِ، واَلْكَيْفِيَّةُ مِنْ فِعْلِ اَللهِ عَزَّ وجَلَّ، مَتَى لَمْ يَعْلَمْهَا اَلْعَالِمُ لَمْ يَلْحَقْهُ عَيْبٌ، ولاَ عَرَضَ فِي تَوْحِيدِهِ نَقْصٌ. فَقَالَ اَللهُ عَزَّ وجَلَّ: أَو لَمْ تُؤْمِنْ قالَ بَلىٰ هَذَا شَرْطٌ عَامٌّ، مَنْ آمَنَ بِهِ مَتَى سُئِلَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ: أَو لَمْ تُؤْمِنْ. وَجَبَ أَنْ يَقُولَ: بَلَى؛ كَمَا قَالَ إِبْرَاهِيمُ، ولَمَّا قَالَ اَللهُ عَزَّ وجَلَّ لِجَمِيعِ أَرْوَاحِ بَنِي آدَمَ: أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلىٰ كَانَ أَوَّلُ مَنْ قَالَ: بَلَى مُحَمَّدٌ (صَلَّى اَللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ)، فَصَارَ بِسَبْقِهِ إِلَى (بَلَى) سَيِّدَ اَلْأَوَّلِينَ واَلْآخِرِينَ، وأَفْضَلَ اَلنَّبِيِّينَ واَلْمُرْسَلِينَ. فَمَنْ لَمْ يُجِبْ عَنْ هَذِهِ اَلْمَسْأَلَةِ بِجَوَابِ إِبْرَاهِيمَ فَقَدْ رَغِبَ عَنْ مِلَّتِهِ؛ قَالَ اَللهُ عَزَّ وجَلَّ: ومَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْراهِيمَ إِلاّٰ مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ ثُمَّ اِصْطَفَاهُ اَللهُ عَزَّ وجَلَّ فِي اَلدُّنْيَا)).
    [2]
    وعَنْ مَعْرُوفِ بْنِ خَرَّبُوذَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) يَقُولُ: ((إِنَّ اَللهَ لَمَّا أَوْحَى إِلَى إِبْرَاهِيمَ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ): أَنْ خُذْ أَرْبَعَةً مِنَ اَلطَّيْرِ، عَمَدَ إِبْرَاهِيمُ فَأَخَذَ اَلنَّعَامَةَ وَاَلطَّاوُوسَ وَاَلْوَزَّةَ وَاَلدِّيكَ، فَنَتَفَ رِيشَهُنَّ بَعْدَ اَلذَّبْحِ، ثُمَّ جَمَعَهُنَّ فِي مِهْرَاسَةٍ فَهَرَسَهُنَّ، ثُمَّ فَرَّقَهُنَّ عَلَى جِبَالِ اَلْأُرْدُنِّ، وَكَانَتْ يَوْمَئِذٍ عَشَرَةَ جِبَالٍ، فَوَضَعَ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً، ثُمَّ دَعَاهُنَّ بِأَسْمَائِهِنَّ، فَأَقْبَلْنَ إِلَيْهِ سَعْياً - يَعْنِي مُسْرِعَاتٍ - فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ عِنْدَ ذَلِكَ: أَعْلَمُ أَنَّ اَللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)).[3]

    [1] سورة البقرة، الآية: 260.
    [2] الخصال (للشيخ الصدوق)، ص 308.
    [3] تفسير العياشي، ج 1، ص 143.


  • #2
    احسنتم ويبارك الله بكم
    شكرا لكم كثيرا
    مأجورين

    تعليق


    • #3
      بسم الله الرحمن الرحيم
      اللهم ص​ل على محمد وآل محمد
      جزاكم الله خيرا
      مع شكرنا وتقديرنا لحسن متابعاتكم​​
      ​​​​​

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X