سم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمدٍ وآله الطيبين الطاهرين
((الإخلاص في العبادة والمداومة عليها)).
أخواني / أخواتي الأعزاء أعتقد أن الأمور الباطنية والنية الصادقة كفيلة لتخلق لنا واقع أفضل وأمور طيبة أفضل من الواقع الظاهري في العبادة.
في البداية لنأخذ أمثلة واقعية في عبادتنا ، الكل يعلم في المواسم العبادية كليلة القدر يجتمع الكل لأداء أعمال الليلة العظيمة ولكن قلما نجد حسن العاقبة من هذا العمل أو غيره إن كانت بعض الأمور معطلة ، ومن أمثلة ذلك التململ من أداء المستحبات في هذه الليلة فتجد كثير من الناس يطلب السرعة لأداء الصلاة في ليلة القدر متهجماً على القائمين على الدعاء والقرآن ...ويعتبر الأدعية والقرآن ثقيلة عليه وتثقل كاهله بينما هو على أتم استعداد للسوالف الجانبية و القعدة الطويلة على التلفاز و الانترنت بلا فائدة تذكر ، ومثال آخر أن بعض الناس ما إن تنتهي أعمال هذه الليلة حتى ينسى البقاء على ذكر الله ويشتغل في أمور التي لا تنفع في بقية الساعات هذه الليلة بينما السهر مطلوب بذكر الله والتفكر لما لهذه الليلة من فضل عظيم عند الله سبحانه وتعالى حتى أن الروايات الشريفة حثت حتى على إبقاء الرضيع يقظاً في هذه الليلة ، وحتى تكتمل الصورة لو كان عندك حفلة أو عزيمة وتريد أن تكون لائقة لكبار المدعوين فستبذل الغالي والرخيص لجلب أفضل الطعام والشراب و وسائل الراحة و السهرة أو الحفلة بينما أنت بين يدي أعظم العظماء ورب الآخرة و الأولى وتريد أن تكون ليلتك أو عبادتك مشوهة بعدم إخلاص بالعبادة .
خادم الشيعة
وهذه بعض المقالات المتخصصة في الموضوع...
بسم الله الرحمن الرحيم
مقتبس من كلام المرجعالديني الاعلى اية الله العظمى السيد محمودالحسني(دام ظله) الإخـلاص
حقيقةالإخلاص سر من أسرار الله ( سبحانه وتعالى ) لا يعرفه إلا من أحب الله فأنعم عليهوقذف النور في قلبه واستودعه الإخلاص ، كما ورد في الحديث القدسي : (( الإخلاص سرمن أسراري أستودعه قلب من أحببت من عبادي )) .
وإذا تحدثنا عن معاني الإخلاصفإننا نتحدث عن بعض المعاني الظاهرية التي يدركها عقلنا القاصر ويتذوقها قلبناالمظلم ، وبالتوكل على الله والإستعانة به سبحانه وتعالى أقــول :
مقومات الشخصية الإسلامية المؤمنة
إن الشارع المقدس أصدرالعديد من الأوامر والإرشادات للوصول بالإنسان إلى الرُقي والتكامل ، فيجب علىالإنسان إمتثال ذلك ، والإلتزام به وتجسيده في شخصيته ويحصل هذا التجسد بعد تقييمالنفس ومراقبتها ومحاسبتها وفق المقياس الشرعي والأخلاقي ، والوصول بها إلى التكاملبعد تمتعها العلم ، والتفكر ، والتوكل ، والصبر ، والإيمان بالغيب ، وغيرها .
والإيمان يترتب عليه عدة آثار ، منها ، ذكر الله ، ووجل القلب ، وخشيته ،والإخلاص في العبودية ، وتفصيل الكلام في مقامٍ آخر إن شاء الله تعالى .
الإخلاص في مقومات الشخصية الإسلامية :
بعد أن عرفنا الإيمان بالغيبهو أحد مقومات الشخصية المسلمة وانه مما يترتب على ذلك ومن آثاره هو الإخلاص ، وهذامعناه أن الإخلاص في العبادة من مقومات الشخصية الإسلامية .
وهنا يذكرسماحته انواع الاخلاص (1)
والإخلاص هو ترك الرياء وتجريد النفس عن طلبالمنـزلة في قلوب الناس قد استعمل الشارع المقدس بعض المعاني للدلالة على الإخلاصبالمعنى الظاهري بالمطابقة أو الإلتزام ، منها :
1 – الإخلاص ضد الرياء : فهو ترك الرياء
ويشهد لهذا ما ورد عن الإمام الرضا (عليه السلام) عن آبائهعن جده أمير المؤمنين (عليه السلام) : { الدنيا كلها جهل إلا مواضع العلم ، والعلمكله جهل إلا ما عُمِلَ به ، والعمل كله رياء إلا ما كان مخلصاً ، والإخلاص على خطرحتى ينظر العبد بما يُختم له } .
2 – الإخلاص هو التوحيد :
لأنالرياء شرك ، ولأن الإخلاص ضد الرياء ، ولأن الشرك ضد التوحيد ، فينـتج أن الإخـلاصتـوحيد ويـشـير إلى الـمقدمة الاولى ( أن الرياء شرك ) :
قوله تعالى : ﴿ فَمَنْكانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صالِحاً وَلا يُشْرِكْبِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً ﴾ .
وما ورد عن النبي الأكرم (صلى الله عليهوآله وسلم) : { إني تخوفت على اُمتي الشرك ، أمْا إنهم لا يعبدون صنماً ولا شمساًولا قمراً ولا حجراً ، ولكنهم يراؤون بأعمالهم } .
3 – الإخلاص هو موافقةومطابقة السر مع العلن
وهنـا يبتني عـلى الإخـلاص ضد الرياء وهو عدممطـابقة السر للعلن ، ويشير لهذا ما ورد عن النبي المصطفى (صلى الله عليه وآله) : {سيأتي زمان تخبث فيه سرائرهم وتحسن فيه علانيتهم طمعاً في الدنيا ، لا يريدون بهما عند ربهم يكون دينهم رياء ، لا يخالطهم خوف ، يعمهم الله بعقاب فيدعونه دعاءالغريق فلا يُستجاب لهم } .
عن أمير المؤمنين (عليه السلام) : { ثلاثعـلامات للمرائـي
1 – ينشط إذا رأى النـاس .
2 – ويكسل إذا كان وحده .
3 – ويحب ان يُحمد في كل أمـوره } .
4 – الإخلاص هو النية والإصابة وخشية الله :
ويشير إلى هذا ما ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) في قول الله (عزوجل) ﴿ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً ﴾
قال (عليه السلام) : { ليسيعني أكثركم عملاً ، لكن أصوبكم عملاً ، وإنما الإصابة خشية الله والنية الصادقة .
ثم قال (عليه السلام) : الإبقاء على العمل حتى يخلص أشد من العمل ، والعملالخالص الذي لا تريد أن يحمدك عليه أحداً إلا الله (عز وجل) ،
والنية أفضل منالعمل ألا وإن النية هـي العمل ، ثم تلا قـوله تعالى : ﴿ قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلىشاكِلَتِهِ ….﴾ يعني على نيته }.
ما ورد عن الإمام الباقر (عليه السلام) : { ما أخلص عبد الإيمان بالله أربعين يوماً ، إلا زهّده الله تعالى في الدنيا ، وبصّرهداءها ودواءها وأثبت الحكمة في قلبه ، وأنطق بها لسانه } .
وما ورد عن النبيالأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم ) : { من أخلص أربعين يوماً فجّر الله ينابيعالحكمة من قلبه على لسانه } .
5 – الإخلاص هو قبول الأعمال :
وذلكلأن الإخلاص ضد الرياء ، والأخير فساد العمل وعدم قبوله يشير إلى هذا ، وما ورد عنالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) : { أن الملك ليصعد بعمل العبد مبتهجاً به ، فإذاصعد بحسناته ، يقول الله (عز وجل) اجعلوها في سجين أنه ليس إياي أراد به } .
وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم) : { لا يقبل الله عملاً فيه مثقال ذرة منرياء } .
6 – الإخلاص هو التحرر من إغواء الشيطانوأضاليله:
ويشير إلى هذا المعنى قوله تعالى : ﴿ قالَ فَبِعِزَّتِكَلأَُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلاَّ عِبادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ﴾ .
7 – الإخـلاص حـب الله :
فالحب هو التجرد والإخلاء عن كل شاغل سوىالله تعالى ، ويشير لهذا ما ورد في الحديث القدسي :
(( يا داود إنك تزعم انكتحبني ، فإن كنت تحبني فأخرج حب الدنيا عن قلبك فإن حبي وحبها لا يجتمعان في قلب )).
وعن الإمام الحسين (عليه السلام) في دعاء عرفات : { أنت الذي أزلت الأغيارعن قلوب أحبابك حتى لم يحبوا سواك ولم يلجئوا إلى غيرك } .
وعن الإمامالصادق (عليه السلام): { حب الله إذا أضاء سر عبد أخلاه عن كل شاغل ، وكل ذكر سوىالله ، …..
والمحب أخلصْ الناس سراً لله ، وأصدقهم قولاً وأوفاهم عهداً وأزكاهمعملاً ، وأصفاهم ذكراً ، وأعبدهم نفساً ، تتباهى الملائكة عند مناجاته ، وتفتخربرؤيته ، وبه يعمر الله بلاده ، وبكرامته يكرم الله عباده ويعطيهم إذا سألوا بحقهويدفع عنهم البلايا برحمته ، ولو علم الخلق ما محله عند الله ومنـزله لديه ماتقربوا إلى الله إلا بتراب قدميه } .
8-الإخلاص أفضل العبادات :
ويشهد لهذا :
قوله تعالى : ﴿ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُالدِّينَ * أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخالِصُ ﴾
وقوله تعالى : ﴿ وَما أُمِرُواإِلاَّ لِيَعْـبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ﴾
وما ورد عن الإمامالجواد (عليه السلام) : { أفضل العبادة الإخلاص }.
9 – الإخلاص هو تـحقيرالنفس :
ويشير إلى هذا مـا ورد عن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم ) : { يا أبا ذر ، لا يفقه الرجل كل الفقه ، حتى يرى الناس في جنب الله أمثال الأباعر، ثم يرجع إلى نفسه فيكون هو أحقر حاقر لها } .
(1) تصرف منالمعد
شبكة الساعة الثقافية ***
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين .
قال تعالى : ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ) [1]
تتمة للحديث السابق حول مفهوم العبادة وأنها شاملة لعناوين طويلة ومتعددة وعريضة ، في حياة الإنسان الفردية والاجتماعية والتربوية والأخلاقية والاقتصادية والسياسية بل يمكن أن تكون جميع تقلبات الإنسان طيلة حياته من حركاته ، وسكناته وحتى نومه في عبادة ، كما جاء في دعاء كميل بن زياد ، عن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام ( أسألك بحقك و قدسك و أعظم صفاتك و أسمائك أن تجعل أوقاتي من الليل و النهار بذكرك معمورة و بخدمتك موصولة و أعمالي عندك مقبولة حتى تكون أعمالي و أورادي كلها وردا واحدا و حالي في خدمتك سرمدا، يا سيدي يا من عليه معولي يا من إليه شكوت أحوالي يا رب يا رب يا رب قوّ على خدمتك جوارحي و اشدد على العزيمة جوانحي و هب لي الجد في خشيتك و الدوام في الاتصال بخدمتك حتى أسرح إليك في ميادين السابقين و أسرع إليك في البارزين و أشتاق إلى قربك في المشتاقين و أدنو منك دنو المخلصين و أخافك مخافة الموقنين و أجتمع في جوارك مع المؤمنين ) [2]
و كان من دعاء الإمام السجاد عليه السلام في مكارم الأخلاق قوله :
( اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ، وَ اكْفِنِي مَا يَشْغَلُنِي الِاهْتِمَامُ بِهِ، وَ اسْتَعْمِلْنِي بِمَا تَسْأَلُنِي غَداً عَنْهُ، وَ اسْتَفْرِغْ أَيَّامِي فِيمَا خَلَقْتَنِي لَهُ، وَ أَغْنِنِي وَ أَوْسِعْ عَلَيَّ فِي رِزْقِكَ، وَ لَا تَفْتِنِّي بِالنَّظَرِ، وَ أَعِزَّنِي وَ لَا تَبْتَلِيَنِّي بِالْكِبْرِ، وَ عَبِّدْنِي لَكَ وَ لَا تُفْسِدْ عِبَادَتِي بِالْعُجْبِ ) [3]
أفضل العبادة قول كلمة التوحيد
فعن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : أفضل العبادة قول : لا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله ، وخير الدعاء الاستغفار ثم تلا النبي ( صلى الله عليه وآله ) : ( فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك ) ([4]).
من أفضل العبادة الإخلاص
فعن الإمام علي ( عليه السلام ) : أفضل العبادة إخلاص العمل ([5]).
وعن الإمام الجواد ( عليه السلام ) : أفضل العبادة الإخلاص ([6]).
والذي يتراء من هذين الحديثين وغيرهما أن الإخلاص في العمل والذي يعد أمراً عبادياً يكون شاملاً للأمور العبادية المعهودة والأمور التوصلية التي يرجع كثير منها إلى المعاملة مع المجتمع فالعامل المستأجر لعمل ما أو الموظف في وظيفته وكل شخص أنيط به عمل من الأعمال وتحمل تلك المسؤولية رجلاً كان أو امرأة فإن الإخلاص في عمله ومسئوليته يكون عبادة .
غلبة العادة عبادة
إن من يملك زمام المبادرة لرغباته وغرائزه وهواه ومشتهياته وعاداته فهو من أشجع الناس ومن أعظمهم قدرا فإذا استعمل تلك الغرائز والرغبات في ما يرضي الله سبحانه وتغلب على العادات السيئة والمنحرفة عن الأهداف الإلهية كان ذلك أمراً عبادياً .
فعن الإمام علي ( عليه السلام ) : أفضل العبادة غلبة العادة ([7]).
الزهد عبادة
فعن الإمام علي ( عليه السلام ) : أفضل العبادة الزهادة ([8]).
استعمال العقل عبادة
فعن الإمام الكاظم ( عليه السلام ) : ما عبد الله بشيء أفضل من العقل ([9]).
فإن استعمال العقل قد يؤدي إلى تغيير مجرى حياة الإنسان من الانحراف إلى الاستقامة أو من الجهل إلى العلم أو من الضعة إلى الرفعة والسمو والتكامل ويحقق الهدف الذي خلق من أجله العقل .
أداء حق المؤمن عبادة
فعن الإمام الصادق ( عليه السلام ) : والله ما عبد الله بشيء أفضل من أداء حق المؤمن ([10]).
غض الطرف عبادة
فعن الإمام علي ( عليه السلام ) : غض الطرف عن محارم الله سبحانه أفضل عبادة ([11])
حسن الظن بالله عبادة
فعن النبي ( صلى الله عليه وآله ) : حسن الظن بالله من عبادة الله ([12]).
النوم على طهارة عبادة
فعن الإمام الصادق عليه السلام ، عن آبائه عليهم السلام – في حديث – أنّ سلمان روى عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : ( من بات على طهر فكأنما أحيى اللّيل ) [13]
وعن الإمام الصادق عليه السلام قال : ( من تطهر ثمّ آوى إلى فراشه بات وفراشه كمسجده .... ) [14]
وعن الإمام الصادق عليه السلام قال : ( من تطهر ثمّ آوى إلى فراشه بات وفراشه كمسجده ، فإن ذكر أنه ليس على وضوء فتيمم من دثاره كائناً ما كان ، لم يزل في صلاة ما ذكر الله ) [15]
ستر الذنوب على الآخرين عبادة
روي عن جبرائيل ( عليه السلام ) أنه قال : يا محمد لو كانت عبادتنا على وجه الأرض لعملنا ثلاث خصال : سقي الماء للمسلمين ، وإغاثة أصحاب العيال ، وستر الذنوب ([16]).
إعالة الآخرين عبادة
عن المسيح ( عليه السلام ) أنه قال - لرجل - : ما تصنع ؟ قال : أتعبد ، قال : فمن يعود عليك ؟ قال : أخي ، قال : أخوك أعبد منك ([17]).
العدل عبادة
الإمام علي ( عليه السلام ) : فاعلم أن أفضل عباد الله عند الله إمام عادل هُدي وهَدى ([18]).
أعبد الناس
فعن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : من أتى الله بما افترض الله عليه فهو من أعبد الناس ([19]).
وعن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : اعمل بفرائض الله تكن من أتقى الناس ([20]).
وعن الإمام علي ( عليه السلام ) : لا عبادة كأداء الفرائض ([21]).
وعن الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) : يقول الله : ابن آدم ! اعمل بما افترضت عليك تكن من أعبد الناس ([22]).
وعن الإمام الصادق ( عليه السلام ) : أعبد الناس من أقام الفرائض ([23]).
سلبيات أكل الحرام في العبادة
1-لا أساس للعبادة:
فعن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : العبادة مع أكل الحرام كالبناء على الرمل ، وقيل : على الماء ([24]).
22- عدم قبول العبادة :
وعن النبي ( صلى الله عليه وآله ) : إن لله ملكا ينادي على بيت المقدس كل ليلة : من أكل حراما لم يقبل الله منه صرفا ولا عدلا ، والصرف النافلة ، والعدل : الفريضة ([25]).
وعن الإمام الباقر ( عليه السلام ) : من أصاب مالا من أربع لم يقبل منه في أربع : من أصاب مالا من غلول أو ربا أو خيانة أو سرقة ، لم يقبل منه في زكاة ولا في صدقة ولا في حج ولا في عمرة ([26]).
والغلول : الخيانة في الغنائم خاصة قال تعالى : ( وما كان لنبي أن يَغُلَّ ومن يغلل يأت بما غَلَّ يوم القيامة ) [27]
أي ينسب إلى الخيانة وما صح لنبي أن يخون في الغنائم . فإن النبوة تنافي الخيانة . وقد جاء في الحديث ( درع طلحة أخذت غلولا ) أي سرقة من الغنيمة قبل القسمة . وكل من خان في شيء خفية فقد غل .. وسمي غلولا لأن الأيدي فيها مغلولة أي ممنوعة مجعول فيها غِل وهي الحديدة التي تجمع يد الأسير إلى عنقه . [28]
3- فساد الذرية :
وعن الإمام الباقر ( عليه السلام ) : إن الرجل إذا أصاب مالا من حرام لم يقبل منه حج ولا عمرة ولا صلة رحم ، حتى إنه يفسد فيه الفرج ([29]).
4- زاد النار أو الجنة :
فعن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : لا يكتسب العبد مالا حراما فيتصدق منه فيؤجر عليه ، ولا ينفق منه فيبارك [ الله ] له فيه ، ولا يتركه خلف ظهره إلا كان راده [ زاده ] إلى النار ([30]).
وعنه ( صلى الله عليه وآله ) : من اكتسب مالا حراما لم يقبل الله منه صدقة ولا عتقا ولا حجا ولا اعتمارا ، وكتب الله جل وعز بعدد أجر ذلك أوزارا ، وما بقي منه بعد موته كان زاده إلى النار ، ومن قدر عليها فتركها مخافة الله عز وجل دخل في محبة الله عز وجل ورحمته ، ويؤمر به إلى الجنة ([31]).
5- درهم خير من عبادة ألف سنة :
فعن النبي ( صلى الله عليه وآله ) : درهم يرده العبد إلى الخصماء خير له من عبادة ألف سنة ، وخير له من عتق ألف رقبة ، وخير له من ألف حجة وعمرة ([32]).
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين .
[1] الذاريات : 56
[2] مصباح المتهجد للشيخ الطوسي ص 587 ويقال له : دعاء الخضر عليه السلام ، والإقبال للسيد ابن طاووس ص 223 – 224 .
[3] الصحيفة السجاديية للإمام علي بن الحسين عليه السلام دعاء ( 20) ص 92)
[4] المحاسن : 1 / 453 / 1045 .
[5] غرر الحكم : 3315 .
[6] تنبيه الخواطر : 2 / 109 .
[7] غرر الحكم : 2873 .
[8] غرر الحكم : 2872 .
[9] الكافي : 1 / 18 / 12 .
[10] الاختصاص : 28
[11] غرر الحكم : 6427
[12] الدرة الباهرة ص 24
[13] الوسائل ج 1 ص 379 ح 1002 .
[14] الوسائل ج 1 ص 378 ح 1000 .
[15] الوسائل ج 1 ص 378 ح 1001 .
[16] ) تنبيه الخواطر ج 1 ص 39 .
[17] ) تنبيه الخواطر ج 1 ص 65 .
[18] نهج البلاغة : الخطبة 164 .
[19] الخصال ص 125 ح 122.
[20] أمالي الطوسي : 120 / 187 .
[21] نهج البلاغة : الحكمة 113 .
[22] تحف العقول : 281 .
[23] الخصال ص 16 ح 56 .
[24] عدة الداعي ص 141.
[25] عدة الداعي ص 140 .
[26] أمالي الصدوق : 358 / 4 .
[27] آل عمران : 161 .
[28] مجمع البحرين ج 5 ص 435- 436 .
[29] أمالي الطوسي : 680 / 1447 .
[30] عدة الداعي : 93 .
[31] أعلام الدين : 414 .
[32] جامع الأخبار : 441 / 1243 .
مكتب سماحة العلامة الشيخ حسين الراضي
اللهم صلي على محمدٍ وآله الطيبين الطاهرين
((الإخلاص في العبادة والمداومة عليها)).
أخواني / أخواتي الأعزاء أعتقد أن الأمور الباطنية والنية الصادقة كفيلة لتخلق لنا واقع أفضل وأمور طيبة أفضل من الواقع الظاهري في العبادة.
في البداية لنأخذ أمثلة واقعية في عبادتنا ، الكل يعلم في المواسم العبادية كليلة القدر يجتمع الكل لأداء أعمال الليلة العظيمة ولكن قلما نجد حسن العاقبة من هذا العمل أو غيره إن كانت بعض الأمور معطلة ، ومن أمثلة ذلك التململ من أداء المستحبات في هذه الليلة فتجد كثير من الناس يطلب السرعة لأداء الصلاة في ليلة القدر متهجماً على القائمين على الدعاء والقرآن ...ويعتبر الأدعية والقرآن ثقيلة عليه وتثقل كاهله بينما هو على أتم استعداد للسوالف الجانبية و القعدة الطويلة على التلفاز و الانترنت بلا فائدة تذكر ، ومثال آخر أن بعض الناس ما إن تنتهي أعمال هذه الليلة حتى ينسى البقاء على ذكر الله ويشتغل في أمور التي لا تنفع في بقية الساعات هذه الليلة بينما السهر مطلوب بذكر الله والتفكر لما لهذه الليلة من فضل عظيم عند الله سبحانه وتعالى حتى أن الروايات الشريفة حثت حتى على إبقاء الرضيع يقظاً في هذه الليلة ، وحتى تكتمل الصورة لو كان عندك حفلة أو عزيمة وتريد أن تكون لائقة لكبار المدعوين فستبذل الغالي والرخيص لجلب أفضل الطعام والشراب و وسائل الراحة و السهرة أو الحفلة بينما أنت بين يدي أعظم العظماء ورب الآخرة و الأولى وتريد أن تكون ليلتك أو عبادتك مشوهة بعدم إخلاص بالعبادة .
خادم الشيعة
وهذه بعض المقالات المتخصصة في الموضوع...
بسم الله الرحمن الرحيم
مقتبس من كلام المرجعالديني الاعلى اية الله العظمى السيد محمودالحسني(دام ظله) الإخـلاص
حقيقةالإخلاص سر من أسرار الله ( سبحانه وتعالى ) لا يعرفه إلا من أحب الله فأنعم عليهوقذف النور في قلبه واستودعه الإخلاص ، كما ورد في الحديث القدسي : (( الإخلاص سرمن أسراري أستودعه قلب من أحببت من عبادي )) .
وإذا تحدثنا عن معاني الإخلاصفإننا نتحدث عن بعض المعاني الظاهرية التي يدركها عقلنا القاصر ويتذوقها قلبناالمظلم ، وبالتوكل على الله والإستعانة به سبحانه وتعالى أقــول :
مقومات الشخصية الإسلامية المؤمنة
إن الشارع المقدس أصدرالعديد من الأوامر والإرشادات للوصول بالإنسان إلى الرُقي والتكامل ، فيجب علىالإنسان إمتثال ذلك ، والإلتزام به وتجسيده في شخصيته ويحصل هذا التجسد بعد تقييمالنفس ومراقبتها ومحاسبتها وفق المقياس الشرعي والأخلاقي ، والوصول بها إلى التكاملبعد تمتعها العلم ، والتفكر ، والتوكل ، والصبر ، والإيمان بالغيب ، وغيرها .
والإيمان يترتب عليه عدة آثار ، منها ، ذكر الله ، ووجل القلب ، وخشيته ،والإخلاص في العبودية ، وتفصيل الكلام في مقامٍ آخر إن شاء الله تعالى .
الإخلاص في مقومات الشخصية الإسلامية :
بعد أن عرفنا الإيمان بالغيبهو أحد مقومات الشخصية المسلمة وانه مما يترتب على ذلك ومن آثاره هو الإخلاص ، وهذامعناه أن الإخلاص في العبادة من مقومات الشخصية الإسلامية .
وهنا يذكرسماحته انواع الاخلاص (1)
والإخلاص هو ترك الرياء وتجريد النفس عن طلبالمنـزلة في قلوب الناس قد استعمل الشارع المقدس بعض المعاني للدلالة على الإخلاصبالمعنى الظاهري بالمطابقة أو الإلتزام ، منها :
1 – الإخلاص ضد الرياء : فهو ترك الرياء
ويشهد لهذا ما ورد عن الإمام الرضا (عليه السلام) عن آبائهعن جده أمير المؤمنين (عليه السلام) : { الدنيا كلها جهل إلا مواضع العلم ، والعلمكله جهل إلا ما عُمِلَ به ، والعمل كله رياء إلا ما كان مخلصاً ، والإخلاص على خطرحتى ينظر العبد بما يُختم له } .
2 – الإخلاص هو التوحيد :
لأنالرياء شرك ، ولأن الإخلاص ضد الرياء ، ولأن الشرك ضد التوحيد ، فينـتج أن الإخـلاصتـوحيد ويـشـير إلى الـمقدمة الاولى ( أن الرياء شرك ) :
قوله تعالى : ﴿ فَمَنْكانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صالِحاً وَلا يُشْرِكْبِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً ﴾ .
وما ورد عن النبي الأكرم (صلى الله عليهوآله وسلم) : { إني تخوفت على اُمتي الشرك ، أمْا إنهم لا يعبدون صنماً ولا شمساًولا قمراً ولا حجراً ، ولكنهم يراؤون بأعمالهم } .
3 – الإخلاص هو موافقةومطابقة السر مع العلن
وهنـا يبتني عـلى الإخـلاص ضد الرياء وهو عدممطـابقة السر للعلن ، ويشير لهذا ما ورد عن النبي المصطفى (صلى الله عليه وآله) : {سيأتي زمان تخبث فيه سرائرهم وتحسن فيه علانيتهم طمعاً في الدنيا ، لا يريدون بهما عند ربهم يكون دينهم رياء ، لا يخالطهم خوف ، يعمهم الله بعقاب فيدعونه دعاءالغريق فلا يُستجاب لهم } .
عن أمير المؤمنين (عليه السلام) : { ثلاثعـلامات للمرائـي
1 – ينشط إذا رأى النـاس .
2 – ويكسل إذا كان وحده .
3 – ويحب ان يُحمد في كل أمـوره } .
4 – الإخلاص هو النية والإصابة وخشية الله :
ويشير إلى هذا ما ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) في قول الله (عزوجل) ﴿ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً ﴾
قال (عليه السلام) : { ليسيعني أكثركم عملاً ، لكن أصوبكم عملاً ، وإنما الإصابة خشية الله والنية الصادقة .
ثم قال (عليه السلام) : الإبقاء على العمل حتى يخلص أشد من العمل ، والعملالخالص الذي لا تريد أن يحمدك عليه أحداً إلا الله (عز وجل) ،
والنية أفضل منالعمل ألا وإن النية هـي العمل ، ثم تلا قـوله تعالى : ﴿ قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلىشاكِلَتِهِ ….﴾ يعني على نيته }.
ما ورد عن الإمام الباقر (عليه السلام) : { ما أخلص عبد الإيمان بالله أربعين يوماً ، إلا زهّده الله تعالى في الدنيا ، وبصّرهداءها ودواءها وأثبت الحكمة في قلبه ، وأنطق بها لسانه } .
وما ورد عن النبيالأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم ) : { من أخلص أربعين يوماً فجّر الله ينابيعالحكمة من قلبه على لسانه } .
5 – الإخلاص هو قبول الأعمال :
وذلكلأن الإخلاص ضد الرياء ، والأخير فساد العمل وعدم قبوله يشير إلى هذا ، وما ورد عنالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) : { أن الملك ليصعد بعمل العبد مبتهجاً به ، فإذاصعد بحسناته ، يقول الله (عز وجل) اجعلوها في سجين أنه ليس إياي أراد به } .
وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم) : { لا يقبل الله عملاً فيه مثقال ذرة منرياء } .
6 – الإخلاص هو التحرر من إغواء الشيطانوأضاليله:
ويشير إلى هذا المعنى قوله تعالى : ﴿ قالَ فَبِعِزَّتِكَلأَُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلاَّ عِبادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ﴾ .
7 – الإخـلاص حـب الله :
فالحب هو التجرد والإخلاء عن كل شاغل سوىالله تعالى ، ويشير لهذا ما ورد في الحديث القدسي :
(( يا داود إنك تزعم انكتحبني ، فإن كنت تحبني فأخرج حب الدنيا عن قلبك فإن حبي وحبها لا يجتمعان في قلب )).
وعن الإمام الحسين (عليه السلام) في دعاء عرفات : { أنت الذي أزلت الأغيارعن قلوب أحبابك حتى لم يحبوا سواك ولم يلجئوا إلى غيرك } .
وعن الإمامالصادق (عليه السلام): { حب الله إذا أضاء سر عبد أخلاه عن كل شاغل ، وكل ذكر سوىالله ، …..
والمحب أخلصْ الناس سراً لله ، وأصدقهم قولاً وأوفاهم عهداً وأزكاهمعملاً ، وأصفاهم ذكراً ، وأعبدهم نفساً ، تتباهى الملائكة عند مناجاته ، وتفتخربرؤيته ، وبه يعمر الله بلاده ، وبكرامته يكرم الله عباده ويعطيهم إذا سألوا بحقهويدفع عنهم البلايا برحمته ، ولو علم الخلق ما محله عند الله ومنـزله لديه ماتقربوا إلى الله إلا بتراب قدميه } .
8-الإخلاص أفضل العبادات :
ويشهد لهذا :
قوله تعالى : ﴿ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُالدِّينَ * أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخالِصُ ﴾
وقوله تعالى : ﴿ وَما أُمِرُواإِلاَّ لِيَعْـبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ﴾
وما ورد عن الإمامالجواد (عليه السلام) : { أفضل العبادة الإخلاص }.
9 – الإخلاص هو تـحقيرالنفس :
ويشير إلى هذا مـا ورد عن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم ) : { يا أبا ذر ، لا يفقه الرجل كل الفقه ، حتى يرى الناس في جنب الله أمثال الأباعر، ثم يرجع إلى نفسه فيكون هو أحقر حاقر لها } .
(1) تصرف منالمعد
شبكة الساعة الثقافية ***
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين .
قال تعالى : ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ) [1]
تتمة للحديث السابق حول مفهوم العبادة وأنها شاملة لعناوين طويلة ومتعددة وعريضة ، في حياة الإنسان الفردية والاجتماعية والتربوية والأخلاقية والاقتصادية والسياسية بل يمكن أن تكون جميع تقلبات الإنسان طيلة حياته من حركاته ، وسكناته وحتى نومه في عبادة ، كما جاء في دعاء كميل بن زياد ، عن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام ( أسألك بحقك و قدسك و أعظم صفاتك و أسمائك أن تجعل أوقاتي من الليل و النهار بذكرك معمورة و بخدمتك موصولة و أعمالي عندك مقبولة حتى تكون أعمالي و أورادي كلها وردا واحدا و حالي في خدمتك سرمدا، يا سيدي يا من عليه معولي يا من إليه شكوت أحوالي يا رب يا رب يا رب قوّ على خدمتك جوارحي و اشدد على العزيمة جوانحي و هب لي الجد في خشيتك و الدوام في الاتصال بخدمتك حتى أسرح إليك في ميادين السابقين و أسرع إليك في البارزين و أشتاق إلى قربك في المشتاقين و أدنو منك دنو المخلصين و أخافك مخافة الموقنين و أجتمع في جوارك مع المؤمنين ) [2]
و كان من دعاء الإمام السجاد عليه السلام في مكارم الأخلاق قوله :
( اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ، وَ اكْفِنِي مَا يَشْغَلُنِي الِاهْتِمَامُ بِهِ، وَ اسْتَعْمِلْنِي بِمَا تَسْأَلُنِي غَداً عَنْهُ، وَ اسْتَفْرِغْ أَيَّامِي فِيمَا خَلَقْتَنِي لَهُ، وَ أَغْنِنِي وَ أَوْسِعْ عَلَيَّ فِي رِزْقِكَ، وَ لَا تَفْتِنِّي بِالنَّظَرِ، وَ أَعِزَّنِي وَ لَا تَبْتَلِيَنِّي بِالْكِبْرِ، وَ عَبِّدْنِي لَكَ وَ لَا تُفْسِدْ عِبَادَتِي بِالْعُجْبِ ) [3]
أفضل العبادة قول كلمة التوحيد
فعن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : أفضل العبادة قول : لا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله ، وخير الدعاء الاستغفار ثم تلا النبي ( صلى الله عليه وآله ) : ( فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك ) ([4]).
من أفضل العبادة الإخلاص
فعن الإمام علي ( عليه السلام ) : أفضل العبادة إخلاص العمل ([5]).
وعن الإمام الجواد ( عليه السلام ) : أفضل العبادة الإخلاص ([6]).
والذي يتراء من هذين الحديثين وغيرهما أن الإخلاص في العمل والذي يعد أمراً عبادياً يكون شاملاً للأمور العبادية المعهودة والأمور التوصلية التي يرجع كثير منها إلى المعاملة مع المجتمع فالعامل المستأجر لعمل ما أو الموظف في وظيفته وكل شخص أنيط به عمل من الأعمال وتحمل تلك المسؤولية رجلاً كان أو امرأة فإن الإخلاص في عمله ومسئوليته يكون عبادة .
غلبة العادة عبادة
إن من يملك زمام المبادرة لرغباته وغرائزه وهواه ومشتهياته وعاداته فهو من أشجع الناس ومن أعظمهم قدرا فإذا استعمل تلك الغرائز والرغبات في ما يرضي الله سبحانه وتغلب على العادات السيئة والمنحرفة عن الأهداف الإلهية كان ذلك أمراً عبادياً .
فعن الإمام علي ( عليه السلام ) : أفضل العبادة غلبة العادة ([7]).
الزهد عبادة
فعن الإمام علي ( عليه السلام ) : أفضل العبادة الزهادة ([8]).
استعمال العقل عبادة
فعن الإمام الكاظم ( عليه السلام ) : ما عبد الله بشيء أفضل من العقل ([9]).
فإن استعمال العقل قد يؤدي إلى تغيير مجرى حياة الإنسان من الانحراف إلى الاستقامة أو من الجهل إلى العلم أو من الضعة إلى الرفعة والسمو والتكامل ويحقق الهدف الذي خلق من أجله العقل .
أداء حق المؤمن عبادة
فعن الإمام الصادق ( عليه السلام ) : والله ما عبد الله بشيء أفضل من أداء حق المؤمن ([10]).
غض الطرف عبادة
فعن الإمام علي ( عليه السلام ) : غض الطرف عن محارم الله سبحانه أفضل عبادة ([11])
حسن الظن بالله عبادة
فعن النبي ( صلى الله عليه وآله ) : حسن الظن بالله من عبادة الله ([12]).
النوم على طهارة عبادة
فعن الإمام الصادق عليه السلام ، عن آبائه عليهم السلام – في حديث – أنّ سلمان روى عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : ( من بات على طهر فكأنما أحيى اللّيل ) [13]
وعن الإمام الصادق عليه السلام قال : ( من تطهر ثمّ آوى إلى فراشه بات وفراشه كمسجده .... ) [14]
وعن الإمام الصادق عليه السلام قال : ( من تطهر ثمّ آوى إلى فراشه بات وفراشه كمسجده ، فإن ذكر أنه ليس على وضوء فتيمم من دثاره كائناً ما كان ، لم يزل في صلاة ما ذكر الله ) [15]
ستر الذنوب على الآخرين عبادة
روي عن جبرائيل ( عليه السلام ) أنه قال : يا محمد لو كانت عبادتنا على وجه الأرض لعملنا ثلاث خصال : سقي الماء للمسلمين ، وإغاثة أصحاب العيال ، وستر الذنوب ([16]).
إعالة الآخرين عبادة
عن المسيح ( عليه السلام ) أنه قال - لرجل - : ما تصنع ؟ قال : أتعبد ، قال : فمن يعود عليك ؟ قال : أخي ، قال : أخوك أعبد منك ([17]).
العدل عبادة
الإمام علي ( عليه السلام ) : فاعلم أن أفضل عباد الله عند الله إمام عادل هُدي وهَدى ([18]).
أعبد الناس
فعن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : من أتى الله بما افترض الله عليه فهو من أعبد الناس ([19]).
وعن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : اعمل بفرائض الله تكن من أتقى الناس ([20]).
وعن الإمام علي ( عليه السلام ) : لا عبادة كأداء الفرائض ([21]).
وعن الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) : يقول الله : ابن آدم ! اعمل بما افترضت عليك تكن من أعبد الناس ([22]).
وعن الإمام الصادق ( عليه السلام ) : أعبد الناس من أقام الفرائض ([23]).
سلبيات أكل الحرام في العبادة
1-لا أساس للعبادة:
فعن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : العبادة مع أكل الحرام كالبناء على الرمل ، وقيل : على الماء ([24]).
22- عدم قبول العبادة :
وعن النبي ( صلى الله عليه وآله ) : إن لله ملكا ينادي على بيت المقدس كل ليلة : من أكل حراما لم يقبل الله منه صرفا ولا عدلا ، والصرف النافلة ، والعدل : الفريضة ([25]).
وعن الإمام الباقر ( عليه السلام ) : من أصاب مالا من أربع لم يقبل منه في أربع : من أصاب مالا من غلول أو ربا أو خيانة أو سرقة ، لم يقبل منه في زكاة ولا في صدقة ولا في حج ولا في عمرة ([26]).
والغلول : الخيانة في الغنائم خاصة قال تعالى : ( وما كان لنبي أن يَغُلَّ ومن يغلل يأت بما غَلَّ يوم القيامة ) [27]
أي ينسب إلى الخيانة وما صح لنبي أن يخون في الغنائم . فإن النبوة تنافي الخيانة . وقد جاء في الحديث ( درع طلحة أخذت غلولا ) أي سرقة من الغنيمة قبل القسمة . وكل من خان في شيء خفية فقد غل .. وسمي غلولا لأن الأيدي فيها مغلولة أي ممنوعة مجعول فيها غِل وهي الحديدة التي تجمع يد الأسير إلى عنقه . [28]
3- فساد الذرية :
وعن الإمام الباقر ( عليه السلام ) : إن الرجل إذا أصاب مالا من حرام لم يقبل منه حج ولا عمرة ولا صلة رحم ، حتى إنه يفسد فيه الفرج ([29]).
4- زاد النار أو الجنة :
فعن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : لا يكتسب العبد مالا حراما فيتصدق منه فيؤجر عليه ، ولا ينفق منه فيبارك [ الله ] له فيه ، ولا يتركه خلف ظهره إلا كان راده [ زاده ] إلى النار ([30]).
وعنه ( صلى الله عليه وآله ) : من اكتسب مالا حراما لم يقبل الله منه صدقة ولا عتقا ولا حجا ولا اعتمارا ، وكتب الله جل وعز بعدد أجر ذلك أوزارا ، وما بقي منه بعد موته كان زاده إلى النار ، ومن قدر عليها فتركها مخافة الله عز وجل دخل في محبة الله عز وجل ورحمته ، ويؤمر به إلى الجنة ([31]).
5- درهم خير من عبادة ألف سنة :
فعن النبي ( صلى الله عليه وآله ) : درهم يرده العبد إلى الخصماء خير له من عبادة ألف سنة ، وخير له من عتق ألف رقبة ، وخير له من ألف حجة وعمرة ([32]).
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين .
[1] الذاريات : 56
[2] مصباح المتهجد للشيخ الطوسي ص 587 ويقال له : دعاء الخضر عليه السلام ، والإقبال للسيد ابن طاووس ص 223 – 224 .
[3] الصحيفة السجاديية للإمام علي بن الحسين عليه السلام دعاء ( 20) ص 92)
[4] المحاسن : 1 / 453 / 1045 .
[5] غرر الحكم : 3315 .
[6] تنبيه الخواطر : 2 / 109 .
[7] غرر الحكم : 2873 .
[8] غرر الحكم : 2872 .
[9] الكافي : 1 / 18 / 12 .
[10] الاختصاص : 28
[11] غرر الحكم : 6427
[12] الدرة الباهرة ص 24
[13] الوسائل ج 1 ص 379 ح 1002 .
[14] الوسائل ج 1 ص 378 ح 1000 .
[15] الوسائل ج 1 ص 378 ح 1001 .
[16] ) تنبيه الخواطر ج 1 ص 39 .
[17] ) تنبيه الخواطر ج 1 ص 65 .
[18] نهج البلاغة : الخطبة 164 .
[19] الخصال ص 125 ح 122.
[20] أمالي الطوسي : 120 / 187 .
[21] نهج البلاغة : الحكمة 113 .
[22] تحف العقول : 281 .
[23] الخصال ص 16 ح 56 .
[24] عدة الداعي ص 141.
[25] عدة الداعي ص 140 .
[26] أمالي الصدوق : 358 / 4 .
[27] آل عمران : 161 .
[28] مجمع البحرين ج 5 ص 435- 436 .
[29] أمالي الطوسي : 680 / 1447 .
[30] عدة الداعي : 93 .
[31] أعلام الدين : 414 .
[32] جامع الأخبار : 441 / 1243 .
مكتب سماحة العلامة الشيخ حسين الراضي
تعليق