بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
واللعنة الدائمة على اعدائهم الى قيام يوم الدين
قال تعالى :
(وَ بَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ كُلَّما رُزِقُوا مِنْها مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقاً قالُوا هذَا الَّذِي رُزِقْنا مِنْ قَبْلُ وَ أُتُوا بِهِ مُتَشابِهاً وَ لَهُمْ فِيها أَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ وَ هُمْ فِيها خالِدُونَ (٢٥ البقرة)
التّفسير
خصائص نعم الجنّة:
… هذه الآية تتحدث عن مصير المؤمنين، كي تتضح الحقيقة أكثر…
المقطع الأوّل في الآية يبشر الذين آمنوا و عملوا الصالحات، بأن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار.
نعلم أن البساتين التي تفتقد الماء الدائم، و تسقی بين حين و حين ليس لها حظ كبير من النظارة، فالنظارة تطفح علی البساتين التي تمتلك ماء سقي دائم مستمر لا ينقطع أبدا. و مثل هذه البساتين لا يعتريها جفاف و لا تهددها شحة ماء.
و هذه هي بساتين الجنّة. و بعد الإشارة إلی ثمار الجنّة المتنوعة
تقول الآية: كُلَّما رُزِقُوا مِنْها مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقاً قالُوا هذَا الَّذِي رُزِقْنا مِنْ قَبْلُ.
ذكر المفسرون لهذا المقطع من الآية تفاسير متعددة:
قال بعضهم: المقصود من قولهم: هذَا الَّذِي رُزِقْنا مِنْ قَبْلُ هو أن هذه النعم أغدقت علينا بسبب ما أنجزناه من عمل في الحياة الدنيا، و غرسنا بذوره من قبل.
و قال بعض آخر: عند ما يؤتی بالثمار إلی أهل الجنّة ثانية يقولون: هذا الذي تناولناه من قبل، و لكنهم حين يأكلون هذه الثمار يجدون فيها طعما جديدا و لذّة اخری، فالعنب أو التفاح الذي نتناوله في هذه الحياة الدنيا مثلا له في كل مرّة نأكله نفس طعم المرّة السابقة، أمّا ثمار الجنّة فلها في كلّ مرّة طعم و إن تشابهت أشكالها، و هذه من امتيازات ذلك العالم الذي يبدو أنه خال من كل تكرار!
و قال آخرون: المقصود من ذلك أنهم حين يرون ثمار الجنّة يلقونها شبيهة بثمار هذه الدنيا، فيأنسون بها و لا تكون غريبة عليهم، و لكنهم حين يتناولونها يجدون فيها طعما جديدا لذيذا.
و يجوز أن تكون عبارة الآية متضمنة لكل هذه المفاهيم و التفاسير، لأن ألفاظ القرآن تنطوي أحيانا علی معان…
ثم تقول الآية: وَ أُتُوا بِهِ مُتَشابِهاً، أي متشابها في الجودة و الجمال. فهذه الثمار بأجمعها فاخرة بحيث لا يمكن ترجيح إحداها علی الأخری، خلافا لثمار هذا العالم المختلفة في درجة النضج و الرائحة و اللون و الطعم.
و آخر نعمة تذكرها الآية هي نعمة الأزواج المطهرة من كل أدران الروح و القلب و الجسد.
أحد منغّصات نعم الدنيا زوالها، فصاحب النعمة يقلقه زوال هذه النعمة، و من هنا فلا تكون هذه النعم عادة باعثة علی السعادة و الاطمئنان. أمّا نعم الجنّة ففيها السعادة و الطمأنينة لأنها خالدة لا يعتريها الزوال و الفناء. و إلی هذه الحقيقة تشير الآية في خاتمتها و تقول: وَ هُمْ فِيها خالِدُونَ.
والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين
واللعنة الدائمة على اعدائهم الى قيام يوم الدين
قال تعالى :
(وَ بَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ كُلَّما رُزِقُوا مِنْها مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقاً قالُوا هذَا الَّذِي رُزِقْنا مِنْ قَبْلُ وَ أُتُوا بِهِ مُتَشابِهاً وَ لَهُمْ فِيها أَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ وَ هُمْ فِيها خالِدُونَ (٢٥ البقرة)
التّفسير
خصائص نعم الجنّة:
… هذه الآية تتحدث عن مصير المؤمنين، كي تتضح الحقيقة أكثر…
المقطع الأوّل في الآية يبشر الذين آمنوا و عملوا الصالحات، بأن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار.
نعلم أن البساتين التي تفتقد الماء الدائم، و تسقی بين حين و حين ليس لها حظ كبير من النظارة، فالنظارة تطفح علی البساتين التي تمتلك ماء سقي دائم مستمر لا ينقطع أبدا. و مثل هذه البساتين لا يعتريها جفاف و لا تهددها شحة ماء.
و هذه هي بساتين الجنّة. و بعد الإشارة إلی ثمار الجنّة المتنوعة
تقول الآية: كُلَّما رُزِقُوا مِنْها مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقاً قالُوا هذَا الَّذِي رُزِقْنا مِنْ قَبْلُ.
ذكر المفسرون لهذا المقطع من الآية تفاسير متعددة:
قال بعضهم: المقصود من قولهم: هذَا الَّذِي رُزِقْنا مِنْ قَبْلُ هو أن هذه النعم أغدقت علينا بسبب ما أنجزناه من عمل في الحياة الدنيا، و غرسنا بذوره من قبل.
و قال بعض آخر: عند ما يؤتی بالثمار إلی أهل الجنّة ثانية يقولون: هذا الذي تناولناه من قبل، و لكنهم حين يأكلون هذه الثمار يجدون فيها طعما جديدا و لذّة اخری، فالعنب أو التفاح الذي نتناوله في هذه الحياة الدنيا مثلا له في كل مرّة نأكله نفس طعم المرّة السابقة، أمّا ثمار الجنّة فلها في كلّ مرّة طعم و إن تشابهت أشكالها، و هذه من امتيازات ذلك العالم الذي يبدو أنه خال من كل تكرار!
و قال آخرون: المقصود من ذلك أنهم حين يرون ثمار الجنّة يلقونها شبيهة بثمار هذه الدنيا، فيأنسون بها و لا تكون غريبة عليهم، و لكنهم حين يتناولونها يجدون فيها طعما جديدا لذيذا.
و يجوز أن تكون عبارة الآية متضمنة لكل هذه المفاهيم و التفاسير، لأن ألفاظ القرآن تنطوي أحيانا علی معان…
ثم تقول الآية: وَ أُتُوا بِهِ مُتَشابِهاً، أي متشابها في الجودة و الجمال. فهذه الثمار بأجمعها فاخرة بحيث لا يمكن ترجيح إحداها علی الأخری، خلافا لثمار هذا العالم المختلفة في درجة النضج و الرائحة و اللون و الطعم.
و آخر نعمة تذكرها الآية هي نعمة الأزواج المطهرة من كل أدران الروح و القلب و الجسد.
أحد منغّصات نعم الدنيا زوالها، فصاحب النعمة يقلقه زوال هذه النعمة، و من هنا فلا تكون هذه النعم عادة باعثة علی السعادة و الاطمئنان. أمّا نعم الجنّة ففيها السعادة و الطمأنينة لأنها خالدة لا يعتريها الزوال و الفناء. و إلی هذه الحقيقة تشير الآية في خاتمتها و تقول: وَ هُمْ فِيها خالِدُونَ.
تعليق