إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مفردات قيّمة من القرآن الكريم، ﴿أَنفِقُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ﴾

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مفردات قيّمة من القرآن الكريم، ﴿أَنفِقُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ﴾

    بِسْمِ اَللهِ اَلرَّحْمنِ اَلرَّحِيمِ

    اللهم صلِّ على مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّد

    قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الْأَرْضِ ۖ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُم بِآخِذِيهِ إِلَّا أَن تُغْمِضُوا فِيهِ ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ﴾.[1]
    ورد في الأخبار عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ قَالَ: ((كَانَ أَهْلُ اَلْمَدِينَةِ، يَأْتُونَ بِصَدَقَةِ اَلْفِطْرِ إِلَى مَسْجِدِ رَسُولِ اَللهِ صَلَّى اَللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَفِيهِ عِذْقٌ يُسَمَّى اَلْجُعْرُورَ وَعِذْقٌ تُسَمَّى مِعَافَارَةً كَانَا عَظِيمَ نَوَاهُمَا رَقِيقَ لِحَاهُمَا فِي طَعْمِهِمَا مَرَارَةٌ فَقَالَ رَسُولُ اَللهِ صَلَّى اَللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ: لِلْخَارِصِ لاَ تَخْرُصْ عَلَيْهِمْ هَذَيْنِ اَللَّوْنَيْنِ لَعَلَّهُمْ يَسْتَحْيُونَ لاَ يَأْتُونَ بِهِمَا فَأَنْزَلَ اَللهُ يا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّباتِ ما كَسَبْتُمْ إِلَى قَوْلِهِ: تُنْفِقُونَ)).[2]
    ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا﴾، الإنفاق على ابتغاء مرضاة الله من علامات الإيمان، وحسن الإنفاق من علامات حسن الإيمان، وكما يختار أخاه على نفسه بالإنفاق كذلك يختاره على نفسه بأطيب ما يكون عنده و أحبّه إليه. قال الله تعالى: ﴿لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللهَ بِهِ عَلِيمٌ﴾،[3] ولا شيء أحبّ إلى الإنسان من روحه التي يعيش بها. فالمؤمن يؤثر روحه على روحه وذلك أعلى درجات الإيثار، ودونه أن يؤثر ماله على ماله ويأكل الرديء من ماله وينفق الجيّد على صديقه؛ وبخلاف ذلك حال المنافق البخيل يكسب خبيثا ويأكل خبيثا وينفق خبيثا.
    ﴿مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ﴾، الطيّبات من الرزق المكتسب من حلاله أو من جيده تثمر عند الله بالإنفاق ثمرات طيّبة باقية صالحة، والخبيثات من الرزق المكتسب تثمر عند الشيطان بالإنفاق ثمرات خبيثة فانية غير صالحة. ﴿وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا كَذَٰلِكَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ﴾،
    [4] فمن ثمرات الأوّل في الحال انشراح الصدر للإيمان، وانفتاح القلب بالإيقان، وحسن الخلق مع الخلق، وانقياد النفس لأحكام الحقّ‌، وتسليم العقل لمجاري التقدير؛ فتتزكّى نفسه بالزكاة، ويصدق عقله بالصدقة، ويطيب مرجعه ومآله بالطيّبات منهما؛ ومن ثمرات الآخر في الحال انقباض الصدر عن قبول الإيمان، وانغلاق القلب عن حلول الإيقان، وسوء الخلق مع الخلق، وإنكار النفس، واستكبار العقل ولهم في المآل ﴿لَهُم مِّن جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِن فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ﴾؛[5] ولا تظنّنّ أنّ تصحيح النظر العقلي بالميزان المنطقي فوق تصحيح النظر العقلي بالإنفاق في سبيل الله. قال الله تعالى: ﴿فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى* وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى* فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى﴾،[6] وتيسير الأمور تقويم العقل وتصحيح النظر.
    ﴿وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ﴾، الإنفاق من طيّبات الكسب يوازن الإنفاق من طيّبات القول؛ وأطيب الأقوال كلمة الشهادة، كما أنّ أخبث الأقوال كلمة الشرك؛ وكما أمرنا الربّ تعالى بالإنفاق من طيّبات الكسب مالا كذلك أمرنا بالإنفاق من طيّبات الكلام مقالا، وكذلك ما نهانا عنه من الخبيثات المالية نهانا عنه من الخبيثات القولية، ومثل الكلمة الطيّبة كالشجرة الطيّبة أصلها ثابت وفرعها في السماء، ومثل الكلمة الخبيثة كالشجرة الخبيثة اجتثّت من فوق الأرض ما لها من قرار.
    يقول الشيخ ناصر مكارم الشيرازي في تفسيره: (الآية تشير في الواقع إلى فكرة عميقة وهي أنّ للإنفاق في سبيل اللّه طرفين، فالمحتاجون في طرف، واللّه في طرف آخر. فإذا اختير المال المنفق من زهيد الأشياء ففي ذلك إهانة لمقام اللّه العزيز الذي لم يجده المنفق جديرا بطيّبات ما عنده كما هو إهانة للذين يحتاجونه، وهم ربما يكونون من ذوي الدرجات الإيمانية السامية، وعندئذ يسبّب لهم هذا المال الرديء الألم والعذاب النفسي.
    التعبير بكلمة (الطيّبات) يشمل الطيّب الظاهري الذي يستحقّ الإنفاق والمصرف، وكذلك الطيّب المعنوي، أي الطاهر من الأموال المشتبه والحرام لأنّ المؤمنين لا يرغبون في تناول مثل هذه الأموال).
    [7]


    [1] سورة البقرة، الآية: 267.
    [2] وسائل الشيعة، ج 9، ص 209.
    [3] سورة آل عمران، الآية: 92.
    [4] سورة الأعراف، الآية: 58.
    [5] سورة الأعراف، الآية: 41.
    [6] سورة الليل، الآيات: 5-7.
    [7] الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، ج 2، ص 310.


  • #2
    احسنتم ويبارك الله بكم
    شكرا لكم كثيرا
    مأجورين
    ​​​​

    تعليق


    • #3
      بسم الله الرحمن الرحيم
      اللهم ص​ل على محمد وآل محمد
      جزاكم الله خيرا
      مع شكرنا وتقديرنا لحسن متابعاتكم​​
      ​​​​​​

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X