بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وال محمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحدثت رواية عن بعض الأمور التي قام بها أمير المؤمنين علي عليه السلام، في موقع المسجد:
الرواية المنقولة عن الشيخ الطوسيّ:
ان الامام علي عليه السلام عندما نزل في براثا عند عودته من حرب الخوارج في النهروان قابله راهب نصراني فقال له: لا تَنزِلْ هذه الأرض بجيشك، قال: ولِمَ ؟! قال: لأنه لا ينزلها إلاّ نبيّ أو وصيّ نبيّ بجيشه يقاتل في سبيل الله عزّوجلّ، فقال له أمير المؤمنين عليه السّلام: أنا ذلك، فنزل الراهب إليه فقال: خُذْ علَيّ شرايع الاسلام، إنّي وجدتُ في الإنجيل نَعتَك وأنّك تنزل أرض براثا بيت مريم وأرضَ عيسى عليهما السّلام، فقال أمير المؤمنين عليه السّلام: قِفْ ولا تُخبِرْنا بشيء، ثمّ أتى موضعاً فقال الكُزوا هذا، فلكَزَه برِجْله عليه السّلام فانبجَسَتْ عينٌ خَرّارة، فقال: هذه عينُ مريم التي أُنبِعَت لها. ثمّ قال:
اكشفوا ها هنا على سبعة عشر ذراعاً. فكُشِف، فإذا بصخرةٍ بيضاء، فقال عليه السّلام: على هذه وَضَعَت مريمُ عيسى من عاتقها وصَلَّت ها هنا. فنصب أميرُ المؤمنين عليه السّلام الصخرةَ وصلّى إليها، وأقام هناك أربعة أيّام يُتمّ الصلاة، ثمّ قال: أرض براثا، هذا بيت مريم عليها السّلام، هذا الموضع المقدّس صلّى فيه الأنبياء ومنهم ابراهيم الخليل عليه السلام. (1)
قدّم الإمام علي عليه السلام، البراهين الدامغة على قدسية المكان، حيث بين موضع العين التي انبجست لمريم عليها السلام، وحفر بعمق سبعة عشر ذراعاً لكي يستخرج الصخرة البيضاء التي وضعت عليها السيدة مريم وليدها القادس، وقدّم الراهب براهينه بأن خبر نزول الامام علي عليه السلام في موضع براثا مذكور في الانجيل!
وذكرت الروايات الشريفة ان موضع مسجد براثا يكون في يمنة السواد، أي في يمين المنطقة المأهولة بالسكان في بغداد، كما سمي موضع المسجد بالموضع المقدس.
ففي الرواية عن علي بن الحسين بن علي بن الحسين، عن أبيه قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: إن أمير المؤمنين عليه السلام لما رجع من وقعة الخوارج اجتاز بالزوراء فقال للناس: إنها الزوراء فسيروا وجنبوا عنها، فان الخسف أسرع إليها من الوتد في النخالة. فلما أتى موضعا من أرضها قال: ما هذه الارض؟ قيل: أرض نجرا. فقال: أرض سباخ جنبوا ويمنوا. فلما أتى يمنة السواد إذا هو براهب في صومعة فقال له: يا راهب انزل ههنا؟ فقال له الراهب: لا تنزل هذه الارض بجيشك، قال: ولم؟ قال: لأنه لا ينزلها إلا نبي أو وصي نبي بجيشه يقاتل في سبيل الله عز وجل هكذا نجد في كتبنا.
فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: أنا ذلك. فنزل الراهب إليه فقال: خذ علي شرايع الاسلام إني وجدت في الانجيل نعتك وأنك تنزل أرض براثا بيت مريم و أرض عيسى عليهما السلام فقال أمير المؤمنين: قف ولا تخبرنا بشيء. ثم أتى موضعا فقال الكزوا هذا فلكزه برجله عليه السلام فانبجست عين خرارة، فقال: هذه عين مريم التي انبعت لها.
ثم قال: اكشفوا ههنا على سبعة عشر ذراعا. فكشف فاذا بصخرة بيضاء فقال عليه السلام: على هذه وضعت مريم عيسى من عاتقها وصلت ههنا. فنصب أمير المؤمنين عليه السلام الصخرة وصلى إليها وأقام هناك أربعة أيام يتم الصلاة، وجعل الحرام في خيمة من الموضع على دعوة، ثم قال: أرض براثا هذا بيت مريم عليها السلام هذا الموضع المقدس صلى فيها الأنبياء. قال أبو جعفر محمد بن علي عليهما السلام: ولقد وجدنا أنه صلى فيه إبراهيم قبل عيسى عليهما السلام (2).
-----------------------------------------
(1) أمالي الطوسي/ 199
(2) أمالى الطوسى ج ١ ص ٢٠٢ طبع النجف الاشرف
تعليق