بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد وآل محمد .
1- التّعقّل والتّدبّر والتبصّر، فقال سبحانه: ﴿لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾ [يوسف: 2]؛ أي: تعقلون ما أنزل الله تعالى من الآيات والقصص، وتتفكرون في مآلات الأمور، ولا تكتفوا بظاهر الأمور فقط، بل بباطنها ومآلاتها ونتائجها وآثارها، في الدنيا والآخرة.
2- إحداث الوعي الشّامل والتّوعية القريبة والبعيدة الكاملة حتّى يخرج المسلم عن الغفلة والسطحيّة، ويكون قادراً على فهم الأشياء والقضايا على حقيقتها ومقاصدها.
3- تقوية الإيمان بالله تعالى، والتّوكل الكامل عليه، وتفويض الأمر إليه: ﴿إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ﴾ [يوسف: 67]؛ فما على الإنسان إلّا الأخذ بالأسباب بقدر الإمكان مع التّوكل على الله حقّ التّوكّل.
4- الرضا التّام من المؤمن بقضاء الله تعالى وقدره، وحسن اليقين بالله تعالى، بأن المصائب والابتلاءات والمحن تحمل في طيّاتها المنح الربانيّة ما دام صابراً راضياً مطيعاً لله تعالى، فلا يستيئس من رحمة الله، ولا يقنط من فضل الله، بل يطمع في نصر الله، وفي تفريج الله تعالى ﴿إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ﴾ [يوسف: 87] ؛ فالسّورة تؤكّد على هذا المقصد من بداية محن يوسف عليه السلام في البئر إلى السجن، ثمّ من السجن إلى القصر وإلى التّمكين. كما أنّ سيدنا يعقوب عليه السلام كان يمثّل قمّة الرضا والأمل الكبير، وطردِ البأس والقنوت.
5- العبرة والاتّعاظ لأصحاب العقول السّليمة والألباب الواعية فقال تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كلّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾ [يوسف: 111].
6- بيان أنّ الحسد لا يعود بالخير حتّى على صاحبه بل يؤدّي إلى الخذلان والذلّ والهوان، وإن الله تعالى قد يجعل حسد الحاسد سبباً لارتفاع المحسود.
7- الدعوة إلى توحيد الله تعالى وإنكار الشّرك وإفراد الله بالعبادة والدلالة على ملّة إبراهيم وإسحاق ويعقوب.
8- الدّعوة إلى تزكية النّفس البشريّة من خلال التّعريف بها وبطبيعته وترغيب النّاس بمحاسبتها ومراجعتها، والرجوع إلى الله بالاستغفار والتّوبة.
9- الدّلالة على الطريق الّتي تؤدّي إلى تقوى الله من خلال بيان وإظهار ثمارها في حياة يوسف عليه السلام وأنّه سبب للمخرج من كلّ ضيق وبها ييسّر الله الأمور وينوّر العقول، ويطهّر النّفوس، وبها تتنزّل البركات الماديّة والمعنويّة، وبها الحفظ من كيد الأعداء ومكرهم.
10- الإشادة بالأخلاق الفاضلة والصفات الحميدة كالإخلاص والصدق والإحسان والعفّة، والكرم والعفو والصّبر والحكمة والعلم… إلخ.
11- أهميّة تقديم الخبر والإحسان، ومعاونة النّاس على حلّ أزماتهم والتّخلص من نكباتهم مهما كانت عقيدة هؤلاء البشر ويكون ذلك الفعل والعمل ممّا يتقرب به إلى وجه الله تعالى.
12- أنّ التّمكين لعباد الله تعالى محض فضل من الله تعالى يسوق له أسبابه ويوفّر له شروطه، وسننه وصفات أهله وهو خاضع لمشيئته وقدرته.
13- أنّ القوة والتّمكين من الوسائل الّتي يتقرّب بها إلى الله في خدمة الفقراء والمحتاجين والمساكين وتقديم العون للمحتاجين، وصلة الأرحام مع الأقارب… إلخ.
14- بيان أنّ من كان مع الله كان الله معه، ومن وقع في الذنوب والمعاصي والآثام عاش في همّ وغمّ وحزن، كما أنّ رحمة الله قريبة من عبادة سواء الطائع، أو العاصي.
15- أنّ الغاية من الحياة تحقيق العبادة وعمارة الأرض والحرص على الوفاء على الإسلام، وأن يُلحق العبد بالصّالحين إلى غير ذلك من المقاصد والغايات في هذه السّورة العظيمة. [يوسف عليه السلام قدوة المسلمين في غير ديارهم.
تعليق