يزيد بن مسعود يحث عشيرته لنصرة الإمام الحسين (ع) ، ويذم حكم معاوية وابنه يزيد .
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وآل محمد .
فجمع يزيد بن مسعود بني تميم وبني حنظلة وبني سعد، فلما حضروا قال: يا بني تميم! كيف ترون موضعي فيكم، وحسبي منكم؟
فقالوا: بخ بخ ، أنت والله! فقرة الظهر، ورأس الفخر، حللت في الشرف وسطا، وتقدمت فيه فرطا.
قال: فإني قد جمعتكم لأمر أريد أن أشاوركم فيه، وأستعين بكم عليه.
فقالوا: إنا والله! نمنحك النصيحة، ونحمد لك الرأي، فقل حتى نسمع.
فقال: إن معاوية مات، فأهون به والله هالكا ومفقودا، ألا وإنه قد انكسر باب الجور والإثم، وتضعضعت أركان الظلم، وقد كان أحدث بيعة عقد بها أمرا ظن أنه قد أحكمه، وهيهات والذي أراد، اجتهد والله ففشل، وشاور فخذل، وقد قام ابنه يزيد شارب الخمور، ورأس الفجور، يدعي الخلافة على المسلمين، ويتأمر عليهم بغير رضى منهم، مع قصر حلم، وقلة علم، لا يعرف من الحق موطئ قدمه.
فأقسم بالله قسما مبرورا! لجهاده على الدين أفضل من جهاد المشركين، وهذا الحسين بن علي، ابن بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، ذو الشرف الأصيل، والرأي الأثيل، له فضل لا يوصف، وعلم لا ينزف، وهو أولى بهذا الأمر؛ لسابقته وسنه وقدمه وقرابته، يعطف على الصغير، ويحنو على الكبير، فأكرم به راعي رعية، وإمام قوم وجبت لله به الحجة، وبلغت به الموعظة، فلا تعشوا عن نور الحق، ولا تسكعوا في وهدة الباطل، فقد كان صخر بن قيس انخذل بكم يوم الجمل، فاغسلوها بخروجكم إلى ابن رسول الله ونصرته، والله! لا يقصر أحد عن نصرته إلا أورثه الله الذل في ولده، والقلة في عشيرته، وها أنا ذا قد لبست للحرب لامتها، وادرعت لها بدرعها، من لم يقتل يمت، ومن يهرب لم يفت، فأحسنوا رحمكم الله رد الجواب.
فتكلمت بنو حنظلة فقالوا: يا أبا خالد! نحن نبل كنانتك، وفرسان عشيرتك، إن رميت بنا أصبت، وإن غزوت بنا فتحت، لا تخوض والله! غمرة إلا خضناها، ولا تلقى والله! شدة إلا لقيناها، ننصرك بأسيافنا، ونقيك بأبداننا، إذا شئت فافعل.
وتكلمت بنو سعد بن زيد، فقالوا: يا أبا خالد! إن أبغض الأشياء إلينا خلافك والخروج من رأيك، وقد كان صخر بن قيس أمرنا بترك القتال، فحمدنا أمرنا وبقي عزنا فينا، فأمهلنا نراجع المشورة ويأتيك رأينا.
وتكلمت بنو عامر بن تميم، فقالوا: يا أبا خالد! نحن بنو عامر، بنو أبيك وحلفاؤك لا نرضى إن غضبت، ولا نقطن إن ظعنت، والأمر إليك فادعنا نجبك، وأمرنا نطعك، والأمر لك إذا شئت.
فقال: والله! يا بني سعد! لئن فعلتموها لا رفع الله السيف عنكم أبدا، ولا زال سيفكم فيكم...) . 1
******************************
1 - موسوعة كلمات الإمام الحسين (ع) ، لجنة الحديث في معهد باقر العلوم (ع) ، ص 384.
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وآل محمد .
فجمع يزيد بن مسعود بني تميم وبني حنظلة وبني سعد، فلما حضروا قال: يا بني تميم! كيف ترون موضعي فيكم، وحسبي منكم؟
فقالوا: بخ بخ ، أنت والله! فقرة الظهر، ورأس الفخر، حللت في الشرف وسطا، وتقدمت فيه فرطا.
قال: فإني قد جمعتكم لأمر أريد أن أشاوركم فيه، وأستعين بكم عليه.
فقالوا: إنا والله! نمنحك النصيحة، ونحمد لك الرأي، فقل حتى نسمع.
فقال: إن معاوية مات، فأهون به والله هالكا ومفقودا، ألا وإنه قد انكسر باب الجور والإثم، وتضعضعت أركان الظلم، وقد كان أحدث بيعة عقد بها أمرا ظن أنه قد أحكمه، وهيهات والذي أراد، اجتهد والله ففشل، وشاور فخذل، وقد قام ابنه يزيد شارب الخمور، ورأس الفجور، يدعي الخلافة على المسلمين، ويتأمر عليهم بغير رضى منهم، مع قصر حلم، وقلة علم، لا يعرف من الحق موطئ قدمه.
فأقسم بالله قسما مبرورا! لجهاده على الدين أفضل من جهاد المشركين، وهذا الحسين بن علي، ابن بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، ذو الشرف الأصيل، والرأي الأثيل، له فضل لا يوصف، وعلم لا ينزف، وهو أولى بهذا الأمر؛ لسابقته وسنه وقدمه وقرابته، يعطف على الصغير، ويحنو على الكبير، فأكرم به راعي رعية، وإمام قوم وجبت لله به الحجة، وبلغت به الموعظة، فلا تعشوا عن نور الحق، ولا تسكعوا في وهدة الباطل، فقد كان صخر بن قيس انخذل بكم يوم الجمل، فاغسلوها بخروجكم إلى ابن رسول الله ونصرته، والله! لا يقصر أحد عن نصرته إلا أورثه الله الذل في ولده، والقلة في عشيرته، وها أنا ذا قد لبست للحرب لامتها، وادرعت لها بدرعها، من لم يقتل يمت، ومن يهرب لم يفت، فأحسنوا رحمكم الله رد الجواب.
فتكلمت بنو حنظلة فقالوا: يا أبا خالد! نحن نبل كنانتك، وفرسان عشيرتك، إن رميت بنا أصبت، وإن غزوت بنا فتحت، لا تخوض والله! غمرة إلا خضناها، ولا تلقى والله! شدة إلا لقيناها، ننصرك بأسيافنا، ونقيك بأبداننا، إذا شئت فافعل.
وتكلمت بنو سعد بن زيد، فقالوا: يا أبا خالد! إن أبغض الأشياء إلينا خلافك والخروج من رأيك، وقد كان صخر بن قيس أمرنا بترك القتال، فحمدنا أمرنا وبقي عزنا فينا، فأمهلنا نراجع المشورة ويأتيك رأينا.
وتكلمت بنو عامر بن تميم، فقالوا: يا أبا خالد! نحن بنو عامر، بنو أبيك وحلفاؤك لا نرضى إن غضبت، ولا نقطن إن ظعنت، والأمر إليك فادعنا نجبك، وأمرنا نطعك، والأمر لك إذا شئت.
فقال: والله! يا بني سعد! لئن فعلتموها لا رفع الله السيف عنكم أبدا، ولا زال سيفكم فيكم...) . 1
******************************
1 - موسوعة كلمات الإمام الحسين (ع) ، لجنة الحديث في معهد باقر العلوم (ع) ، ص 384.
تعليق