إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مفردات قيّمة من القرآن الكريم، ﴿هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ﴾

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مفردات قيّمة من القرآن الكريم، ﴿هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ﴾

    بِسْمِ اَللهِ اَلرَّحْمنِ اَلرَّحِيمِ

    اللهم صلِّ على مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّد



    قال الله تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ ۚ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾.[1]
    تتحدث الآية الشريفة عن سر من أسرار الخلقة التي أرادها الله عز وجل لخلقه، والتي احتار فيها العلماء الذين بحثوا كثيرا فيها:
    فالتصوير في كل شيء هو النقش والتخطيط، والأرحام جمع رحم هو مكان النطفة ومجال نموّها ﴿
    هُوَ﴾، يعنى الله هو ﴿اَلَّذِي يُصَوِّرُكُمْ‌﴾، يخطّط نطفكم فتارة ذكرا وأخرى أنثى وثالثة خنثى بوسامة أو دمامة بطول أو قصر وما الى ذلك، وهذا التصوير يكون فِي عالم ﴿الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ﴾، على ما تقتضيه الحكمة والمصلحة لا اعتباطا وتشهيا إذ لا جزاف في فعل الحكيم.
    ولا اشكال لأحد من الذكران والإناث على طرز خلقته ذكرا كان أم أنثى بأنّها لو خلقت ذكرا لكان أولى بها أو هو يقول لو كنت أنثى لكان أولى بي، لعواطف تعصف بالفكر فتهيج الأماني المذكورة لأن خلقة الذكر والأنثى وإن تفاوتت من نواحي عديدة طبيعية واخلاقية وبلغ إحصائها الى الأربعين فارقا الاّ أن لكل احترامه وصلاحيته لا كما يظن الرجل أنه أعظم مقاما من المرأة بالذات، نعم يجوز أن يكون أعظم مقاما بالعمل وتحمّل الزحمة ولا كما تظن المرأة انها أدون من الرجل مقاما بالذات فإنها قد تكون خيرا منه بالعمل ومسألة تكوّن الأنثى من مثل المادة التي يتكوّن منها الذكر من أعظم رموز الخلقة إنصافا.
    ﴿لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ﴾، يعنى إذا كان الله تعالى بالوصف المذكور وهو انّه مصرّف للعالم كله فلا تليق العبادة بأحد سواه لأن ما سواه داخل في حوزة حكومته متصرف بتصريفه مخلوق له اَلْعَزِيزُ الذي لا يستطيع مخلوق ان يتفلّت عليه في عالم التكوين اَلْحَكِيمُ‌ الذي لا يعمل عملا من دون حكمة وعلّة وان لم تتجل جملة من العلل للعيون والعقول.
    يقول الشيخ ناصر مكارم الشيرازي في تفسيره: (مراحل تطوّر الجنين من روائع الخلق: إنّ عظمة مفهوم هذه الآية تجلّت اليوم أكثر من ذي قبل نتيجة للتقدّم الكبير في علم الأجنّة. فهذا الجنين يبدأ بخلية، لا شكل لها ولا هيكل ولا أعضاء ولا أجهزة. ولكنّها تتّخذ أشكالا مختلفة كلّ يوم وهي في الرحم، وكأنّ هناك فريقا من الرسّامين المهرة يحيطون بها ويشتغلون عليها - ليل نهار وبسرعة عجيبة - ليصنعوا من هذه الذرّة الصغيرة وفي وقت قصير إنسانا سويّا في الظاهر، وفي جوفه أجهزة دقيقة رقيقة متعقّدة ومحيّرة. لو أنّ فيلما صوّر مراحل تطوّر الجنين - وقد صوّر فعلا - وشاهده الإنسان يمرّ من أمام عينيه لأدرك بأجلى صورة عظمة الخلق وقدرة الخالق.
    والعجيب في الأمر أنّ كلّ هذا الرسم يتمّ على الماء الذي يضرب به المثل في عدم احتفاظه بما يرسم عليه).
    [2]

    كما ورد في الأخبار عَنْ شُعَيْبٍ اَلْعَقَرْقُوفِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللهِ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ قَالَ: ((إِنَّ لِلرَّحِمِ أَرْبَعَ سُبُلٍ، فِي أيِّ سَبِيلٍ سَلَكَ فِيهِ اَلْمَاءُ كَانَ مِنْهُ اَلْوَلَدُ، وَأَحَدٌ وَاِثْنَانِ وَثَلاَثٌ وَأَرْبَعَةٌ وَلاَ يَكُونُ إِلَى سَبِيلٍ أَكْثَرُ مِنْ وَاحِدٍ)).[3]
    عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اَللهِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَمِيرِ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ قَالَ: ((تَعْتَلِجُ اَلنُّطْفَتَانِ فِي اَلرَّحِمِ، فَأَيَّتُهُمَا كَانَتْ أَكْثَرَ جَاءَتْ تُشْبِهُهَا، فَإِنْ كَانَتْ نُطْفَةُ اَلْمَرْأَةِ أَكْثَرَ جَاءَتْ يُشْبِهُ أَخْوَالَهُ وَإِنْ كَانَتْ نُطْفَةُ اَلرَّجُلِ أَكْثَرَ جَاءَتْ يُشْبِهُ أَعْمَامَهُ وَقَالَ: تَحَوَّلُ اَلنُّطْفَةُ فِي اَلرَّحِمِ أَرْبَعِينَ يَوْماً، فَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَدْعُوَ اَللهَ عَزَّ وَجَلَّ فَفِي تِلْكَ اَلْأَرْبَعِينَ قَبْلَ أَنْ يُخْلَقَ، ثُمَّ يَبْعَثُ اَللهُ عَزَّ وَجَلَّ مَلَكَ اَلْأَرْحَامِ فَيَأْخُذُهَا فَيَصْعَدُ بِهَا إِلَى اَللهِ عَزَّ وَجَلَّ فَيَقِفُ مِنْهُ مَا شَاءَ اَللهُ، فَيَقُولُ: يَا إِلَهِي أَذَكَرٌ أَمْ أُنْثَى؟ فَيُوحِي اَللهُ عَزَّ وَجَلَّ مَا يَشَاءُ، فَيَكْتُبُ اَلْمَلَكُ «اَلْحَدِيثَ» وَسَتَقِفُ عَلَيْهِ بِتَمَامِهِ عِنْدَ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي اَلْأَرْضِاَلْآيَةَ إِنْشَاءَ اَللهُ)).[4]
    [1] سورة آل عمران، الآية: 6.
    [2] الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، ج 2، ص 391.
    [3] الكافي، ج 6، ص 16.
    [4] تفسير نور الثقلين، ج 1، ص 311.


  • #2
    اللهم صل على محمد وال محمد
    احسنتم ويبارك الله بكم
    شكرا لكم كثير

    تعليق


    • #3
      بسم الله الرحمن الرحيم
      اللهم ص​ل على محمد وآل محمد
      جزاكم الله خيرا
      مع شكرنا وتقديرنا لحسن متابعاتكم​​

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X