يروى أن رجلا يعيش في بيت.. وذات يوم اراد الدخول من الباب كالمعتاد واذا بكلب قد خرج من ذلك الباب الذي ينوي الدخول منه وعلى فم الكلب آثار بيضاء..
فتذكر الرجل أن في الغرفة كوب به لبن.. واعتقد أن الكلب قد شرب من اللبن.. وبالفعل ذهب الى الكوب واذا به ناقص.. فشك في الموضوع..
وراح يفكر ويفكر.. الى أن انتهى به التفكير الى التوجه الى رجل له هيبة وكبرياء وجامع للعلم.. فسأله بالمسألة: يا شيخنا: المسألة كذا وكذا.. فما حكم اللبن..؟ أهو نجس أم طاهر..؟
فسأله الشيخ: هل رايت الكلب وقد وضع فمه في اللبن؟ فاجاب الرجل: لا.. فقال هل رأيت الكلب وهو يشرب من اللبن..؟
فقال الرجل لا.. فقال الشيخ بصريح العبارة : اللبن طاهر ..!! فتعصب الرجل ..!!
واشتدت به الاعصاب : وقال: كيف يكون طاهرا وانا لدي اثباتات أن اللبن نجس.. اولا فم الكلب عليه آثار بيضاء..
وثانيا: خارج من الغرفة التي بها اللبن.. وثالثا: اللبن ناقص في الكوب.. فقال له اشيخ: طالما انت لم ترى ما تعتقد به فاللبن مهما كانت اثباتاتك وأقوالك يكون اللبن في النهاية سليم وطاهر.
خرج الرجل وعليه آثار الطيش والقناعة ان اللبن نجس وتوجه الى عمله وهو يعمل قصابا في السوق.. استدعته الحاجة الى التبول وترك العمل ..
فذهب وفي يده سكين عمله الى خربة كانت قريبة من السوق لكي يقضي حاجته هناك..
وكانت ثيابه ملطخة من دماء الذبيحة التي قصبها.. وعندما وصل الى الخربة تفاجا أن هناك رجل مقتول..
فتعجب.. وأراد الابتعاد عن موقع الحدث.. إلا أنه هناك بلاغ لأبناء الرجل المقتول وجاؤوا على الفور الى الموقع.. وإذا بالرجل واقف وفي يده سكين وعليه آثار الدماء..
فتيقن الولاد أن الرجل هو القاتل.. فمدت اليه أصابع الإتهام.. فقال الرجل: كلا لست انا.. وتوجهوا جميعا الى نفس الرجل الذي في السابق طرح عليه قضية اللبن..
فاوضحوا اليه المسألة أننا وجدنا هذا الرجل وفي يده سكين وعليه آثار الدماء ووالدنا مقتول في الخربة..
فنظر الشيخ الى الرجل: وقال: ماذا تقول الآن عن صحة اللبن وطهارته.. اذا قلت أن اللبن نجس فأنت القاتل.. واذا قلت أن اللبن طاهر فلست بقاتل..
فقال قطعيا اللبن طاهر.. ثم توجه الشيخ الى أولاد المقتول: وقال لهم هل رأيتم الرجل وهو يضع السكين على والدكم؟
فقالوا : لا.. فقال الشيخ : هل رأيتم الرجل وهو يجري عملية القتل لوالدكم..؟
فقالوا : لا.. فقال الشيخ إذن لا تستطيعوا الحكم على الرجل أنه القاتل طالما لو تروا أي اثبات يدل على القتل وعملية القتل..
قصة تعطينا مصداقية عدم التسرع والاتهام للآخرين قبل اثبات الأدلة الحقيقية
تعليق