بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
ما أن وقع نظرُ النبيّ صلّى الله عليه وآله على حفيدته الطاهرة زينب عليها السلام.. حتّى ترقرقت عيناه الشريفتان بالدموع، وبكى، كما بكى من قبل على حبيبه الحسين عليه السلام حين جيء به إليه.
• رُويَ أنَّ زينب بنت الإمام عليّ عليهما السلام لمّا وُلِدت، أُخبِر بذلك رسول الله صلّى الله عليه وآله، فجاء إلى منزل ابنته فاطمة عليها السلام يناديها: يا بنتاه، إيتيني بنيّتَكِ المولودة، فلمّا أخضرتْها أمُّها أخذها رسول الله صلّى الله عليه وآله وضمّها إلى صدره الشريف، ووضع خدَّه المنيف على خدّها.. فبكى بكاءً حارّاً، وسالت دموعُه على كريمته المقدّسة. فسألته ابنته فاطمة: مِمّ بكاؤك، لا أبكى اللهُ عَينيك يا أبتاه! فأجابها: يا بنيّة يا فاطمة، اعلمي أنّ هذه البنت ـ بعدَكِ وبعدي ـ تُبتلى ببلايا فادحة، وتَرِد عليها مصائبُ ورزايا مفجعة. هنا بكت فاطمة صلوات الله مرّةً أخرى، ثمّ كان منها هذا السؤال: يا أبه، فما ثوابُ مَن يبكي عليها وعلى مصائبها؟ فقال صلّى الله عليه وآله يبشّر محبّيها: يا بضعتي ويا قُرّةَ عيني، إنّ مَن بكى عليها وعلى مصائبها كان ثواب بكائه كثواب مَن بكى على أخَوَيها.
• ومن طبيعة كلّ أب، إذا بُشّر بمولودٍ له، ابتهج قلبه وامتلأ فرحاً وسروراً، لكنّ أمير المؤمنين عليّا ً عليه السلام كان كلّما بُشّر بمولودٍ تذكّر ما سيجري عليه، فحزن عليه. جاء في بعض الكتب مأثوراً: أنّه لمّا وُلِدت السيّدة زينب عليها السلام، استقبله الإمامُ الحسين عليه السلام ـ وكان عمره الشريفَ في حدود السنة الخامسة ـ فبشّر أباه وهو متوجّه نحو البيت: ابه يا ابه، إنّ الله تبارك وتعالى قد وهب لي أختاً. ثمّ نظر الحسين عليه السلام في وجه أبيه ليرى أثر البشارة عليه، فإذا به يرى عينَي أبيه قد اغرورقت بالدموع ثمّ تقاطرت على محيّاه المبارك. تأثّر الحسين سلام الله عليه بحزن أبيه، فتسائل: فديتُك بنفسي يا أبه، لقد جئتكم بالبشارة فرددتم بشارتي بالبكاء! فما سبب بكائكم، وعلى مَن تبكون يا أبه، لا أبكي اللهُ عينَيكم؟ كفكَفَ أمير المؤمنين عليه السلام دموعه بكفَّيه الكريمتين، ثمّ أخذ ولدَه الحسين وضمّه إلى صدره ومسح دموع عينيه وحدّثه: نورَ عيني يا حسين، سأكشف لك بعد قليل سرَّ هذا البكاء، وأُعلمك بآثاره.. ثمّ أخذ عليه السلام يقصّ عليه ما سيكون من قصّة كربلاء ووقعة الطفّ يوم عاشوراء: مِن قتلِ الرجال، وسَبْي النساء، وفيهنّ هذه السيّدة الوليدة الطاهرة زينب عليها أفضل الصلاة والسلام.