إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مفردات قيّمة من القرآن الكريم، ﴿وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللهِ﴾

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مفردات قيّمة من القرآن الكريم، ﴿وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللهِ﴾

    بِسْمِ اَللهِ اَلرَّحْمنِ اَلرَّحِيمِ

    اللهم صلِّ على مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّد


    قال الله تعالى: ﴿قُلْ أَؤُنَبِّئُكُم بِخَيْرٍ مِّن ذَلِكُمْ ۚ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللهِ ۗ وَاللهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ﴾.[1]
    ﴿قُلْ﴾، يا محمّد، والهمزة للتقرير أي أخبركم بما هو خير ممّا فصّل من تلك المستلذّات المزيّنة لكم ﴿لِلَّذِينَ اتَّقَوْا﴾، والمراد أهل التّقوى «للّذين» خبر مبتدؤه «جنّات» والمراد من التقوى التحرّز عن المعاصي والتبتل إلى الله بالإعراض عمّا سواه كما ينبئ عن هذا المعنى النعوت الآتية ﴿عِندَ رَبِّهِمْ﴾، نصب على الحاليّة ﴿جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ﴾، ومبرّءات من العيوب الظاهرة كالحيض والقاذورات ومن العيوب الباطنة كالغضب والحسد ونحوه، قال النبيّ صلّى اللّه عليه وآله: ((شِبْرٌ مِنَ اَلْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنَ اَلدُّنْيَا وَمَا فِيهَا)).[2]
    ﴿وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللهِ﴾، وإزاء هذه الجنّات رضوانه أي رضوان لا يقادر قدره كائن منه تعالى.
    فهو حديث رباني مع الناس يحثهم فيه على الاختيار الأنسب في الحياة الدنيا للوصول الى الآخرة والفوز بنعيمها الدائم، فأراد الهادي الحقيقي عز وجل أن يرشدهم الى الواسطة ويعلمهم أن الوقوف على الدرجة النازلة غير صحيح لكونه مفوتا للدرجة العالية الدائمة، فاذا كان بأنظارهم بل انظار العقلاء تحصيل ما يتعلق بقوام البدن وبقائه وراحته لازما مع العلم بان البدن الدنيوي يفارق عنه الروح ولا يبقى دائما، فتحصيل ما يتعلق بالبدن الخلقي (بالضم) أي الحاصل من الملكات وهو البرزخي وفوقه وهو البدن المناسب للقيامة وما يتعلق بنفس الروح أعظم.
    فان بعد الدنيا دارين آخرين أحدهما أنسب بالمتوسطة من الانسان وهي مرتبة القلب والاخر انسب بالعالية وهي القيامة، ومن أمتعة الدارين جنات تجرى من تحتها الانهار، فالأنهار بمنزلة الاصل وترى الماء جاريا في كل مقام من الجنة تحت قدميك إذا أردت الأخذ منه تأخذ منه، والاشجار وسائر امور الجنة بمنزلة الفرع لكون الماء هو حقيقة العلم، والعقائد الحقة والاعمال الصالحة صادرة منها فكما أن في الدنيا نشأت الخيرات من العلم، فكذلك في الاخرة يكون ماء الجنة اصلا؛ وكما أن العلم يسرى منك الى الغير وبالسريان لا ينقص فكذلك في الجنة تكون جارية ولا نفاد له أبدا.
    والازواج المطهرة من الأدناس، من دنس سوء المنظر، ومن دنس سوء الخلق ومن دنس الجهالة، ومن دنس التعلق بغيرك مما يكون التعلق به دنسا، فهي المطهرة على نحو الاطلاق، فقرينك في نهاية الجمال البدني بحيث لا نقص فيه من تلك الجهة بنحو من الانحاء وفي نهاية حسن الخلق (بالضم) فلا نقص فيه من تلك الجهة وفي نهاية الوداد والحب والعشق اليك، بحيث لا نقص فيه من تلك الجهة، وفي نهاية حسن الصوت والتغني بحيث لا نقص فيه من تلك الجهة، وكذلك الغنج والدلال، وفي نهاية الكمالات العلمية، بحيث لا نقص فيه من تلك الجهة، فأنظر بنظر الاعتبار بهذا القرين هل يكون منه شيء أحسن.
    وقد ورد عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: فِي قَوْلِ اَللهِ: ﴿فِيها أَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ﴾، قَالَ: ((لاَ يَحِضْنَ وَلاَ يُحْدِثْنَ)).
    [3]
    ﴿وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللهِ﴾، الذي ليس لنا أن نصفه اذ هو معدن كل حسن وجمال وبهاء وكمال ونور، فبسماع صوته يحصل التذاذ غير موصوف، وبسماع كلماته يحصل التذاذ غير موصوف، وبالتجلي الذي اندك به الجبل ووقع موسى عليه السّلام مغشيا عليه يحصل التذاذ لا يوصف وهكذا، وهذه الأمور تكون للذين اتقوا (المذكور في صدر الآية)، فانظر الى حلاوة البيان وكونه على طبق العقل، وكون وداد تلك الواسطة معنا بأي درجة، وعلما أن مدحنا راجع الينا.

    [1] سورة آل عمران، الآية: 15.
    [2] بحار الأنوار، ج 8، ص 148.
    [3] تفسير العياشي، ج 1، ص 164.


  • #2
    احسنتم ويبارك الله بكم
    شكرا لكم كثيرا
    مأجورين

    تعليق


    • #3
      بسم الله الرحمن الرحيم
      اللهم ص​ل على محمد وآل محمد
      جزاكم الله خيرا
      مع شكرنا وتقديرنا لحسن متابعاتكم​​
      ​​​

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X