إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

زين سجودك

تقليص
X
تقليص
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • زين سجودك


    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صلِ على محمد وآل محمد
    إن السجدة الواجبة في الصلاة هي أن تضع المواضع السبع على الأرض وتقول: سبحان الله ثلاثا وهي التي تُعرف بالتسبيحة الصغرى، أما الكبرى فهي: سبحان ربي الأعلى وبحمده. ولا تكن بخيلا أو قانعا بالتسبيحة الصغرى، واذكر الله في السجود بالتسبيحة الكبرى وكررها ثلاثاً أو خمساً أو أكثر من ذلك.

    وقبل أن تسجد؛ زين سجدتك بهذه الزينة التي وردت في الرسالة العملية: (اَللَّهُمَّ لَكَ سَجَدْتُ وَبِكَ آمَنْتُ وَلَكَ أَسْلَمْتُ وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ وَأَنْتَ رَبِّي سَجَدَ وَجْهِي لِلَّذِي خَلَقَهُ وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ اَلْحَمْدُ لِلّٰهِ رَبِّ اَلْعٰالَمِينَ تَبَارَكَ اَللّٰهُ أَحْسَنُ اَلْخٰالِقِينَ)(١). إننا عادة عندما نسجد نقول: سبحان ربي الأعلى وبحمده من دون توجه ومن دون خشوع وبكاء. والحال أنه يجدر بأحدنا أن يهيئ نفسه لذكر السجود بهذا الدعاء الذي ذكرناه. فرق بين من يقول: سبحان الله ثلاثاً نقرا كنقر الغراب، ومن دون صلاة على النبي وآله (صَل اللهُ عَليهِ وَآلِهِ وسلّم)، وبين من يأتي بهذا الذكر بعد مقدمات.

    إن دأب الكرماء وكبار المطاعم؛ أن يقدموا لك بعض المقبلات قبل الوجبة الرئيسية. وهذا الذكر هو بمثابة هذه المقبلات التي تسبق الوجبة الرئيسية.

    ومن الطبيعي أن يبحث الذي يريد صلاة خاشعة ويريد صلاة العاشقين عن الآداب والسنن. وقد لا يُمكنك أن تأتي بهذه الآداب في صلاة الجماعة؛ ولكن ما المانع – بين وقت وآخر – أن تلتزم في المنزل عندما تصلي فرادى بهذه الآداب.

    إن الواحد منا خبير بأنواع الأطعمة والأشربة والفاكهة وبأنواع الجمال؛ ولكننا نحتاج أن نتعرف على أنواع السجدة. من السجدات؛ سجدة التلاوة. وهي السجدات الأربع الواجبة بعد كل آية من آيات السجدة في سور العزائم، وتقول في السجدة: سجدت لك تعبداً ورقا، لا مستكبراً عن عبادتك ولا مستنكفاً ولا متعظما؛ بل أنا عبد ذليل خائف مستجير. إن إمامنا زين العابدين (عليه السلام ) كان يعجبه أن يسجد عند قراءة كل آية سجدة. فكلما مررت على آية السجود؛ اسجد لله عز وجل. وعندما تسجد للتلاوة؛ تذلل في سجودك وهذا ما تراه في الذكر المستحب في هذ السجدات؛ حيث تجد عبارات الخشوع والتذلل.

    هل سمعت بالسجدة التأملية؟
    ومن السجدات؛ السجدة التأملية. ما المانع من أن يسجد المؤمن في المسجد أو في جوف الليل من دون ذكر؛ وإنما يكون متفكر ويعيش معاني التذلل والعظمة، ويفكر في المبدأ والمعاد. وبإمكانك أن تسجد هذه السجدة التأملية بعد الفراغ من صلاة الليل إلى أن يدخل وقت صلاة الفجر. وقد يغلب عليك النوم وأنت ساجد وهذه حالة نعما هي. فقد روي عن الرضا (عليه السلام ) أنه قال: (إِذَا نَامَ اَلْعَبْدُ وَهُوَسَاجِدٌ قَالَ اَللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَبْدِي قَبَضْتُ رُوحَهُ وَهُوَفِي طَاعَتِي)(٢) نعم، هو نائم ولكن أين هذا ممن ينام على معصية؟

    ومن المعلوم أن الله سبحانه يتوفى الأنفس في منامها لقوله عز من قائل: (ٱللَّهُ يَتَوَفَّى ٱلۡأَنفُسَ حِينَ مَوۡتِهَا وَٱلَّتِي لَمۡ تَمُتۡ فِي مَنَامِهَا)(٣). وبإمكانك أن تستثمر هذه الفقرة لنيل الكمالات. فما المانع من أن تقول: يا رب، تتوفاني في المنام؛ فجمل روحي وأنا نائم. ألست تقبض روحي في النوم؟ فلا تُرجع هذه الروح إلا بكمال جديد. وهنيئا لمن استجاب الله له دعوته؛ فهو يعمل وهو مستيقظ ويعمل وهو نائم. ولهذا بعض المؤمنين عندما يقوم من الفراش يسجد قائلاً: الحمدلله الذي رد علي روحي لأحمده وأعبده.


    من السجدات؛ سجدة الاستعانة. إن النبي الأكرم (صل الله عليه وآله وسلم ) يعلمنا كيف نسجد سجدة الاستعانة هذه. فقد ورد أنه كان إذا حزنه أمر استعان بالصلاة والصوم. من الطبيعي عندما يصلي المؤمن أن يناجي في السجدة ربه بما يشاء. لقد روي عن الإمام الصادق (عليه السلام ) أنه قال: (مَا يَمْنَعُ أَحَدَكُمْ إِذَا دَخَلَ عَلَيْهِ غَمٌّ مِنْ غُمُومِ اَلدُّنْيَا أَنْ يَتَوَضَّأَ ثُمَّ يَدْخُلَ مَسْجِدَهُ فَيَرْكَعَ رَكْعَتَيْنِ فَيَدْعُوَاَللَّهَ فِيهَا أَ مَا سَمِعْتَ اَللَّهَ يَقُولُ: وَاِسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَاَلصَّلاٰةِ)(٤) فقبل أن تذهب إلى الطبيب أو إلى التاجر أو المحامي؛ اذهب إلى المسجد واسجد وسل الله عز وجل حل مشكلتك سواء كانت الشفاء من مرض أو الدخول في تجارة أو الخلاص من مشلكة مع أحدهم.

    من الصلوات النادرة التي ينبغي لأحدنا أن يحفظها – فقد يحتاج إليها في الأزمات التي لا شك أننا نمر بها – هي ما روي عن الإمام الصادق (ع): (إِذَا قَامَ اَلْعَبْدُ نِصْفَ اَللَّيْلِ بَيْنَ يَدَيْ رَبِّهِ فَصَلَّى لَهُ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ فِي جَوْفِ اَللَّيْلِ اَلْمُظْلِمِ ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَةَ اَلشُّكْرِ بَعْدَ فَرَاغِهِ فَقَالَ مَا شَاءَ اَللَّهُ مَا شَاءَ اَللَّهُ مِائَةَ مَرَّةٍ نَادَاهُ اَللَّهُ جَلَّ جَلاَلُهُ مِنْ (فَوْقِ عَرْشِهِ) عَبْدِي إِلَى كَمْ تَقُولُ مَا شَاءَ اَللَّهُ أَنَا رَبُّكَ وَإِلَيَّ اَلْمَشِيَّةُ وَقَدْ شِئْتُ قَضَاءَ حَاجَتِكَ فَسَلْنِي مَا شِئْتَ)(ه) وبقولك ماشاءالله تعني: أن ما يشاء الله هو الذي يُقضى، وأنه الرب الذي يُرغم عباده بما يُريد وهو فعال لما يشاء.

    [١] مفتاح الفلاح ج١ ص٥٤.
    [٢] عيون الأخبار ج١ ص٢٨٠.
    [٣] سورة الزمر: ٤٢.
    [٤] بحار الأنوار ج٨٨ ص٣٤٨.
    [٥] وسائل الشیعة ج٧ ص٦.

  • #2

    احسنتم ويبارك الله بكم
    شكرا لكم كثيرا
    مأجورين


    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...