قد لا تكون النظرة الأولى كافية لحسم قرار الاختيار بالأخص إذا كان هذا الاختيار مصيري كالزواج، فمعرفة طباع الخاطب
تحتاج إلى سؤال وتنقيب وفي بعض الأحيان الى اختبار..
نظرت آية إلى الشاب الذي تقدم لخطبتها، لم يعجبها شكله على الرغم من حيائه وهدوئه، أخبرت والدتها بعدم رغبتها بالارتباط به
لأنه لا يتناسب مع شكلها، أجابت الأم:
ولكن يا عزيزتي انه يحمل أخلاقا قد لا نجدها في غيره من الشباب،
أجابت آية وهي متذمرة: وما هو منظري لو خرجت برفقته إلى إي مكان عام والتقيت بإحدى صديقاتي اللواتي تزوجن من رجال يحملون
من الوسامة والجمال ما لا أجده في هذا الشخص؟ ها أجيبيني يا أمي سيجعلونني مادة لسخريتهم ليل نهار.
أجابت الأم: وما علاقة صديقاتك به؟ وهل جعلن رأيك محل نظر حينما خطبهن أزواجهن؟ ثم إن الرجل لا يعيبه إلا أخلاقه
أما شكله فهذا ليس ذنبه فقد اختاره له الخالق الجبار، جمال الرجل في دماثة أخلاقه،
والآن هل يسرك أن تتزوجي رجلا مثل زوج (هند) صديقتك وتفخرين بجماله فقط، فقد وصل سوء خلقه حدا لا يطاق فهو يطارد الفتيات
على الرغم من زواجه، ولا يهتم إلا بنضارة وجهه وديمومة جمال جسده، فهل مثل هذا الرجل يلبي طموحك؟
أم تريدين أن تختاري زوجا مثل زوج (إيلاف) صديقتك الذي أغرى أهلها بالمال لدرجة إنهم تناسوا أن يركزوا على باقي جوانب شخصيته
وأخلاقه وهاهو الآن لا يعرف عن زوجته وأولاده شيئا لأنه لاهي بملذاته ويفضل أصدقاء السوء على البقاء بجانب زوجته وأطفاله وتفقدهم،
وبالتالي فان الاثنتين منعمتان بالجمال والمال ولكن لا وجود للأخلاق في تعامل أزواجهن معهن، ولا يوجد احترام أو تقدير
ولا حتى رضا الله عز وجل، لأنهما شغلا نفسيهما بأزواجهما وملذاتهم وتناسيا أيضا تربية الأولاد والبنات الذين أصبحوا
نسخة طبق الأصل من أهاليهم.
يا ابنتي الرجل تجمله أخلاقه، وصلاته تزيده بهاءا ونورا، الرجل الذي يغض بصره عن الحرام سيجعلك أثيرة لديه
ويحافظ عليك ويحميك ويصونك بكل ما يستطيع، ولنا أسوة حسنة بالسلف الصالح في زمن النبي الأكرم صلى الله عليه واله
وقصة تزويجه جويبر مشهورة فقد كان فقيرا دميم الخلقة لا يملك من حطام الدنيا شيئا فقام النبي صلى الله عليه واله
وهو أولى بالمؤمنين من أنفسهم بتزويجه من بنت سيد قومه وهي الذلفاء وكانت جميلة جدا وتملك الأموال وذات حسب ونسب وخلق رفيع،
وارضاءا لنبي الرحمة صلى الله عليه واله وكرامه له تمت موافقتها على هذه الخطبة وكانت سعيدة جدا، بهذا الزواج المبارك
بيد رسول الله صلى الله عليه واله، فكري وتأملي لماذا كانت الذلفاء سعيدة.
تعليق