إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مفردات قيّمة من القرآن الكريم، ﴿إِنَّ اللهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ﴾

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مفردات قيّمة من القرآن الكريم، ﴿إِنَّ اللهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ﴾

    بِسْمِ اَللهِ اَلرَّحْمنِ اَلرَّحِيمِ

    اللهم صلِّ على مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّد


    قال الله تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ﴾.[1]
    الاصطفاء الإلهي لمجموعة من البشر سياسة عظيمة لقيادة الناس في الوجود الدنيوي في مجالي الدين والدنيا للوصول الى الله عز وجل بقلوب سليمة لذا قال:
    ﴿إِنَّ اللهَ اصْطَفَى آدَمَ﴾، «آدم» هنا وفي سائر القرآن هو الوالد الأول من هذا النسل الأخير، كما هو لائح في سائر القرآن دون ريب حيث جيء باسمه الخاص هذا (35) مرة. وترى اصطفاءه يلمح انه كان معه أوادم آخرون فقد ورد عَنْ جَابِرِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: ((سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَنْ قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿أَفَعَيِينا بِالْخَلْقِ اَلْأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ﴾ قَالَ: يَا جَابِرُ تَأْوِيلُ ذَلِكَ.. وَاَللهِ لَقَدْ خَلَقَ اَللهُ أَلْفَ أَلْفِ عَالَمٍ وَأَلْفَ أَلْفِ آدَمٍ أَنْتَ فِي آخِرِ تِلْكَ اَلْعَوَالِمِ وَأُولَئِكَ اَلْآدَمِيِّينَ))
    [2]، فاصطفاه الله من بينهم رسولا، فليس - إذا - هو الوالد الأول إذ قد يكون هو من مواليدهم وهذا النسل الإنساني متناسل مقسما بينهم‌؟ وليست قضية اصطفاءه ذلك الهارف الخارف إن هناك كان أوادم آخرون لم يكن هو والدهم، حيث الاصطفاء المطلق وفي حقل الرسالة كما هنا لا يقتضي المجانسة بين جمع، بل يعني اصطفاءه من بين سائر الخليقة ليكون حامل لواء الدعوة الربانية بين المكلفين! حيث الرسالة الى العالمين خاصة بالإنس أصالة مهما كانت في الجن أيضا كفروع للرسالة الإنسانية الى قبيلهم قبل اختتام الوحي.
    إذا فلا بد في الاصطفاء الرسالي من اجتباء الأصفى بين عامة المكلفين، حتى يصلح الرسول المصطفى لحمل الرسالة الى العالمين أجمعين.
    فالله اصطفاه من بين قرينيه زوجه وإبليس وذريته الابالسة وسائر الجن حيث: ﴿وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ السَّمُومِ
    [3]، ومهما كان الاصطفاء بحاجة إلى عديد، فقد يكفي له اثنان يصطفى أحدهما على الآخر، فضلا عن آخرين - سوى زوجه - من قبيل الجن ككل.
    وليس اصطفاءه حين خلقه حتى يقال فكيف ذلك الاصطفاء ولما يخلق زوجه‌؟ وانما كان بعد عصيانه وهبوطه وتوبته وتوبة اللّه عليه: ﴿..وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى* ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى
    [4]، واجتبائه هو اصطفاءه وهو مرحلة تالية لعصيانه فتوبة اللّه عليه ليتوب وتوبته الى اللّه وتوبة ثانية من اللّه عليه قبولا لتوبته ثم هدايته الى ما قبل عصيانه من طهارته ثم يأتي دور اجتبائه واصطفائه.
    وهكذا يجاب عن غائلة العصيان في الرسول المعصوم، أنه اصطفى رسولا بعد توبته النصوح، الكاملة الكافلة لتركه على طول خط الحياة الرسالية، وهنا الاصطفاء الأوّل لآدم يعني الأولية الزمنية، لا في الرتبة.
    ثم ﴿نُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ﴾ المصطفين ﴿عَلَى الْعَالَمِينَ﴾ تشمل كافة المرسلين والنبيين، فنوح - وهو أول اولي العزم - اوّل من دارت عليه رحى ولاية العزم الرسالية.
    ﴿وَآلَ إِبْرَاهِيمَ﴾، تعني إبراهيم وآله الابراهيميين رسلا ونبيين، منذ إسماعيل إلى خاتم النبيين وعترته المعصومين صلوات اللّه عليهم أجمعين ومنذ إسحاق ويعقوب وسائر رسل بني إسرائيل (عليهم السلام)، وهنا يختص بالذكر ﴿وَآلَ عِمْرَانَ﴾ اعتبارا بمريم العذراء الطاهرة المعصومة وابنها المسيح (عليهما السلام) حيث المسرح هنا في سورة آل عمران سرد القصص الفصل لآل عمران.
    فلا يعني عدم التصريح بمحمد (صلّى الله عليه وآله) هنا تسريحا له عن موقف الاصطفاء الخاص، كما ولم يصرح بإسحاق ويعقوب وموسى وسائر الرسل من بني إسرائيل، وموسى هو رأس الزاوية الرسالية بينهم، وقد يأتي في نفس السورة التصريح بأن محمدا (صلى الله عليه وآله) إمام النبيين أجمعين، الذي يستشرف في آية الميثاق.



    [1] سورة آل عمران، الآية: 33.
    [2] كتاب التوحيد، ج 1، ص 277.
    [3] سورة الحجر، الآية: 27.
    [4] سورة طه، الآيتان: 121-122.

المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X