نلاحظ أن كثيراً من "مقاطع الفيديو" التي تصل إلينا من هنا وهناك ، حتى المقاطع الدينية منها ، تحتوي على خلفية موسيقية ..
يرسل إليك مقطعاً فيه موعظة ، أو نصيحة ، أو حكمة ، أو مشهد تمثيلي ، أو فيلم هادف ، أو خطيب يتكلم على المنبر الحسيني ، وكي يجعلك تعيش في جو من الاندماج والتفاعل مع المقطع ، يقوم بتركيب الأصوات الموسيقية مع المقطع ..
ربما تكون النية صافية ، والقصد شريفاً ، وهو إيصال الفكرة المرجوة إلى ذهنك وعقلك وقلبك بأجمل صورة ، وأقوى تأثير ..
ولكن الواقع - أيها الإخوة الكرام - أن هذا الفعل فيه شبهة شرعية كبيرة ، و إذا لم نتمكن من الجزم بالحرمة ؛ فلا أقل من وجود الإشكال الكبير في مثل هذه المقاطع ..
فتركيب ونشر وتداول هذه المقاطع الدينية ، خطأ يقع فيه بعض الإخوة والأخوات عن قصد أو عن غير قصد ، إذْ "الموسيقى اللهوية" تعتبر من الآثام ..
وكما تعلمون ؛ فإن الفقهاء يقولون : يحرم الاستماع إلى الموسيقى التي تناسب مجالس اللهو والباطل ، ولم يستثنوا حالة الاستماع للموسيقى إذا دُمجت بمقطع ديني ..
فأنت عندما تستمع إلى فيديو جميل للراحل الكبير الشيخ أحمد الوائلي رحمه الله ( مثلاً ) ، و تكون هناك خلفية موسيقية ( لهوية ) مع الفيديو ، فأنت ترتكب بذلك إثماً -حسب القواعد الفقهية- !!..
عموماً .. نتمنى ممن يقرأ هذه المقالة المختصرة أن يلتفت وينتبه لهذا الأمر..
فقد ابتُلينا في الفترة الأخيرة بإرسال مقاطع كثيرة تحمل في طياتها أهدافاً سامية ، ولكن الموسيقى التي تصاحبها تُفسدها ..
هذا مضافاً إلى أن صوت الموسيقى يكون مزعجاً جداً في بعض الأحيان ، بحيث يكون أعلى وأرفع من نفس صوت الخطيب أو الواعظ أو الناصح..
بحيث حتى لو أردت التركيز في كلام المتحدث ( وتجاهل صوت الموسيقى ) فإنك لن تستطيع فعل ذلك !!! وبذلك ينتفي الغرض الذي من أجله تم إرسال الفيديو !! ..
أيها الكرام ، نرجو منكم التوقف عن إرسال المقاطع التي تحتوي على النغمات الموسيقية ، ويُفترض إرسال المقطع صافياً خالياً من هذه الأصوات ، كي يتسنى للجميع الاستفادة بالشكل المطلوب ، دون الوقوع في الإشكال الشرعي ..
والحمد لله رب العالمين.
-------------------------
منقول