يوم 14 من شهر ربيع 2 سنة 66 هـ خرج المختار للأخذ بثأر الإمام الحسين (ع).
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وآل محمد .
روى أبو مخنف أن أمراء الشيعة قالوا للمختار : اعلم أن جميع أمراء الكوفة مع عبد الله بن مطيع وهم إلب علينا ، وإنه إن بايعك إبراهيم بن الأشتر النخعي وحده أغنانا عن جميع من سواه . فبعث إليه المختار جماعة يدعونه إلى الدخول معهم في الاخذ بثأر الحسين ، وذكروه سابقة أبيه مع علي رضي الله عنه ، فقال : قد أجبتكم إلى ما سألتم، على أن أكون أنا ولي أمركم ، فقالوا : إن هذا لا يمكن ، لان المهدي قد بعث لنا المختار وزيرا له وداعيا إليه ، فسكت عنهم إبراهيم بن الأشتر فرجعوا إلى المختار فأخبروه، فمكث ثلاثا ثم خرج في جماعة من رؤوس أصحابه إليه ، فدخل على ابن الأشتر فقام إليه واحترمه وأكرمه وجلس إليه ، فدعاه إلى الدخول معهم ، وأخرج له كتابا على لسان ابن الحنفية يدعوه إلى الدخول مع أصحابه من الشيعة فيما قاموا فيه من نصرة آل البيت النبي صلى الله عليه وسلم ، والاخذ بثأرهم . فقال ابن الأشتر : إنه قد جائتني كتب محمد بن الحنفية بغير هذا النظام، فقال المختار : إن هذا زمان وهذا زمان ، فقال ابن الأشتر : فمن يشهد أن هذا كتابه ؟ فتقدم جماعة من أصحاب المختار فشهدوا بذلك ، فقام ابن الأشتر من مجلسه وأجلس المختار فيه وبايعه ، ودعا لهم بفاكهة وشراب من عسل. قال الشعبي : وكنت حاضرا أنا وأبي أمر إبراهيم بن الأشتر . ذلك المجلس ، فلما انصرف المختار قال إبراهيم بن الأشتر : يا شعبي ما ترى فيما شهد به هؤلاء ؟ فقلت : إنهم قراه وأمراء ووجوه الناس ، ولا أراهم يشهدون إلا بما يعلمون ، قال : وكتمته ما في نفسي من اتهامهم ، ولكني كنت أحب أن يخرجوا للاخذ بثأر الحسين ، وكنت على رأي القوم . ثم جعل إبراهيم يختلف إلى المختار في منزله هو ومن أطاعه من قومه ، ثم اتفق رأي الشيعة على أن يكون خروجهم ليلة الخمس لأربع عشرة ليلة خلت [من ربيع الأول] 1 من هذه السنة - سنة ست وستين ). 2
***********************
1 - بعض المصادر لا توجد هذه العبارة ، وبعضها توجد من ربيع الآخر.
2 - البداية والنهاية ، ابن كثير ، ج 8 ، ص 291.
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على محمد وآل محمد .
روى أبو مخنف أن أمراء الشيعة قالوا للمختار : اعلم أن جميع أمراء الكوفة مع عبد الله بن مطيع وهم إلب علينا ، وإنه إن بايعك إبراهيم بن الأشتر النخعي وحده أغنانا عن جميع من سواه . فبعث إليه المختار جماعة يدعونه إلى الدخول معهم في الاخذ بثأر الحسين ، وذكروه سابقة أبيه مع علي رضي الله عنه ، فقال : قد أجبتكم إلى ما سألتم، على أن أكون أنا ولي أمركم ، فقالوا : إن هذا لا يمكن ، لان المهدي قد بعث لنا المختار وزيرا له وداعيا إليه ، فسكت عنهم إبراهيم بن الأشتر فرجعوا إلى المختار فأخبروه، فمكث ثلاثا ثم خرج في جماعة من رؤوس أصحابه إليه ، فدخل على ابن الأشتر فقام إليه واحترمه وأكرمه وجلس إليه ، فدعاه إلى الدخول معهم ، وأخرج له كتابا على لسان ابن الحنفية يدعوه إلى الدخول مع أصحابه من الشيعة فيما قاموا فيه من نصرة آل البيت النبي صلى الله عليه وسلم ، والاخذ بثأرهم . فقال ابن الأشتر : إنه قد جائتني كتب محمد بن الحنفية بغير هذا النظام، فقال المختار : إن هذا زمان وهذا زمان ، فقال ابن الأشتر : فمن يشهد أن هذا كتابه ؟ فتقدم جماعة من أصحاب المختار فشهدوا بذلك ، فقام ابن الأشتر من مجلسه وأجلس المختار فيه وبايعه ، ودعا لهم بفاكهة وشراب من عسل. قال الشعبي : وكنت حاضرا أنا وأبي أمر إبراهيم بن الأشتر . ذلك المجلس ، فلما انصرف المختار قال إبراهيم بن الأشتر : يا شعبي ما ترى فيما شهد به هؤلاء ؟ فقلت : إنهم قراه وأمراء ووجوه الناس ، ولا أراهم يشهدون إلا بما يعلمون ، قال : وكتمته ما في نفسي من اتهامهم ، ولكني كنت أحب أن يخرجوا للاخذ بثأر الحسين ، وكنت على رأي القوم . ثم جعل إبراهيم يختلف إلى المختار في منزله هو ومن أطاعه من قومه ، ثم اتفق رأي الشيعة على أن يكون خروجهم ليلة الخمس لأربع عشرة ليلة خلت [من ربيع الأول] 1 من هذه السنة - سنة ست وستين ). 2
***********************
1 - بعض المصادر لا توجد هذه العبارة ، وبعضها توجد من ربيع الآخر.
2 - البداية والنهاية ، ابن كثير ، ج 8 ، ص 291.