يحكى إنـــه كان هناك رجل فقير يعمل في ساعات النهار ويعود ليلا متعب منهك له من العيال سته ثلاث صبيان وثلاث فتيات وكلهم في المدارس
كان عمل هذا الرجل في السوبر ماركت كبير ومهمته انه ينظف البلاط ومع ان عمله مجهد لكن ابتسامته لا تفارق محياه
فقد كان كل من يراه يستمد من تلك الإبتسامة الصغيرة الصامتة تفاؤل وامل كبيرين
اما صاحب السوبر ماركت فقد كان رجل غني جدا
ولكن لرجل الغني كان عبوسا سيء المزاج دائما
لا يتحدث مع زبون الا وتشاجر وتعالى الصراخ بينهما
بعد فتره وجيزة بدأ الزبائن يتبضعون من سوبر ماركت اخر فحزن صاحب العمل كثيرا
قرر الرجل الفقير ان يتكلم مع مديره لكنه كان متردد لأنه يعلم ان مديره صاحب خلق سيء
لكنه وبعد ان وضع اسوء الإحتمالات في باله قرر ان يكلمه
ذهب اليه وهو متردد وخائف من ان يطرده من عمله لكنه توكل على الله وقال له
السلام عليك سيدي
رد عليه المدير بعصبيه وعليك السلام
فقال له يا سيدي اود ان اقول لك امر ولكنني خائف من ان قولي لا يعجبك فتغضب مني..!
.رد عليه بعصبيه: قل ما في جعبتك ماذا تريد ...؟؟؟
هل تحتاج ان اقرضك بعض النقود..؟؟!
ام تريد ان ازيد راتبك..!!
ضحك الرجل الفقير وقال يا سيدي الدنيا ليست اموال فقط
ففي هذه الحياة هناك ما هو اجمل من اموال الدنيا وهي القناعة والصبر والأيمان
لكنني وددت ان أسئلك لماذا انت بهذا المزاج السيء والغضب الدائم!
فبسبب هذين الأمرين
فقدت زبائنك
فبعد ان كانت اسواقنا معروفه بكثرة زبائنها اليوم اصبحنا نفتقد هذه الزحمة وبضاعتنا بدأ مفعولها بالنفاذ
يا سيدي مهما كنت تعاني من مشاكل فالأخرين غير مسؤولين عما يحدث لك
انت تعلم ان لي اولاد وبنات وعلي ان ادبر معيشتهم ومتطلباتهم وقد استأجرت بيت بعيد جدا عن محل عملي لكنني رغم كل ذلك متفائل جدا واملي بالله كبير ان في يوما ما سيتحسن الحال
فمهما اتعب ومهما تزداد مشاكلي ابتسم امام الزبائن فما ذنبهم ان كانت ظروفي عسره .!؟؟
صمت المدير ورد عليه
نعم لك الحق في كل ما قلته
ففعلا ما ذنب الزبائن ان كانت زوجتي مريضه ..!!
وما ذنب الزبائن ان كانت ابنتي قد تطلقت ..!!
وما ذنب الزبائن ان كنت مريض
فالظرف ظرفي ولا لأحد دخل به
فعلا انا على خطأ
اما لكلامك هذا فأنت تستحق ان يزداد راتبك ضعفين
.الحكمة:
ان كنت تمر بظروف صعبة
ليس لك الحق ان تعاقب الناس بسوء خلقك ومزاجك
الظرف ظرفك والأخرين غير مسؤولين عما تمر به
فاذا افرغت جام غضبك على من حولك بسبب ما تمر به من ظروف سيتركك الجميع حتى اهلك
تعليق