إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

حسن الظن

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حسن الظن

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صلِ على محمد وآل محمد

    إن من موجبات الرحمة الإلهية، أن يحسن الإنسان ظنه بإخوانه المؤمنين، تشبهاً برحمة الرب جل وعلا.. فكم من الجميل أن يحمل المؤمن قلباً صافياً، يخلو من أي حقد تجاه الآخرين!.. ومن المعلوم أن هذا الحقد قد يطفح يوماً، ويظهر على فلتات اللسان، فالمرء مخبوء تحت طي لسانه لا تحت طيلسانه، وإن كان حذراً من الوقوع في الزلل الفعلي، إلا أنه يعيش حالة الانشغال الذهني والغليان الباطني.. وهذا فعلاً ما أشار إليه روح الله عيسى (ع) -ما مضمونه- أن النار التي لا تحرق المكان، تعمل على تلويث جوانبه بالسواد.
    وبلا شك أننا لو عملنا بهذه المقولة في مسألة حسن الظن بالآخرين: (احمل فعل أخيك على أحسنه)، أو (احمل أخاك على سبعين محملاً من الخير)؛ لانقلبت حياتنا إلى جنة جميلة، خالية من التكدير والهموم.
    ومن عجائب الروايات التي تحث على المبالغة في الحمل على الأحسن، ما جاء عن الإمام موسى بن جعفر (ع):
    قلت للكاظم (ع): جعلت فداك!.. الرجل من إخواني يبلغني عنه الشيء الذي أكره له، فأسأله عنه، فينكر ذلك، وقد أخبرني عنه قوم ثقات.. فقال: يا محمد!.. كذّبْ سمعك وبصرك عن أخيك، فإن شهد عندك خمسون قسامة، وقال لك قولا فصدقه وكذّبهم.. ولا تذيعن عليه شيئاً تشينه به، وتهدم به مروّته..
    فيا للعجب!.. كيف يكذب الإنسان قوم ثقاة ويصدق الفرد!.. نعم، هكذا هو الإسلام، جاء ليعلمنا من خلال النبي وآله (ع) بإيجاد هذا الجو النقي، حتى نحقق مناخاً نتفس فيه الصعداء، خاليا من كل هذه الشوائب التي تكدر الإنسان.

    إن من الأحاديث القدسية المهم ، هو هذا الحديث: ( أهل طاعتي في ضيافتي، وأهل شكري في زيادتي، وأهل ذكري في نعمتي.. وأهل معصيتي لا أويسهم من رحمتي؛ إنْ تابوا فأنا حبيبهم، وإنْ دعوا فأنا مجيبهم، وإنْ مرضوا فأنا طبيبهم: أداويهم بالمحن والمصائب؛ لأطهرهم من الذنوب والمعايب).. ومن المؤكد أن الذي يعيش أجواء هذا الحديث، ويحسن الاعتقاد بالله تعالى، سيكون هو في مظان الرحمة الإلهية.

    هنالك موجبات عديدة، أهمها:
    تذكر النعم الإلهية: بلا شك أن الإنسان المبتلى، إذا نظر إلى نعم المولى جل وعلا عليه، منذ ابتدأه في هذا الوجود إذ كان جنيناً.. وسأل نفسه: بأنه من ذا الذي شق فيه المخ، والقلب، والبصر، وصوره في أحسن صورة؟!.. ومن ذا الذي ضمن له الغذاء، وهو محصور في ظلمات ثلاث؟!.. ومن ذا الذي تولى رعايته، وحفظه حتى كبر واشتد عوده؟!.. نعم، ذاك هو الله تعالى، وهو أكرم من أن يضيع عبده، ويحرمه من رحمته، ويقطع عنه النعم الذي ابتدأه بها -من غير سؤال- وهو في عالم الأجنة.
    وعليه، فالذي يطلب حاجة ملحة من رب العالمين، وقد تأخرت عنه الإجابة؛ ليجلس مع نفسه يذكرها بنعم الله تعالى، ويلقنها حسن الظن به جل وعلا.. جاء في الحديث عن الإمام الرضا (ع): (أحسِنْ الظن بالله!.. فإنّ الله عز وجل يقول: أنا عند حسن ظن عبدي المؤمن بي؛ إن خيرا فخيرا، وإن شرا فشرا).​
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X