إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مفردات قيّمة من القرآن الكريم،﴿اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ​﴾

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مفردات قيّمة من القرآن الكريم،﴿اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ​﴾

    بِسْمِ اَللهِ اَلرَّحْمنِ اَلرَّحِيمِ

    اللهم صلِّ على مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّد


    ﴿وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ[1]
    ذَكَّرُ اللهُ تعالى النبي صلّى الله عليه وآله لِمَا قالت الملائكة مع مريم عليها السّلام، وأن هذا التكلم الذى أنبأناك من الأنباء الغيبية إذ ما كانت في عالم الشهود والملك بل كانت في عالم الغيب والملكوت فإن الملكوت غيب الملك، والجبروت غيب الملكوت، واللاهوت غيب الجبروت، والغيب المطلق لا حد له ولا رسم، وهي مرتبة العماء وكذلك لم تكن ببدنك لديهم وقت القرعة والمخاصمة في كفالة مريم، مخاصمة كانت للقيام بخدمة الله لا ما يوجب نقصهم، ولكن لإحاطة بعض مراتبك أو تمام مراتبك، بحيث كنت فوقهم لا مساويا أو أدنى حتى تكون لديهم،(اذكرهم) واجعلهم نصب عينيك تكميلا لهم ولإمتك؛ اذ بعد اطلاع إمتك على تلك الامور، ومشاهدة أن المرأة التي أدنى من الرجل بأي درجة بلغت بسبب التوجه والعبادة، يحصل لهم الغيرة بل للنساء بأن يخرجا من الدرجة الدانية ويصلا الى الدرجة العالية.
    ﴿وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ أي أذكر يا محمد حينما قالت الملائكة لمريم ﴿إِنَّ اَللّهَ اِصْطَفاكِ‌ أي اختارك من بين نساء العالمين، لأمور ميّزك بها: كقبولك بنذر أمك لسدانة المحراب ولم يقبل ذلك من امرأة قط، وكتربيتك في بيته ومكان عبادته، وكجعل مربيك نبيه المرسل الى عباده، وكإكرامك برزق الجنة في دار الدنيا، وبأنك ما ارتضعت ثدي امرأة ما دمت رضيعة ﴿وَطَهَّرَكِ‌ أي نزّهك وقدّسك عن الأدناس وعما يستقذر من النساء، وما لا يليق بمقامك الرفيع ﴿وَاِصْطَفاكِ‌ كررها سبحانه ثانية: أي انتقاك لأمر هامّ‌، ثم اختصك بتكليم الملائكة، وبالنفخة الربانية التي تكوّن منها ولد من غير أب. وبتلك المزايا آثرك اللّه على نِساءِ اَلْعالَمِينَ‌ من أهل زمانك.. ولا تنافي بين كون فاطمة عليها السلام سيدة نساء العالمين وبين ذلك حتى نحتاج الى تخصيص كل واحدة بسيادة نساء عالمها. فإن سيادة مريم عليها السلام جاءت من الجهات التي اختصت بها من بين سائر النساء بحسب ما ذكرنا من صفاتها وملازمات حياتها، فسيادتها سيادة حيثية وجهتّية لا مطلقا حتى تتعارض مع سيادة الزهراء عليها السلام العامة الشاملة صلوات اللّه على أبيها وعليها وعلى بعلها وبنيها

    والحاصل أن السيادة هي المجد والشرف، والاصطفاء أعم منها.
    ومعنى ذلك: أنني إذا اخترت فلانا من بين قوم لأمر معيّن، ليس معناه أنني جعلته أشرف وأعلى مقاما من جميع القوم حتى يقال فلان مقدّم في السيادة والزعامة بمجرّد الاصطفاء. بل معنى ذلك أنني اخترته لأمور خاصة، ولِحِكَم اقتضت اصطفاءه دون غيره. فلا نحتاج الى التخصيص كما هو واضح بأدنى تأمّل وتدبّر.. نعم، إن فاطمة عليها السلام، سيدة نساء العالمين لشرافتها الذاتية الأصلية والخارجية المعروفة بلا شك ولا شبهة مضافا الى أن لفظ سيادة لم يرد هنا بمعنى الزعامة المطلقة، ولم يقل سبحانه وتعالى: مريم سيدة نساء العالمين، حتى يقال لا بد من التخصيص، وإلاّ لزم تقدّمها.
    وورد في تفسير هذه الآية ما عَنِ اَلْحَكَمِ بْنِ عُيَيْنَةَ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) عَنْ قَوْلِ اَللَّهِ فِي اَلْكِتَابِ: ((﴿وَإِذْ قالَتِ اَلْمَلائِكَةُ يا مَرْيَمُ إِنَّ اَللّهَ اِصْطَفاكِ وَطَهَّرَكِ وَاِصْطَفاكِ عَلى نِساءِ اَلْعالَمِينَ اِصْطَفَاهَا مَرَّتَيْنِ، وَاَلاِصْطِفَاءُ إِنَّمَا هُوَ مَرَّةٌ وَاحِدَةٌ؟ قَالَ: فَقَالَ لِي: «يَا حَكَمُ، إِنَّ لِهَذَا تَأْوِيلاً وَتَفْسِيراً». فَقُلْتُ لَهُ: فَسِّرْهُ لَنَا، أَبْقَاكَ اَللَّهُ. قَالَ: يَعْنِي اِصْطَفَاهَا أَوَّلاً مِنْ ذُرِّيَّةِ اَلْأَنْبِيَاءِ اَلْمُصْطَفَيْنَ اَلْمُرْسَلِينَ، وَطَهَّرَهَا مِنْ أَنْ يَكُونَ فِي وِلاَدَتِهَا مِنْ آبَائِهَا وَأُمَّهَاتِهَا سِفَاحٌ، وَاِصْطَفَاهَا بِهَذَا فِي اَلْقُرْآنِ ﴿يا مَرْيَمُ اُقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاُسْجُدِي وَاِرْكَعِي شُكْراً لِلَّهِ. ثُمَّ قَالَ لِنَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) يُخْبِرُهُ بِمَا غَابَ عَنْهُ مِنْ خَبَرِ مَرْيَمَ وَعِيسَى: يَا مُحَمَّدُ ﴿
    ذلِكَ مِنْ أَنْباءِ اَلْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ فِي مَرْيَمَ وَاِبْنِهَا وَبِمَا خَصَّهُمَا اَللَّهُ بِهِ وَفَضَّلَهُمَا وَأَكْرَمَهُمَا حَيْثُ قَالَ: ﴿وَما كُنْتَ لَدَيْهِمْ يَا مُحَمَّدُ، يَعْنِي بِذَلِكَ لِرَبِّ اَلْمَلاَئِكَةِ ﴿إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ حِينَ أَيْتَمَتْ مِنْ أَبِيهَا)).[2]
    [1] سورة آل عمران، الآية: 42.
    [2] تفسير العياشي، ج 1، ص 173.


  • #2
    احسنتم ويبارك الله بكم
    شكرا لكم كثيرا
    مأجورين
    ​​

    تعليق


    • #3
      بسم الله الرحمن الرحيم
      اللهم ص​ل على محمد وآل محمد
      جزاكم الله خيرا
      مع شكرنا وتقديرنا لحسن متابعاتكم​​
      ​​​​​

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X