قال عليٌّ: كوكبٌ دريّ هي الزهراءُ، تستضيء من سَنا الرحمن..
فنظرنا في وجهها ووجدنا شرخاً.. بعد فراقِ المختار..
لتعيش بالأسى عمراً، وتذرف حجاب السماوات دمعة حمراء على المختار..
وسلبوها الإرث والبيت الذي فيه تبكي فراقَ المختار..
فسمِعنا في طيّ خطبتِها آياتٍ محكمات من كتابِ الرحمن..
)وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ(/ (النمل:16) في القرآن، والزهراءُ الإرث لها لا يحيا..
فحثّوا غدرَهُم حثاً، وفي بيتِ الأحزانِ هناك أبوكِ يُرثى..
ولتجمع الصلاة والأولاد ودمعة فراق المختار على الكوكبِ الدريّ تسعى..
قال سلمانُ: تمهلْ يا مَن خطّت يداه كتبَ التاريخِ في أمةِ أحمد..
تمهلْ! لتكتبَ التاريخَ بحقٍ ولا سؤال تحتار عنده في ولائجِ امتحانِ جيلِ واعٍ، لأبي القاسمِ محمد..
قرؤوا القرآن وقرأنا آية )..لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا..(/ (النور:27)؛
لكن لم يستأذنوا من بنتِ أحمد..
دخلوا على الزهراءِ وما كان عليها من خمار، فلاذت وراءَ البابِ رعايةً للحجاب؛ لتضربَ مثلاً بما جاء به دينُ محمد..
وبعصرةِ قنفذ للباب نبتَ المسمارُ في ضلوعِ بنتِ أحمد..
تمهلْ! يا مَن يكتب تاريخَ أمةِ محمد..
سقطَ الجنينُ، وحالت النارُ بينها وبينَ مَن غصبَ حقَّ بنتِ أحمد..
حالتْ النارُ حتى لا يُكشف حجاب السموات عن أمة ظلمت بنتَ محمد..
وتسارع المقدادُ ليملي على مَن كتب التاريخَ والدمع المنهمر..
في ليلٍ أسدلَ الظلامُ وسالت دموعُ السماءِ كعينِ القَطر..
حرثَ أبو تراب بطولِ صبرِه القبر..
مودعاً آية الصّدقة بدمعِ العينِ المنهمر..
ومفارقاً حديثَ أمّ أبيها والقلبُ ينفطر..
ونفض على القبر اليسار واليمين مَن داوى الشريعةَ بالولاية وعلمٍ سال منهمراً..
ليخرجَ مغضباً، وقباه الذي يلبسه في كلّ كريهة ليردعَ الكفارَ لونه الأصفر..
وعلى فراقِ حجابِ السموات توارى مَن داوى الشريعةَ بالحُجب..
لتعلن دموع أبي ذر على غياب الوصي ومن توارت بالحُجب..
نادية حمادة الشمري
تم نشره في مجلة رياض الزهراء العدد80
تعليق